المتكبر
كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
والقرآن له سلطان وتأثير عظيم على الروح في رمضان؛ لضَعْف نوازع الشر، وقوة صفات الخير في الصيام، وضَعْف تسلُّط الشيطان، فأكثِروا من تلاوته وتدبره، ولن يُصلح حالَ المسلمين إلا القرآنُ والسُّنَّةُ، ولو اجتمع حكماء العالَم أحياؤهم وأمواتهم لحل معضلة من معضلات العالَم بعيدا عن القرآن لَمَا اهتدوا إلى ذلك سبيلا...
ألقيت ايضا بتاريخ 5/9/1440هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله رب الأرض والسموات، ذي النعم والبركات، لا تنفعه الطاعاتُ، ولا تضره السيئاتُ، وإنما تنفع وتضر مَنْ عَمِلَها، والله الغني عن المخلوقات، أحمد ربي وأشكره على آلائه التي نعلم والتي لا نعلم، فله الحمد والشكر في جميع الحالات، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى وأعظم الصفات، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، المؤيَّد بالبراهين والمعجزات، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه المسارعين إلى الخيرات.
أما بعد: فاتقوا الله -عز وجل- بالأعمال التي تُرضيه، والبعد عن غضبه ومعاصيه، فما فاز إلا المتقون، وما خسر إلا المجرمون.
أيها المسلمون: محاسَبة النفس والاجتهاد في الطاعات، والازدياد من الحسنات، والمحافظة على ما أعان الله عليه ووفَّق من العمل الصالح، والحذر من مبطلات الطاعات، هو عين السعادة والفَلَاح في الحياة وبعد الممات، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[النَّازِعَاتِ: 40-41]، وقال عز وجل عن أهل الجنة: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)[الطُّورِ: 25-27]، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)[مُحَمَّدٍ: 33]، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قول الله -سبحانه-: (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)[الْحَشْرِ: 18]: "حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تحاسَبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم" انتهى.
وقال صلى الله عليه وسلم: "الكيِّس مَنْ دان نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسَه هواها وتمنَّى على الله"(حديث حسن).
والمحاسَبة للنفس تكون فيما مضى وفي يومك، وفي مستقبلك بالتوبة من جميع الذنوب، وبالمحافظة على الصالحات من المبطِلات، وبالازدياد من الخيرات، كما أن الشقاوة والخذلان والخسران في اتباع الهوى وركوب المحرَّمات، وترك الطاعات، أو اقتراف ما يُبطل الحسناتِ، وبحسب امرئ من الشر أن يأتي ما ينقص به ثواب الطاعات.
أيها المسلمون: أنتم ترون سرعة انقضاء الأيام والليالي، وإدبار السنين الخوالي، وإن يوما مضى لن يعود بما فيه، والعمر ما هو إلا ليالٍ وأيام، ثم ينزل الأجل، وينقطع العمل، ويعلم غرور الآمال، وإنكم في أوائل شهركم المبارك قد فتح الله لكم فيه من الخيرات أبوابا، ويسَّر لكم فيه أسبابا، فادخُلوا أبواب الخيرات، واحذروا أبواب الموبِقات والهلكات، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[الْبَقَرَةِ: 208].
أيها المسلمون: عظِّموا نعمةَ الإيمان، وعظِّموا نعمةَ القرآن، فما أُعطي أحدٌ عطاءً أفضلَ من الإيمان والقرآن، وما صام مسلم رمضان إيمانا واحتسابا إلا نال من الإيمان، ونال من بركات القرآن، وأهلُ القرآنِ هم مَنْ عَمِلَ به، ولو لم يكن حافظًا، ومن لم يعمل بالقرآن فليس من أهل القرآن ولو كان حافِظًا له، وأول نعمة على الأمة بالهداية والرحمة العامة والخاصة والحياة الكريمة هي نزول القرآن في رمضان، فنزول القرآن في شهر الصيام مبدأ الخيرات والبركات وإصلاح الحياة، والفوز في الآخرة بأعلى الدرجات، ومبدأ النور وانكشاف الظلمات ورفع الجهل والضلالات، قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الشُّورَى: 52]، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)[النِّسَاءِ: 174-175].
