الحفي
كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...
العربية
المؤلف | عبدالعزيز بن محمد النغيمشي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - المنجيات |
إن في الدنيا لظلمةٌ، لن يزيحها إلا نورُ القرآن، وإن في النفوس لوحشةٌ لن تزيلَها إلا آي القرآن، وإن في القلوب لاضطرابٌ، لن يُسَكِّنَه إلا العملُ بالقرآن. وإن الإعراض عن القرآن، لهو الضلال البعيد....
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أيها المسلمون: تظل النفوسُ البشريةُ، تتلجلج في الأوهام وتضطرب بالهموم، قلقٌ دائمٌ، وحيرة باقيةٌ، وتخبط لا يزول.
تظل النفوس البشريةُ، تهيم حيرى في الظلمات. لا تبصر نوراً، ولا تعرف خيراً، ولا تهتدي إلى سبيل. جهل وظلمٌ وقسوةٌ وانحراف. ضلالٌ وفُرقةٌ وتناحرٌ واختلاف. ولم تزل تلك الحالُ تحول بين البشرية وبين رشدها، حتى أرسل الله رُسُلهُ وأنزل الكُتُب.
وختم المرسلين بمحمدٍ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- وفَضَّلَه، وختم الكُتُبَ بالقرآن الكريم كتاب اللهِ وهو كلامُهُ، مُنَزَّلٌ غيرُ مخلوق، مُنَزَّهٌ عن كل نقص، مُبَرّأٌ من كل عيبٍ، محفوظ من كل اختلاف. فيه الهداية وفيه النور، فيه شفاءٌ لما في الصدور (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)[إبراهيم:1]، (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)[فصلت:1]، (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[فصلت:41-42].
قف، إنها بجلالها الآياتُ | فيها هدىً وسكينةٌ وثباتُ |
هذا هو القرآنُ أشرفَ مُنزلٍ | في آيه تعلو لنا الدرجات |
كتاب الله، أعظمُ نعمةٍ من أعظمِ منعم، وأكرمُ منَّةٍ من أجزل واهب، هو الموعظةُ وهو الشفاء، وهو الهدى وهو الرحمة، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 57-58].
القرآن، به صلاحُ الدنيا وبه صلاحُ الدين، وبه الكرامةُ وبه النصرُ المبين، هو شرف الأمةِ وبه مكانتُها، وبه الرقيُ إلى عزها وسؤددها (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)[الأنبياء:10]؛ فيه شرفكم، فيه رِفعتكم، فيه عزّكم، فيه التمكينُ لكم، إن أقمتم على القرآن حياتكم، وعَقلتُم عن الله ما أنزله إليكم.
القرآن وما أدراك ما القرآن، يُقِيمُ العَوَج ويُهَذِّبُ الأخلاق، ويذهب القَسوةَ ويرقق القلوب، ويُصفّي السرائر ويُوقِظ الضمائر، لو خُوطِبَ به الجماد لدبَّت في الجمادِ معاني الحياة، (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[الحشر:21].
القرآن، وما أدراك ما القرآن، هو الحكمة البالغة، وهو الحُجَّةُ الدامغة، تحدَّى الله به الثقلينِ فأعجزهم. (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)[الإسراء:88] هو كنز هذه الأمة وهو حياتها، هو سعادتها وهو فلاحها.
القرآن، هو عمدة المِلَّة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، وقوام الدين، لا طريق موصلٌ إلى الله سواه، ولا سبيل إلى النجاةِ بغيره. هل يُدعى إلى الله إلا بكتاب الله؟ وهل يُرجى صلاحُ العباد إلا بكلام الله؟ أُنزل القرآن على محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو باقٍ ومحفوظٌ إلى قيام الساعة، وكل من بلغه هذا القرآنُ إلى آخر الزمانِ فقد بلغته من الله الرسالة وجاءته من الله النذارة (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)[الأنعام:19]، أُنزلَ القرآنُ ليُتلى ولِيُتَدَبّر، وليوقفَ عند حدوده، وليُعمَلَ بأحكامه، ولِيُتَّعَظَ بمواعظه، ولِيُتَحَاكمَ إليه، (كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ)[ص:29].
