البحث

عبارات مقترحة:

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

صور راقية من بر الوالدين

العربية

المؤلف عبدالله محمد الطوالة
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. قصة أمية الكناني وابنه كلاب في خلافة عمر بن الخطاب .
  2. قصة معاصرة لولد بار بأمه(قصة رائعة جدا) .
  3. موعظة ونصيحة للأبناء .
  4. ثمرات بر الوالدين .

اقتباس

أيها الأحبة في الله: إننا في زمان قد عظمت غربته، واشتدّت كربته، فلم يرحم الأبناء ولا البنات دموع الآباء والأمهات، نحن في زمان نحتاج إلى من يذكرنا فيه بحق الوالدين وعظيم الأجر لمن برهما. أخي الحبيب: تأمّل حال طفولتك، وأيام صغرك وضعفك، وتذكّر معاناة أمّك، تسعة أشهر وبطنها لك وعاءً، ودمها لك غذاءً، الآلام وأنّات، زفرات ومعاناة، وعند الولادة ترى الموت رأي العين، وتذوق من الآلام الأمر والأمرين، لكنها...

أحبابي في الله: إليكم هذه القصة وبدون مقدمات، ذكر أن أمية الكناني كان عنده ولد اسمه كلاب، وكان شابا صالحا، وحين سمع أن الجهاد أفضل الأعمال في الإسلام، ذهب إلى عمر بن الخطاب، وقال له: أرسلني إلى الجهاد، قال عمر: أحي والداك؟

قال: نعم، قال: فاستأذنهما، فاستأذنهما وبعد إلحاح شديد، وافقا على مضض، فقدا وحيدهما وكان شديد البر بهما، يؤنسهما ويساعدهما في كل شؤونهما، ذهب كلاب إلى الجهاد، ومرت الأيام على الأبوين بطيئة ثقيلة، وما لبِث أن اشتد الشوق بالوالد. فصار البكاء رفيقه في ليله ونهاره، وذات يوم جلس أمية تحت شجرة، فرأى حمامه تُطعم فراخها فجعل ينظر، وينشد:

لمن شيخان قد نشدا كلابا

كتاب الله لو عقلا الكتابا

تركت أباك مرعشة يداه

وأمك لا تسيغ لها شرابا

طويلا شوقه يبكيك فردا

على حزن ولا يرجوا الإياب

إذا هتفت حمامة بطن وج

على بيضاتها ذكرا كلابا

ثم اشتد حزنه على ولده، وطال بكاؤه حتى أصابه ما أصاب يعقوب عليه السلام، فابيضت عيناه من الحزن، وفقد بصره، وصار

لا يفتر عن ذكر ولده، ومن شدة ما في قلبه أخذ يدعو على عمر بن الخطاب، ويقول شعراً:

أعاذل قد عذلت بغير علم

وما تدرى أعاذل ما ألاقي

إن الفاروق لم يردد كلابا

على شيخين سامهما فراق

سأستعدى على الفاروق رباً

له دفع الحجيج إلى بساق

وادعوا الله مجتهداً عليه

ببطن الأخشبين إلى زقاق

فما كان من أحد أصحابه إلا أخذ بيده حتى أقبل به على حلقة عمر بن الخطاب وأجلسه فيها، وهو لا يدرى، ثم قال له صاحبه: يا أبا كلاب، قال: نعم، قال: أنشدنا من أشعارك، ولشدة تعلقه بولده، فإن أول ما تبادر إلى ذهنه:

إن الفاروق لم يردد كلابا

على شيخين سامهما فراق

سأستعدى على الفاروق ربا

له دفع الحجيج إلى بساق

وادعوا الله مجتهدا عليه

ببطن الأخشبين إلى زقاق

فقال عمر: من هذا؟ قالوا: هذا أميه الكناني

قال عمر: فما خبره؟ قالوا: أرسلت ولده إلى الثغور، قال: ألم يأذن؟ قالوا: أذن على مضض.

فوجه عمر من فوره أن ابعثوا إلى كلاب ابن أمية الكناني على وجه السرعة، فلما مثل كلاب بين يدي عمر، قال له: اجلس يا كلاب، فلما جلس قال له عمر :ما بلغ من برك بأبيك يا كلاب؟ قال: والله يا أمير المؤمنين، ما أعلم شيئا يحبه أبى إلا فعلته قبل أن يطلبه منى، ولا أعلم شيئا يبغضه أبى إلا تركته قبل أن ينهاني عنه، قال عمر: زدني ..