فمن آمَن بالقرآن الكريم من أول هذه الأمة أو آمَن بالقرآن بعد ذلك إلى آخر الدنيا فقد شكر نعمة القرآن العامة التامة، وشكر نعمة الإيمان في خاصة نفسه، ومن لم يؤمن بالقرآن فقد كفر بالنعم كلها، وباء بالخلود في النار، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ)[هُودٍ: 17]، وقال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 121]، وقال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)[الْأَعْرَافِ: 40-41].
ومن رحمة الله بنا وحكمته وإحاطة علمه أن فرَض علينا صيام رمضان المبارك، وسنَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قيامه، وخصه بفضائل عن غيره، فاجتمعت فيه أعظم العبادات، وأنواع البر، وضاعَف اللهُ فيه أجور الأعمال ليقوم المسلم بشكر الله -عز وجل-، على نعمة القرآن، ونعمة الإيمان، فالنعم يجب به شكر المنعم -جل وعلا- ومحبته؛ ليحفظها من الزوال، وليزيدنا من النعم في الحال والمآل.
والشكر لله على نعمه يكون بأنواع العبادات، وأعظمها التوحيد لله رب العالمين، ويكون بالإحسان إلى الخلق، قال الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الْكَوْثَرِ: 1-2]، والكوثر هو الخير الكثير الذي لا يُحيط به إلا اللهُ، ومنه نهر الكوثر في الجنة؛ فأرشد الله نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن يشكر الله على نعمه بأنواع العبادات، وأن يُحسن إلى الخَلْق بأنواع الإحسان والمنافع، وقد وفَّى سيدُنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- هذه المقاماتِ حقَّها، وامتثل أمرَ ربه أتم امتثال، فجزى الله نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته؛ فقد بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصَح للأمة، وقال الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- موسى: (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 144]، وقال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سَبَأٍ: 13]، قال بعض المفسرين: "ما مضت ساعة من ليل أو نهار إلا وبعض آل دواد راكع أو ساجد".
ولَمَّا عدَّد اللهُ نعمَه على مريم -عليها السلام- أمرَها بالشكر فقال: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 43]، وقال تعالى عن الصحابة أفضل الأمة -رضي الله عنهم-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)[الْفَتْحِ: 29]، فالعبادات في رمضان وفي غيره شكر لله على نعمة الإيمان، ونعمة القرآن.
والقرآن له سلطان وتأثير عظيم على الروح في رمضان؛ لضَعْف نوازع الشر، وقوة صفات الخير في الصيام، وضَعْف تسلُّط الشيطان، فأكثِروا من تلاوته وتدبره، ولن يُصلح حالَ المسلمين إلا القرآنُ والسُّنَّةُ، ولو اجتمع حكماء العالَم أحياؤهم وأمواتهم لحل معضلة من معضلات العالَم بعيدا عن القرآن لَمَا اهتدوا إلى ذلك سبيلا، ولكن القرآن بيَّن الحق في كل معضلة، انظر إلى مسألة العقيدة بالله وأسمائه وصفاته، وحقه في العبادة، كم عدد العقائد في هذا الباب؟ لا تعد ولا تحصى، والحق في مسألة العقيدة ما قال القرآن، ومعضلة الاقتصاد في العالم أعجزت الحكماء والحق فيها ما قال القرآن، وبعض الحكماء من غير المسلمين استفادوا من الشريعة الإسلامية في بعض الأبواب، ولا يمكن أن يكون الناس كلهم مسلمين، ولكن على المسلمين أن يتمسكوا بالقرآن والسنة، فإذا رأى الناس القدوة الحسنة من كل مسلم انتفعوا بها، ولو في أمور دنياهم، والقرآن العظيم هو كيان الأمة، وقوتها، وبقاؤها وعزها وسعادتها، قال الله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الْإِسْرَاءِ: 9].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، فاستغفروه لي لكم وللمسلمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله المبدئ المعيد، فعَّال لما يريد، لربي الملك وله الحمد، يحكم ما يريد، أحمد ربي وأشكره على فضله ونسأله المزيد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الولي الحميد، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، الهادي إلى صراط مستقيم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه المهتدين.
أما بعد: فاتقوا الله -تعالى- في كل حال، تفوزوا بالعاقبة الحسنة بأموركم كلها في الحال والمآل.
