الشاكر
كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | إبراهيم بن محمد الحقيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | السيرة النبوية - الأديان والفرق |
وحادثة الإسراء والمعراج من أبين الأدلة على ذلك؛ إذ لم تكن مجرد حادث فردي صغير، بل رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعيانًا، وزيادة على ذلك, اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معانٍ دقيقة كثيرة، وإشارات حكيمة بعيدة المدى
الحمد لله العلي الأعلى؛ أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ثم عرج به إلى السموات العلى، حتى بلغ سدرة المنتهى، فرأى من آيات ربه الكبرى، أحمده على ما وفق وهدى، وأشكره على ما أعطى وأسدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ هدانا للإسلام، وعلمنا القرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [الحجرات:17].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ آذاه المشركون، وعذبوا أصحابه، وصدوا الناس عن دعوته، وساوموه على دينه، فثبت ثبوت الجبال الرواسي حتى أظهره الله تعالى عليهم، ونصره وأعزه، وهزم أعداءه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى، فاتقوه حق التقوى، واتبعوا ما أنزل من الهدى، وإياكم ومحدثات الأمور والهوى؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا صوابا (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31].
أيها الناس: من فضل الله تعالى على المسلمين أن جعل أمتهم خير الأمم، وجعلهم خير هذه الأمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران:110] فدينهم أحسن الدين وأتمه، وشريعتهم أفضل الشرائع وأكملها (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) [النساء:125].
ولذا كان حقا على هذه الأمة أن تنشر دين الله تعالى في الأرض، وتدعو الناس إليه، وتحكمهم به ، فلا يعلو سلطان سلطانه، ولا يحكم الناس بغيره؛ لإحقاق الحق، وإقامة العدل، ولا عدل إلا فيما اختاره الله تعالى لعباده من الشرائع (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله) [الأنفال:39].
وحادثة الإسراء والمعراج من أبين الأدلة على ذلك؛ إذ لم تكن مجرد حادث فردي صغير، بل رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعيانًا، وزيادة على ذلك, اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معانٍ دقيقة كثيرة، وإشارات حكيمة بعيدة المدى من أهمها:
أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، ففي شخصه الكريم، وفي إسرائه العظيم التقت مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذانًا بعموم رسالته، وخلود إمامته، وعالمية دينه، وصلاحيته لاختلاف المكان والزمان، وإصلاحه لما أفسدت الشياطين من أحوال الناس.
إن مرور النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة المعراج، وسلامه عليهم، وترحيبهم به، حتى إن كل واحد منهم يقول: "مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح" إلا أبويه آدم وإبراهيم عليهما السلام فقالا: "مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح" وصلاته بالأنبياء إماما وهم خلفه يأتمون به... إن ذلك كله لدليل على أن الأنبياء عليهم لسلام قد سلََموا لنبينا عليه الصلاة والسلام بالقيادة والريادة، وأقروا وهم رسل الله تعالى إلى الناس أن شريعة الإسلام قد نسخت الشرائع السابقة، وأنه لا يسع أتباع هؤلاء الأنبياء من كل الأمم والأجناس إلا ما وسع أنبياءَهم من قبل، وهو التسليم بالقيادة لهذا الرسول ولرسالته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، والإيمان بها، والتزام أحكامها.
والله تعالى قد أخبر في كتابه الكريم بأنه سبحانه قد أخذ الميثاق على النبيين بذلك، وذم من رفضه ولم يؤمن به، فالتزم النبيون عليهم السلام ليلة الإسراء بهذا الميثاق العظيم، فما بال من يدعون أنهم أتباع إبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام لا يتبعون أنبياءهم في انقيادهم لدين محمد صلى الله عليه وسلم، والإقرار بإمامته. (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [آل عمران:83 ].
إن على الذين يعقدون مؤتمرات التقريب بين الأديان أن يدركوا هذه الحقيقة، ويدعوا الناس إليها، وهي ضرورة انخلاع أتباع الديانات المنحرفة من أديانهم الباطلة، والدخول في دين الإسلام, والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ورسالته؛ اتباعا لرسلهم، ووفاء بالميثاق الذي أُخذ عليهم.
وعلى المشاركين من المسلمين في تلك المؤتمرات أن يدركوا أن الغربيين وأذنابهم لا يريدون بما يسمى حوارات الحضارات، ودعوات التقريب بين الأديان إلا إخضاع الحق إلى باطلهم، وتطويع الإسلام إلى أديانهم المحرفة، وأفكارهم الضالة، وهذا ما لن يكون قدرا، ولا يرضاه الله تعالى لعباده شرعا؛ فالكفر والإيمان لا يلتقيان أبدا، ولا ينتفيان إلى آخر الزمان، ولن تزال طائفة من المسلمين على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك، جعلنا الله تعالى منهم.
فخير لهم أن يدعوا الضالين إلى دين الإسلام، ولا يقبلوا المساومة عليه مهما كان الثمن؛ فإن تنازلهم عن شيء من دينهم؛ إرضاء للقوى الطاغوتية المستكبرة لن يكون حلا صحيحا لمشاكلهم، ولن يرد عدوان الظالمين عنهم، بل إنه سيطمع أعداءهم فيهم، مع إيباقهم لأنفسهم، وإسخاطهم لربهم، ولو بذلوا دينهم كله لعباد الصليب وعباد العجل وعباد المادة فلن يرضوا عنهم (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة:120].
ولما ساوم المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، وطلبوا منه التنازل عن بعضه، وموافقتهم في بعض دينهم كان جواب الله تعالى لهم (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ). [الكافرون: 1-6].
وماذا يريد دعاة تقارب الأديان إلا انخلاع أهل الحق من حقهم، وموافقة الكافرين والمنافقين في باطلهم، ولن يقبلوا حوارا أو تقاربا يُقضى فيه بالحق، ويُزهق فيه الباطل، ويُؤخذ فيه على أيدي المستكبرين والظالمين.
وفي حادثة الإسراء ارتبطت أرض الشام المباركة، بأرض الحجاز المقدسة، وتواثقت علاقة بيت المقدس بالبيت الحرام والمسجد النبوي، فكان الإسراء من مكة، والمعراج من بيت المقدس، وبينهما مسجد المدينة، وفي ذلك من المعاني ما لا يدركه كثير من الناس:
ففيه أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين؛ وأن الحق فيه لكل مسلم، وليس لشعب دون شعب، أو طائفة دون طائفة؛ إذ هو مسرى رسولهم صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماء، وكان قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكية، وهذا توجيه وإرشاد للمسلمين بأن يحبوا المسجد الأقصى وما حوله؛ لأنها أرض مباركة مقدسة.
وهذا يدل على أهمية تحرير المسجد الأقصى من الشرك والمشركين فلا يكون لهم عليه سلطان، كما هي أيضًا مسؤوليتهم في تحرير المسجد الحرام من أوضار الشرك وعبادة الأصنام.
وقد أدرك الصحابة رضي الله عنهم أهمية المسجد الأقصى فلم يرضهم أن يضل أسيرًا تحت حكم الرومان، فسيرت جيوش الحق إلى أرض الشام المباركة؛ لفتحه وتطهيره من شرك الرومان، وضمه إلى بلاد أهل الإسلام، وسافر خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة إلى بيت المقدس لاستلامه من قادة النصارى لما تصالحوا مع قادة المسلمين على ذلك، وجاور في أرضه المباركة عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وما ذاك إلا لمكانته في شريعة الإسلام.
وبهذا ندرك أهمية هذه الرحلة المباركة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى التي أنزل الله تعالى في شأنها سورة افتتحت بذكر هذه الرحلة المباركة، وسميت باسمها (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء:1] فالحمد لله الذي أكرم نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام بذلك، والحمد لله الذي جعلنا من أمته ومن أتباعه وعلى دينه، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا عليه إلى الممات، إنه سميع مجيب.
أقول ما تسمعون....
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله ربكم -أيها المؤمنون- لعلكم تفلحون.
أيها المسلمون: إن الربط بين حرم مكة وبيت المقدس في حادثة الإسراء مشعر بأن أي تهديد للمسجد الأقصى وأهله, فهو تهديد للحرمين المكي والمدني وأهلهما، وأن النيل من المسجد الأقصى ما هو إلا توطئة للنيل من الحرمين؛ فالمسجد الأقصى هو بوابة الصهاينة والصليبيين إلى الحرمين المكي والنبوي، واحتلال الصهاينة للمسجد الأقصى في هذا العصر, ووقوعه في أيدي اليهود يعود بالخطر على حرمي مكة والمدينة؛ ذلك أن أنظار الأعداء تتجه إليهما بعد الأقصى.
ولما احتل الصليبيون المسجد الأقصى سعى المسلمون إلى تطهيره من رجسهم، وجاهدوهم تسعين سنة في سبيل ذلك، وقدموا أرواحهم وأموالهم رخيصة لافتداء الأرض التي باركها الرب جل جلاله بمسجدها الأقصى، حتى تهيأ لهم ذلك بقيادة صلاح الدين رحمه الله تعالى؛ وما ذلك إلا لقداستها، ولعلم المسلمين آنذاك أن أطماع الصليبيين ستتعدى ذلك إلى حرمي مكة والمدينة.
وقد وقع ذلك بالفعل؛ إذ إن الملك الصليبي (أرناط) صاحب مملكة الكرك آنذاك أرسل بعثة للحجاز للاعتداء على النبي صلى الله عليه وسلم ونبش قبره، ولكنه خاب وخسر.
ثم حاول البرتغاليون الوصول إلى الحرمين الشريفين لتنفيذ ما عجز عنه أسلافهم الصليبيون، ولكن الله تعالى ردهم بالمماليك والعثمانيين فحالوا بينهم وبين ما يريدون.
وفي حرب ما يسمى بالنكسة قبل أربعين عاما احتل اليهود بيت المقدس ثم صرح زعماؤهم بعد نصرهم بأن الهدف بعد بيت المقدس احتلال الحجاز، وفي مقدمة ذلك مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيبر، ووقف الزعيم الصهيوني بن غوريون بعد دخول الجيش اليهودي القدس يستعرض جنودًا وشبانًا من اليهود بالقرب من المسجد الأقصى ويلقي فيهم خطابًا ناريًا يختتمه بقوله: (لقد استولينا على القدس ونحن في طريقنا إلى يثرب).
ووقفت غولدا مائير رئيسة وزراء اليهود, بعد احتلال بيت المقدس، على خليج إيلات في العقبة، تقول: إنني أشم رائحة أجدادي في المدينة والحجاز، وهي بلادنا التي سوف نسترجعها.
ثم نشر اليهود خريطة لدولتهم المنتظرة التي شملت المنطقة من الفرات إلى النيل، بما في ذلك أجزاء من جزيرة العرب من ضمنها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووزعوا تلك الخريطة في أوروبا إثر انتصارهم فيما سمي بالنكسة.
كل هذه أحداث ودلائل تشير إلى الارتباط الوثيق بين المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال للعبادة إلا إليها، وأن الخطر على بعضها يشمل جميعها، وأن أتباع محمد عليه الصلاة والسلام هم أحق بها من الأمم الأخرى؛ لأنهم هم أتباع الرسل عليهم السلام، والرسل قد بعثوا من عند الله تعالى، والأرض أرضه، وقد بارك أرض الجزيرة بالحرمين، وبارك أرض الشام بالمسجد الأقصى، وجعل هذه المساجد موضع ذكره وعبادته وتعظيمه، ولا أحد يعبد الله تعالى بحق إلا أتباع رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
ومما يؤسف له أن كثيرا من المسلمين لم يدركوا من معاني حادثة الإسراء، إلا إحياء الليلة التي يزعمون أن الإسراء وقع فيها، مع أنها ليلة مجهولة العين والشهر والعام، ولو كانت معلومة لما كان لهم حجة في إحيائها بعبادة لم يشرعها الله تعالى، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا فعل ذلك صحابته الكرام رضي الله عنهم، ولا التابعون لهم بإحسان، ولا أئمة الإسلام المشهود لهم بالعلم والفضل. وإنما أحدث ذلك بنو عبيد الباطنيون في المئة الرابعة إبان احتلالهم لمصر، وهم طائفة خبيثة تظهر ولاءها لآل البيت، وتبطن عقائد خبيثة، وقد أطبق علماء المسلمين على كفر أئمتهم وحكامهم؛ لما أظهروه من نواقض الإسلام، ولما حرفوا من شريعة الله تعالى، ولما دعوا إليه من العقائد الفاسدة، ثم قلدهم جهلة المسلمين في ذلك حتى وقع في الاحتفالات بالموالد والإسراء والهجرة ما ترونه أو تسمعون به كل عام من أنواع البدع والضلالات، فاحذروا ذلك –عباد الله- وحذروا منه إخوانكم المسلمين؛ فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والخير كل الخير فيما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم، ومن استن بسنتهم، واقتفى أثرهم.
وصلوا وسلموا على نبيكم....