البحث

عبارات مقترحة:

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

هل أعمالك توصلك الجنة؟

العربية

المؤلف خالد بن عبدالله الشايع
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. شرط العمل الصالح لدخول الجنة .
  2. من الأعمال الصالحة التي تدخلك الجنة .
  3. التحذير من تغليب جانب الرجاء .
  4. من أقوال السلف في التحذير من الاغترار .

اقتباس

فالرجاء والخوف كجناحي طائر, ولا يغلب أحدهما على الآخر؛ فالمؤمن يرجو ويخاف, وهذه الأحاديث تجمع مع أحاديث الوعيد والتخويف؛ حتى لا يتكل المسلم ويغتر, وقد جاء في الصحيحين من حديث عثمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر فضل الوضوء...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا, أمَّا بَعْدُ:

فيا أيها الناس: ألا إن سلعة الله غالية, ألا إن سلعة الله الجنة, ونحن في هذه الدنيا نعمل أعمالا صالحة وأخرى غير صالحة, والمسلم يتعثر ويسير في هذه الدنيا, حتى يفجأه الأجل, فهل فكر كل منا: هل أعماله التي يعملها في هذه الدنيا تدخله الجنة, أم أنه تقطع دون ذلك, ولا تكون سببا في رحمة الله للعبد؟.

عباد الله: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه أن الجنة لابد لها من عمل, أخرج الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ -رضي الله عنه-, قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- لأُبَايِعَهُ, فَشَرَطَ عَلَيَّ: "شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلاةَ, وَأَنْ أُوتِيَ الزَّكَاةَ, وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ, وَأَنْ أَصُومَ رَمَضَانَ, وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ", فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَمَّا اثْنَتَانِ فَوَاللَّهِ مَا أُطِيقُهُمَا: الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ, فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ, ثُمَّ حَرَّكَهَا, وَقَالَ: "فَلا جِهَادَ وَلا صَدَقَةَ!, فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟!" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أُبَايِعُكَ, فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ", فقوله -صلى الله عليه وسلم- لبشير: "فبم تدخل الجنة؟!" إعلام للجميع أن الجنة تحتاج إلى عمل.

وينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه: هل أعمالي تدخلني الجنة؟؛ فالبعض منا لا يعمل إلا لدنياه, وهو غافل عن آخرته, والعياذ بالله!.

ويجب على العبد أن يحسن الظن بربه, وأنه كريم, وأنه يجازي بالكثير على القليل, ولكن لا ينبغي له أن يفرّط في جمع الحسنات؛ لأن الناس في الآخرة يتغابنون بكثرة الأعمال الصالحة, ويومئذ يفرح العاملون.

أيها الناس: إن الناظر في حالنا -إلا من رحم الله-, يجد أننا نعمل للدنيا أولا, وللآخرة ثانيا, وقد عكسنا المسألة, فالدنيا لم تخلق إلا للآخرة, وما هي إلا للتزود للآخرة, فمن انشغل بها عن الآخرة كان من الخاسرين, قال ابنُ رجبٍ: "وَقَدْ وَرَدَ تَرَتُّبُ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَلَى فِعْلِ بَعْضِ هَذِهِ الأَعْمَالِ كَالصَّلاةِ؛ فَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: "مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ لِوَقْتِهَا؛ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ"، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ", وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ ذِكْرِ السَّبَبِ الْمُقْتَضِي الَّذِي لا يَعْمَلُ عَمَلَهُ إِلاَّ بِاسْتِجْمَاعِ شُرُوطِهِ, وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهِ, ومن موانعه الوقوع في الشرك وكبائر الذنوب.

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ ارْتِكَابَ بَعْضِ الْكَبَائِرِ يَمْنَعُ دُخُولَ الْجَنَّةِ, كَقَوْلِهِ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ", وَقَوْلِه: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ", وَقَوْلِه: "لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا, وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا", وَالأَحَادِيثُ الَّتِي جَاءَتْ فِي مَنْعِ دُخُولِ الْجَنَّةِ بِالدَّيْنِ حَتَّى يُقْضَى، وَفِي الصَّحِيحِ: أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا جَازُوا الصِّرَاطَ "حُبِسُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ؛ يُقْتَصُّ مِنْهُمْ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا", وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْبَسُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مِائَةَ عَامٍ؛ بِالذَّنْبِ كَانَ يَعْمَلُهُ فِي الدُّنْيَا", فَهَذِهِ كُلُّهَا مَوَانِعُ" أ.هـ.

عباد الله: لا تغتروا ببعض الأحاديث التي جاءت تبين رحمة الله وعفوه, كالأحاديث

الَّتِي جَاءَتْ فِي تَرَتُّبِ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَلَى مُجَرَّدِ التَّوْحِيدِ, فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ قَال: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ؛ إِلاّ دَخَلَ الْجَنَّةَ", قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قال: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ", قَالَهَا ثَلاثًا, ثُمَّ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: "عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ", فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: "وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ".

وَفِيهِمَا عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ, وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ, وَالنَّارَ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ".

وَفِيهِمَا عَنْ عِتْبَانَ بنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَال: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَن قال: لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ, يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ".

