الأعلى
كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب |
والقدوة الحسنة تهدي الشبابَ إلى الصراط المستقيم في عقيدتهم، وفي أخلاقهم وسلوكهم، وفي اهتمامهم وفي آمالهم وأهدافهم، والإنسان في جميع مراحل عمره بحاجةٍ إلى القدوة الحسنة التي يتَّبُعها ويُطبِّقُها في حياته؛ إذ معنى الاقتداء: العملُ بأعمال المُقتَدى به في الدين أو الدنيا. ومن رحمة الله تعالى بالبشر أن أرسل إليهم الرسل قدوةً للخلق يأمرونهم بالتوحيد وبكل خُلُقٍ كريم، ويُرشِدونهم إلى ما يُصلِحهم في دنياهم وأُخراهم على امتداد الزمان ..
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أبدًا.
أما بعد: فاتقوا الله تنالوا رضوانه وجناته، وتنجو من غضبه وعقوباته، فما شقِيَ بطاعة الله أحد، ولا سعِد بمعصية الله أحد.
واعلموا -عباد الله- أنكم في دار عمل، وأن الدار الآخرة دار جزاء، فطُوبى لمن تزوَّد من دنياه لأُخراه، وويلٌ لمن غرَّته الأماني وباعَ آخرتَه بدنياه، فما أعظم خسارته، وما أشد ندامتَه، ولن يُعطى الرجوع إلى الدنيا مرةً أخرى ليعملَ صالحًا.
ولله الحُجَّة البالغة على خلقه أجمعين، ولن يهلِك على الله إلا من لا خيرَ فيه.
أيها المسلمون: صحِّحوا العمل، وقصِّروا الأمل، واحذروا الزَّلَل، ألا وإن دوام الخير على الناس وإن أمان الأرض من الشرور بثبات العاملين بالطاعات، وبالقدوة الحسنة لكل الأجيال الناشئة؛ فالعمل الصالح يُصلِح الله به أحوالَ الفرد والمجتمع، وتعمُر به الدنيا عُمران بركةٍ وخير، وتسعَد به الحياة في جميع مجالاتها، ويتبوَّأ الإنسان بصالح العمل أفضل المنازل في الآخرة، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) [الكهف: 107].
والقدوة الحسنة تهدي الشبابَ إلى الصراط المستقيم في عقيدتهم، وفي أخلاقهم وسلوكهم، وفي اهتمامهم وفي آمالهم وأهدافهم، والإنسان في جميع مراحل عمره بحاجةٍ إلى القدوة الحسنة التي يتَّبُعها ويُطبِّقُها في حياته؛ إذ معنى الاقتداء: العملُ بأعمال المُقتَدى به في الدين أو الدنيا.
ومن رحمة الله تعالى بالبشر أن أرسل إليهم الرسل قدوةً للخلق يأمرونهم بالتوحيد وبكل خُلُقٍ كريم، ويُرشِدونهم إلى ما يُصلِحهم في دنياهم وأُخراهم على امتداد الزمان، ويُحذِّرونهم من الشرك بالله تعالى ومن كل خُلُقٍ ذميمٍ مهين، ومن كل شرٍّ وفساد، ويُنذِرونهم النار، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]، وقال تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) [فاطر: 24].
فرسول كل أمةٍ قدوةٌ لهم في كل شيء، وأفضل كل أمةٍ أصحابُ ذلك الرسول؛ لأنهم شاهَدوه وعاصَروه وكمُل فيهم الاقتداء، والجيلُ الذي يليهم دونَهم في الفضل؛ لضعف الاقتداء في بعض الجوانب.
وقد ختمَ الله تعالى الرسلَ -عليهم الصلاة والسلام- بسيد الخلق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجمع فيه الفضائل كلها، وحباهُ الله بالمكارم جميعها، ونسخَت شريعتُه الشرائع التي قبلَه، فلا يقبَلُ الله من أحدٍ عملاً حتى يؤمنَ بمحمدٍ سيد البشر -صلى الله عليه وسلم-، فهو وارثُ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، المُقتدِي بهم، المبعوث بملَّة إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-.
قال الله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: 89، 90]، وقال تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل: 123].
