الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
العربية
المؤلف | عبد الله اليابس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه |
أَخْذُهَا بَرَكَةٌ؛ بَرَكَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا فِيْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلِدِهِ، كُلٌّهَا بَرَكَةٌ, كُلُّ القُرْآنِ مُبَارَكٌ (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ)[ص: 29]، وَسُوْرَةُ البَقَرَةِ وَرَدَ فِيْهَا نَصٌّ خَاصٌّ بِبَرَكَتِهَا, وَتَرْكُهَا حَسْرَةٌ؛ حَسْرَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا فِيْ الدُّنْيَا بِفَواتِ بَرَكَاتِهَا, وَفِيْ الآخِرَةِ بِفَواتِ أَجْرِ تِلَاوَتِهَا وَتَعَلُّمِهَا, وَلَا تَسْتَطِيعُهَا السَحَرَةُ, فَهِيَ كَمَا تَقَدَّمَ طَارِدَةٌ لِلْشَيَاطِينِ...
الْخُطبَةُ الْأُولَى:
الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ الأَعْلَى, أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى، وَوَفَّقَ العِبَادَ لِلْهُدَى، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَلَّ وَمِنْهُمْ مَنِ اِهْتَدَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, أُوذِيَ فَصَبَرَ، وَظَفَرَ فَشَكَرَ، أَقَامَ الحُجَّةَ، وَأَوْضَحَ الـمَحَجَّةَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ, وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-, وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: حَدِيْثُنَا اليَوْمَ عَنْ سُوْرَةٍ عَظِيْمَةٍ مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ, تُسَمَّى بِفُسْطَاطِ القُرْآنِ, وَسَنَامِ القُرْآنِ وَذِرْوَتِهِ، وَقَالَ عَنْهَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "إنَّهَا سَيِّدَةُ سُوَرِ القُرْآنِ"، وقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: "إنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى أَلْفِ خَبَرٍ، وَأَلْفِ أَمْرٍ، وَأَلْفٍ نَهْيٍ"؛ إِنَّهَا سُوْرَةُ البَقَرَةِ.
هِيَ السُوْرَةُ السَّابِعَةُ وَالثَّمَانونَ فِي تَرْتِيبِ نُزُولِ سُوَرِ القُرْآنِ, نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الْمُطَفِّفِينَ وَقَبْلَ آلِ عِمْرَانَ, وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ, قالَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللهُ-: "بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- مَكَثَ عَلَى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ يَتَعَلَّمُهَا".
هَذِهِ السُّورَةُ سُوْرَةٌ مُبَارَكَةٌ؛ وَمِنْ بَرَكَتِهَا أَنَّهَا تَطْرُدُ الشَيَاطِينَ مِنَ البُيُوتِ، رَوَى مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُوْرَةُ البَقَرَةِ".
وَقَدْ سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلإِفْتَاء عَنِ الـمَقْصُودِ بِقِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ: هَلْ يَكُونُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي البَيْتِ عِنْدَمَا يَسْكُنُ فِيهِ صَاحِبُهُ، أَوْ كُلَّ عَامٍ، أَوْ كُلَّ لَيْلَةٍ؟؛ فَأَجَابُوا: بِأَنَّهُ "لَيْسَ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ حَدٌّ مُعَيَّنٌ، وَإِنَّمَا يَدُلُّ الحَدِيثُ عَلَى شَرْعِيَّةِ عِمَارَةِ البُيُوتِ بِالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ؛ كَمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الشَيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ البَيْتِ الذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ تَحْدِيدٌ، فَيَدُلُّ عَلَى اِسْتِحْبَابِ الإِكْثَارِ مِنْ قِرَاءَتِهَا دَائِمَاً؛ لِطَرْدِ الشَّيْطَانِ، وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الفَضْلِ العَظِيمِ؛ لِأَنَّ كُلَّ حَرْفٍ بِحَسَنَةٍ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا". ا.هـ
وَمِنْ فَضَائِلِ سُوْرَةِ البَقَرَةِ: مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ عَنْ أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اِقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةُ"؛ قَالَ مُعَاوِيَةُ: "بَلَغَنِي أَنَّ البَطَلَةَ السَّحَرَةُ".
نَعَمْ, أَخْذُهَا بَرَكَةٌ؛ بَرَكَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا فِيْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلِدِهِ، كُلٌّهَا بَرَكَةٌ, كُلُّ القُرْآنِ مُبَارَكٌ (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ)[ص: 29]، وَسُوْرَةُ البَقَرَةِ وَرَدَ فِيْهَا نَصٌّ خَاصٌّ بِبَرَكَتِهَا.
وَتَرْكُهَا حَسْرَةٌ؛ حَسْرَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا فِيْ الدُّنْيَا بِفَواتِ بَرَكَاتِهَا, وَفِيْ الآخِرَةِ بِفَواتِ أَجْرِ تِلَاوَتِهَا وَتَعَلُّمِهَا.
وَلَا تَسْتَطِيعُهَا السَحَرَةُ, فَهِيَ كَمَا تَقَدَّمَ طَارِدَةٌ لِلْشَيَاطِينِ, وَبِالتَّالِي لَا يَصِلُ السَحَرَةُ الذِيْنَ يَسْتَعِيْنُونُ بِالشَيَاطِيْنِ إِلَى أَصْحِابِ سُورَةِ البَقَرَةِ.
