المتكبر
كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...
العربية
المؤلف | عبد الله بن علي الطريف |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | السيرة النبوية |
ومن لطفه وحسن خلقه: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يلاعب ربيبته زينبَ بنت أبي سلمة, فيناديها بتصغيرِ اسمها إيناساً لها وترفُقاً بها؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُلاعِبُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ يَقُولُ: "يَا زُوَيْنِبُ...
الْخُطبَةُ الْأُولَى:
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه ما تعاقبت الليالي والأيام.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أيها الإخوة: لقد اختار اللهُ -تعالى- نبيَهُ محمداً -صلى الله عليه وسلم- واصطفَاه؛ ليكونَ خاتمَ النبيّين وأفضلَهم، ويكون قدوةً للعالمين أجمعين؛ فقال -عز من قائل-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب:21]؛ في هذه الآيةِ أمر اللهُ -تعالى- عبادَهُ المؤمنين في كل زمان ومكان بالتأسي بالرسولِ -صلى الله عليه وسلم- تأسيًا مُطلقًا.
وجعل -سبحانه- الاهتداء الحقيقي باتباعِه -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[الأعراف:158].
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- خير معلم، وكانت عشرته لأهله أفضل عشرة، ومعاملته لعموم الناس أفضل معاملة، وكان شديد العناية بتربية الأطفال وأغزرهم عليهم عطفاً وحناناً.
أيها الإخوة: نعود لإكمال حديثٍ بدأناه, وهو خَصلةٌ من خصاله الكريمة -صلى الله عليه وسلم-؛ وهي معاملته للأطفال، فقد كان يداعب الأطفال ويعطف عليهم ويلاطفهم، ومن ذلك ما رواه البخاري وغيره: قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: "إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَيُخَالِطُنَا، وَكَانَ -صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ -قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا-، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ", وفي رواية: "وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ: "مَا شَأنُهُ؟", قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟", وأبو عمير أخٌ لأَنسٍ من أمه أمِ سليم، ابنُ لأبي طلحة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم, والنُّغَيْرُ: مُصَغْرُ نَغْر, هُوَ طَائِرٌ يُشْبِهُ الْعُصْفُور، أَحْمَرَ الْمِنْقَارِ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهُ الْبُلْبُلَ, وقوله: "أَحْسِبُهُ كانَ فَطِيماً"؛ أَي: أنَّه بدأ يُدرك، وتكنية الرسول لهذا الطفل إكراماً له، وكذلك من باب التفاؤل أنه يكون أباً ويكون له ابن.
ومن لطفه وحسن خلقه: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يلاعب ربيبته زينبَ بنت أبي سلمة, فيناديها بتصغيرِ اسمها إيناساً لها وترفُقاً بها؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُلاعِبُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ يَقُولُ: "يَا زُوَيْنِبُ، يَا زُوَيْنِبُ!" مِرَارًا.(رواه الضياء المقدسي وصححه الألباني).
وكان يُوجدُ فرصاً للعب الأطفال، ويسعى في تمكينهم من اللعب مع أقرانهم الأطفال؛ فَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، "فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي"(رواه البخاري)، والمعنى أنه -صلى الله عليه وسلم- يرسل صواحبها ليلعبن معها؛ تقديراً منه لحاجتها الطفولية, فقد كانت صغيرة لما انتقلت إلى بيت الزوجية، فقد كانت بنت تسع سنين، فكان من لطفه إشباع حاجته الطفولية، فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، حَرِيصَةً عَلَى اللهْوِ"(رواه البخاري ومسلم, واللفظ لمسلم), فصلوات ربي وسلامه عليه.
أيها الإخوة: ومن عظيم لطفه -صلى الله عليه وسلم- ورفقه بالأطفال: أنه يتلطف بهم حتى وهو في محرابه يصلي بالناس، أو وَهُوَ على منبره يعظ الناس ويرشدهم؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى, فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا"، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا, حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ؛ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي, فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"(رواه النسائي وصححه الألباني).
وَعَنْ بُرَيْدَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ المِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "صَدَقَ اللَّهُ :(إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ)[التغابن:15], نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ, فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا"(رواه الترمذي والنسائي وأحمد وصححه الألباني).
كل هذه المواقف وغيرها كثير, يجعلك توقن أن النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- مربي الأمة الأول وسيدها.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ اتَّقُوا اللهَ -تعالى-، وَتَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ نَبِيْكُمْ تُفْلِحُوا, أَلَا وَإِنَّ مِنْ لطفه -صلى الله عليه وسلم- بالأطفال: ملاعبتهم والحرص على إشباع حاجاتهم في مرحلة الطفولة، وهذا لم تمنعه من احترامهم وإثبات حقوقهم في مجالس الكبار، ومن ذلك مَا وَرَدَ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَدَحٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ أَصْغَرُ القَوْمِ -هو عبدالله بن عباس وقيل: الفضل -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم-, وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: "يَا غُلاَمُ! أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْيَاخَ -أي الكبار في العمر-, قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ!، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ"(رواه البخاري ومسلم).
وكانَ -صلى الله عليه وسلم- يُحَذِرُ من الكذب على الأطفال، ومن ذلك ما روى عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَامِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟", قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا؛ كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ"(رواه أبو داود وحسنه الألباني).
وكان -صلى الله عليه وسلم- لا يأنف من الأكل معهم، وإن رأى منهم مخالفة للأدب، وجههم بلطف ورفق؛ فَعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا غُلاَمُ! سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ", فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ"(رواه البخاري).
وكان -صلى الله عليه وسلم- يعلم الأطفال، ويوجههم برفق ولين, من ذلك ما قَالَ ابْن عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، "فَقَامَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ"(رواه البخاري).
وَقَالَ أَنَسٌ: "أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: "يَا أُنَيْسُ! أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟", قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللهِ!"(رواه مسلم), الله!, كم من معاني الرحمة واللطف وحسن التوجيه وبراعة المتابعة بهذا الموقف!.