البحث

عبارات مقترحة:

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

في حب النبي صلى الله عليه وسلم

العربية

المؤلف سيف الدين الكوكي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - السيرة النبوية
عناصر الخطبة
  1. مثال من الواقع حول الوجوه التي تُقَدَّم على أنها قدوة .
  2. خير القدوات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
  3. مزايا المصطفى عليه الصلاة والسلام .
  4. كيف لك أن تُحشَر مع المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ .
  5. دعاء .

اقتباس

فلولا محمد -صلى الله عليه وسلم- لهلكنا، لولا محمد -صلى الله عليه وسلم- لمتنا على الكفر، به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا طريق الحق، وبه عرفنا مكائد الشيطان، ما من طيِّبٍ إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا نهانا عنه، فأصبح من حقه علينا أن نحبه، وأن ننصره، وأن نموت على حبه، وأن نموت على ولايته -صلى الله عليه وسلم-.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله تعالى به الغمة.

(يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فيا عزيز يا غفار، يا عزيز يا غفار، اجعل هذا اللقاء لقاءا مرحوما، وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا ولا بيننا شقيا ولا محروما.

إخوة الإيمان: في هذه الأيام أصبحنا نرى وأصبحنا نشاهد وجوها عديدة تتكلم وتناقش وتفسر وتعلم الدروس، حتى أصبحنا نتلقى دروسا من وجوه أمضت عمرها وهي تلعب كرة القدم.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "سيأتي أوستأتي أيام خدَّاعات، أيام يصدَّق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويخوَّن فيها الأمين ويصدق فيها الخائن، وينطِق الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "الرجل التافه يتكلم في شؤون العامة" أو كما قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

رأينا وجوها حتى أصبحنا أو نسينا أننا نملك أجهزة تلفزة في بيوتنا، لا نريد فتحها أبدا، فأردت اليوم أن أنظف هذه الأعين التي مَنَّ الله تعالى بها علينا وعلى إخواننا المسلمين بأن نتحدث عن وجهِ أفضلِ وجْهٍ على الإطلاق، وجه الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، عسى بذلك أن نطهر عقولنا وألسنتنا وعيوننا من هذه الوجوه التي تتكالب على هذه الدنيا الفانية.

اعلموا -إخوة الإيمان- أن لله تعالى قد رحمنا رحمة واسعة حين اختارنا واصطفانا فجعلنا من أتباع خير أمة أخرجت للناس، من أتباع خير خلق الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي أخرجنا الله -سبحانه وتعالى- به من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الذل والظلم والجهل إلى العز والعدل والعلم والكرامة.

ولقد مَنَ الله -سبحانه وتعالى- علينا بهذا الوجه العظيم، بهذا الوجه الكريم، وجه المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بعث الله تعالى في هذه الأمة رسولا منهم، (رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) [الجمعة:2].

هذا الوجه نريد أن نطهر أعيننا بما رأيناه في هذه الأيام بهذا الوجه، ففضائله -صلى الله عليه وسلم- لا تحصى، ومزاياه لا تعد، هذه الوجوه تريد أن تعدد مزايا انتماءاتها، تريد أن تعدد مزايا برامجها، والمصطفى -صلى الله عليه وسلم- لا تعد مزاياه ولا تحصى، ما من صفة كمال إلا وصفه الله تعالى بها.

وصف الله تعالى لسانه فقال (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) [النجم:3]، ووصف الله تعالى عقله فقال: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) [النجم:2]، ووصف الله تعالى معلِّمه فقال: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم:5]، ووصف الله بصره فقال: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [النجم:17].

نعته الله -سبحانه وتعالى- بالرسالة... ونعته الله -سبحانه وتعالى- بالنبوة فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ)، وكرَّمه الله وشرفه بالعبودية فقال -سبحانه وتعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [الإسراء:1].

وبعد هذه المزايا وبعد هذه الأوصاف العلية اليوم يأتي أقوام ما عرفوا الله تعالى طرفة عين يعيشون في ظلمات الشرك، ويحاولون إبراز قدراتهم وعضلاتهم علينا، يحاولون النيل من سُنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على مرأىً وعلى مسمع من جميع المسلمين. وللسائل أن يسأل: أين غيرة المسلمين؟ وأين حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟.

