البر
البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | خالد القرعاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
"السَّلامُ" الدَّال عَلى تَنْزِيهِ الرَّبِّ، وَبَرَاءتِه مِن كُلِّ عَيبٍ، فَقَدْ سَلِمَ سُبْحَانَهُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، وَبَرِئَ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ، وَذَلِكَ لِكَمَالِهِ فِي ذَاتِهِ وَأَسمَائِهِ وَصِفاتِه وَأَفْعَالِهِ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ السَّلامُ مِن الصَّاحِبَةِ وَالوَلَدِ، وَمِن النِّدِّ والشَّرِيكِ، وَحَيَاتُهُ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، هُوَ السَّلَامُ وَمِنْهُ السَّلَامُ، أَشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ المَلِكُ العَلاَّمُ، وَأَشهدُ أَنَّ مَحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ نَبِيُّ الهُدى والسَّلامِ، صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الكِرَامِ، والتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ وَإيمَانٍ على الدَّوَامِ.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقوا اللهَ -عِبادَ اللهِ- حَقَّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوا رَبَّكُمْ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى.
أَيُّها المُسلِمُونَ: أَسْمَاءُ اللهِ كُلُّها حُسْنَى وَصِفَاتُهُ كُلُّها عُلَى، وَلِكُلِّ اسمٍ وصفةٍ عبوديَّةٌ خاصَّةٌ؛ لِذَا قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[الأعراف: 180].
وَمِنْ أسْمَاءِ اللهِ العِظَامِ: السَّلامُ، الدَّالُ عَلى تَنْزِيهِ الرَّبِّ وَبَرَاءتِه مِن كُلِّ عَيبٍ، فَقَدْ سَلِمَ سُبْحَانَهُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، وَبَرِئَ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ، وَذَلِكَ لِكَمَالِهِ فِي ذَاتِهِ وَأَسمَائِهِ وَصِفاتِه وَأَفْعَالِهِ، قَالَ اللهُ -سُبْحَانَهُ-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ)[الحشر: 23].
وَهُوَ سُبْحَانَهُ السَّلامُ مِن الصَّاحِبَةِ وَالوَلَدِ، وَمِن النِّدِّ والشَّرِيكِ، وَحَيَاتُهُ سُبْحَانَهُ سَلامٌ مِن المَوتِ والسِّنَةِ وَالنَّومِ، وَسَلامٌ مِن التَّعَبِ وَالعَجْزِ واللُّغُوبِ، وَعِلمُهُ سُبْحَانَهُ سَلامٌ مِن الجَهْلِ والنِّسْيَانِ، وكلِماتُه سُبْحَانَهُ عَدْلٌ وَصِدْقٌ سَلامٌ مِن الكَذِبِ وَالظُّلْمِ.
وَكَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ السَّلامُ، فَمِنْهُ تَعَالَى كُلُّ سَلامٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَمَنْ ابْتَغَى السَّلامَةَ مِنْ غَيرِهِ لَمْ يَجِدْهَا، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ- يُحقِّقُ هَذا الاسْمَ الأَعْظَمَ بِعْدَ كُلِّ صَلاةٍ مَفْرُوضَةٍ فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ ثَلاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: "اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ"(رواه مسلم).
ولأَنَّهُ سُبْحَانَهُ السَّلامُ وَمِنْهُ كُلُّ سَلامَةٍ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ-: "لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ"(رواه البخاري).
ولأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ السَّلامُ فَقَدْ سَلَّمَ أَولِيَاءَهُ مِن عُقُوبَتِهِ، فَاللَّهُ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، وَسَلَّمَ عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ لِسَلامَةِ مَا قَالُوهُ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)[الصافات: 181].
وَكَتَبَ السَّلامَ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينِ، فَقَالَ: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى)[النمل: 59].
وَأَمَرَ اللهُ المُؤمِنِينَ بِالسَّلامِ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، فاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ علَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِينَ.
