البحث

عبارات مقترحة:

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

العشر وعرفة

العربية

المؤلف عبد الله اليابس
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات
عناصر الخطبة
  1. فضل عشر ذي الحجة .
  2. استحباب الذكر والتكبير في هذه الأيام .
  3. فضل يوم عرفة .
  4. أهمية الدعاء في يوم عرفة ومنزلته .
  5. صوم يوم عرفة والإكثار من ذكر الله .

اقتباس

إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِ هَذِهِ العَشْرِ اليَومُ التَّاسِعُ مِنْهَا، وَهُوَ يَوْمٌ مِنَ الأَيَّامِ التِي أَقْسَمَ اللهُ بِهَا فِي كِتَابِهِ، إِنَّهُ اليَوْمُ الذِي خَصَّهُ اللهُ بِالأَجْرِ الكَبِيرِ وَالثَّوَابِ العَظِيمِ عِنْ كُلِّ أَيَّامِ السَّنَةِ, لَا يَومَ كَهَذَا اليَومِ، وَلَا عَشِيَّةَ كَعَشِيَّتِهِ، اِجْتِمَاعٌ عَظِيمٌ لِتَعْظِيمِ اللهِ -تَعَالَى- وَذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

الحَمْدُ للهِ وَلِيِّ مِنِ اِتَّقَاهُ، مَنْ اِعْتَمَدَ عَلَيهِ كَفَاهُ، وَمَنْ لَاذَ بِهِ وَقَاهُ, أَحْمَدُهُ -سُبْحَانَهُ- وَأَشْكُرُهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فاللَّهُمَّ صِلٍّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَيْهِ، وَعَلَى آلهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَتَمَسَّكَ بِسُنَّتِهِ وَاِقْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاتَّبَعُهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ, وَنَحْنُ مَعَهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقَوْا اللهَ -عِبادَ اللهِ- حَقَّ تُقاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا زِلْنَا نَنَعَمُ بِفَضْلِ اللهِ وَجُودِهِ وَإِحْسَانِهِ بِهَذَا الـمَوْسِمِ العَظِيمِ مِنْ مَوَاسِمِ الخَيْرَاتِ, أَعْنِي عَشْرَ ذِي الِحجَّةِ، فَالـمُوَفَّقُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَ أَيَّامِ العَشْرِ، وَعَمِلَ فِيهَا بِوَسْعِهِ وَطَاقَتِهِ، وَالـمَحْرُومُ مَنْ تَكَاسَلَ عَنْهَا، وَمَضَتْ عَلَيْهِ دُونَ اِسْتِغْلَالٍ.

هذِهِ الأَيَّامُ هِيَ أَعْظَمُ أَيَّامِ السَّنَةِ فِي الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَالحَسَنَاتُ مُضَاعَفَةٌ, فَصَلَاةُ الضُّحَى مَثَلَاً فِي هَذِهِ الأَيَّامِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا -عَلَى فَضْلِهَا- فِي سَائِرِ أَيَّامِ السَّنَةِ, وَذِكْرُ اللهِ فِيْ هَذِهِ الأَيَّامِ أَجْرُهُ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الأَيَّامِ، وَهَكَذَا غَيْرُهَا مِنَ الأَعْمَالِ.

أَلَا وَإِنَّ الذِّكْرَ مِنْ أَعْظَمِ الأَعْمَالِ اليَومَ، فَعَنِ اِبنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ العَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ", قَالَ البُخَارِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "كَانَ اِبنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ, وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيِرِهِمَا", وَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَكَانَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنَى, فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الـمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ، وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنَى تَكْبِيرَاً", وَكَانَ اِبْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يُكَبِّرُ بِمِنَى تِلْكَ الأَيَّامِ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى فِرَاشِهِ، وَفِي فُسْطَاطِهِ، وَمَجْلِسِهِ، وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامِ جَمِيعَاً.

فَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ إِذَاً أَنْ يَجْهَرَ بِالتَّكْبِيرِ فِي هَذِهِ الأَّيَامِ، وَيَرْفَعَ صَوْتَهُ بِهِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَحْذَرَ مِنَ التَّكْبيرِ الجَمَاعِيِّ؛ حَيْثُ لَمْ يُنقَلْ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-, وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ، فَالسُّنَّةُ أَنْ يُكَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِ هَذِهِ العَشْرِ اليَومُ التَّاسِعُ مِنْهَا، وَهُوَ يَوْمٌ مِنَ الأَيَّامِ التِي أَقْسَمَ اللهُ بِهَا فِي كِتَابِهِ، إِنَّهُ اليَوْمُ الذِي خَصَّهُ اللهُ بِالأَجْرِ الكَبِيرِ وَالثَّوَابِ العَظِيمِ عِنْ كُلِّ أَيَّامِ السَّنَةِ, لَا يَومَ كَهَذَا اليَومِ، وَلَا عَشِيَّةَ كَعَشِيَّتِهِ، اِجْتِمَاعٌ عَظِيمٌ لِتَعْظِيمِ اللهِ -تَعَالَى- وَذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَعِبَادَتِهِ.