قال: يا أمير المؤمنين والله إني لا آلوه جهدي براً وإحساناً، قال عمر: زدني، قال كلاب: كنت إذا أردت أن أحلب له آتى من الليل إلى أغزر ناقة في الإبل ثم أنيخها وأعقلها حتى لا تتحرك طوال الليل، ثم استيقظ قبيل الفجر فاستخرج من البئر ماء بارداً، فاغسل ضرع الناقة حتى يبرد اللبن، ثم احلبه وأعطيه أبى ليشرب، قال عمر: عجباً لك، كل هذا لأجل شربة لبن، فافعل لي كما كنت تفعل لأبيك، قال كلاب: ولكني أود الذهاب إلى أهلي يا أمير المؤمنين، قال عمر: عزمت عليك يا كلاب، فمضى كلاب إلى الناقة فحلب وفعل كما كان يفعل لأبيه، ثم أعطى الإناء لعمر بن الخطاب، قال عمر لمن حوله: خذوا كلاب فادخلوه في هذه الغرفة وأغلقوا عليه الباب.

ثم أرسل عمر إلى الشيخ ليحضر، فاقبل يقاد لا يعلم ما يُراد به، فإذا شيخ واهن، قد عظم همه واشتد بكاؤه وطال شوقه، يجر خطاه جراً، حتى وقف على رأس أمير المؤمنين، فسأله الفاروق يا أمية: ماذا بقى من لذاتك في الدنيا؟  قال: ما بقى لي من لذة يا أمير المؤمنين، قال عمر: فما تشتهى؟ قال أمية: اشتهي الموت، قال عمر: أقسمت عليك يا أمية إلا أخبرتني بأعظم لذة تتمناها الآن قال أمية: أما وقد أقسمت علي، فإني أتمنى لو أن ولدى كلابا بين يدي الآن أضمه واشمه وأقبله قبل أن أموت، قال عمر: فخذ هذا اللبن لتتقوى به، قال أمية: لا حاجة لي به يا أمير المؤمنين، قال عمر: أقسمت عليك يا أمية إلا شربت من هذا اللبن، فلما أخذ الإناء وقربه من فمه، بكى بكاءً شديداً، وقال: والله إني لأشم رائحة يدي ولدى كلاب في هذا اللبن، فبكى عمر حتى جعل ينتفض من بكائه، ثم قال: افتحوا الباب، فاقبل الولد إلى أبيه فضمه أبوه ضمة شديدة طويلة، وجعل يقبله تارة، ويشمه تارة، وجعل عمر رضي الله عنه يبكي، ثم قال: إن كنت يا كلاب تريد الجنة، فتحت قدمي هذا.

اللهم فأعنا على بر والدينا.

القصة التالية: حدثت في عصرنا الحاضر، وليس في عصر الصحابة ولا التابعين، قصة حقيقة، حدثت في محافظة الأسياج في منطقة القصيم، بل وفي محكمة الأسياح، نعم محاكمة غريبة من نوعها، يجزم كل من شهدها وسمع بها أنها أغرب خصومة تشهدها المحاكم الشرعية في تاريخها، بطل هذه القصة، رجل كبير في السن، احدودب ظهره، ورسمت الأيام تضاريسها على سحنته.

اسمه: حيزان الفهيدي يسكن في بيته وحيداً، بلا زوجة ولا أولاد، وليس معه أحد إلا عجوز طاعنة في السن إلى حد الوهن، حتى أن وزنها لا يتجاوز العشرين كيلو غراماً .. ولا تملك من حطام الدنيا سوى خاتم متواضع، يلوح في يدها الضعيفة، تلك هي (والدة) حيزان، الذي أفنى عمره في خدمتها، ورعايتها، وتلبية احتياجاتها، وفي مدينة أخرى بعيدة، يسكن شقيقٌ لحيزان اسمه غالب، وله زوجة وأبناء وسكن مناسب، وبين الفينة والأخرى يسافر غالب لزيارة أمة وأخيه حيزان، وفي أحد تلك الزيارات، قال غالب لشقيقه حيزان: يا حيزان: لقد كبرت وتقدمت بك السن، ووالدتي بحاجه إلى من يرعاها، ويقوم على خدمتها، فاسمح لي بأخذها معي إلى منزلي، حيث نقوم على رعايتها وراحتها.

