البحث

عبارات مقترحة:

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

شيخ الشهداء

العربية

المؤلف رياض بن يحيى الغيلي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التاريخ وتقويم البلدان - أعلام الدعاة
عناصر الخطبة
  1. قصة استشهاد أحمد يس .
  2. جهاده في المقاومة الفلسطينية .
  3. دروس وعبر من استشهاده .
  4. نص رسالته لقمة تونس .
  5. كيف نشارك الفلسطينيين جهادهم؟ .

اقتباس

هنيئا لك يا شيخ الشهداء! هنيئا لك يا شهيد الشهداء! هنيئا لك يا كرامة هذه الأمة، هنيئا لك شهيد الأقصى، هنيئا لك يا من علمتنا كيف تكون الرجولة، هنيئا لك يا أحمد ياسين! هنيئا لك يا من ربيت جيلا لا يعرف للخنوع طريقا، نُعَزِّى أنفسَنا أم نهنئها؟ بل نهنئها، فقد كنتَ تتمنى الشهادة، وها قد نلتها وهذا هو عزاؤنا فيك، كنت تتمنى الجنة وها أنت قد دخلتها من أوسع أبوابها، كنت تتمنى الحرية وها أنت ذاهب إلى كل الأحرار..

يا ربنا لك الحمد، ولا يستوجب الحمد سواك، لك الحمد على نعمائك وآلائك وفضلك، لك الحمد على ما اصطفيتنا له من أثواب الهداية، وأوسمة الغربة، والسير على نهج الرسالات، لك الحمد على نعمة البصر والبصيرة في زمن العمى، ولك الحمد على نعمة الشموخ والشمم في زمن الانكسار. 

ولك الحمد على نعمة عشق الموت وما بعد الموت في زمن التكالب على الدنيا وفانياتها، لك الحمد على الروح الوثابة التي قذفتها بين جوانحنا فلا ترضى إلا بالأوجِّ منزلاً، وبالعلياء مسكناً، لك الحمد على أن ثبَّتَّ القدم على طريق الحق، ونسألك ثباتاً حتى الممات.

لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، كفانا فخراً أن تكون لنا رباً، وكفانا عزاً أن نكون لك عبيدا، سبحانك! سبحانك! أنت قوة كل ضعيف، وغنى كلِّ فقير، مَن تكلم سمعتَ نطقه، ومن سكَتَ علِمتَ سره، من عاش فعليك رزقه، ومن مات فإليك منقلبه.

أنت الملك، وأنت ملك الملوك، وأنت مالك الملك لا شريك لك، بيدك مقاليد العباد ومصائرهم، بيدك الأمر، تحكم الخلق من العرش إلى الفرش، ومن المجرة إلى الذرة، لا يخرج عن إرادتك شيء.

اللهم عليك بيهود ومن أعان يهود، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم وقلوب أعوانهم، اللهم زلزل عرش كل طاغية أعان يهود.

وأشهد أن لا إله إلا الله؛ وحده لا شريك له، شهادة حقٍّ، ويقين صدقٍ، نعلي بها الهامات، وترفرف من أجلها الرايات؛ لا إله إلا الله؛ شعارنا، دثارنا، لحننا؛ لا إله إلا الله؛ ملَكَ، وخَلَق، وقَدَّر، وهدَى، وهَيْمَنَ، لا إله إلا الله!

مَا فِي الوُجُودِ سِواكَ رَبٌّ يُعْبَدُ

كَلَّا وَلَا مَوْلَىً هُنَاكَ فَيُحْمَدُ

يَا مَنْ لَهُ عَنَت الوُجُوهُ بِأَسْرِهَا

رَهَبَاً وكُلُّ الكائناتِ تُوَحِّدُ

أَنْتَ الإلهُ الواحدُ الحَقُّ الَّذِي

كُلُّ القُلوبِ لهُ تقِرُّ وَتَشْهَدُ

وأشهد أن القائد القدوة، محمداً رسول الله، طلع في أفق الوجود بدره، وسطعت فيه شمسه، بعثه الله بالبيان، فأظهر دينه القويم على سائر الأديان، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حق الجهاد، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وترك فينا ما إن تمسكنا به لا نضل بعده أبداً: كتاب الله، وسنته.