إِنَّهُ يَوْمُ عَرَفَةَ, وَمِنْ فَضَائِلِ هَذَا اليَومِ: أَنَّهُ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ -تَعَالَى- فِيهِ الدِّيْنَ وَأَتَمَّ النِّعْمَةَ، وَهُوَ مَا تَمَنَّتْهُ اليَهُودُ, تَمَنُّوا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُم يَومٌ كَهَذَا اليَومِ؛ لِيَتَّخِذُوهُ عِيدًا، أَخْرَجَ البُخَارِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا, قَالَ: "أَيُّ آيَةٍ؟", قَالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3], قَالَ عُمَرُ: "قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ".

وَمِنْ فَضَائِلِهِ: أَنَّهُ يَومُ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ وَالعِتْقِ مِنَ النَّارِ, وَالـمُبَاهَاةِ بِأَهْلِ الـمَوْقِفِ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَة", وَمَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ أَدْحَرَ مِنْهِ فِي هَذَا اليَومِ.

وَلِأَجْلِ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ هَذَا اليَومِ الـمُبَارَكِ إِلَيكَ بَعْضَ الخُطُواتِ العَمَلِيَّةِ؛ لِإِدْرَاكِ فَضْلِ هَذَا اليَوْمِ: فَمِنْ ذَلِكَ: التَّفَرُّغُ التَّامُّ لِلْعِبَادَةِ فِي هَذَا اليَومِ، وَتَرْكُ الـمَشَاغِلِ وَالأَعْمَالِ، وَإِنْجَازُهَا اليَومَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَومُ عَرَفَةَ.

وَيُسْتَحَبُّ اِسْتِحْبَابًا شَدِيْدًا صِيَامُ هَذَا اليَومِ؛ فَقَدْ خَصَّهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِمَزِيدِ عِنَايَةٍ، وَجَعَلَهُ كَفَارَةً لِسَنَتَيْنِ، فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنْ صَومِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

فَالحَذَرَ مِنَ التَّفْرِيطِ فِي صِيَامِ هَذَا اليَومِ؛ فَإِنَّ صِيَامَهُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَيَنْبَغِي حَثُّ الأَهْلِ وَالأَوْلَادِ لِصِيَامِ هَذَا اليَومِ وَإِدْرَاكِهِ.

أسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يَقْبَلَ مِنَّا وَمِنَ الْحُجَّاجِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاهُمْ وَوَالِدِينَا وَالْمُسْلِمِينَ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ مِنْ عُتَقَائِهِ مِنَ النَّارِ، وَأَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بِصَلَاحِ الْقُلُوبِ وَالْأَعْمَالِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ, وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ وخِلَّانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقَوْا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: يُسْتَحُّبُّ الإِكْثَارُ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالاِسْتِغْفَارِ وَسَائِرِ أَنْوَاعِ الذِّكْرِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ فَهِيَ مِنْ جُمْلَةِ الأَعْمَالِ التِي تُسْتَحَبُّ فِي الأَيَّامِ العَشْرِ، وَيَومُ عَرَفَةَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الأَيَّامِ.

وَمِنْ أَعْظَمِ الذِّكْرِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ: الإِكْثَارُ مِنْ شَهَادَةِ التَّوْحِيدِ، سَوَاءً كَانَ حَاجَّاً أَمْ مُقِيمًا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ).

وَلِلْدُّعَاءِ يَومَ عَرَفَةَ مَزِيَّةٌ عَلَى غَيْرِهِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ", وَلْيَحْرِصِ الـمُسْلِمُ غَيْرُ الحَاجِّ عَلَى الدُّعَاءِ فِي هَذَا اليَومِ العَظِيمِ؛ اِغْتِنَامًا لِفَضْلِهِ، وَرَجَاءً لِلإِجَابَةِ وَالقَبُولِ، وَأَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ وَوَالِدَيهِ وَأَهْلِهِ وَلِلإِسْلَامِ وَالـمُسْلِمِينَ، وَإِذَا صَامَ هَذَا اليَومَ وَدَعَا عِنْدَ الإِفْطَارِ فَمَا أَقْرَبَ الإِجَابَةَ، وَمَا أَحْرَى القَبُولَ، وَقَدْ كَانَ بَعْضُ السَلَفِ يُخَبِّئُونَ دَعَواتٍ لِيَومِ عَرَفةَ.

فَاللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا؛ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ.

 يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-, وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ, وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

 عِبَادَ اللهِ: إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.