البحث

عبارات مقترحة:

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الصحابي الجليل: طلحة بن عبيد الله

العربية

المؤلف عبدالله عوض الأسمري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - أعلام الدعاة
عناصر الخطبة
  1. فضائل طلحة بن عبيد الله .
  2. إسلامه وجهاده .
  3. ذاك اليوم يوم طلحة .
  4. صفات طلحة واستشهاده. .

اقتباس

انظروا ماذا قدم طلحة يوم أُحُد؟! إنه دافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يروى أنه كان في جسمه بضع وسبعين ضربة من الرماح والسيوف والنبال.. حتى إن أبي بكر -رضي الله عنه- إذا ذكر يوم أُحُد قال: "ذاك يوم طلحة"؛ لما قدمه طلحة -رضي الله عنه- في ذلك اليوم.

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

نتكلم عن أحد العشرة المبشرين بالجنة، ألا هو طلحة بن عبيدالله بن عثمان القرشي التيمي، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض؛ لكرمه وجوده، وكان شجاعاً فارساً، شهد المعارك كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا غزوة بدر؛ حيث أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- ليتحرَّى عن قريش، وكان من السابقين للإسلام فهو أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام على يد أبي بكر -رضي الله عنه-.

كان طلحة أبيض الوجه وفيه حمرة، مربوع القامة إلى القصر أقرب، واسع الصدر عريض المنكبين ضخم القدمين.

عندما أسلم لقي أذًى شديداً هو وأبو بكر؛ حيث أخذهما نوفل بن خويلد فشدهما في حبل واحد، وكان يعذبهما عذاباً شديداً، ولم يمنعهما ذلك من الثبات على الإسلام.

كان لطلحة -رضي الله عنه- موقف بطولي في غزوة أُحُد؛ حيث دافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان يمنع النبال أن تصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجعل جسمه أمام النبال، ويمنع السيوف أن تصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان حائلاً بين المشركين حتى لا يصلوا إلى النبي -عليه والصلاة والسلام- مما أدَّى إلى قطع أصابعه وشلت يده، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث قيس بن أبي حازم قال: "رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء يوم أُحُد؛ لدفاعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد كُسِرَت رباعيته، وجُرِحَت شفته، وسال الدم على وجهه، فجعل طلحة يَكِرُّ على المشركين حتى يدفعهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ينقلب إلى النبيّ ليرقى به الجبل".

وروى الترمذي في سُنَنه من حديث الزبير -رضي الله عنه- قال: "كان على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يوم أُحُد درعان فنهض إلى صخرة فلم يستطع -من الثقل والإعياء-؛ فقعد تحته طلحة وصعد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حتى استوى على الصخرة؛ فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- لطلحة: "أوجب طلحة"؛ أي: وجبت له الجنة.

إذاً انظروا ماذا قدم طلحة يوم أُحُد؟! إنه دافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يروى أنه كان في جسمه بضع وسبعين ضربة من الرماح والسيوف والنبال، ولما رأى المشركون سيهجمون على النبي -عليه الصلاة والسلام- حمله على كتفه حتى رفعه ووضعه على صخرة في الجبل؛ حتى يحمي النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إن أبي بكر -رضي الله عنه- إذا ذكر يوم أُحُد قال: "ذاك يوم طلحة"؛ لما قدمه طلحة -رضي الله عنه- في ذلك اليوم.

ومن صفاته -رضي الله عنه-: الكرم والإنفاق والبذل حتى سُمِّيَ طلحة الخير؛ حتى إنه جاءه مبلغ سبعمائة ألف درهم ليلة، فجاء الصباح فأنفقها، وتصدق بها إلا شيئاً قليلاً لأهله.

ومن فضائله العظيمة: ما رواه الترمذي وسنته من حديث جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله".

هذا وقد قتل -رضي الله عنه- في معركة الجمل عام 36هـ؛ حيث رُمِيَ بسهم فجعل الدم ينزف منه حتى مات؛ فرضي الله عنه، وجمعنا به في جنات النعيم.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

سمعنا شيئاً عن سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكيف كان شجاعاً مدافعاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أُحُد حتى إنها شُلَّت يده، وحمل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى وضعه على صخرة بعيداً عن المشركين، بالإضافة إلى كرمه وسخائه وجوده -رضي الله عنه وأرضاه-؛ فعلينا أن نقتدي بهؤلاء القدوات في دفاعهم عن الدين وصبرهم في سبيل دينهم، وغير ذلك من صفاتهم.

نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء برسول الله وصحبه الكرام، وفَّقنا الله لما يرضيه، ألا وصلوا على سيدنا محمد كما أمركم الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك.

اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا عسرًا إلا يسَّرته، ولا مريضًا إلا شفيته.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.