أيها المسلمون: "لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ"(متفقٌ عَلَيْهِ).
ومن جعل القرآن له أنيساً وجليساً، يعمر به وقته، ويحيي به قلبه، ويُقيم عليه أمره، يتدبر آياتِهِ، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، فقد ربح تجارةً لن تبور (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)[فاطر:29-30].
عباد الله : وفي رمضان للقرآنِ شأن آخر، ففيه أنزل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة:184]، وفي كل ليلةٍ من رمضان، كان جبريلُ يدارس رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، والمؤمن يعي هذه الحكمة، فيزداد تعلقاً بالقرآن في رمضان. وكلُّ مؤمن يتلو كتاب الله فهو صائرٌ إلى أي الفضيلتين وإلى أي الأجرين، عن عائشةَ -رضي الله عنها-، قالت: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أجْرَانِ"(متفقٌ عَلَيْهِ).
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً يليق بجلاله، ويرتقي لفضله وكماله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى وأصحابه وآله. وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجرٌ عظيم.
أيها المسلمون: إن في الدنيا لظلمةٌ، لن يزيحها إلا نورُ القرآن، وإن في النفوس لوحشةٌ لن تزيلَها إلا آي القرآن، وإن في القلوب لاضطرابٌ، لن يُسَكِّنَه إلا العملُ بالقرآن. وإن الإعراض عن القرآن، لهو الضلال البعيد (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً)[طه:99-101].
عباد الله: القرآن، (هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)[العنكبوت:49]؛ يرفعُهم، ويزكيهم، يحفظهم ويشفع لهم، ويُقِيمُ لهم في العالمين ذِكراً. فكم من مغمورٍ في الناسِ لا يُؤبَه له، تعلق بالقرآن فرفعه!، وكم من مشهورٍ في الناس يُحسَبُ له، أعرض عن القرآنِ فوضعه!، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ"(رواه مسلم).
وَمَنْ قرأ القرآن وكان به عاملاً، كان القرآنُ له شفيعاً، وكان يوم القيامة عنه محاجاً، عن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِالقُرْآنِ وَأهْلِهِ الذينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنْيَا، تَقْدُمُه سورَةُ البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا"(رواه مسلم).
وأهل القرآن، هم أولو الفضل والكرامة، وهم أهل الله وخاصتُه، وهم خير الأمة وأفضلُها، فليس في الوجود معلمٌ أزكى من معلمٍ لكلام الله، وليس في الطالبين أرقى من متعلم لكلام الله، عن عثمانَ بنِ عفانَ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ"(رواه البخاري).
معلمو القرآن ومتعلّموه، كم لهم من المكانة والسمو!، فضلٌ لا يُبارَى، وعملٌ في الخير لا يُجارَى، مَن يداني في الفضل مَن كان شغلهمُ القرآنُ يتعلَّمُونهُ ويعلِّمُونه، فطوبى لهم وحسنُ مآب.
يا قارئ القرآن حسبك أنه | شرف، به تتعاظم الحسنات |
ورسالة قدسية ونجابة | ومهابة، تعلو بها الدرجات |
عباد الله: وخيرُ مالٍ ينفقه العبدُ، مالٌ يجعله في تعليم القرآن، وخيرُ وقفٍ يوقفه العبد، وقفٌ يجعله في تعليم القرآن، صدقةٌ جارية، يجري على المرء ثوابها، ويبقى له بعد الموتِ عطاؤها، فحين ينقطع العمل، ويحول الموت بين المرء وبين التزود من القربات، فهناك سجلٌ لا يطوى، وهناك قلمٌ لا تجف؛ وعن أَبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جَاريَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"(رواه مسلم).
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.