 

قال حيزان: أنا لازلت قادراً على خدمتها ورعايتها، ولم أقصر في حقها بشيء، ولن تذهب معك، ولن تعيش مع أحدٍ غيري، طالما أني لازلت على قيد الحياة، أصر غالب على أخذ والدته، وكرر مطالبته لشقيقه بالسماح له بأخذها معه، وأشتد الخلاف بينهما، حتى وصل إلى طريق مسدود، ورغم تدخل أهل الخير بينهما، وتوسطهم لحل النزاع، إلا أن كل منهما قد أصر على أخذ والدته لخدمتها، وفي خضم النزاع قال حيزان، يا غالب لن تأخذ الوالدة مهما كان، وبيني وبينك حكم الله، يقصد المحكمة، فما كان من غالب إلا أن توجه لمحكمة الأسياج يشتكي أخاه حيزان، لتتوالى بينهما الجلسات، وتتحول القضية إلى رأي عام على مستوى المحافظة (أيهما يفوز برعاية العجوز) وعندما عجز القاضي أن يصل إلى حل يقرب وجهات النظر ويرضي الطرفين، طلب إحضار العجوز للمحكمة لتحسم الأمر وتختار بنفسها من تريد أن يرعاها، وفي الجلسة المحددة جاء الأخوان بها يتناوبان حملها في كرتون، وكأنها طائر منزوع الريش، وضعت الأم أمام القاضي، وبعد أن حياها، وجه لها سؤالاً: يا أم حيزان من تختارين؟ ورغم تقدمها في السن، إلا أنها كانت تدرك كل أبعاد السؤال.

قالت الأم: يا فضيلة الشيخ، هذا، وأشارت إلى حيزان (عيني هذه)، وهذا، وأشارت إلى غالب، عيني الثانية، وحين أصر القاضي على أن تختار أحدهما، قالت في ثبات: ليس عندي غير هذا يا صاحب الفضيلة. فما كان من القاضي إلا أن حكم بينهما بما تمليه مصلحتها، مما يعني أن تؤخذ العجوز من حيزان وتعطى لشقيقه غالب، فانفجر حيزان باكياً بكاء الثكلى، حتى أبكى كل من كان في المحكمة، وخرج الأخوان يتناوبان حمل الكرتون إلى السيارة التي ستقلها إلى مسكنها الجديد.

لك الله يا( حيزان ويا غالب)، ولكما بإذن الله وبرحمته جنة عرضها كعرض السموات والأرض، .. ترى كم حيزان وغالب في جيلنا اليوم.

 

تقول إحدى الطبيبات: كنت في عيادتي حين دخلت علي عجوز في الستينات بصحبة ابنها الشاب، وقد لاحظت حرصه الزائد عليها، فهو يمسك يدها، ويصلح لها عباءتها، ويناولها الأكل والماء، وبعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات، سألته عن حالتها العقلية؛ لأني لاحظت أن تصرفاتها لم تكن موزونة، وأن ردودها غير منطقية، فقال الشاب: إنها متخلفة عقليا، ومنذ أن ولدت، تقول الطبيبة: فتملكني الفضول فسألته: فمن يرعاها؟ قال: أنا، تقول الطبيبة: ومن يهتم بنظافة ملابسها وبدنها؟ قال: أنا، تقول الطبيبة فقلت: ولم لا تحضر لها خادمة، فقال الشاب: لأن أمي مسكينة لا تشتكي، وأخاف أن تؤذيها الخادمة، ثم لا تخبرني، تقول الطبيبة: أدهشني كلامه، ومقدار بره، فسألته: هل أنت متزوج، قال: نعم، الحمد لله ولدي أطفال، وهل زوجتك ترعى أمك؟ قال: زوجتي لم تقصر مع أمي، هي التي تطهو الطعام وتقدمه لها، وقد أحضرت لزوجتي خادمه لكي تعينها، ولكني أحرص على أن آكل مع أمي، لكي أطمئن عليها وأراقب لها السكر! تقول الطبيبة: ازداد إعجابي، ولم أتمالك دمعتي! لكني تماسكت واختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة، فقلت: وأنت الذي تقصر لها أظافرها؟ فقال: نعم، ألم أقل لك يا دكتورة أنها مسكينة، تكلمت الأم وقالت لولدها: متى تشتري لي بطاطس؟ فقال: ابشري الآن نذهب للبقالة! طارت الأم المسكينة من الفرح، وأخذت تقفز بكل براءة، وتردد: الآن .. الآن، تقول الطبيبة: التفت الابن إلي، وقال: والله إني لأفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار، تقول الطبيبة: تصنعت أني اكتب في ملف المريضة حتى لا يبدو تأثري بالموقف، وسألته: أليس لها أولاد غيرك؟ فقال الشاب: أنا وحيدها؛ لأن الوالد طلقها بعد شهر من زواجهما، تقول الطبيبة: فسألته فمن رباك؟ قال: جدتي رحمها الله، وتوفيت وعمري عشر سنين، فسألته: ومنذ ذلك الوقت وأنت الذي ترعى أمك؟ قال: نعم.

