الرزاق
كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...
العربية
المؤلف | سعود بن ابراهيم الشريم |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - الصيام |
إنه القرآنُ العظيمُ الذي لو أُنزِلَ على جبلٍ لرأيتَه خاشِعًا مُتصدِّعًا من خشيةِ الله. ألا فليتَ شِعرِي! علام تقسُو القلوبُ أمامَ كتابِ الله؟! علامَ يقرأ القرآنَ أقوامٌ فلا يُجاوِزُ تراقِيَهم، وعلامَ يكثُرُ ضحِكُهم ويقِلُّ بُكاؤُهم؟! إنه شهرُ القرآن - عباد الله -، وشهرُ التراويحِ التي تسمُو بقلبِ المُهتَدِي .. إن الأمةَ لفِي شوقٍ إلى إحياءِ ليلِ المسجِدِ .. والأُنسِ بالقرآنِ في ليلِنا المُتجدِّدِ. إنه لعجَبٌ عُجابٌ أن ترى من لا تُرهِبُه آياتُ الوَعيد والترهيب، ومن لا تحُضُّه آياتُ الوعدِ والترغيبِ .. عجَبًا لمن يسمعُ آياتِ الله تُتلَى فلا يخشَعُ ولا يُنيبُ، وإنما تدخُلُ من اليُمنى وتخرُجُ من اليُسرى!
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله العزيز الغفَّار، عالِم الجهر والإسرار، يُداوِلُ الأيامَ بين الناس، (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور: 44]، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ عباد الله في صَومه وخيرُهم حالَ الإفطار، بيَّن لأمَّته الطريقَ وأحسنَ لهم المسارَ، فصلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آل بيتِه الطيبين الطاهرين الأخيار، وعلى أزواجه أمهات المُؤمنين، وعلى أصحابِه المُهاجِرين منهم والأنصار، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن الوصيةَ المبذُولةَ لي ولكم - عباد الله - هي تقوَى الله - سبحانه -؛ فبها الشُّرودُ عن المآثِم، وعليها المُعوَّلُ - بعد الله - في استِجلابِ المغانِم، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2، 3].
عباد الله:
في هذه الأيام والليالي تشرئِبُّ النفوسُ وتتُوقُ، وتلهَجُ ألسُنُ الناسُ سرًّا وجهرًا أن يُبلِّغَها ربُّها شهرًا أودَعَ فيه من الخيرات والبركات والرحمات ما لم يودِعه في غيره. إنه شهرُ القرآن والفُرقان وباب الريَّان .. إنه شهرُ ضياء المساجِد، والذكر والمحامِد .. شهرُ التوبة والأوبَة والقُنوت.
لقد هبَّت نسائِمُ هذا الشهر العظيم في الأُفق وهي تحمِلُ في طيَّاتها عبَقًا نشُمُّ نفحَاته مُقبِلةً تزُفُّ البُشرى لأهل الصيامِ والقيامِ والصدقةِ .. إنه عبيرُ رمضان المُبارَك، عبيرٌ يُبهِجُ نفوسًا أزكمَتها ذنوبُ الخلَوات، والتفريط في جنبِ الله في الجلَوات .. إنه عبيرٌ ينسَخُ روائِحَ القسوةِ والدَّعَة والأثَرَة والجفَاء، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].
إنه شهرٌ مُبارَك، لا يُخلِفُ موعِدَه الذي ارتسَمَه الله له، ولكن الناس هم الذين يُخلِفُون اللَّحاقَ بالرَّكبِ الكرامِ في رحابِه؛ إذ يصومُ الناسُ فيه عن المُفطِّرات، والغِيبَة والنَّميمَة، وقولِ الزُّور، والكِبر والأثَرة، في حين إن آخرين ليس لهم حظٌّ من صيامِه إلا الجوعُ والعطَش. ويقومُ فيه الناسُ لربِّهم مُخبِتين، يتلُون آياتِ الله فيه آناءَ الليل وأطرافَ النهار، يركَعون له ويسجُدون، ويُسبِّحونَه وله يقنُتُون، في حين إن آخرين منهم ليس لهم حظٌّ من قيامِه وتلاوتِه إلا التعبُ والسهرُ.