وَسَلَّمَ اللهُ وَجِبْرِيلُ عَلَى أُمِّنا خَدِيجَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَ جِبْرِيلُ -عَليهِ السَّلامُ-: "يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ -عَلَيْهَا السَّلَامَ- مِنْ رَبِّهَا -عَزَّ وَجَلَّ-، وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ"(متفق عليه)، وَذَلِكَ لِخِدْمَتِهَا الفَذَّةِ لِنَبِيِّنا وَنُصْرتِهَا لَهُ.
وَجِبْرِيلُ -عَليهِ السَّلامُ- أَقْرَأَ على أُمِّنَا عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا السَّلَامَ-؛ لِعْلْمِهَا وَكَمَالِ عَقْلِهَا.
وَكُلُّ مُصَلٍّ فِي تَشَهُّدِهِ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ- وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ.
ومَن دَخَلَ بَيْتًا شُرِعَ أَنْ يُسلِّمَ عَلَى أَهْلِهِ؛ فَإنَّهَا تَحِيَّةٌ مُبارَكةٌ طَيِّبَةٌ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَه: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) أي فليُسلِّم بعضُكم على بعضٍ (تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)[النــور: 61].
وَفِي اتِّبَاعِ تَعَالِيمِ الدَّينِ السَّلامَةُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :(وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى)[طـه: 47].
وَمَنْ أَرَادَ الأَمْنَ وَالسَّلامَ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمُجْتَمَعِهِ فَعَلَيهِ بِدِينِ الإسْلامِ؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)[الأنعام: 82].
الإسْلامُ دِينُ أَمَانٍ وَسَلامَةٍ ليسَ لأهلِ الإسْلامِ فَحَسْبٌ، بَلْ حتى أَهْلَ الذِّمَّةِ وَالعَهْدِ والمِيثَاقِ؛ لِذَا قَالَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ-: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ"(رواه البخاري وَمسْلِمُ).
مَأمُورٌ بِنَشْرِ السَّلامِ بَينَ الخَلْقِ بِقَولِهِ وَفِعْلِهِ؛ كَمَا قَالَ ذَلِكَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ-: "المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه"(رواه البخاري)، فاللهُمَّ اجْعَلَنا مَفَاتِيحَ رَحْمَةٍ وهُدىَ وسَلامٍ للنَّاسِ جَمِيعَاً، وَنَفَعَنَا بالقرآنِ العظيم، وَبِهَدْيِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَللمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحمَنُ الرَّحِيمُ.
الخُطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الملكِ القدُّوسِ السَّلامِ، أَشْهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ، فَضَّلَنَا بالإسلامِ، وَأَشْهَدُ أنَّ محمداَ عبدُ اللهِ وَرَسُولُه المُصْطَفى على الأَنَامِ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ.
أمَّا بعد: فاتِّقوا اللهَ -يَا مُؤمِنُون-، وخُذُوا بِمَا يَنشُر المَوَدَّةَ وَالوِئَامَ تَدخُلوا الجنَّة بِسَلامٍ، ألا وإنَّ من أعظمِ شَعَائِرِ دِينِنَا: تحيَّةُ السَّلامِ بذِكرِ اسمِ اللهِ السَّلامِ.
والسَّلامُ مَعنَاهُ طَلَبُ السَّلامَةِ مِن اللهِ -تَعَالى-، مَعَ العَهْدِ بِالأَمَانِ ألَّا يَنَالَ مَنْ سَلَّمتَ عَليهِ شَرٌّ وَلا أَذَى.
والسَّلامُ أَوَّلُ خِصَالِ التَّآلُفِ، ومِفْتَاحُ المَوَدَّةِ، وَهُو دَلِيلُ التَّوَاضُعِ وَالتَّوَاصُلِ.
والسَّلامُ أَوَّلُ شَيْءٍ أرْشَدَ إليهِ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ- حينَ قَدِمَ المَدِينَةَ، إذْ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَام".
وَاليَهُودُ يَحْسُدُونَنَا علَى هذِهِ النِّعْمَةِ، فَقَدْ قَالَ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا حَسَدَكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدُوكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ".
عبادَ اللهِ: والسَّلامُ حَقٌّ للمُسلِمِ عليكَ لَيسَ لَكَ خِيَارٌ فِي إلقَائِهِ، قالَ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ"، ومنها: "إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ".