وقد جعل الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- سيدَ ولد آدم أُسوةً حسنةً لأمة الإسلام ولكل أحدٍ يريد أن يدخل في دينه من أي جنس، قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21]، فقد أنعم الله عليه باجتماع خِصال الخير كلها في شخصه الكريم، وشهِد الله له بالكمال البشري في عظمة أخلاقه، فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].
وأقسم الله بكلامه بأن نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- على صراطٍ مستقيم في أموره كلها، قال الله تعالى: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [يس: 1- 4]، وقال تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) [الفتح: 1، 2].
فوصفُ الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنه على صراطٍ مستقيم وأن الله هداه صراطًا مستقيمًا؛ وصفٌ جامعٌ للخيرات وكريم الصفات، وشهادةٌ من الله ببراءة رسوله -عليه الصلاة والسلام- من العيوب والنقائص والمكروهات.
وكان يقول -صلى الله عليه وسلم- في خُطبه: "إن أحسن الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة". رواه مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه-.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها سُئِلت عن خُلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم–، فقالت: "كل خُلُقه القرآن". رواه مسلم. أي: أنه يعمل به كلَّه.
فهنيئًا لكِ -أمةَ الإسلام- على هذه القدوة المُثلَى وعلى هذا الصراط المستقيم.
وسرُّ فضل الصحابة -رضي الله عنهم- لكمال اقتدائهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ومُشاهدتهم له، ومُعاونته على تمكين الدين في الأرض، وجهادهم معه أعداءَ الإسلام، وبذلهم الأموالَ والنفوسَ في سبيل الله، وتبليغهم القرآن والسنة في الأرض، وهم أفضل الناس بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام-.
وقد شهِد الله لهم بالفضل والجنة، وشهِد لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفضل والجنة، فلا يُبغِضهم إلا منافقٌ زنديقٌ، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "آيةُ الإيمان: حبُّ الأنصار، وآية النفاق: بُغض الأنصار". رواه مسلم.
وإذا كان هذا في حق الأنصار فالمُهاجِرون من باب أولى؛ لأن القرآن قدَّم المُهاجرين على الأنصار -رضي الله عنهم جميعًا-، ولأن الصحابة -رضي الله عنهم- هم الذين نقلوا الدين، وهم الواسطة بيننا وبين النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فمن أبغضَهم فقد أبغضَ الدين.
ومَنْ بَعْدَ الصحابة -رضي الله عنهم- دونَهم في الفضل؛ لتخلُّف كمال الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأمور.
أيها المسلمون: إن الاقتداء الحسن أهم شيءٍ في حياة المسلم؛ يُنير له السبيل، ويُثبِّتُه على الصراط المستقيم، ويُبيِّن له النهايةَ والعاقبةَ الحميدَة، ويرفعُ له أعلامَ الحق، ويُوصِلُه إلى جنات النعيم، ويحميه من طُرق الباطل والغواية، وقدوة المسلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم الصحابة -رضي الله عنهم- وأئمة الإسلام الذين قام بهم الإسلام وبه قاموا.
وقد قال أهلُ التفسير في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74]: "أي: مُقتدين بمن قبلنا من أهل الهُدى ليقتدِيَ بنا مَن بعدَنا".
ولا معصوم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والخللُ في حياة الفرد والمجتمع الإسلامي والتفلُّت من أحكام الإسلام مردُّه وسببُه التقصير في القدوة بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أيها المسلم: جاهِد نفسَك بتطبيق الاقتداء بنبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-، واعرِض أمورَك كلها على سنته، وابذُل الوسعَ والطاقةَ للعمل بهديه وتعلُّم سيرته المباركة لاتباع طريقته، قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31].
وتمسَّكوا بما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فمن خالفهم فقد خسِر وضلَّ سواء السبيل، قال الله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 115]، وما لا يُدرَك كلُّه فلا يُترَك ما يقدر عليه المسلم.
وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تخفى لمن طلبَها وحرِص عليها؛ فقد حفِظ الله القرآن والسنة.
وأما الناشئةُ الصغار من الذكور والإناث فهم لا يُدرِكون من القدوة إلا ما يرون ويسمعون من الآباء والأمهات والإخوة والمُعلِّمين والزملاء ومن هو أكبر منهم والمجتمع، فإن رأوا أو سمِعوا خيرًا اقتدَوا بمن خالطَهم فسعِدوا، وإن رأوا أو سمِعوا شرًّا تأثَّروا بذلك الشر، وكثيرًا ما يستمر معهم طوال حياتهم.