وَمِنْ عَجِيْبِ مَا يُرْوَى أَنَّ الـمَلَائِكَةَ نَزَلَتْ لِاسْتِمَاعِ سُورَةِ البَقَرَةِ، رَوَى البُخَاريُّ عَنْ أُسَيْدِ بنِ حُضَيْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أنه كَانَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إذْ جالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ فانْصَرَفَ، وكانَ ابنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْها، فأشْفَقَ أنْ تُصِيبَهُ, فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ، حتَّى ما يَراها، فَلَمَّا أصْبَحَ حَدَّثَ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقالَ: "اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ! اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ!"، قالَ: فأشْفَقْتُ يا رَسولَ اللَّهِ! أنْ تَطَأَ يَحْيَى، وكانَ مِنْها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فانْصَرَفْتُ إلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّماءِ، فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمْثالُ الـمَصابِيحِ، فَخَرَجَتْ حتَّى لا أراها، قالَ: "وتَدْرِي مَا ذَاكَ؟"، قَالَ: لا، قَالَ: "تِلكَ الـمَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إلَيْها، لا تَتَوارَى منهمْ".
وَمِنْ خُصُوصِيَةِ هَذِهِ السُورَةِ: أَنَّهُ لَمَّا تَأَخَّرَ الـمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَأَرَادَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَسْتَنْهِضَهُمْ, أَمَرَ العَبَّاسَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ يُنَادِيَ فِي الصَّحَابَةِ: "يَا أَصْحَابَ سُوْرَةِ البَقَرَةِ!".
وَمِنْ فَضْلِ سُوْرَةِ البَقَرَةِ: أَنَّ فِيْهَا أَعْظَمَ آَيَةٍ فِي القُرْآنِ آيَةُ الكُرْسِيِّ, وَهِيَ الحافِظَةِ وَالكَافِيَةُ لِمَنْ قَرَأَهَا مِنْ شَيَاطِيْنِ الإِنْسِ وَالجِنِّ، وَآخِرُ آيَتِيْنِ مِنْ سُورَةِ البَقَرَة مَنْ قَرَأَهُماَ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ؛ كَمَا صَحَّ بِذَلِكَ الحَدِيْثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم؛ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ, وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَرَاقِبُوهُ فِيْ السِّرِّ وَالَّنَجْوَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَنَا عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ أَعْظَمِ الفَضْلِ أَنْ يَجْمَعَ الإِنْسَانُ سُوْرَةَ آلِ عِمْرَانَ مَعَ سُورَةِ البَقَرَةِ، رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-, أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُؤْتَى بِالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ, تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلِ عِمْرانَ"، وضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- ثَلاثَةَ أمْثالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: "كَأنَّهُمَا غَمَامَتانِ، أَوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بَيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحاجَّانِ عَن صَاحِبِهِمَا".
اللهُ أَكْبَرُ! تَتَقَدَّمُ سُورَةُ البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ القُرْآنَ وَأَهْلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَثَّلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُدُومَهَمَا كَأَنَّهُمَا غَيِمَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهمَا سَحَابَتَانِ سَوْدَاوَانِ؛ لِكَثَافَتِهِمْا وَارْتِكَامِ بَعْضِهِمَا عَلَى بَعْضٍ، "بَيْنَهُمَا شَرْقٌ"؛ أَيْ: ضَوْءٌ، أَو كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ؛ أَيْ: قَطِيعَانِ وَجَمَاعَتَانِ، تُحَاجَّانِ وتُدَافِعَانِ الجَحِيمَ وَالزَّبَانِيَةَ، أَوْ تُجَادِلَانِ عَنْ أَهْلِهِمَا بِالشَّفَاعَةِ.
كَانَ السَلَفُ إِذَا أَخَذَ أَحَدُهُم سُورَةَ البَقَرَةِ وَتَعَلَّمَهَا عَظُمَ فِي أَعْيُنِهِمْ؛ لِأَنَّهُ صَارَ فَقِيهَاً, فَهِيَ تَشْتَمِلُ عَلَى أَكْثَرِ الأَحْكَامِ، وَهِيَ أَطْوَلُ سُوَرِ القُرْآنِ، فَمَنْ عَرَفَ هَذِهِ الأَحْكَام التِي فِي سُورَةِ البَقَرَةِ, فَإِنَّهُ يَمُرُّ بِهِ كَثِيرٌ مِمَّا يُذْكَرُ فِي التَّفْسِيرِ بَعْدَهَا.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "اِسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَصْغَرُ السِتَّةِ الذِينَ وَفِدُوا عَلَيهِ مِنْ ثَقِيفٍ؛ وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ البَقَرَةِ".
فَلْنَتَعَلَّمْ سُوْرَةَ البَقَرَةِ، عَلِّمُوهَا أَوْلَادَكُمْ، وَلْنَكُنْ مِنْ أَهْلِ سُورَةِ البَقَرَةِ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اِعْلِمُوا أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَجَعَلَ لِلْصَلَاةِ عَلَيهِ فِي هَذَا اليَوْمِ وَالإِكْثَارِ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الأَيَّامِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.