اعلموا -إخوة الإيمان- أنني سأقوم بإذن الله تعالى على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحملة لا أقول انتخابية، ولكنني أقول في حملة حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اعلموا أن الله تعالى قد رفع ذكر نبينا رغم أنوف الحاقدين والجاحدين، فهاههم المسلمون لا يصوتون لهؤلاء في يوم كذا بل يصوتون للنبي -صلى الله عليه وسلم- باسمه على مآذنهم طيلة اليوم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في كل زمان وفى كل مكان.

واللهُ تعالى تولَّى الدفاع عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- وعصمته من الناس فقال: (واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة:67]، وأخبر الله -جل وعلا- أنه سيكفى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من شر المستهزئين ومن شر المنافقين ومن شر المحدثين، فقال -سبحانه وتعالى-: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر:95].

فلولا محمد -صلى الله عليه وسلم- لهلكنا، لولا محمد -صلى الله عليه وسلم- لمتنا على الكفر، به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا طريق الحق، وبه عرفنا مكائد الشيطان، ما من طيِّبٍ إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا نهانا عنه، فأصبح من حقه علينا أن نحبه، وأن ننصره، وأن نموت على حبه، وأن نموت على ولايته -صلى الله عليه وسلم-.

فقد أورد البخاري ومسلم في صحيحهما قال -صلى الله عليه وسلم-: "يُحشَر المرء مع من يحب"، فاختر لنفسك من الآن مع من تريد أن تقف بين يدي ربك -جل وعلا- يوم القيامة، اختر لنفسك من الآن مع من تريد أن تقف بين يدي ربك -سبحانه وتعالى- يوم القيامة.

قال القرطبي -رحمه الله تعالى-: كان ثوبان، وهو صحابي جليل، شديد الحب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اسمعوا لهذه القصة العجيبة: ... قال له: "يا ثوبان، ما غيَّر لونك؟"، لماذا تغير لونُك يا ثوبان؟ لماذا نحل جسمك يا ثوبان؟ الرجل ضعف وتغير لون بشرته فأصبح شاحبا، فقال: يا رسول الله، ما بي من ضر ولا وجع، غير أنى إنْ لم أرك اشتقتُ إليك!. أتعرف لماذا وجهي أصفر؟ إن لم أر هذا الوجه الصبوح الذي كله نور اشتقت إليك وأصبت بالاشتياق إليك يا حبيب الله حتى ألقاك، فإذا لقيتك يا رسول الله استبشرت وعادت القوة إلى جسمي، إذا رأيت هذا الوجه المبارك عادت القوة إلى جسمي يا حبيب الله.

ثم تذكرت الآخرة يا رسول الله، اسمع لهذه القصة: ثم تذكرت الآخرة، وإن تذكرتها أخاف أن لا أراك هناك يا حبيب الله. هذا كلام الصحابي يا أحبابي، هذا كلام رجلٍ صاحَبَ المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، يقول: إن تذكرت الآخرة أخاف أنْ لا أراك هناك يا حبيب الله. فماذا ستقول أنت؟ وماذا سأقول أنا؟ لماذا قال ثوبان هذا الكلام؟.

اسمعوا لماذا؟ يقول ثوبان: لأنني يا حبيب الله عرفت أنك تُرفَع مع النبيين يوم القيامة، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل فإنني لن أراك أبدا يا حبيب الله؛ لأنك في منزلة أعلى، وفى منزلة أرقى.

أنظر كيف يفكر؟! ليست مشكلته أن يدخل الجنة؛ بل مشكلته الكبيرة التي واجهته والتي يعانى من أجلها في الحياة الدنيا أنه إذا أُدخل الجنة لا يجد الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، مشكلته أنه لن يرى الحبيب المصطفى، لن يرى هذا الوجه الكريم في الجنة، وهذه مشكلته، فأنزل الله قوله -جل وعلا-: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء:69].

انظروا ماذا يفعل الله -جل وعلا- من أجل عباده الذين يحبون المصطفى! انظروا ماذا يفعل الحق -سبحانه- من أجل عباده الذين يريدون وجه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، يريدون أن يتمتعوا ويمتعوا أعينهم بوجه الحبيب، تقول لي نحن لم نره ماذا نفعل؟ لا، لا تقلق، هناك سنة الحبيب؛ فإنك إذا تعلقت بسنته، وتعلقت بأمره -صلى الله عليه وسلم-، وتجنبت نهيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فإنك -بإذن الله تعالى- ستكون معه -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة في الجنة، وهذا وعد ربنا -جل وعلا-.