فالرجاء والخوف كجناحي طائر, ولا يغلب أحدهما على الآخر؛ فالمؤمن يرجو ويخاف, وهذه الأحاديث تجمع مع أحاديث الوعيد والتخويف؛ حتى لا يتكل المسلم ويغتر, وقد جاء في الصحيحين من حديث عثمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر فضل الوضوء والصلاة, قال: "لا تغتروا".

وقد حذر العلماء من تغليب الرجاء حتى الوقوع في الإرجاء, ومن ذلك قولهم: "إِنَّ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ سَبَبٌ مُقْتَضٍ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَلِلنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ, لَكِنْ لَهُ شُرُوطٌ, وَهِيَ الإِتْيَانُ بِالْفَرَائِضِ, وَمَوَانِعُ وَهِيَ إِتْيَانُ الْكَبَائِرِ", قال الْحَسَنُ لِلْفَرَزْدَقِ: "إِنَّ لِلا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ شُرُوطًا, فَإِيَّاكَ وَقَذْفَ الْمُحْصَنَةِ", وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قال: "هَذَا الْعَمُودُ, فَأَيْنَ الطُّنُبُ؟"؛ يَعْنِي: أَنَّ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ عَمُودُ الْفُسْطَاطِ, وَلَكِنْ لا يَثْبُتُ الْفُسْطَاطُ بِدُونِ أَطْنَابِهِ, وَهِيَ فِعْلُ الْوَاجِبَاتِ, وَتَرْكُ الْمُحَرَّمَاتِ.

وَقِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: مَن قال: لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ, فَقَال: "مَن قال: لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ, فَأَدَّى حَقَّهَا وَفَرْضَهَا, دَخَلَ الْجَنَّةَ", وَقِيلَ لَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ مِفْتَاحَ الْجَنَّةِ؟ قال: "بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلاّ وَلَهُ أَسْنَانٌ, فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ, فُتِحَ لَكَ, وَإِلاّ لَمْ يُفْتَحْ لَكَ".

اللهم أعنا على عمل الصالحات وترك المنكرات, أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

فيا أيها الناس: علينا جميعا الحذر من الاغترار, رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ: هَلْ يَضُرُّ مَعَهَا عَمَلٌ؛ كَمَا لا يَنْفَعُ مَعَ تَرْكِهَا عَمَلٌ؟, فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: "عِشْ وَلا تَغْتَرَّ", قال ابنُ بَطّالٍ: "نَهَى اللهُ عبادَه عنِ الاغترارِ بالحياةِ الدنيا وزُخرُفِها الفَانِي, وعنِ الاغترارِ بالشيطانِ, وبيّنَ لنا -تعالى- عَدَاوتَه لَنَا؛ لئلا نَلتَفِتَ إلى تَسْويلِه وتَزيِينِه لَنَا الشّهواتِ الْمُرْدِيَة, وحَذّرَنا -تعالى- طاعتَه, وأخْبَر أنَّ أتْبَاعَه وحِزْبَه مِن أصحابِ السعيرِ... فَحَقٌّ على المؤمِنِ العاقِلِ أنْ يَحْذَرَ ما حَذَّرَه مِنه رَبُّه -عَزّ وَجَلّ- ونَبِيُّه -صلى الله عليه وسلم-, وأنْ يكونَ مُشْفِقًا خَائفًا وَجِلاً, وإنْ واقَعَ ذَنبًا أسْرَعَ النّدَمَ عليه والتوبَةَ منه, وعَزَمَ ألاّ يَعودَ إليه, وإذا أتَى حَسَنَةً استَقَلّها واستَصْغَرَ عَمَلَه, ولم يُدِلَّ بها".

وقَال الحسنُ البصريُّ: "مَنْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ, فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يَمْكُرُ بِهِ, فَلا رَأْيَ لَهُ, ثُمَّ قَرَأَ: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)[الأنعام: 44], قَالَ الْحَسَنُ: مَكَرَ بِالْقَوْمِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ؛ أُعْطُوا حَاجَتَهُمْ ثُمَّ أُخِذُوا".

وَقَالَ قَتَادَةُ: "بَغَتَ القَومَ أمرُ اللَّهِ, وَمَا أَخَذَ اللَّهُ قَوْمًا قَطُّ إِلاَّ عِنْدَ سَكْرَتِهِمْ وَغَرَّتِهِمْ وَنَعِيمِهِمْ, فَلا تَغْتَرُّوا بِاللَّهِ, إِنَّهُ لا يَغْتَرُّ بِاللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ", وقَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: "يَا عِبَادَ اللَّهِ! لا تَغْتَرُّوا بِطُولِ حِلْمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ, وَاحْذَرُوا أَسَفَهُ؛ فَإِنَّهُ قَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي كِتَابِهِ: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ)[الزخرف: 55]".

والإمامُ مسلمٌ لَمّا رَوى حديثَ عِتبانَ بنِ مَالكٍ, وفيه قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإنَّ اللهَ قد حَرَّمَ على النارِ مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ يَبتغِي بِذلكَ وَجْهَ اللهِ", أعقبَه -رحمَه اللهُ- بقولِ الإمامِ الزُّهريِّ: "ثُمَّ نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَائِضُ وَأُمُورٌ نَرَى أَنَّ الأَمْرَ انْتَهَى إِلَيْهَا, فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَغْتَرَّ فَلا يَغْتَرَّ".

اللهم وفقنا للاستعداد ليوم الرحيل بالتزود بالطاعات.