بأبي هو وأمي وروحي! عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام، اللهم صَلِّ وسلم على هذا النبي الكريم، صاحب الخلق العظيم؛ وارْضَ يا ربنا عن الذين أيدوه وناصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.

أوصيكم -عباد الله- ونفسي بتقوى الله، وأستفتح بالذي هو خير: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة:7-8]؛ اللهم سدِّدْ قلبي ولساني، اللهم اجعل الصدق والإخلاص رائدي في كلامي، اللهم افتح قلوب السامعين وأسماعهم لسماع كلمتي، ربَّاه! رباه! لا تجعلها صيحة في وادٍ، ولا نفخ في رماد.

أما بعد: أيها الأحبة المؤمنون: تتزاحم الأفكار والأحداث، ولكن لساني يأبى اليوم إلا أن يتحدث عن شيخ الشهداء: أحمد ياسين. فمن أين أبدأ؟ وإلى أين أنتهي؟.

دعوني -أيها الأحبة- أن أبدأ لقائي معكم هذا اليوم بتلاوة آيات من سورة آل عمران، أدعوكم إلى تأملها وتدبرها: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ * وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) [آل عمران:139-145].

أيها المؤمنون الأعزاء: بطائرات أميركية مقاتلة، وبصواريخ أميركية قاتلة، نفذ الإرهابي المجرم شارون حكم التصفية الذي كان بوش قد أصدره، ضد الشيخ الشهيد أحمد ياسين، عندما أعلن على الملأ، وأكثر من مرة، أن أحمد ياسين زعيم إرهابي، وأن حركة المقاومة الإسلامية حركة إرهابية، أصدرت واشنطن الحكم ونفذته تل أبيب.

العالم كله أدان هذه العملية الارهابية، باستثناء الكيان الإسرائيلي الذي نفذها، وباستثناء واشنطن التي أفرحتها عملية تصفية "إرهابي" في حجم وطهر وشجاعة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون) [البقرة:156]، (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:4-7].

هنيئا لك يا شيخ الشهداء! هنيئا لك يا شهيد الشهداء! هنيئا لك يا كرامة هذه الأمة، هنيئا لك شهيد الأقصى، هنيئا لك يا من علمتنا كيف تكون الرجولة، هنيئا لك يا أحمد ياسين! هنيئا لك يا من ربيت جيلا لا يعرف للخنوع طريقا، نُعَزِّى أنفسَنا أم نهنئها؟ بل نهنئها، فقد كنتَ تتمنى الشهادة، وها قد نلتها وهذا هو عزاؤنا فيك، كنت تتمنى الجنة وها أنت قد دخلتها من أوسع أبوابها، كنت تتمنى الحرية وها أنت ذاهب إلى كل الأحرار.

ياسينْ، والوجعُ الدفين
أقسمتُ أنّك لن تموت فأنتَ روحُ الخالدين
أقسمتُ أنّك لو تموت يموت كلُّ الثائرين
عرِّج قليلاً هاهنا، وأقم صلاة الفجر في قلبي، ستبكي الفقدَ أوداجُ الوتين
ياسينْ،
تنزيلٌ من الرحمن كي يحيا ضميرُ العالمين
أنذر بني صهيون ، قد أعماهم التِيهُ المُبين
أنذِر، فإنك ياشهيدُ من الهداة المنذرين،
أنذر فأعرابُ الهوانِ بما أتيتَ مكذبين
أنذر، عسى أن يهدي الرحمن قوماً فاسقين
قد جئتَ من أقصى المدينة باغياً فتحاً مبين
فصنعتَ من صوت البكاء ولاولاً للثاكلين
وبنيتَ من عطش الجهادِ بصرحكِ العالي مَعين
عِش، أنتَ كل الثائرين
عِش، يا مَعين الظامئين
عِش، لا يموتُ الوعيُ، يحيا خالداً مرّ السنين
ياسين، والذكرُ الحكيم، ما أنتَ إلاّ آية رُسمت على سفح الجبين
وحقَّ نصرُ المؤمنين

أيها المسلمون: أيها المجاهدون: أيها المرابطون: هنيئا لكم هذا النصر المعنوي، الذي يهيء الطريق لدخول مستقبل مشرق لنا جميعا؛ إن عملية الاغتيال هذه لفتت أنظار العالم كله، إلى أن المسلمين الصادقين هم الذين يصنعون التاريخ الآن، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها؛ حقًا، أيها المسلمون: "لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".
 

