البحث

عبارات مقترحة:

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

الهُدى والرشاد في زينة العباد

العربية

المؤلف عبدالباري بن عواض الثبيتي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الحكمة وتعليل أفعال الله
عناصر الخطبة
  1. دقة وجَمال صنع الله في الكون .
  2. بعض مظاهر عظمة الإسلام لتلبيته حاجات الإنسان الفطرية .
  3. من مظاهر هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزينة .
  4. أولى البقاع لأخذ الزينة هي بيوت الله .
  5. أثر الزينة في توثيق الحياة الزوجية .
  6. تهذيب الشريعة الإسلامية للزينة .
  7. محظورات يجب تجنبها في الزينة .
  8. أفضل زينة هي زينة الإيمان .

اقتباس

هذَّب الإسلامُ مفهومَ الزينة، وأزال الغبشَ عما يعتري مدلولَها، ورسَم حدودَها، وأبرَز معالِمَها؛ لتُحَقِّق الزينةُ الزينةَ، وتلائم دورَ المسلم ورسالتَه في الحياة، ولتظهر الزينة في إطار الفضيلة، محصنةً من الميوعة والخلاعة، ويظهر الجَمال دون خدش سمات الرجولة والكمال...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله الذي زيَّن الكون، أحمده -سبحانه- وأشكره، على نِعَمٍ مِنْ كل صنف ولون، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، نستمد منه التوفيقَ والعونَ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، تجرَّد لله من كل قوة وحول، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة تشفع لنا عند غافر الذنب شديد العقاب ذي الطول.

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].

زيَّن الله ببديع صنعه الكونَ والكائناتِ، وأودَع فيها معاني الحسن وصفات الجَمال، قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)[السَّجْدَةِ: 7]، زيَّن اللهُ السماءَ وجعَل زينتَها الشمسَ والقمرَ والنجومَ، قال تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ)[الْحِجْرِ: 16]، وزيَّن الأرضَ بالجبال والأشجار والأنهار والأزهار فقال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)[الْكَهْفِ: 7]، وجعل في الأنعام جَمالًا وزينةً، قال تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[النَّحْلِ: 8]، وأجمل الكائنات الإنسان، الذي زيَّنَه الله بجَمال خِلقته، وحُسن صورته، واعتدال هيئته، فزِينتُه في ذاته، وجَمالُه في صفاته، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)[الِانْفِطَارِ: 7-8].

الزينة متعة ونعمة، وفطرة بشرية، قال الله -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)[آلِ عِمْرَانَ: 14]، وهنا تتجلى عظمة الدِّين؛ الذي يستجيب لحاجات الإنسان ويلبي نداء الفطرة، حيث يمتن الله على عباده بالتلذذ بما أباح لهم من زينة الله التي أخرج لعباده، قال الله -تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[الْأَعْرَافِ: 32]، ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- النموذج الأمثل للاعتدال في الزينة، كان أنظف الناس، وأطيب الناس، ومن هديه -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يرد الطِّيب، ويُكثِر منه، ويستمتع بالرائحة العطرة ويقول: "من عرض عليه ريحان فلا يرده؛ فإنه خفيف المحمل طيب الريح"، كان رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- جميلا يحب الجمال، تجمُّلٌ من غير تكلُّف، تزيُّن بلا إسراف، تزويق لباس من غير شهرة، يمشِّط لحيته الكثيفة، ويعتني بمظهرها، وإذا وفَد عليه وفدٌ لَبِسَ أحسنَ ثيابه، يقول البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيتُه في حُلَّةٍ حمراءَ لم أرَ شيئًا قطُّ أحسنَ منه"، ويصفه ابن عباس -رضي الله عنهما- فيقول: "لقد رأيتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في أحسن ما يكون من الحُلَل".

والمسلم يتزيَّن لكل مقام بما يناسبه، ولكل مَوطِن بما يلائمه، ولا يُخالِجُ مسلمًا شكٌّ أن أَوْلَى البقاع بالتزين لها بيوت الله -تبارك وتعالى-، التي هي أجمل المواطن، وأحبها عند الله، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الْأَعْرَافِ: 31]، وكان الحسن بن علي -رضي الله عنه- إذا قام للمسجد لبس أحسن ثيابه وأجودها، فسئل عن ذلك فقال: "إن الله جميل يحب الجَمال، وإني أتجمل لربي وهو يقول: (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الْأَعْرَافِ: 31]".

والمسلم يتزيَّن بما ينسجم مع مقامه ومكانته وحاله وأحواله، فعن مالك بن نضرة الجشمي، أنه أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في ثوبٍ دونٍ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألكَ مالٌ؟ قال: نعم، من كل المال. قال: من أيِّ المالِ؟ قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم، والخيل والرقيق. قال: فإذا آتاكَ اللهُ مالًا فليُرَ عليكَ أثرُ نعمةِ اللهِ وكرامتِه".