إن الأمةَ الإسلامية - عباد الله - على موعِدٍ مع كتابِ الله في الشهر الذي أُنزِل فيه، إنهم سيجتَمِعون عليه في صُورةٍ وهيئةٍ لا تتكرَّرُ في غيره، إنهم على موعِدٍ أن يُنصِتُوا لهم جميعًا بسَكينةٍ ووقارٍ وخُشُوعٍ، ليُلامِسَ شِغافَ قلوبهم.
إنهم سيَتلُون كتابَ ربِّهم في مشهَدٍ عظيمٍ، ليتأمَّلُوا كلامَ خالقهم الذي أدهشَ العقول، وحيَّر الألباب، وأبكَى العيون، وأحيَا القلوبَ والأفئِدة.
إنه القرآنُ الذي أدهشَ عُتبةَ بن رَبيعَة - وهو من المُشرِكين -؛ حيث ذهبَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليعرِضَ عليه من المالِ والمُلك ما يكُفُّ به عما كان يدعُوهم إليه، فلما فرغَ عُتبةُ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفرَغتَ يا أبا الوليد؟»، قال: نعم، قال: فاسمَع مني، قال: أفعل. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «بسم الله الرحمن الرحيم (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [فصلت: 1- 3]»، فمضَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤُها، وعُتبةُ مُنصِتٌ إليه، وقد ألقَى يدَيه خلفَ ظهره مُعتمِدًا عليهما، فسمِعَ منه حتى انتهَى.
فقام عُتبةُ إلى أصحابِه من قُريشٍ، فقال بعضُهم لبعضٍ: نحلِفُ بالله لقد جاءَكم أبو الوليد بغير الوجهِ الذي ذهبَ به، فقالوا: ما وراءَك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني والله ما سمِعتُ قولاً مثلَه قطُّ، واللهِ ما هو بالشعر ولا السحرِ ولا الكِهانة، يا معشرَ قُريش! أطيعُوني واجعَلُوها بي، خلُّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه؛ فوالله ليكُوننَّ لقولِه الذي سمِعتُ نبأً.
إنه كتابُ الله - عباد الله -، إنه كتابُ الله الكريم الذي من قامَ يقرؤُه بكأنما خاطبَ الرحمنَ بالكلِم، إنه أحسنُ الحديث الذي قال الله عنه: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
وإنه أحسنُ القصص الذي قال الله عنه لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) [يوسف: 3].
إنه القرآنُ العظيمُ الذي لو أُنزِلَ على جبلٍ لرأيتَه خاشِعًا مُتصدِّعًا من خشيةِ الله.
ألا فليتَ شِعرِي! علام تقسُو القلوبُ أمامَ كتابِ الله؟! علامَ يقرأ القرآنَ أقوامٌ فلا يُجاوِزُ تراقِيَهم، وعلامَ يكثُرُ ضحِكُهم ويقِلُّ بُكاؤُهم؟! ألا يقرؤوا قولَ الله: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ) [النجم: 59- 61].
لقد قرأَ جعفرُ بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه - القرآنَ من سُورة مريم أمام النجاشيِّ - رضي الله عنه - وقد كان نصرانيًّا -، فما كان من النجاشيِّ ومن معَه إلا أن فاضَت أعينُهم، فأنزلَ الله قولَه: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة: 83].
إنه شهرُ القرآن - عباد الله -، وشهرُ التراويحِ التي تسمُو بقلبِ المُهتَدِي .. إن الأمةَ لفِي شوقٍ إلى إحياءِ ليلِ المسجِدِ .. والأُنسِ بالقرآنِ في ليلِنا المُتجدِّدِ.
إنه لعجَبٌ عُجابٌ أن ترى من لا تُرهِبُه آياتُ الوَعيد والترهيب، ومن لا تحُضُّه آياتُ الوعدِ والترغيبِ .. عجَبًا لمن يسمعُ آياتِ الله تُتلَى فلا يخشَعُ ولا يُنيبُ، وإنما تدخُلُ من اليُمنى وتخرُجُ من اليُسرى!
ألا تعجَبُون - عباد الله - حين يكونُ بعضُ الجنِّ أرشدَ وأرقَّ من بعضِ الإنس، حين استَمَعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأُ القرآن، فرجَعوا إلى قومِهم وقالوا: (يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الأحقاف: 30، 31].
