الولي
كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...
العربية
المؤلف | بندر بليلة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
هذه دعوات الأنبياء الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، تنادي بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ، كما يسمعه مَنْ قَرُبَ، أن الدعاء هو مفتاح التغيير، وبوابة الانطلاق، وبادرة الخير، وبشارة النصر، ومهاد التمكين، ومداد الرفعة، ومفزَع الخائفينَ، وموئل الراجينَ، ومنال الطالبينَ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، جعَل الدعاءَ إلى فيض جُودِه سبيلًا، أحمده -سبحانه- وأسأله نوالًا جزيلًا، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، عزَّ إلهًا جليلًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، خيرُ داعٍ إلى ربه وأقومُ قِيلًا، المسبِّح بحمده ليلًا طويلًا، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان، واجعل لهم ذكرًا وثناءً جميلًا.
أما بعد: فاتقوا الله -أيها المسلمون-، وبادِروا بالأعمال قبل الأسقام والأوجال، وتزوَّدوا من الصالحات قبل الفوات، وأَتْبِعوا السيئاتِ بالحسناتِ الماحياتِ، اعتَصِموا بحبل الدعاء عند نزول البلاء، وكونوا أحلاس بيوتكم حين تدهمكم الضراءُ وتفجؤكم البأساءُ.
أيها المسلمون: لا تزال الخطوب والوقائع في دنيا الناس تُخبرهم أنهم فقراء إلى الله فقرًا لا مدفعَ له، وتُبَصِّرهم أنهم مهما بلغوا من آمال مجنَّحة، وآفاق عريضة وسَعَوْا في أقطار الأرض سعيَ المالك للزمام، والآمِر في الرغام، فإن مِنْ ورائهم قوةً هي أعلى من قوتهم، وسطوةً هي أبلغ من سطوتهم، وقدرةً هي أنفذُ من قدرتهم، وإرادةً هي أتمُّ من إرادتهم، تلك هي سُنَّة الله في خلقه، أن يردهم إليه بالخطوب، ويعالج منهم الكِبْر الإنسانيَّ بالبلاء الذي يشهدهم على ضَعْفهم، (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى)[الْعَلَقِ: 6-8].
والشأنُ عبادَ اللهِ: أن الإنسان في غفلة حتى يُوقَظ بعِلَّة، فإذا ابتلي انتبه، وإذا انتبه تذكَّر ربَّه الذي أعرَض عنه، وغرَّتْه به الأمانيُّ الكاذبةُ، وغرَّه الشيطانُ الغرورُ بمكره واحتياله وشَرِّه، فإذا انتبَه الإنسانُ من سِنَة الغفلةِ، وأفاق من رقاد الهوى دبَّ فيه الشعورُ القويُّ بفقره إلى مولاه، ورأى أنه لا غنى له عنه طرفةَ عينٍ، ونظَر فوجَد أنه محاط بكلاليب البلاء، مأسور بقيود البأساء والضراء، لا يرجو من نفسه خلاصًا، ولا يؤمِّل في قُوَّته إنجادًا ولا إنقاذًا، فهرع إلى مَنْ بيدِه القوةُ جميعًا، وإليه الأمرُ جميعًا، وعندَه العزةُ جميعًا، فلم يجد أحبَّ إليه من الدعاء، ولا أكرمَ عليه منه، فدخَل عليه من بابه الأعظم، ووافاه من سبيله الأكرم، وتعلَّق من فضله بجانبه الأتم، كيف لا يدعوه، وهو الذي ناداه فقال جل في علاه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 186]، وكيف لا يدعوه وهو يعلم أنه لا يرد القدرَ إلا الدعاءُ؟! وأنه لا يهلك مع الدعاء أحد؟! وكيف لا يدعوه والدعاء هو سبيل الأنبياء من قبلُ، الذي نالوا به من سبيل الخير ما نالوا؟! فبالدعاء تاب الله على طائفة، وللدعاء الحظ الوافر فيمن نُصِرَ منهم؛ فأصبحوا على عدوهم ظاهرين، وكم هدى اللهُ به من ضالٍّ، وعافى به من سقيم، ونجَّا به من كرب عظيم، ووقَى به من فتنة، وصرَف به من سوء، وردَّ به من كيد، وأبطَل به من باطل.