وأرشدنا منبع الجمال؛ رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن التزين يشمل الظاهر مع إكرام الجسد والأعضاء، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا شعثًا رأسُه، قد تفرَّق شعرُه فقال: "أما كان يجد هذا ما يُسَكِّن به شعرَه؟"، ورأى رجلًا وعليه ثيابٌ وسخةٌ فقال: "أما كان هذا يجد ماءً يغسل به ثوبَه؟"، وقال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ كان له شَعرٌ فَليُكرِمْه"، وأتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "غيِّروا هذا بشيء؛ -أي البياض بشيء؛ أي: من الخضاب-، واجتَنِبُوا السوادَ".

وللتزيُّن في الأسرة نصيب وافر وحظ ظاهر؛ لأثره البالغ في توثيق عرى الحياة الزوجية، وتقوية أواصر العشرة بين الزوجين، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[الْبَقَرَةِ: 228]، حتى قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسيرها: "إني لَأتزيَّن للمرأة كما أُحِبُّ أن تتزيَّن لي"، هذَّب الإسلامُ مفهومَ الزينة، وأزال الغبشَ عما يعتري مدلولَها، ورسَم حدودَها، وأبرَز معالِمَها؛ لتُحَقِّق الزينةُ الزينةَ، وتلائم دورَ المسلم ورسالتَه في الحياة، ولتظهر الزينة في إطار الفضيلة، محصنةً من الميوعة والخلاعة، ويظهر الجَمال دون خدش سمات الرجولة والكمال، ومن أن يقع المتزيِّن في محظور يُغضِب الربَّ، أو مفهوم مغلوط يُفسِد الخلقَ، أو لَبْسٍ في لُبْسٍ، وبيَّنت النصوصُ الشرعيةُ أن تجاوز الحدود الفاصلة بين زينة الرجال والنساء يمقته الدين، ويهدم بنيان الأخلاق، ويهزُّ قيمَ الفضائل، ويُضعِف سمو الأمة وطُهر المجتمع، وله تبعاتُه المهلِكةُ، ونتائجُه المدمرةُ، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس منا مَنْ تشبَّه بالرجال من النساء، ولا مَنْ تشبَّه بالنساء من الرجال"، فلكل من الرجال والنساء خلقته وهيئته التي ميزه الله -تعالى- بها.

بنى الإسلام للمسلم شخصية لها رونقها الخاص، ورسم لها هوية في سياج من القِيَم والْمُثُل؛ حتى لا تذوب في تشبُّه يخالف الشرعَ، أو تنساق في تقليد ينقض الفضيلةَ، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تشبَّه بقوم فهو منهم"، كما حذَّر الإسلام من الغلو في الزينة، الذي يفضي إلى تغيير خلق الله تغييرًا ثابتًا، قال الله -تعالى حكاية عن إبليس-: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا)[النِّسَاءِ: 119]، الإطار العام لزينة المرأة وزينة زينتها صون جمالها عن أعين الغرباء، في ظل حياء يحييها، وعفاف يزيد شخصيتها بهاء، قال الله -تعالى-: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النُّورِ: 31].

وإذا كنا نتحدث عن الزينة فيجمل بنا ألا يغيب عن أذهاننا زينة ترتقي بأجسادنا، وتزكي جوارحنا، وتسمو بأرواحنا؛ إنها تزيين القلوب بالإيمان؛ فالقلب المزيَّن بالإيمان مصدر لإشعاع كل زينة وجَمال، قال الله -تعالى-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً)[الْحُجُرَاتِ: 7-8]، وإذا تزيَّن القلب بالإيمان غدَا صاحبُه جميل الروح حسَن السَّمتِ، سامق الخلق، نقي السلوك، فيتحقق له جَمال الدين وجَمال الدنيا، وإذا تزيَّن القلب بالإيمان تزيَّنَت الجوارحُ كلُّها، طهرًا ونقاءً، طاعةً وإقبالًا، وتزيَّن اللسانُ، بحُسنِ العبارةِ، والكلمةِ الطيبةِ وجَمالِ المنطقِ، الذي يأسر القلب ويملك العقل، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن من البيان لَسِحرًا".

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمد الشاكرين، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وليُّ الصابرينَ، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، إمامُ المتقينَ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

هذه الزينة -إخوةَ الإسلامِ- التي نسلك بها هدي الإسلام، حافِزٌ لبلوغ نعيم الجنة، التي فيها كمال كل زينة وتمام كل حسن، قال الله -تعالى-: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[الْقَصَصِ: 60]، وقال تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ)[الْإِنْسَانِ: 21].  

ألا وصلُّوا -عبادَ اللهِ- على رسول الهدى، فقد أمرَكم اللهُ بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، ودمِّرِ اللهمَّ أعداءكَ أعداءَ الدينِ، واجعل اللهمَّ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم من أرادَنا وأرادَ بلادَنا وأرادَ الإسلامَ والمسلمينَ بسوء فأَشْغِلْه بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره، ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا رب العالمين.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أعلنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.

اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم، وغلبة الدين وقهر الرجال، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك خير المسألة وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير الفلاح، وخير العمل.

اللهم توفَّنا مسلمينَ يا رب العالمين، اللهم وفِّق إمامَنا لما تحب وترضى، اللهم وفِّقْه لهداكَ واجعل عملَه في رضاكَ يا رب العالمين، ووفِّقه وليَّ عهده لكل خير، اللهم انصر جنودنا، واحفظ حدودنا يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].