البحث

عبارات مقترحة:

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

قبَسٌ من مشكاة النبوة

العربية

المؤلف عبدالله الجهني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات - فقه النوازل
عناصر الخطبة
  1. فضل الله على عباده ببعثة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
  2. وصايا نبوية في حديث جامع .
  3. فرحة وتهنئة .
  4. فضل الله على بلاد الحرمين وحفظه لها من كيد أعدائها .

اقتباس

وإن من مشكاة النبوة حديثًا عظيمًا، هو أصل أصيل في مراقَبة الله -سبحانه وتعالى-، ومراعاة حقوقه، والتوكل عليه، وتفويض الأمر إليه، وتحقيق توحيده بإفراده بالعبادة وحده لا شريك له، والاعتقاد الجازم أن المخلوقين كلهم عاجزون ومفتقِرون إليه...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أما بعدُ، أيها الناسُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى-؛ فمَنِ اتَّقى اللهَ وقاه، ومِنْ كلِّ شرٍّ نجَّاه، وهي وصية الله -تبارك وتعالى- للخلق أجمعين، الأولين منهم والآخِرين، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النِّسَاءِ: 131].

أيها المسلمون: بعَث اللهُ -سبحانه وتعالى- رسولَه بالهدى ودِين الحقِّ ليُظهِرَه على الدين كله ولو كره الكافرون والمشركون، وحَرِصَ عليه الصلاة والسلام على تحقيق العبادة لله وحده لا شريك له، وحَمَى جنابَ التوحيدِ من أعمال الجاهلية ومن شوائب البِدَع والخرافات؛ حرصًا منه -صلى الله عليه وسلم- على سعادة أمته ونجاتها في الدنيا والآخرة.

عبادَ اللهِ: وإن من مشكاة النبوة حديثًا عظيمًا، هو أصل أصيل في مراقَبة الله -سبحانه وتعالى-، ومراعاة حقوقه، والتوكل عليه، وتفويض الأمر إليه، وتحقيق توحيده بإفراده بالعبادة وحده لا شريك له، والاعتقاد الجازم أن المخلوقين كلهم عاجزون ومفتقِرون إليه -سبحانه وتعالى-، أخرَج الإمام أحمد والترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا، فَقَالَ: "‌يَا ‌غُلَامُ، ‌إِنِّي ‌أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ" وفي رواية أحمد: "تَعَرَّفْ عَلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

إنها وصايا نبوية جامعة مشرقة، تُظهِر عظمةَ منهج الإسلام المستنِد في أساسه على العبادة، وعلى قوة الصلة الدائمة بالله -تبارك وتعالى-، تُزَوِّد الإنسانَ بشحنات متتالية، من القوة المستمدَّة من القوي العزيز، وينبغي عليك -يا عبد الله- أن تكون متذكِّرًا لها، عامِلًا بها؛ لتنفعك في دينك ودنياك وآخرتك، اللهم إنَّا نسألكَ إيمانًا صادقًا، ويقينًا كاملًا، ونعيمًا لا ينفد، وقرةَ عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك الكريم.

قلتُ ما سمعتُم، وأستغفِر اللهَ العظيمَ لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله القوي العزيز، لا يذل مَنْ والاه، ولا يعز مَنْ عاداه، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، نعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، وكشَف الغمةَ، وجاهَد في الله حقَّ جهاده، -صلوات الله وسلامه عليه-، وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

أما بعدُ: فإن الفرحة تغمر القلوب، والبشر يعلو الوجوه، بما من الله على سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نصره الله بالشفاء، إثرَ العملية الجراحية الناجحة التي أجراها سموُّه الكريمُ، سائلًا المولى أن يمنَّ على سموِّه بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظه برعايته، سندًا لخادم الحرمين الشريفين، أدام الله عزه في طاعته وتقواه.

عبادَ اللهِ: لقد امتنَّ اللهُ على هذه البلاد بنعمة التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبإقامة الحدود، وبالعدل بين الرعية، فكان من ثمرة ذلك أن بسط الله على هذه البلاد الأمن والرخاء والاستقرار، وفتَح عليها كنوزَ الأرض، وبركات السماء، فله الحمد أولًا وآخِرًا، وظاهرًا وباطنًا، فكاد لها الأعداء، وما زالوا للنَّيْل منها ومن قادتها، ومن علمائها، ومن أبنائها، ومع كل تلك الهجمات الشرسة نرى إحاطة الله -تبارك وتعالى-، وعنايته ورعايته بها، فلا يريدها بسوء إلا خذَلَه اللهُ، وردَّ كيدَه في نحره، فاللهم احفظ علينا ديننا، وثبتنا عليه حتى نلقاك، واحفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه.

وصلُّوا وسلِّموا على سيد المرسلينَ، وإمام المتقينَ، نيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد أمركم بذلك في كتابه؛ فقال قولًا كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللهً عليه بها عشرًا"، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الذين قَضَوْا بالحق وبه كانوا يعدلون؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذُلِ اللهمَّ مَنْ خذَل الإسلامَ والمسلمينَ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا، سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم واغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، واحفظ أطباءنا وأعوانهم، وسدِّدهم وارفع عنا هذا الوباءَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم انصر جنودنا على الحدود، اللهم سدِّد رميَهم، وثبِّت أقدامَهم، وانصُرْهم على عدوك وعدوهم أجمعين.

اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ، ووليَّ عهده لما تحب وترضى، وخذ بناصيتهما للبر والتقوى، ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين لكلِّ خيرٍ وصلاحٍ، اللهم أَنْزِلْ علينا الغيثَ ولا تَجعَلْنا من القانطينَ، اللهم أَغِثْنا.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].