الحفيظ
الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...
العربية
المؤلف | أحمد طالب بن حميد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | صلاة العيدين |
لقد رسَخ في الإسلام مَنْ آمَن بالله فاستقام، وتطهَّر وذكَر، وصلَّى وتصدَّق وصبَر، وتلا القرآنَ واتَّبَع وادَّكَر، فاستكمَل الإيمانَ وملأ الميزانَ وأقام البرهانَ، وأنار قلبَه، وأضاء دربَه، وأعتَق نفسَه، وأرضى ربَّه، فما هي إلا أعمال تُحصى فتُوفَى، وعليكم بالسُّنَن الواضحات...
الخطبة الأولى:
الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى والمثل الأعلى، يقول الحق وهو العلي الكبير.
وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا وإمامنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وصفيُّه مِنْ خلقِه وخليلُه، ماحي الأرجاس وحاشر الناس، العاقب المقفِّي، نبي التوبة والمرحمة والملحمة، الصادق الأمين، الشاهد البشير النذير، الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، هو في بشارة عيسى أحمد، وفي توراة موسى المتوكِّل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا صخَّابٍ في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئةَ، بل يعفو ويصفح، فتح الله به قلوبًا غُلفًا، وأنار به أعينًا عميًا، وأسمع به آذانًا صمًّا، وما قبضه ربه حتى أقام به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فبلَّغ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، وجاهَد في الله حقَّ جهادِه حتى أتاه اليقينُ، فاللهمَّ صلِّ على سيدنا محمد، الهادي الخلق نورهُ، والرحمة للعالَمين ظهوره، عددَ مَنْ مضى من خلقك ومَنْ بَقِيَ، ومَنْ سَعِدَ منهم ومَنْ شَقِيَ، صلاةً تستغرق العدَّ وتحيط بالحد، صلاةً لا أمدَ لها ولا انقِضَا، صلاةً دائمةً بداومك، وعلى آله وأصحابه كذلك، والحمد لله على ذلك وسلم تسليمًا مديدًا.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)[الْفُرْقَانِ: 1-2]، كتَب عليكم الصيامَ لعلكم تتقون، وبلَّغَكم بفضله شهرَ الخيرات، وأفاض عليكم فيه الرحمات، ويسَّر لكم فيه الطاعات، وأسمَعَكم فيه القرآنَ لعلكم تُرحَمون، وتابَع عليكم مِنَنَهُ وفضلَه وكرمَه حتى أشهدكم يوم الجوائز؛ (لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185-186].
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أيها المؤمنون: أنفِقُوا مما رزقكم الله؛ (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ)[الْبَقَرَةِ: 254]، واعلموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فرض زكاة الفطر على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير، ممن يدرك ليلة العيد وعنده ما يزيد عن قوته وقوت عياله، صاعا من تمر أو شعير، وإلا فمن غالب قوت البلد؛ طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، ويلزمه إخراجها.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلموا -عباد الله- أن قبول الأعمال وكمالها بالنية، ولكل امرئ من الأجر بقدر ما نوى، وميزان صواب الأعمال ما كان عليه أمر المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، واعلموا أن دينكم إسلام ظاهر، وإيمان باطن، وإحسان وهو غاية منتهاه، بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم يكن ذاك فاعلم بأن الله يراك، واعلموا أن سداد اللسان وصلاح الأركان بسرِّ مكنونِ الجَنانِ.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلموا -عباد الله- أن الدِّين وفاء الحقوق للخالق والمخلوق، وأن العصمة بالإسلام، والحساب على الله -تعالى-، وأن الله طيِّب لا يقبل إلا طيِّبًا.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أيها المسلمون: دَعُوا الرِّيَبَ واجتنِبوا الغضبَ، واتركوا ما لا يعينكم في دنياكم ولا أخراكم، وأحسِنوا في كل شيء، واتقوا الله حيثما كنتم.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
ويا عباد الله: احفظوا الله يحفظكم، وسلوه يجبكم، واستعينوا بالعلي القدير، واعلموا أن الحوادث مقادير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، وأن مَنْ صنَع ما شاء فقد نزع لحاء الحياء.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أيها المؤمنون: لقد رسَخ في الإسلام مَنْ آمَن بالله فاستقام، وتطهَّر وذكَر، وصلَّى وتصدَّق وصبَر، وتلا القرآنَ واتَّبَع وادَّكَر، فاستكمل الإيمانَ وملأ الميزانَ وأقام البرهانَ، وأنار قلبَه، وأضاء دربَه، وأعتَق نفسَه، وأرضى ربَّه، فما هي إلا أعمال تُحصى فتُوفَى، وعليكم بالسنن الواضحات، وإيَّاكم والمحدَثات، واعلموا أن مكب النيران حصائد اللسان، وكونوا عباد الله إخوانا.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلم -عبد الله- أن منشور الولاية، والحفظ والرعاية، أن تكون محبوب الولي، ومحل نظر العلي، فله تَغَرَّبْ واتَّرِعْ، واعص هواك واتبع، والاستقامة هي عين الكرامة، واعبر السبيل إلى الحليم الجميل، واعلم أن الله يقول: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كان منكَ ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغَتْ ذنوبُكَ عَنانَ السماء، ثم استغفرتَني غفرتُ لكَ، يا ابن آدم، إنكَ لو أتيتَني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابها مغفرةً".