شيخٌ مُسِنٌّ، مشلول الحركة، مثخن بالأمراض، يعيش بين رفاقه على أرض لا تتجاوز مساحتها نصف مدينة من المدن الأمريكية المحصنة، ناهيك عن الفقر المدقع الذي لفها وشمل معظم أبنائها الذين اكتظت بهم حتى أضحت أكثر البقع كثافة في العالم.

شيخ قابع بين مجموعات من الشبيبة والكهول الذين يشاطرونه الرأي، يدوخ من على كرسيه الذي لولاه ما جاوز مكانه، دولة من أعتى وأقسى الدول، حتى تجند أجهزتها لاغتياله؛ أي هزيمة تعاني منها تلك الدولة، حتى تناطح بآلتها العسكرية وبجبروتها الطاغي ذلك المقعد المسكين؟
حقَّاً حقَّاً: "نصرت بالرعب مسيرة شهر"، هو أو غيره، من أمثاله قتْلهم حياة لهم، وحياتهم قتل لأعدائهم، معادلة أدخلت العالم الغربي في نفق مجهول لا يدري ما المخرج منه!.

قال القتَلة إنه يستحق الموت، وقال العاشقون إن البطل لم يعد يُطِقْ صبراً، وآن له أن يعانق الجنة التي خرج يطلبها منذ عقود، زفّهم واحداً واحداً إلى الحور العين، من عماد عقل، إلى يحيى عياش، إلى جمال إسماعيل، وحتى إسماعيل أبو شنب؛ وظل على رصيف الشوق يمعن في مطاردة القتلة والاستهزاء بجبروتهم.

نادوا عليه، عياش وعقل وأبو شنب والآخرون، نادوا عليه، هو الذي يعرف رنة الشوق في أصواتهم، هو الذي علّمهم كيف تزهو فلسطين بالشهداء، هو الذي علمهم أبجديات العشق من تكبيرة الإحرام ونداءِ: حَيَّ على الجهاد، إلى شهقة الدم في ساحات الوغى، وميدان الشهادة.

ما كان له أن يخذلهم، هو الذي صاحَبَهم من سجن إلى سجن، ومن زفة شهيد إلى زفة شهيد، ومن رصاصة إلى رصاصة، ومن قنبلة إلى قنبلة؛ ما كان له أن يتأخر عنهم، هو الذي كان فاتحة النشيد، وأول الرصاص، وراية الرايات؛ هو الذي كان الطلقة الأولى، وأول من طلبوا الشهادة فأخطأتهم غير مرة.

نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر أكثر من ذلك، فما عاد في العمر متسع للانتظار، وها إن الغزاة يهربون من غزة، وما كان له أن يشيعهم إلا بدمه الذي سرى في عروق الرجال الذين صنعوا الانتصار، ما كان له أن يتأخر أكثر، وهو الذي أقسم أن يوقع صك الانتصار بدمه، وهو الذي صنعه بجهده وجهاده طيلة عقود، من بناء المساجد وتعليم الناس الصلاة، إلى تلقينهم آيات الشهادة.

نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر عنهم أكثر من ذلك، هو الذي بدأ المسيرة وأودعها أسراره، ورآها كيف غدت الكلمة طيبة كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؛ نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر أكثر، لقد اشتاقوا للم الشمل، قالوا له: لقد كبرت الشجرة، وطاب الزرع، فأعجب الزراع، وأغاظ الكفار، فالحق بنا قبل أن يفر الغزاة من عنفوان دمك.

نادوا عليه، فلبى النداء، وصعد شهيداً ولا أجمل، شهيداً لم تعرف له الكتب مثيلاً، شهيداً لم يحمل البنادق، ولم يطلق الرصاص، ولم يصنع القنابل، لكنه كان صانع الرجال الذين يصنعون ويطلقون وينفجرون، كان سيد المرحلة وبطلها بلا منازع؛ ألم يكن هو المؤسس والباني والمهندس؟ نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر، وهو لم يكن يريد التأخير، لكنه كان مهندساً مبدعاً يسعى إلى التأكد من جودة البناء الذي صاغه بنبض روحه وجهده وجهاده.