يَكفِي لَنَا فَخرَاً -يَا مُسْلِمُونَ- أنَّ السَّلامَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ -تَعَالَى-، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ -تَعَالَى-، وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ، فَأَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ".
عبادَ اللهِ: والسَّلامُ دُعاءٌ بالرَّحمَةِ والرِّضوانِ، يُفْشَى على الصَّغيرِ والكَبِيرِ، والغنِيِّ والفقيرِ، والعربيِّ والأعجَميِّ، سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ، عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".
فيا مؤمنونَ: "أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَكُونُوا إِخْوَانًا، كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-".
أَمَا عَلِمتَ: أنَّ السَّلامَ والمُصَافَحَةَ سَبَبَانِ لِمغفِرَةِ الذُّنُوبِ، وَحَتِّ الخَطايا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا".
وَخُصَّ بِالسَّلامِ أَهْلَكَ لِيَشْعُرُوا بِالأَمْنِ وَالسَّعَادَةِ وَالرِّضَا، وَقَدْ كَانَ مِنْ هَدْي نَبِيَّنَا -صلى الله عليه وسلم- أنَّه إذا دَخَلَ بَيتَهُ ابتدأَ أهلَهُ بالسَّلامِ.
أيُّها الأَخُ الكَرِيمُ: إذا أَرَدتَ طَرِيقَاً للجَنَّةِ فعليكَ بكَثرَةِ السِّلامِ، والبشَاشَةِ في الوُجُوهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ".
وَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ بَخِيلاً بالسَّلامِ، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ".
أيُّها المُسْلِمُونَ: تَدَارَسْنَا اسْمَاً وَاحِدَاً مِن أسْمَاءِ اللهِ -تَعَالى-، وَهَذا أَشْرفُ العُلُومِ وَأَحَبُّها إليهِ سُبْحَانَهُ، وَبِهِ مَحَبَّةُ اللهِ وَتَعظِيمُهُ وَخَشْيَتُهُ وَرَجَاؤُهُ، وَكُلَّمَا ازْدَدْنا عِلْمَاً بِذَلِكَ عَظُمَ إقْبَالُنا عَلَى اللهِ -تَعالى-، وَلَزِمْنا أَمْرَهُ وَنَهيَهُ.
أيُّها الكِرامُ: سَلِّموا على الشَّبابِ والصِّبيانِ والعُمَّالِ، ولا تُهمِلُوهم فَسَلامُكُمْ سَيُؤَثِّرُ فيهم ولو بعدَ حينٍ، فقد كانَ ذلِكَ من هَديِ نَبِيِّنا -صلى الله عليه وسلم- رَحمَةً بِهم، وَتَربيَةً لهم.
فاللهم اهدنِا لأحسنِ الأخلاقِ والأقوالِ والأعمالِ لا يهدي لأحسَنِها إلا أنت، واصرف عنَّا سيئَها لا يَصرِفُ عنَّا سيئَها إلا أنت.
اللهم اهدنا ويَسر الهدى لنا، واجعلنا من عبادك المؤمنينَ المُفلِحِينَ.
اللهم زيِّنا بزينة التقوى والإيمان، اللهم اجعلنا من الآمرينَ بالمعروف والناهينَ عن المنكر يا ربَّ العالمين.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولِكَ مُحمَّدِ، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.
اللهم ارزقنا اتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَا، اللهم احشرنا في زمرتِهِ، وارزقنا السَّيرَ على سُنَّتِهِ يا ربَّ العالمين، اللهم وفق وُلاةَ أُمُورِ المُسْلِمينَ عَامَّةً، وَولاة أمورنا خاصَّةً لما تحبُّ وترضى، وأعنهم على البرِّ والتقوى، واجعلهم هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ربَّ العالمين.
اللهم اعز الإسلامَ والمُسلمين، وانصُرْ واحفظ جُنُودَنا المُرابِطِينَ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وذرَارينا والمُسْلِمينَ.
عبادَ اللهِ: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].