إن القلوبَ إذا غفَلَت قسَت، وإذا قسَت خلَت من دواعِي التدبُّر والخُشوع والإخبات، ولقد صدقَ الله إذ يقول: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
أعاذَنا الله وإياكم من القسوَة والغفلَة.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعَني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والذكرِ والحكمة، قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه وتوبوا إليه؛ إن ربي كان غفورًا رحيمًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانِه، والشُّكرُ له على توفيقِه وامتِنانه.
وبعد: فاتَّقوا الله - عباد الله -، واعلَموا أن شهرَ رمضان قابَ قوسَين أو أدنَى.
فاللهَ اللهَ بالبِدارِ فيه بالعمل الصالحِ، واستِقبالِه استِقبالَ المُستبشِرين الفرِحين بفضل الله ورحمتِه، لا استِقبالَ المُتشائِمين المُشاغِبين الذين لا يرَونَ في الشهر إلا أنه موسِمٌ للعبَثِ بما يشِينُ ولا يَزينُ، وما يخدِشُ الحياءَ من لهوٍ مقيت، يدلُّ عل استِهتارٍ بمقام الشهر وحُرمتِه.
فإنما هو شهرٌ تُترَكُ فيه عوالِقُ الدنيا وزُخرُفُها .. إنه شهرٌ تُحطُّ فيه الرِّحال، ليجأَرَ الصائِمون فيه إلى الله أن يمحُو ذنوبَهم وإسرافَهم في أمرِهم.
إنه شهرٌ تُشحَذُ فيه الهِمَمُ العليَّة ليلتفِتَ ذوُوها إلى إخوانٍ لهم في الدين لن يصُوموا كما يصُومون، ولن يُصلُّوا كما يُصلُّون، ولن يُفطِروا كما يُفطِرون، ولن يتسحَّروا كما يتسحَّرون، أثخَنَتهم الحروب، وروَّعَهم الاقتِتال، يفترِشُون الفقرَ، ويلتحِفُون المسغَبَة. ينامُ الصائِمون على صوتِ القرآن، وهم ينامُون على أصواتِ القنابِل والشَّظايا.
ألا فاتَّقُوا الله - عباد الله -، وهلُمُّوا بقلوبِكم الرحيمة، وعواطِفِكم الرَّخيمة إلى استِقبال شهر الجُود بالجُود، وشهرِ القرآن بالقرآن، وشهر الدعاء بالدعاء، وشهر التوبة بالتوبة؛ فإنه قريبُ الوصول لكنه سريعُ الأُفول. لن ينتظِرَ كسلانًا، ولن يُجامِلَ لاهِيًا.
شِعارُه للمُغتنِمين: قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا فقد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»؛ متفق عليه.
وشِعارُه للاهِين المُفرِّطين: قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ عليه رمضان، ثم انسلخَ قبل أن يُغفرَ له .. » الحديث؛ رواه الترمذي وغيرُه.
هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خير البريَّة، وأزكى البشريَّة: محمد بن عبد الله صاحب الحوض والشفاعة؛ فقد أمرَكم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم أيها المُؤمنون، فقال - جل وعلا -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ صاحبِ الوجهِ الأنوَر، والجَبين الأزهَر، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين وتابعِي التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وكرمِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين، واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان، اللهم اغفِر للمُسلمين والمُسلمات، والمُؤمنين والمُؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفِر لموتَى المُسلمين الذين شهِدُوا لكل بالوحدانيَّة، ولنبيِّك بالرسالةِ، وماتُوا على ذلك.
اللهم أصلِحنا وأصلِح قلوبَنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمرنا، واجعَل ولايتَنا فيمن خافك واتَّقاك واتَّبع رِضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعَل مواسِمَ الخيرات لنا مربَحًا ومغنَمًا، وأوقاتَ البركات والنَّفَحات لنا إلى رحمتِك طريقًا وسُلَّمًا.
اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم ارزُقنا صيامَه وقيامَه، واجعَلنا فيه من عُتقائِك من النيران يا ذا الجلال والإكرام، يا رب العالمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عباد الله:
اذكرُوا الله العظيمَ يذكُركُم، واشكُروه على آلائِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.