الآن، وبعد أن تحسس المهندس روعة بنائه، ها هو يشرع روحه لنداء الشهادة، فيأتيه بعد صلاة الفجر، ندياً رائعاً يليق بالبطل المؤسس والمهندس؛ ما كان لهذه الرحلة الطويلة أن تنتهي بغير الشهادة، وما كان للبطل أن يرحل إلا متوجاً بالغار، مزنراً بالدم، محمولاً على الأكتاف، شهيداً تخرج له غزة بشيبها وشبابها،كما سبق وخرجت ليحيى عياش، بل أكثر من ذلك! فيحيى كان تلميذاً، أما الشيخ فهو الأستاذ؛ غزاة أغبياء، يجهلون ما الذي يفعله الأبطال بالجماهير حين يستشهدون، غزاة أغبياء، لم يقرأوا التاريخ، لم يقرأوا سيرة الأبطال والشهداء وما تصنعه بالأجيال.

الموت هو النهاية لكل إنسان، لكن الشهادة في حياة الأبطال والعظماء حكاية أخرى، فهي عنوان حياة للقضية التي ماتوا من أجلها، وهي هنا في حالة الشيخ، ليست قضية فلسطين فحسب، بل قضية الإسلام، وقضية الأمة في مواجهة محاولات التركيع التي تستهدفها من قبل أمريكا، ومعها إسرائيل.

ما أروع الخاتمة يا شيخ الشهداء! الحسنيان معاً: شهادة وانتصار؛ انتصار صنعته بيديك، بدليل إعلان الغزاة الفرار من جحيم غزة؛ وشهادة جاءت في موعدها لتحملك إلى العلياء شهيداً رائعاً تتبوأ الصدارة في أرواح جماهير هذه الأمة؛ ما أروع الخاتمة يا شيخ الشهداء! ألم تطاردهم زمناً طويلاً بمطاردتك الاحتلال من رصاصة إلى رصاصة، ومن شهيد إلى شهيد؟!.

ما أروع الخاتمة يا شيخ الشهداء! انتصار لك، وانتصار لفلسطين، وانتصار للجهاد والمقاومة، وهزيمة للقتلة من صهاينة وأمريكان لا بد سيدركونها ولو بعد حين؛ فسلام عليك يا شيخ الشهداء، سلام عليك حين ولدت، وحين استشهدت، وحين تبعث حياً؛ سلام عليك وعلى من سار على دربك إلى يوم الدين.

يا أحمدُ الياسينِ، إنْ وَدَّعْتَنَا

فَلَقَدْ تَرَكْتَ الصِّدْقَ والإيمانَا
أنَا إنْ بكيْتُ فإنَّما أبْكِي عَلَى مِلْيارِنا لمَّا غَدَوْا قطْعَانَا
أبكِي على هذا الشَّتَاتِ لِأُمَّتِي أَبْكِي الخِلافَ المرَّ والأضْغَانَا
أبكِي ولي أملٌ كَبِيرٌ أنْ أَرَى في أُمَّتِي مَنْ يَكْسِرُ الأوثَانا

أيها المسلمون الأعزاء: هنا مدرسة محمد -صلى الله عليه وسلم-، يقول فيها الحبيب: "البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت، إعمل ما شئت كما تدين تدان"، ويقول أيضا: "كل بن آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون"، فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، ولي الصالحين، واشهد أن سيدنا وعظيمنا وقائدنا محمداً رسول الله، إمام المتقين، وسيد المرسلين، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين، وأصحابه أجمعين.

أما بعد: أيها الأحبة: بعد أيام قلائل يعقد الزعماء قمتهم في تونس، ولا أدري ماذا أقول لهم قبل عقد قمتهم؟ هل أناشدكم يا زعماء القمة؟ وبماذا تكون المناشدة؟ والله إنى أرى أنكم أحقر من أن أناشدكم، وأنكم أجبن من أن يحتمى بكم مُحْتَمٍ، هل بقيت لكم ذرة من كرامة؟.

والله إن عجلات الكرسى المتحرك الذى كان يستخدمه الشهيد، لهى أشرف وأكرم من هؤلاء الحكام، الذين ما زالوا يفتحون السفارات لهذا العدو القذر فى بلادهم، هل بقى عذر نعتذر به؟ هل سنجد من يتباكى على اليهود بحجة المدنيين؟ هل هناك خط أحمر؟ إياكم يا دعاة الاستسلام أن تتحدثوا عن الخطوط الحمراء والصفراء! بل يجب أن يكون كل صهيونى هدفا للثأر! ولا فرق بين مدنى وعسكرى داخل فلسطين أو خارجها.