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واستغفِروا ربَّكم ثم توبوا إليه، إن ربي رحيم ودود.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119]، وتوكلوا على الله حق توكله، ومن كثرت عليه الشرائع فليتمسَّكْ بالباب الجامع، من قول رسول الله عليه صلوات الله: "لا يزال لسانك رطبًا من ذِكْر الله".
وصلُّوا وسلِّموا -عبادَ اللهِ- على من سعت الشجرُ إليه، وسبَّحت الحصى في يديه، وسلَّم الحجرُ عليه، وانشقَّ القمرُ بإشارته، وحنَّ الجذعُ لعبارته، وأحلَّه اللهُ من السماء سدرةَ منتهاها، وطيَّب قلبَه فولَّاه قِبلةً يرضاها، فإن الله عليه قد صلَّى، والملأ الأعلى بالصلاة عليه تحلَّى، فبأمر الله تجلَّوْا، وبحلية الملائك تحلَّوْا؛ فقد قال عز من قائل عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم بَارِكْ على سيدنا محمد، و على آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم صل على نبينا محمد في الأولين، وصل على سيدنا محمد في الآخرين، وصل على سيدنا محمد في كل وقت وحين، اللهم صل عليه في الليل إذا يغشى، وصلِّ عليه في النهار إذا تجلَّى، وصلِّ عليه في الآخرة والأُولى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عن الأئمة الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن أمهات المؤمنين، وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، و على سائر الصحابة أجمعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك ومنك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، وعليك بأعداء الملة والدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاء رخاء وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم آمنًا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولاية المسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربَّ العالمينَ.
اللهم وفِّق للخير إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ، اللهم وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، التي تعينه على الخير، التي تدله على الخير وتعينه عليه يا ربَّ العالمينَ، اللهم وولي عهده وإخوانهم وأعوانهم ووزراءهم على الخير يا ربَّ العالمينَ، اللهم وفِّق أئمةَ المسلمين لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، واجعلهم حاكمين بشرعك، مطبِّقين لسُنَّةِ نبيِّكَ -صلى الله عليه وسلم-، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنتَ أعلمُ به منا، أنت المقدم وأنت المؤخِّر، وأنتَ على كل شيء قدير، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، فاغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.
اللهم تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم عليك بأعداء الملة والدين، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المستضعَفين في كل مكان، اللهم أَنْزِلْ نصرَكَ وتأييدَكَ على إخواننا في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، اللهم ثبِّت أقدامَهم وثبِّت رميَهم، اللهم انصرهم على عدُوِّكَ وعدُوِّهم يا ربَّ العالمينَ، اللهم طهِّر المسجدَ الأقصى من رجس يهود، اللهم عليكَ باليهود الغاصبين، والصهاينة المعتدينَ، اللهم عليكَ بهم فإنهم لا يُعجِزونَكَ، اللهم أَنْزِلْ عليهم رجزكَ وغضبكَ إلهَ الحق يا قويُّ يا عزيزُ، اللهم انصر المسلمين واشفِ صدورَ قوم مؤمنين، بنصر الإسلام يا قويُّ يا عزيزُ، اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار.
الله أكبر الله أكبر، لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.