تقول الطبيبة: كتبت لها الوصفة وشرحت له الدواء، فأمسك بيد أمه، وقال: هيا، الآن نذهب للبقالة، فقالت الأم: لا، نذهب إلى مكة، تقول الطبيبة: فسألتها لماذا تريدين الذهاب إلى مكة؟ قالت ببراءة: لكي أركب الطائرة! تقول الطبيبة: فقلت له: أظن أنها ليست مكلفة، وليس عليها حرج إن لم تحج أو تعتمر، وستشغلك كثيراً إن ذهبت بها، قال الشاب: يا دكتورة، لعل الفرحة التي تفرحها إن أنا ذهبت بها أكثرُ أجراً عند رب العالمين من عمرتي بدونها.

تقول الطبيبة: لم أعد أقوى على الكلام، وحين خرجوا من العيادة، أقفلت الباب وقلت للممرضة: أحتاج للراحة بعض الوقت، تقول الطبيبة: بكيت من كل قلبي، وقلت في نفسي: هذا وهي لم تكن له أماً، فقط حملت وولدت، لم تربي، لم تسهر الليالي، لم تمرٍّض، لم تدرٍّس، لم تتألم لألمه، لم تبكي لبكائه، لم يأتها النوم خوفا عليه، لم.. ولم.. ولم.. ومع كل ذلك يقدم لها كل هذا البر!.

تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله، فكرت بأبنائي وتساءلت، ترى هل سأجد ربع هذا البر؟ مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23- 24].

بارك الله.

الحمد لله.

أما بعد:

أيها الأحبة في الله: إننا في زمان قد عظمت غربته، واشتدّت كربته، فلم يرحم الأبناء ولا البنات دموع الآباء والأمهات، نحن في زمان نحتاج إلى من يذكرنا فيه بحق الوالدين وعظيم الأجر لمن برهما.

أخي الحبيب: تأمّل حال طفولتك، وأيام صغرك وضعفك، وتذكّر معاناة أمّك، تسعة أشهر وبطنها لك وعاءً، ودمها لك غذاءً، آلام وأنّات، زفرات ومعاناة، وعند الولادة ترى الموت رأي العين، وتذوق من الآلام الأمر والأمرين، لكنها وعند رؤيتها لك سليماً معافى، تنسى جميع همومها وآلامها، وتعلق عليك بعد الله آمالها.

ثم تبدأ رحلة أخرى شاقة ومضنية، فترضعك حولين كاملين، تسهر لسهرك وتتألم لألمك وتحزن لحزنك وكخادمة أمينة بين يدي سيدها، تزيل الأذى عنك بيديها وتترك من أجك طلباتك الصغيرة كل ما قد يشغلها، لسان حالها حملتك كرهاً، ووضعتك كرهاً، ولا يزيدني نموك إلا ضعفاً.

أمّا أبوك، فأنت له مجبنة مبخلة محزنة، يكد ويسعى ويدفع عنك صنوف الأذى، ويجتهد في تربيتك وإصلاحك، ويبذل كل ما في وسعه في سبيل إسعادك ونجاحك.

أخي الكريم: هذان هما والداك وتلك هي طفولتك وصباك، فلماذا التنكر للجميل؟ وعلام الفظاظة والغلظة، وكأنك أنت المنعم المتفضل؟!

الله الله في برهما والإحسان إليهما: (فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا) [الإسراء: 23]. فرضى الله في رضاهما، وسخط الله من سخطهما.

(وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه، أحدهما أو كلاهما ثمّ لم يدخل الجنة".

احذروا العقوق يا عباد الله فالعقوق خيبة وخسارة وخذلان، جاء في حيث جابر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معشر المسلمين إياكم وعقوق الوالدين، فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام، والله لا يجد ريحها عاق".

ثم اعلموا أن بر الوالدين سبب مباشر ليس لدخول الجنة، بل الدرجات العلا منها، وهو كذلك سبب لزيادة العمر حسياً ومعنوياً.

وسبب في سعة الرزق وتفريج الكربات.

وسبب لقبول الدعوات وسبب لانشراح الصدر وطيب الحياة. وحصول الرضا.

ودليل على صدق الإيمان وكرم النفس وحسن الوفاء .

كما أنه سبب في بر الأبناء للآباء، فعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ..".

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليحرم الرزق بذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلاّ الدعاء، ولا يزيد في العمر إلاّ البر".

وعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص، فبرأ منه إلاّ موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على الله لأبره. فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل".

صلوا..