فلْتُوجَّهْ السهام والرصاصات ضد كل اليهود فى كل مكان، انتهى زمن الخط الأحمر، إن واجب الأمة الآن أن تقبّل التراب الذى كان يمشى عليه الشهيد أحمد ياسين، وأن تعلن الحداد، وتلبس السواد، لحين قتل المجرم بوش، وتوأمه فى الإجرام شارون.

الشهيد ياسين لم يقتل فقط بأياد صهيونية، وما فعلته الأيادى الصهيونية ما هو إلا تنفيذ لتعلميات الإرهابى بوش، فالطائرات أمريكية، والصواريخ أمريكية، والاستخبارات أمريكية، والمنفذ هم هؤلاء الصهاينة الخنازير.

هل كان يظن المجرم شارون أن اغتيال الشهيد ياسين سيفرق أمر فلسطين؟ فلْتَعْلَمْ، يا عدوَّ الله، أنك قد قدَّمْتَ خدمة جليلة للشعب الفلسطينى كان فى أمَسِّ الحاجة إليها، فمنذ ساعات الصباح الأولى، وبعد أن أدى المؤمنون والشرفاء والأحرار صلاة الفجر، خرجت كل فلسطين، لتعلن وحدتها أولا، ثم تعلن للعالم كله أن استشهاد أحمد ياسين فجَّرَ بركان الغضب فى كل قلبٍ مسلم.

وكم سيندم شارون على فعلته هذه! فلا حرمة ليهودى بعد اليوم،كل اليهود شارون، كل يهودى مستهدف؛ ولن يشفع لكم إلا إذا قمتم أنتم بقتل شارون، وبعدها سيكون لكل حادث حديث، ولْتَعْلم الأمة أنه إذا كان خالد بن الوليد هو سيف الله المسلول، فالشهيد أحمد ياسين هو صاروخ الله المقذوف؛ بل إنى -والله!- أرى فى هذا الشهيد صورة سيد الشهداء حمزة، فإذا كان حمزة هو سيد شهداء عصره ، فأحمد ياسين أيضا هو شيخ شهداء عصره.

استشهادك يا شيخ الشهداء، لفت نظر الأمة إلى حجم الجبن والرعب الذى يعيشه اليهود، استشهادك يا ياسين ، جعل من حكام أمتنا أضحوكة، فماذا عليهم لو أنهم تعلموا من شجاعة الشهيد، الذى وصفه أحد قادة العدو بأنه يستطيع أن يحرك أمة بأحد رموش عينيه، وأنا أضيف بأنه يحرك الأمة دون أن يرمش، فها هو قد حركها وهو فى تابوت الشهداء.

تعلموا، يا من تدّعون أنكم زعماء الأمة، تعلموا كيف يكون البذل والجهاد، اتركوا الخنوع يوما واحدا، اجمعوا كل شجاعتكم، وأعلنوا طرد سفراء اليهود من بلادكم، إن استشهاد المجاهد ياسين فيه حياة هذه الأمة، فيه كرامة ومجد المسلمين.

أيها ألحبة المؤمنون: قبل أيام قليلة من استشهاده صاغ شيخ الشهداء رسالة إلى قمة تونس هذا نصها:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما من شك أنه إذا عَزّ العربُ عزَّ الإسلام، وإن دلت هذه المقولة على شيء فإنما تدل على عظم الأمانة التي تحملون وأنتم -وفقكم الله لخير الأمة- مَن استرعاه الله حاضر الأمة ومستقبلها، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعى حفِظ أم ضيَّع"، فاللهَ اللهَ في أمة الإسلام! وقد رماها أعداء الله وأعداؤها عن قوس واحدة.

وإن أمامكم اليوم تحدياتٍ جساماً، وشعوبكم تنظر ما ستتمخض عنه القمة من قرارات، وكلها أمل أن تكون قرارات القمة على مستوى ما نواجه من تحديات، ولا يخفى أن على رأس تلك التحديات قضية العرب والمسلمين المركزية، قضية فلسطين، وكلي أمل أن تثمر هذه القمة عما يشكل رافعة لشعب فلسطين، وقد أبوا إلا أن يواصلوا مسيرتهم الجهادية حتى يحقق الله النصر الذي نحب، والذي يرفع الله به شأن أمتنا بإذنه تعالى.

