الحكيم
اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات |
يوم عرفة يوم عظيم جليل، يَعُمُّ خيرُه وبركاتُه هذه الأمةَ كلَّها، لِمَا يتنزَّل فيه من الرحمة، وما يغفر اللهُ فيه من الذنوب العظام للحاج ولمن شفع فيه، وللمقيم على طاعة الله...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الجَوَاد الكريم، الغفور الحليم، الذي أسبَغ على عبادِه النعمَ، ودفَع عنهم النقمَ، أحمد ربي وأشكره على نِعَمِه كلِّها، ما عَلِمْنا منها وما لم نعلم، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، المبعوث بالدين القويم، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، الذين دَعَوُا الناسَ بكل سبب إلى الصراط المستقيم.
أما بعد: فاتقوا الله -تعالى- بالتذلل والمحبة وموافقة ربكم في كل ما يحب، وبُغْض ما يبغض، فالعبادة لله -عز وجل- هي الذل والتواضع، والمحبة للرب -سبحانه- والعبادة هي عز العبد في الحياة وبعد الممات، قال الله -تعالى-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)[فَاطِرٍ: 10]، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الْمُنَافِقُونَ: 8].
أيها الناس: إن ربنا -عز وجل- سمَّى نفسَه بأسماء مقدَّسة عظيمة، قال سبحانه: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الْأَعْرَافِ: 180]، وكل اسم من أسماء الله الحسنى يدل على ذات الحق العلي الأعلى -سبحانه-، ويدل على الصفة العظمى التي تضمَّنَها ذلك الاسمُ، وأسماء الله الحسنى أكثر مما جاء في القرآن والسنة، كما صح بذلك الحديثُ.
ومن أسماء الله -عز وجل- الشكور، قال الله -تعالى-: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)[التَّغَابُنِ: 17]، وقال تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)[النِّسَاءِ: 147]، ومعنى الشكور الذي يُثْنِي على الطائعين بطاعاتهم، ويمدحهم بها، ويُثيبُهم عليها أعظمَ الثواب، كما في قوله -تبارك وتعالى-: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[التَّوْبَةِ: 112]، وقال تعالى: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 21-22]، وكما أن الله شاكر لعباده الطائعين، فهو مشكور من الطائعين، يحبونه ويُثنون عليه -عز وجل- بأسمائه وصفاته ونعمه، ويشكرونه -تعالى- على معونته وتوفيقه للأعمال الصالحات وحفظهم من الموبقات، قال الله -تعالى-: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)[الْأَعْرَافِ: 43].
والرب -جل وعلا- يحب أن يُشكَر على نعمه، قال الله -تعالى-: (وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)[النَّحْلِ: 114]، وقال سبحانه: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)[الزُّمَرِ: 66]، فالرب -تبارك وتعالى- يحب أن يشكر على النعم، ويحب أن يَرضى عنه العبد على ما كتب عليه مما يكره من القضاء؛ لينال أعظم الثواب على الشكر، وينال أعظم الثواب على الصبر.
أخرج أبو جعفر الرازي عن أُبَيّ بن كعب -رضي الله عنه- في قول الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)[الْأَعْرَافِ: 172]، فجَمَعَهم لآدم يومئذ جميعا، ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، وأخَذ عليهم العهدَ والميثاقَ وأشهدهم على أنفسهم: (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)[الْأَعْرَافِ: 172]، ورفَع أباهم آدمَ فنظَر إليهم فرأى فيهم الغنيَّ والفقيرَ، وحَسَن الصورة ودون ذلك، وفي رواية: "وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى، وأنواع السقام، فقال: يا رب، لو سويتَ بين عبادك؟ قال: إني أحب أن أُشكَر".
وأنتم -معشر المسلمين- في عشر ذي الحجة مضى أكثرها وبقي أقلها، فتَح اللهُ لكم أبوابَ كل خير فيها، وأحصى لكم فيها الأعمال؛ لتروا ثوابها العظيم، وما بقي منها إلا بقيةُ يومِكم، ويومُ عرفةَ، ويومُ النحرِ، والأعمال بالخواتيم، فاشكروا الله على هذه النعم، وأعظم مرغِّب للعمل فيها حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أعظم أجرا من عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرَج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء" (رواه البخاري).