والشباب هم قوة الأمة وثروتها الحقيقية، وعلى كل أحدٍ أن يُوفِّر لهم القدوةَ الحسنة، وخاصةً في المرحلة الأولى من العُمر، فهم لا يعرفون الخيرَ من الشر، ولا يستقِلُّون بأنفسهم ليدرُسوا تاريخَ من يصلُح الاقتداء به، فهم كالفُروخ في أوكارها يُؤتَى إليها بطعامها وشرابها.
ألا فليتقِ اللهَ الآباء والأمهات والإخوة والمُعلِّمون وأفرادُ المجتمع وكل مسؤولٍ فيما يخصُّه، ليتقوا اللهَ في الناشئة الصغار، ليكونوا قدوةً لهم في كل خير، وليُبعِدوهم عن كل شر؛ فقد كثُرت المُؤثِّرات الضارة على الشباب، انتشرت الفضائيات بما فيها، وتيسَّرت غُرف الإنترنت بما فيها من الشر والخير، وتنوَّعت الجوالات، وكثُر الشر والمعاصي.
فوجِّهوا شبابَ الأمة إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، واستثمِروا لهم أوقاتَهم في العمل النافع، وعلِّموهم الانتفاع بالمصنوعات، ليأخذوا النافع ويتركوا الضار، ويبتعِدوا عن الشرور، وليكون عندهم مناعةٌ وتمييزٌ بين الخير والشر.
فاتقوا الله -أيها المسلمون-، اتقوا الله تعالى، وعلى كل مسلمٍ العملُ بالأسباب، والتوفيق والهداية بيدِ ربِّ الأرض والسماوات، بيد مُقلِّب القلوب، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المسلمون- حقَّ التقوى، اتقوه في السر والعلَن؛ فإنه -تبارك وتعالى- قائمٌ على كل نفسٍ بما كسبت.
أيها المسلمون: إن الله أمركم بعمل الأسباب، إن الله أمركم وحثَّكم على العمل الصالح واكتساب العلم النافع؛ فإن العلم النافع والعمل الصالح عليه مدارُ السعادة في الدنيا وفي الآخرة، قال الله -تبارك وتعالى-: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة: 105].
فإذا عمِلتم الأسباب فقد قمتم بما أمركم الله به، وما وراء ذلك، فالله -تبارك وتعالى- يتولاَّه، والله -عز وجل- يقول: (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) [الكهف: 30].
فيا أيها المسلمون: وجِّهوا همَّتكم إلى إصلاح قلوبكم وأعمالكم ونفوسكم، ثم ابذلوا جُهدَكم ووسعَكم في إصلاح شباب الأمة كلٌّ على قدر استطاعته؛ فإن الأمةَ هي بصلاح شبابها، وإن ما تكون فيه الأمة من شرٍّ وبلاء هو بسبب انحرافٍ في شبابها، فاتقوا الله -أيها المسلمون-.
أيها الناس: أنتم ترون وتسمعون وتشاهدون ما حلَّ بالمسلمين من المصائب، فعليكم بالدعاء بأن يُصلِح الله أحوالَ المسلمين.
أدعو اللهَ -عز وجل- أن يحقِن دماء المسلمين، وأن يصُونَ ويحفظَ أعراضَهم وأموالَهم، وأن يُفقِّههم في الدين، وأن يتوبَ عليهم أجمعين، وأن يُصلِح أمورهم، وأن يكفِيَهم شرَّ كل ذي شرٍّ فإنه على كل شيءٍ قدير، وهو الغفَّار التواب.
فاصدقوا اللهَ -تبارك وتعالى- في الدعاء؛ فإنه -تبارك وتعالى- قريبٌ مجيب، واسألوا الله لأنفسكم ولجميع المسلمين التوبةَ إلى الله؛ فإنه ما وقع بلاءٌ إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبة. وإذا وُكِل العبادُ إلى أنفسهم فإنهم من الهالكين.
أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحفظ المسلمين في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وأن يُصلِح أحوالهم، وأسأل الله أن يتوبَ علينا وعليهم أجمعين، وأن يُفقِّهَنا وإياهم في الدين، وأن يُعيذَنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن شر كل ذي شرٍّ، إنه على كل شيء قدير.