وإني أناشدكم أن تأخذ القمة بعين الاعتبار القضايا التالية التي تخدم القضية الفلسطينية:
أولا: أرض فلسطين أرض عربية إسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة، ولن تعود إلا بقوة السلاح، وهي أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن شبر منها حتى وإن كنا لا نملك الآن القوة اللازمة لتحريرها.

ثانيا: الجهاد في فلسطين حق مشروع للشعب الفلسطيني، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وإن وصفه بالإرهاب من قِبل أعداء الله لظلم عظيم يرفضه شعبنا المرابط في فلسطين، وترفضه كذلك شعوبنا العربية والإسلامية، ونتمنى على القمة أن توضح موقفها بوضوح لا لبس فيه نصرة لجهاد شعبنا المجاهد.

ثالثا: إن شعبنا -وهو يخوض ببسالة معركة قد فرضت عليه- لهو جدير أن يلقى كل أشكال الدعم والتأييد من قادة الأمة، فهو بحاجة إلى الدعم الاقتصادي لتعزيز صموده، وقد دمر الصهاينة الأشرار كل أسباب الحياة والعيش الكريم لهذا الشعب المرابط، ونهبوا خيراته، وهو بحاجة أيضا إلى الدعم العسكري، والأمني، والإعلامي، والمعنوي، والدبلوماسي، وغير ذلك من أشكال الدعم التي تعينه على مواصلة جهاده، وهو يتطلع إلى أن تحقق له القمة كل ذلك بإذن الله تعالى.

رابعا: إننا نناشدكم أن توقفوا كل أشكال التطبيع مع هذا العدو، وأن تغلقوا سفاراته، وقنصلياته، ومكاتبه التجارية، وأن تُفعِّلوا المقاطعة العربية، وأن توقفوا الاتصال به، والتعاون معه.

خامسا: إن الأمة تملك من الإمكانات والطاقات والقدرات ما يجعلها قادرة على نصرة قضاياها القومية، ووضع حد لجرأة أعدائها عليها، وإني لأرى أنه قد آن لأمتنا أن تعمل بقول الله -عز وجل-: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران:103]؛ لتصبح قوة في زمن التكتلات (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال:73].

سادسا: إن المسجد الأقصى يناشدكم! وقد أعد الصهاينة العدة لدك أركانه، وهَدِّ بنيانه، فمَن له بعد الله إن لم تكونوا أنتم؟!.

سابعا: إننا نناشدكم أن تقدموا كل أشكال الدعم للعراق الشقيق وشعبه حتى يتحرر من الاحتلال الأمريكي؛ لأن نصرة العراق وشعبه هي نصرة لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: هذا ما أردت أن أنصح به وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الدين النصيحة، وأسأل الله أن يجمع كلمتكم لنصرة دينه، وأن يوحد صفكم على ما فيه خير الأمة ورفعتها.

أخوكم/ أحمد ياسين
مؤسس حركة المقاومة الإسلامية- حماس
غزة – فلسطين

أيها المؤمنون الأعزاء: لا تنسوا اليوم إخوانكم في فلسطين، لا تغب عن أذهانكم صورة شيخ الشهداء أحمد ياسين، لا تغب عن أذهانكم صورة الطفل رامي، ولا تغب عن أذهانكم صورة الطفلة إيمان، ولا تغب عن أذهانكم صورة المشردين من ديارهم، والذين هدمت بيوتهم، والذين أخرجوا من أرضهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله.

لا تنسوا أولئك المجاهدين الأبطال الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله، ولا تنسوا أولئك الذين ينتظرون أدوارهم في قافلة الفدائيين بفارغ الصبر، ولسان حال الواحد منهم يقول: متى ألقى الأحبة، محمداً وصحبه؟.

إذا كانوا قد جادوا بأرواحهم وكل ما يملكون! فهل نبخل نحن ببضع ريالات في سبيل الله؟ فالجهادَ الجهاد يا عباد الله! ومَن لا يملك مالاً، فهو بالتأكيد يملك قلباً ولساناً، فليدع الله لإخوانه بالنصر والتمكين.