وأفضل الدعاء دعاء عرفة، وهذا يعمُّ الحاجَّ والمقيمَ، والحاج يختص بمزيد الفضل، وعلَّمَنا اللهُ -تعالى- الأعمالَ التي تُرضيه، وحذَّرنا من الأعمال التي يبغضها وتؤذيه، وعلَّمنا الأوقات التي يتفاضل فيها العمل، قال الله -تعالى-: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)[الْبَقَرَةِ: 151-152]، فاستحق بذلك ربُّنا الذكرَ والتعظيمَ، والشكرَ والإخلاصَ.
ومن رحمة الله بنا وَجُودِه وكرمه أنه -سبحانه- إذا شرع أعمالا دعا الناس إلى القيام بها ليعظم ثوابُهم، وإذا لم يمكن القيام بها من كل أحد شرع مثلها من الأعمال الصالحة، ما يدرِك بها المسلمُ ما فاته، ويلحَق بها مَنْ سبَقَه، ليتنافسوا في الخيرات، فشرَع صيامَ عرفة لغير الحاج ليشارك المقيمُ الحاجَّ في الأجور، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صيام عرفة أحتسب أن يُكَفِّرَ السنةَ الماضيةَ والقابلةَ" (رواه الترمذي، من حديث أبي قتادة).
وشُرعت الأضحية للمقيم كما شُرِعَ القُربان للحاج؛ إحياءً لسُنَّةِ أبينا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- حينما أمره الله بذبح ولده فعزم على ذلك، وشرع في الذبح ففداه الله بذبح عظيم؛ لينال المقيمُ الأجرَ كما يناله الحاجُّ، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما عَمِلَ آدميٌّ من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراقه الدماء، وإنها لَتأتي يوم القيامة بقرونها، وأشعارها وأظلافها، وإن الدم لَيقع من الله بمكان قبل أن يقع في الأرض، فطِيبُوا بها نَفْسًا" (رواه الترمذي).
وفي الأضحية والقرابين إحسان من الله إلى خلقه؛ ليتمتعوا بضيافته ورزقه، وليتوسعوا في ذلك في هذا اليوم، وكما شرَع لمن لم يدرك أُمَّه أن يَبَرَّ خالتَه، وقال: "الخالة بمنزلة الأم" وشرَع لمن لم يدرك أباه أن يدعو له ويبر أصدقاءه ويصل وُدَّه، وكما شرع لمن لم يجد مالا يتصدق به أن يُكثِر من الذِّكْر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "جاء فقراء المهاجرين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، ذهَب أهل الدثور بالأجور، يعني ذهب أهل الأموال بالأجور، يصلون كما نصلي، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال عليه الصلاة والسلام: أليس قد جعَل اللهُ لكم ما تَصَدَّقُونَ؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وبكل تحميدة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة" (رواه البخاري) ومسلم، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْحَجِّ: 77].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله العلي الكبير، السميع البصير، أحمد ربي وأشكره على نعمه التي لا تُحصى، ما نعلم منها وما لم نعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه المتمسِّكِين بشرعه والناصرين لدينه، صلاة وسلاما إلى يوم البعث والنشور.
أما بعد: فاتقوا الله بمحاسبة النفس على ما مضى، والعزم فيما يستقبل على التقوى، فما فاز إلا السابقون إلى الخيرات، وما خسر إلا المفرطون بإيثار الشهوات.
عباد الله: يوم عرفة يوم عظيم جليل، يَعُمُّ خيرُه وبركاتُه هذه الأمةَ كلَّها، لِمَا يتنزل فيه من الرحمة، وما يغفر الله فيه من الذنوب العظام للحاج ولمن شفع فيه، وللمقيم على طاعة الله، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإن الله لَيدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاء؟" (رواه مسلم).