وَإِنْ تَعْجَبْ فهذه سِيَرُهم في القرآن شاهدةٌ، وأحوالُهم ناطقةٌ، فهذا أبو البشر آدم وزوجه حواء -عليهما السلام-: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، فتاب الله عليهما وهداهما، وذلكم نوح -عليه السلام- يسوق اللهُ له بدعائه موجًا كالجبال يكون في نصرته، (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 76-77]، وذلكم موسى وأخوه هارون -عليهما السلام-، بعد أن كاد بهما فرعون ما كاد، يَلْهَجانِ بلسانٍ واحدٍ: (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[يُونُسَ: 88-89]، فكان بعد ذلك ما كان من النصر المبين، والعز والتمكين، لموسى ومَنْ معه، والخزي والنكال لفرعون وجنوده.
وذلكم زكريا -عليه السلام- قد رَغِبَ في الولد الذي يخلُفُه، وقد بلَغ من الكِبَر عِتِيًّا، وزوجُه عاقرٌ، (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 38-39].
وذلكم النبي المبرور السقيم أيوب -عليه السلام-، كابَد المرضَ سنينَ عددًا، حتى يئس منه الطبيب، وقَلاهُ القريبُ، فما هو إلا أن نادى ربَّه نداء العبد المنيب: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 83-84]، وهذا يونس بن متى -عليه السلام- هل أنجاه من بطن الحوت إلا دعاؤه وتسبيحه؟! (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 87-88].
أيها المسلمون: هذه دعوات الأنبياء الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، تنادي بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ، كما يسمعه مَنْ قَرُبَ، أن الدعاء هو مفتاح التغيير، وبوابة الانطلاق، وبادرة الخير، وبشارة النصر، ومهاد التمكين، ومداد الرفعة، ومفزَع الخائفينَ، وموئل الراجينَ، ومنال الطالبينَ.
نفعني الله وإياكم بهدي الكتاب، وبسُنَّة النبي الأوَّاب، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه حبيب التوَّابين وحبيب المستغفرين.
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا أيها المسلمون: لا يكون للدعاء أثرُه المحبوبُ كما كان لدعوات الأنبياء -عليهم السلام- والصفوةِ مِنَ الخَلْق بعدَهم إلا بأن يستصحب الداعي قوةَ اليقين، وكمالَ الضراعة وغاية الافتقار، وإطابة المطعم، وتعظيم الرغبة، والإلحاح والدَّأَب وترك السأم، واغتنام الأزمنة الشريفة والأحوال السَّنِيَّة، فعند ذلك تُفتَح له أبوابُ السماء، ويُرزَق العبدُ ما يحبه ويرجوه من المطلوب، ويأمن ممَّا يخافه ويخشاه من المرهوب، قال الرب الكريم -سبحانه-، في إثر امتنانه باستجابة دعوات أنبيائه -عليهم السلام-: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 90]، وقال تعالى ذِكْرُه: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الْأَعْرَافِ: 55-56].
فسَدِّدوا -يا عباد الله- سهامَ الدعاء بصالح العمل، والمسارَعة في أبواب الخيرات، ومُلازَمة الطاعات، تَرشُدوا وتظفروا بسُؤْلكم، ولْتَجْعَلوا من دعاء الرخاء أوثقَ عدةٍ لدعاء الشدة؛ فإن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- أوصى فقال: "تعرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة"(أخرجه الإمام أحمد في المسنَد، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-)، وقال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سرَّه أن يَستجيب اللهُ له عند الشدائد والكُرَب، فليُكثِر الدعاءَ في الرخاء"(أخرجه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
اللهم إنا نسألك ونحن نبسط أيدي الرجاء إليكَ، وأنتَ الله لا إله إلا أنتَ، جل ثناؤك، وعَظُمَ سلطانُكَ، وتبارَك اسمُكَ، أنتَ القديرُ على كل شيء، يا من يقول للشيء: كن فيكون، اللهم معتمَدُنا عليكَ، وتوكُّلُنا عليكَ، تقدِر ولا يُقدَر عليكَ، وتحيط ولا يحاط بكَ، لا نحصي ثناءً عليكَ، بأحبِّ أسمائِكَ إليكَ وأسرعِها إجابةً لديكَ، باسمِكَ الأعظمِ، الذي دعاكَ به الأنبياءُ، وناداكَ به الأولياء، باسمِكَ الأعظمِ، باسمك الأحبِّ الذي تُجِيب إذا دعيتَ به، اللهم ادفع عنا أسباب سخطِكَ وعقابِكَ يا حيُّ يا قيوم، اللهم اجعلنا في عين عنايتِكَ، وقلب رعايتِكَ، احفظنا بحفظك، واكلأنا بكلئك، واحرسنا بعينك التي لا تنام.