عباد الله: إن فريضة الصوم لكم فيها أعظم الأجور، مع ما فيها من المنافع في هذه الحياة لمن تأمل ذلك بفكر منير، ولكن الصوم لا يؤتي ثماره ولا ينتفع به صاحبُه إلا إذا زكَّاه بصالح الأعمال، وحفظه من المبطلات وما ينقص ثوابه من الأوزار والآثام، فإذا صمتَ -أيها المسلم- فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجوارحك عن المحرمات لتتذكَّى نفسك بالطاعات، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)[مُحَمَّدٍ: 33]، وفي الحديث: "إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابَّه أحد فليقل: إني صائم"، وقال صلى الله عليه وسلم: "الصوم جُنَّة، ما لم يخرقها" أَيْ: وقاية من النار، أَيْ: ما لم يخرقها بذنوب كالغِيبة والنميمة.
وحَاسِبْ نفسَكَ -أيها المسلم- في رمضان؛ ليخفَّ عليك الحسابُ في القيامة، واسأل نفسَكَ: هل أقمتَ الصلاةَ كما أُمِرْتَ؟ هل أدَّيتَ الزكاةَ مع الصيام؟ هل تبتَ إلى الله من الذنوب؟ هل تبتَ من المكاسب المحرمات كالربا والبيوع المحرمة؟ هل وصلت الرحم؟ هل بررت الوالدين؟ هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر؟ هل اجتهدت بالتمسك في الهدي النبوي لتكون مع المهتدين؟ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرا"، فصَلُّوا وسَلِّمُوا على سيد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنكَ حميد مجيد، اللهم بَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنكَ حميد مجيد، وَسَلِّمْ تسليمًا كثيرًا، اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعينَ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدينَ المهديينَ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين والشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم ودَمِّرْ أعداءك أعداء الدين، إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنتَ، اللهم إنا نسألك أن تعيننا على طاعتك، اللهم وفقنا وأعنا على صيام هذا الشهر، وعلى قيامه على ما تحب وترضى، ووفقنا يا رب العالمين لقيام ليلة القدر، وتقبَّلْ منَّا حسناتنا، اللهم تقبل منا حسناتنا التي أعنتنا عليها ووفقتنا لها، واحفظها لنا يا رب العالمين إلى يوم القيامة.
اللهم وكفِّر عنا سيئاتنا، اللهم وكفِّر عنا سيئاتنا، اللهم وكفِّر عنا سيئاتنا، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم أعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، الهلم أعذنا وأعذ ذرياتنا من إبليس وذريته وشياطينه وأوليائه يا رب العالمين ومن شياطين الإنس والجن إنكَ على كل شيء قدير، اللهم أعذ المسلمين من إبليس وذريته إنك على كل شيء قدير، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم طهِّر قلوبَنا من النفاق، وأعيُنَنا من الخيانة، وأعذنا يا رب العالمين من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لموتانا، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، نوِّر عليهم قبورَهم، اللهم واغفر لهم في هذا الشهر المبارك إنكَ على كل شيء قدير، اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام، نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل، اللهم أَغْنِنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في دورنا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا، اللهم احفظ بلادنا، اللهم احفظ بلادنا من شر الأشرار، ومن كيد الفُجَّار يا رب العالمين، اللهم واحفظ بلادنا من عدوان المعتدين، ومن ظلم الظالمين إنك على كل شيء قدير.
اللهم احفظ جنودنا إنك على كل شيء قدير، اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وأعنه على كل خير يا رب العالمين، وانصر به دينك، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفِّقه للعمل الرشيد، والرأي السديد، اللهم وارزقه الصحة والعافية، اللهم وفِّق ولي عهده لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم أعنه على كل خير، وانصر به المسلمين يا رب العالمين، وفِّقْه للعمل السديد والعمل الرشيد، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ارفع عن المسلمين معضلات الفتن، اللهم أعذنا من مضلات الفتن، الهلم ارفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهَر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين، اللهم ألِّفْ بين قلوب المسلمين، وأصلِحْ ذاتَ بينهم يا رب العالمين واجعلهم متحابينَ متعاونينَ على طاعتك وعلى الحق إنكَ على كل شيء قدير.
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.