الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
العربية
المؤلف | تركي بن علي الميمان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أهل السنة والجماعة |
وَيَخْرُجُ الدَّجَّال مِنْ بِلاد فَارِس، مِنْ خَرَاسَان، مِنْ حارَةٍ مِنْ أَصْبَهَان، يُقَالُ لها: اليَهُوْدِيَّة. والدَّجَّالُ سَرِيعُ الاِنْتِقَالِ في الأَرْض، لا يَتْرُكُ بَلَدًا إِلَّا دَخَلَه؛ إِلَّا مَكَةَ والمَدِيْنَة، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
عِبَادَ الله: إِنَّها مُصِيْبَةٌ دِيْنِيَّة، وكَارِثَةٌ عَالَمِيَّة، وَأَعْظَمُ شُبْهَةٍ تَمُرُّ على البَشَرِيَّة! إِنَّهَا فِتْنَةُ المَسِيحِ الدَّجَّال، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؛ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ"(رواه مسلم).
وَلِذَلِكَ حَذَّرَ الأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ مِنْ فِتْنَتِه؛ فَفِي الحَدِيث: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ!"(رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
وَسُمِّيَ المَسِيحُ دَجَّالاً؛ مِنَ الدَّجَل: وَهُوَ التَّغْطِيَة؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الحَقَّ بِالبَاطِل، وَسُمِّيَ مَسِيْحًا؛ لِأَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوحَةٌ لا يُبْصِرُ بِهَا.
وَالدَّجَّالُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَم، شَابٌّ قَصِير، خَشِنُ الرَّأْس، عَقِيمٌ لا يُوْلَدُ لَه، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (كَافِر)، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، قال ابنُ حَجَر: "يَرَاهُ الْمُؤْمِنُ وَإِنْ كَانَ لَا يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ، وَلَا يَرَاهُ الْكَافِرُ وَلَوْ كَانَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ، فَيَخْلُقُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ الْإِدْرَاكَ دُونَ تَعَلُّمٍ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الزَّمَانَ، تَنْخَرِقُ فِيهِ الْعَادَاتُ!".
وَيَخْرُجُ الدَّجَّال مِنْ بِلاد فَارِس، مِنْ خَرَاسَان، مِنْ حارَةٍ مِنْ أَصْبَهَان، يُقَالُ لها: اليَهُوْدِيَّة. والدَّجَّالُ سَرِيعُ الاِنْتِقَالِ في الأَرْض، لا يَتْرُكُ بَلَدًا إِلَّا دَخَلَه؛ إِلَّا مَكَةَ والمَدِيْنَة، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ وَاحِدَةً مِنْهُمَا؛ اِسْتَقْبَلَهُ مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ، يَصُدُّهُ عَنْهَا، ويَتْبَعُ الدَّجَّالَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، ويَتْبَعُهُ كَثِيرٌ مِنَ العَوَامِّ والجُهَّال! فَيَقُولُ لِأَحَدِهِم: "أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ؛ فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ رَبُّكَ!"(رواه ابن ماجه وصححه الألباني)
وَيَمْكُثُ الدَّجَّالُ في الأَرْضِ أَرْبَعُينَ يَوْمًا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ"(رواه مسلم) وَمُعَدَّلُ ذَلِكَ: سَنَة، وَشَهْرَان، ونِصْفُ شَهْر.
وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال: أَنَّ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَار، فَنَارُهُ جَنَّة، وَجَنَّتُهُ نَار! كما في صحيح مسلم.
ومَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَان؛ أَحَدُهُمَا: مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالآخَرُ: نَارٌ تَأَجَّجُ؛ فَمَن أَدْرَكَ ذَلِك؛ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ! (كما في صحيح مسلم).
وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال: أَنَّهُ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ! وَيَمُرُّ بِالخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا! ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ قِطْعَتَين، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ ضْاحِكًا! (كما في صحيح مسلم).
وَأَمَّا نِهَايَةُ الدَّجَّال؛ فَتَكُونُ على يَدِ عِيْسَى بِنِ مَرْيَم، حِينَ يَنْزِلُ على المنَارَةِ البَيْضَاءِ في دِمَشْقَ، فَيَجْتَمِعُ عليهِ المؤمنون، فَيَسِيرُ بِهِمْ قَاصِدًا نَحْوَ الدَّجَّال، وَقَدْ تَوَجَّهَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِس، فَيَلْحَقُهُ عِيْسَى بِنُ مَرْيَم، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ؛ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ! وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: "إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي"، فَيُدْرِكُهُ فَيَقْتُلُهُ، (رواه مسلم) ويَتَخَلَّصُ الناسُ مِنْ شَرِّه.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
عِبَادَ الله: اليَقِينُ بِوَعْدِ الله، والصَّبْرُ على مُقْتَضَاه هِيَ الصَّخْرَةُ الصَّلْبَةُ التي يَتَحَطَّمُ عَلَيْهَا الدَّجَّال!؛ فَفِيْ الحَدِيث: يَخْرُجُ إِلَى الدَّجَّالِ رَجُلٌ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، فَيَقُول: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ الله، فَيَقْتُلُهُ الدَّجَّالُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ الرَّجُل: مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً، فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ؛ فَلاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ (رواه البخاري ومسلم).
وَمِمَّا يَعْصِمُ مِنَ الدَّجَّال: الاستعادة بِاللهِ مِنْ فِتْنَتِه، والفِرَارُ مِنْهَا؛ فَإِنَّ القُلُوْبَ ضَعِيْفَة، وَشُبُهَاتُهُ خَطَّافَة! قال -صلى الله عليه وسلم-: "فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ؛ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ!"(أخرجه أبو داود وصححه الألباني).
وَمَنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ؛ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ (رواه مسلم) قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف؛ عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ"(رواه مسلم)
فَفِرُّوا إلى اللهِ مِنَ الفِتَن؛ فَإِنَّهُ لَا عَاصِمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ، (وَاعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)[الحج: 78].