وجاء في الحديث: "ما رئي الشيطانُ يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لِمَا يرى من تنزُّل الرحمة، وتجاوُز الله عن الذنوب العظام، إلا ما رئي يومَ بدر، فإنه رأى جبريل يزع الملائكة".
فيا عباد الله: احذروا المعاصيَ؛ فإبليس لُعِنَ وخُلِّدَ في النار، ونزَل من الملأ الأعلى بذنب واحد إلى أسفل سافلين، ومُسِخَ وشُوِّهَ، فاحذروا المعاصيَ، قال الله -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)[الْمَائِدَةِ: 92].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليه به عَشْرًا"، فصَلُّوا وسَلِّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليما كثيرا، اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحب أجمعين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، ودمر أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أَظْهِرْ هذا الدينَ على الدين كله، ولو كره المشركون، يا قوي يا عزيز، اللهم يا ذا الجلال والإكرام نسألك أن تفرِّج عن المسلمين الذين ظُلِمُوا في دينهم، اللهم فرج عن المسلمين المكروبين الذين ظَلَمَهم أعداؤك في دينهم يا رب العالمين، اللهم فرج عنهم، فرج عن كل مسلم يا رب العالمين، ابتُلِيَ واضطُهِدَ في دينه يا رب العالمين في أي مكان، إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألك أن تؤلِّف بين قلوب المسلمين، اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، وأصلح ذات بينهم واهدهم سبلَ السلامِ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك أن تُتم علينا نِعَمَكَ، وأن تدفع عنا نقمك، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحوُّل عافيتك يا رب العالمين، اغفر لنا يا ربنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر وأنت على كل شيء قدير.
اللهم أعذنا وأعذ ذرياتنا من إبليس وذريته وشياطينه وجنوده وأوليائه يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم أعذ المسلمين وذرياتهم من الشيطان الرجيم يا رب العالمين، اللهم تب علينا، اللهم تب علينا، اللهم اقض الدين عن المدينين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين، اكتب الصحة والعافية لنا وللمسلمين، في برك وبحرك وجوك أجمعين يا رب العالمين.
نسألك العافية في الدنيا والآخرة، ونسألك العفو والعافية إنك على كل شيء قدير، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يَسِّر الحج للحُجَّاج يا رب العالمين، اللهم يسر لهم حجهم، اللهم يسر لهم حجهم، اللهم وردهم إلى بلادهم سالمين غانمين يا رب العالمين، مأجورين غير مأزورين يا رب العالمين، واكفهم شر الأشرار وكيد الفجار، إنك على كل شيء قدير، اللهم واجز رجال الأمن على ما يقومون به، وعلى ما يا رب العالمين يشاركون به، واجز كلَّ مَنْ شارَك في أعمال الحج وتنظيمه، اجزه خيرا يا ذا الجلال والإكرام، إنك أنت الرحمن الرحيم.
اللهم وفِّق خادمَ الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين، وأعنه على كل خير، واجزه عما يقوم به من أعمال يا رب العالمين، تنفع الحجاج والمسلمين، إنك على كل شيء قدير، وأعنه على كل خير، وارزقه الصحة والعافية يا رب العالمين.
اللهم وفق ولي عهده لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهم أعنه على كل خير يا رب العالمين، اللهم وانصر بهما الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين والشرك والمشركين يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أذل البدع، التي تضاد دينك، وتضاد هدي نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أذل هذه البدع إلى يوم الدين يا رب العالمين، ولا تجعل لها رايةً يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، يا ذا الجلال والإكرام، أَحْسِنْ عاقبتَنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم وفقنا يا ذا الجلال والإكرام من الخيرات، وأعذنا من المنكرات، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخيرها آخرها، وخير أيامنا يوم لقاك، اللهم إنا نسألك أحسن العاقبة وأحسن الخاتمة.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم نَوِّر عليهم قبورَهم، اللهم فَقِّهْنا والمسلمين بدينك يا رب العالمين.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا)[النَّحْلِ: 90-91]، اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسَبِّحوه بكرةً وأصيلًا، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.