اللهم إنا نجعل أنفسَنا وأهلينا وأزواجنا وذرياتنا والمسلمين والمسلمات في كنفك وفي رعايتك، ونستودعك دينَنا وأمنَنا وإيمانَنا وصحتَنا وعافيتَنا، أنتَ خيرٌ حافِظًا، وأنتَ أرحمُ الراحمينَ، يا رب، يا ربِّ اغفر لنا الزلاتِ، وتحمَّل عنا التبعاتِ، وقِنَا الآفاتِ والهلكاتِ، يا مَنْ يُجِير ولا يجار عليه، يا من لا ملجأ منه إلا إليه، يا ذا المنِّ ولا يُمَنّ عليه، ندعوكَ لذنب لا يغفره سواكَ، ولكَرْب لا يكشفه سواكَ، جئناكَ نادمينَ معترفينَ، إلهَنا اغفر لنا كلَّ ذنب يُباعِدُنا عن رحمتِكَ، ويُحِلُّ بنا نقمتَكَ ويحرمنا كرامتَكَ، ويسلبنا نعمتَكَ، يا مَنْ هو فوق عباده قاهر، يا مَنْ هو مطَّلِع علينا وناظِر، يا عالِمًا بالسرائر والضمائر، عبيدك ببابِكَ، نستنزل رحمتَكَ، ونستدفع عذابَكَ، ونستعطف جميل عطائك ورجائك.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنتَ غفارًا، اللهم اغفر خطأنا وعمدنا، وهزلنا وجدنا، وكل ذلك عندنا، اللهم هُدْنا إليك، اللهم عُدْنا إليك، اللهم نستغفركَ فارفع عنا البلاءَ والوباءَ، اللهم ارفع عنا الشدة واللأواء، اللهم لُذْنا بِكَ، اللهم عُذْنا بِكَ، اللهم ألجأتَنا إليكَ، اللهم علَّقْنا عريضَ الآمال عليكَ، أنتَ الحيُّ الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام، جل ثناؤكَ، وعَظُمَ سلطانُكَ، وتبارك اسمُكَ، وتعالى جدُّكَ، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لنا، فاغفر لنا إنك كنتَ غفارًا.
اللهم إنا نسألك أن تحفظ منا الحرمةَ والحرمَ، وأن تؤمِّن المسلمينَ في ديارهم ومساجدهم ومدارسهم وأعمالهم يا حي يا قيوم.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منكَ لا نُحصي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ، اللهم رُدَّنا إليكَ ردًّا جميلًا، حتى نكون محلًّا لولايتك، وأهلًا لنُصرَتِكَ يا ربَّ العالمينَ، يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنا ممَّا نخاف، اللهم اجعلنا في ضمانِكَ وأمانِكَ، واكفنا شرَّ خلقِكَ أجمعين.
إلهنا كفِّر عنا أسوأَ الذي عملناه، واجزِنَا أجرَنا بأحسن ما كنا نعمل يا الله، اللهم أَنْزِلْ رحمتَكَ على عبادِكَ المرضى، أنزِلْ عليهم عاجلَ الرحمةِ، اشفِ أبدانَهم، وَابْعَثِ العافيةَ في أجسادهم، اجعل محلَّ الداءِ دواءً، ومحلَّ السقمِ شفاءً، يا رب العالمين.
هذا وصَلُّوا وسَلِّموا على خِيرَتِه من خَلْقِه، المرفوع ذِكْره مع ذِكْره في الأولى، والشافع المشفَّع في الأخرى، كما أمرَكَم ربُّكم -جل وعلا- فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارضّ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الآل والأصحاب، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآب، والحمد لله رب العالَمينَ.