أيها المؤمنون الأعزاء: ارفعوا أكف الضراعة إلى الله، وأمِّنوا على دعائي، اللهم يا مَن لا يرد سائلا، ولا يخيب للعبد وسائلا، هذا حالنا لا يخفى عليك، وذلنا ظاهر بين يديك، أمرتَنا فتركنا، ونهيتنا فارتكبنا، ولا يسعنا إلا كرمك وجودك يا رب السماوات والأراضين.

اللهم يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين! يا أكرم الأكرمين! يا ظهر اللاجئين! يا نصير المستضعفين! يا غياث المستغيثين! يا دليل الحائرين! يا صريخ المكروبين! يا أمل المذنبين! يا غاية الراجين! يا حبيب الصادقين! يا محبوب المخلصين!.

يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون! يا سامع كل صوت، يا سابق كل فوت، يا كاسي العظام لحماً بعد الموت! يا سامع الأصوات، يا قاضي الحاجات، يا مجيب الدعوات! يا موضع كل شكوى، يا سامع كل نجوى، يا غافر كل خطية، يا صارف كل بلية! كيف نُفضح وأنت الستار؟! كيف ننكسر وأنت الجبار؟! كيف نفتقر وأنت الغني؟! كيف نذل وأنت العزيز؟! كيف نذل وأنت العزيز؟! كيف نذل وأنت العزيز؟!.

اللهم من عادانا فعادِه، ومن كاد لنا فكده، ومن نصب لنا شباكا فاجعله عالقاً فيها، ومن حفر لنا حفرة فاجعله واقعاً فيها، اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم، وجمد الدماء في عروقهم.

يا جبار يا قهار! يا جبار يا قهار! يا جبار يا قهار! يا جبار يا قهار! يا جبار يا قهار! يا جبار يا قهار! يا جبار يا قهار! عليك بالأمريكان المعتدين، واليهود المجرمين، لا ترفع لهم راية، لا ترفع لهم راية، لا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم آية؛ اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحداً؛ اللهم دمرهم تدميرا، ومزقهم تمزيقا، وردهم خائبين خاسرين، وردهم خزايا منكسرين.

يا الله! يا الله! يا الله! يا الله، يا الله! يا الله! يا الله! طال إمهالك للكافرين، طال حلمك على الغاصبين، يا الله! يا الله! يا الله! لا اعتراض على حكمك، ولا راد لقضائك، ولكننا نستعجل نصرك
يا الله! يا الله! يا الله!.

مَن لأشلاء الصغار؟ من لدموع الكبار؟ من لعفاف الشريفات؟ من لآهات الأيامى؟ من لأحزان اليتامى؟ من لأنَّات الثكالى؟ من لأوجاع الأسارى؟ من للعراة المشردين؟ من للمنكوبين المبعدين؟ من لقوافل الشهداء؟ من لأنهار الدماء؟ من لزفرات الأقصى؟ من لحنين المسرى؟.

يا الله! يا الله! يا الله! نعلم أن ذنوبنا بلغت حدها، وأن خطايانا صارت كالجبال، وأن تقصيرنا لا منتهى له، لكننا جئناك يا رب بأحمال الذنوب، بأثقال العيوب، بكل بحار الخطايا، جئناك وقوفاً على بابك نرجو الإقالة منها، نريد الإقالة منها، ودليل صدقنا الدماء، اقبل دمانا يا رب، اقبل دمانا يا رب، اقبل دمانا يا رب، اغسل بها العيوب، اغفر بها الذنوب، طهر بها القلوب.

يا الله! يا الله! يا الله! مَن غيرك يفتح الأبواب، من غيرك للمذنبين، من غيرك للمسيئين؟ يا الله! يا الله! يا الله! خذ من دمانا حتى ترضى، خذ من أشلائنا حتى ترضى، خذ من أموالنا حتى ترضى، وارزقنا الصدق في ذلك والإخلاص.

اللهم ارزق هذه الأمة صحوة بعد رقاد، ونهضة بعد كبوة، اللهم أحيها بعد موت، اجمع كلمة علمائها، وحِّد صُفوف أبنائها؛ اللهم كما رزقتنا الصلاة في بيتك المحرم، ومسجد نبيك المكرم، فارزقنا صلاة في المسجد الأقصى، اللهم عجل لنا بالصلاة في المسجد الأقصى، اللهم عجل لنا بالصلاة في المسجد الأقصى.

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد؛ وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين.