البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

عظمة القرآن والعمل به

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن فهد الودعان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الصيام
عناصر الخطبة
  1. قصة تبين حفظ الله تعالى لكتابه الكريم .
  2. اقتران شهر رمضان بالقرآن الكريم .
  3. حال السلف مع القرآن في رمضان .
  4. ضرورة استغلال الشهر الكريم لإحسان تلاوة القرآن وتعلمه وتدبره .
  5. ضرورة استغلال الشهر الكريم لترك سماع مزامير الشيطان .
  6. القرآن الكريم سبيل العزة للفرد والأمة .

اقتباس

فلا عجَب أن يُقال في رمضان إنه شهر القرآن، وقد فهم سلفنا الصالح هذه المكانة للقرآن في رمضان؛ حتى إنهم كانوا يتفرغون من أمور الخير الأخرى ويركِّزُون عملهم مع القرآن الكريم قراءة وقياما به في الليل، فقد علموا أن وظيفة رمضان الكبرى هي الاعتناء بالقرآن الكريم، والتخَلِّي له من كُلِّ الشواغِلِ الممكنة ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أيها المؤمنون: يحدثنا يحيى بن أكثم -رَحِمَه الله تعالى- بهذا الخبر عن عظمة القرآن الكريم فيقول: كان للمأمون، وهو أمير إذ ذاك، مجلس نظر، فدخل في مجلسهِ رجلٌ يهودي حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام، قال: فلما أن تقوَّض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم. قال له: أسلِم حتى افعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني ودين آبائي، فانصرف.

فلما كان بعد سنةٍ جاءنا مسلمًا، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما أن تقوَّض المجلس دعاه المأمون فقال له: ألست صاحبَنا بالأمس؟ قال له: بلى. قال: فما كان سبب إسلامك؟.

قال: انصرفت مِن حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنا مع ما تراني حَسَنُ الخطِّ، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتُرِيَت مني. وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتُريت مني.

وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رمَوا بها فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.

قال يحيى بن أكثم: فحَجَجْتُ في تلك السنة فلقيت سفيانَ بنَ عيينة فذكرت له الحديث، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل، قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله -عز وجل- في التوراة والإنجيل: (بما استحفظوا من كتاب الله) [المائدة:44]، فجعل حِفظهُ إليهم فضاع، وقال عز وجل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، فحفظه الله عز وجل علينا فلم يضِعْ .
 

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41-42]، (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة:44].
 

أيها المؤمنون: ونحن في شهر رمضان، هذا الشهر العظيم المبارك، الذي نزداد فيه إيمانا وخيرا وتقوى وبِرَّاً وقربا من ربنا تبارك وتعالى، ونحن أيضا نقترب أكثر من كتاب الهداية الربانية من كلام ربنا جل في علاه، فقد اقترن شهر رمضان بالقرآن الكريم، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، وهو الشهر الذي كان يُدارِسُ فيه رسولُنا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- القرآن مع جبريل -عليه السلام-.

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185]، فلا عجَب أن يُقال في رمضان إنه شهر القرآن، وقد فهم سلفنا الصالح هذه المكانة للقرآن في رمضان؛ حتى إنهم كانوا يتفرغون من أمور الخير الأخرى ويركزون عملهم مع القرآن الكريم قراءة وقياما به في الليل، فقد علموا أن وظيفة رمضان الكبرى هي الاعتناء بالقرآن الكريم، والتخَلِّي له من كُلِّ الشواغِلِ الممكنة.

سئل الإمام الزهري رحمه الله عن العمل في رمضان فقال: إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام. وكان الإمام الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادات غير الواجبة وأقبل على تلاوة القرآن. وقال ابن عبد الحكم: كان الإمام مالك بن أنس إذا دخل رمضان فرَّ من مجالس العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

ولا ينبغي لنا أن نغفل ونحن في هذه الأيام المباركات نستظل بدوحة القرآن، وننعم بقراءة كلام الرحيم الرحمن، ونقلب صفحاته ليل نهار، ونقرؤه في أوقات مديدة، وأزمنة عديدة، لا نغفل أن نتعرف على معانيه، ونتدبر معانيه، ونتفهم مقاصده ومراميه، فإن من أعظم أسباب المغفرة -كما يقول ابن القيم رحمه الله- تعالى: قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه، وما أريد به، كتدبُّر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.اهـ. يقول الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار.

ولا نغفل ونحن نقرأ القرآن الكريم أن نتمثل ما فيه من الهُدي والخلق والعمل بطاعة الله تعالى، فإن القرآن الكريم إنما نزل للعمل به، وليكون طريق حياتنا، ومنهج سيرنا إلى ربنا جل وعلا، فقد وصف الله كتابه العظيم بأحسن الوصاف التي تدعونا للتمسك به، فقال عنه: (هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:138]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57]، (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الأحقاف:30]، (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء:9].

وقد فَهِمت الأمةُ متمثلةً في سلفها الصالح ومَن جاء بعدهم من صالح عباد الله إلى يومنا هذا مكانة القرآن العظيم، فهو النور والهداية للصراط المستقيم، وتمثلوا ذلك في شؤون حياتهم كلِّها، فنصرهم الله وأعزهم ورفعهم على العالمين.

انظر إلى عائشة -رضي الله عنها- وهي تصف حال النبي -صلى الله عليه وسلم- مع القرآن الكريم تمثُّلا وعملاً، وقد جاءها سعد بن هشام بن عامر يسألها عن خُلُقِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال لها: يا أمَّ المؤمنين، أنبئيني عن خُلق رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. قالت: ألستَ تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خُلُقَ نبيِّ الله -صلى الله عليه وسلم- كان القرآن. رواه مسلم. قال الطحاوي رحمه الله: ومعنى خلقه القرآن أنه ممتثل لأوامره، مُنْتَهٍ عن نواهيه. وقال ابن الأثي -رحمه الله-: أي متمسكا بآدابه وأوامره ونواهيه، وما يشتمل عليه من المكارم و المحاسن والألطاف.

يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثني الذين كانوا يُقرؤوننا القرآن الكريم: عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب -رضي الله عنهم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُقرؤهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

قالت أسماء رضي الله عنها: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم. وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- رجلا بكَّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن. قال عثمان -رضي الله عنه-: لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي عليَّ يومٌ لا أنظر في المصحف.

قالت عائشة -رضي الله عنها-: إني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل! لقد أنزلت سورة النور: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور:31]، انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرطها المرَحَّل فاعتجرت به؛ تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتجِرَاتٍ كأن على رؤوسهن الغربان.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًّا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليما كثيرا.

أما بعد: أيها المؤمنون: يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلّمون أنتم القرآن، ثم قال: لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، ينثره نثر الدقل.

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: لا تهذوا القرآن كهذ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب.

وبهذه المناسبة العظيمة من العودة لكتاب الله تعالى قراءة وحفظا وعلما وعملا أذكِّر أحبابي بأمرين مهمين:
الأمر الأول: كثيرٌ من الإخوة صغارا وكبارا حين يقرؤون القرآن لا يُحسِنُون قراءته، ففرصة عظيمة لهم في هذا الشهر العظيم أن يتعلموا إحسان تلاوة القرآن الكريم، وذلك من خلال القراءة على بعض المعلمين، أو تكرار استماع الأشرطة النافعة وهي كثيرة متنوعة بحمد الله تعالى، فلو جعل بعضنا جزءًا من قراءته متابعة لبعض القراء عبر أشرطة القرآن الكريم من قارئ حسَن الصوت فيستمع إليه ويتابعه ويكرر ذلك، ويكتشف أغلاط نفسه، فهذا أعظم أجرا إن شاء الله، ولو بقي في الصفحة الواحدة عدة ساعات.

الأمر الثاني: هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة للاستغناء بسماع كلام الرحمن بدل سماع كلام الشيطان، والتغني بكلام الله بدل التغني بكلام إبليس الذي ينفخه على ألسنة المطربين والمطربات، ففي صحيح الإمام البخاري عن عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبَني! سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَيَكُونَنَّ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علَم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله ويضع العَلَمَ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة.

إن العودة إلى القرآن الكريم علما وعملا وتعلما وتعليما فيه عز أمتنا ورفعتها، أفرادا وجماعات، وإن البعد عن القرآن الكريم فيه الذل للفرد والجماعة، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، روى مسلم في صحيحه عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: مَن استعملت على أهل الوادي؟ فقال: عبد الرحمن بن أبزي. قال: ومَن ابن أبزي؟ قال مولى من موالينا. قال فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله -عز وجل-، وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أمَا إن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين".

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأَذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم وَلِّ علينا خيارنا، واكفنا شرَّ شرارنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم اللهم البطانة الصالحة الناصحة، التي تعينهم على الحق وتدلهم عليه .

اللهم لك الحمد كلُّه، ولك الشكر كلُّه، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قرَّبت.

اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا.

اللهم حبِّبْ إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكَرِّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.

اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق.

اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سببا لمن اهتدى، اللهم اهد شبابنا ونساءنا ووفقهم لما تحبه وترضاه، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيْتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.