لست أنا مَن يقول، بل قاله الله -جل وعلا-، قاله الله -سبحانه وتعالى-، إذا قلت قال -سبحانه وتعالى- الكل يلزمنا الصمت؛ لأن الحق -سبحانه وتعالى- سيتكلم بصوت الحق، وقلبك مطمئن للحق، قال -سبحانه وتعالى- من أجل هذا الخادم، هو كان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثوبان مولي النبي، قال -سبحانه وتعالى- من أجل ثوبان، من أجل عبد من عباد الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).

هنيئا لكم أحبابي، هنيئا لكم بهذه الرفقة، هنيئا لكم بهذه المعية المباركة، هنيئا لكم بهذه الوجوه الطيبة التي ستنظف هذه الأعين التي نظرت إلى غير هذه الوجوه، والتي كبرت غير هذه الوجوه، والتي عظمت غير هذه الوجوه، طيب، هل هناك حل عملي لننظر ماذا يمكن أن نفعل؟.

هنالك حقوق ثابتة يجب أن تطبقها إذا أردت أن ترى المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، إذا أردت أن تُمتع عينيك بوجه الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فما عليك إلا أن تطبق هذه الحقوق المباركة، سأسوق إليكم أحبابي هذه الحقوق مباشرة؛ لأن الوقت لن يسعنا، لنحلل بإذن الله تعالى هذه الحقوق المباركة في لقائنا القادم إن كتب الله تعالى لنا اللقاء.

أما الحق الأول أحبابي فعليك أن تؤمن به -صلى الله عليه وسلم-، وعليك أن تصدقه في كل أحواله وأقواله وأفعاله -صلى الله عليه وسلم-.

وإن اعترضك حديث من كلام الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لا يتماشى ظاهريا مع الواقع فلا تنكر هذا الحديث ولا تقل هذا الكلام قد أكل عليه الدهر وشرب، ولا تقل هذا الكلام لا يصح في هذه الأيام زمن العولمة والتقدم والازدهار والتطور، فما عليك إلا أن تصدق الحبيب المصطفى، فهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، هذا هو الحق الأول.

أما الحق الثاني فهو وجوب طاعته، والحذر من معصيته -صلى الله عليه وسلم-.

أما الحق الثالث فوجوب اتّباعه، واتخاذه قدوة، وجوب تباعه في كل أحواله وتصرفاته وأقواله، سيرة وصورة وصيرورة، هذا هو الحق الثالث .

أما الحق الرابع فوجوب محبته -صلى الله عليه وسلم-، ووجوب توقيره، ووجوب نصرته، -صلى الله عليه وسلم- .

أما الحق الخامس فهو وجوب الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، فالله تعالى أمرك بأن تصلى على الحبيب المصطفى، أمرك الله تعالى بأمر قد بدأ به نفسه فقال: (إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

سادسا: وجوب التحاكم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

سابعا وأخيرا: إنزاله مكانته بدون غلو ولا تقصير، فهو النبي المصطفى، فهو النبي المرسل، فهو حبيب الله تعالى، فهو خليل الله تعالى، ولكنه عبد الله ورسوله، ولكنه عبد من عباد الله تعالى.

هذه هي حقوق المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، هذه هي البنود التي أضعها بين أيديكم لمن أراد أن يرى المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، لمن أراد أن يتعرف على هذه الحقوق ومن أراد أن يرى المصطفى في الآخرة بإذن الله تعالى.

أقول ما تسمعون، إن كان صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطأً فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

ما أردت من خلال هذا اللقاء المبارك ليس التعدي على هذه الوجوه التي أصبحنا نراها ليلا ونهارا على شاشات تلفازاتنا، وعلى ألواح على الطرقات، ما أردت التعدي على هذه الوجوه، ولكنني أردت أن نطهر أعيننا من خلال وجه المصطفي -صلى الله عليه وسلم-، فنسأل الله العلي القدير أن لا يحرمنا من التمتع بالنظر إلى وجه الحبيب المصطفي يوم القيامة.

اللهم يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين، اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا اللهم فيما أعطيت، وقنا برحمتك شر ما قضيت، فإنك تقضى ولا يقضى عليك، وإنه لا يعز من عاديت، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد يا الله على كل حال.

اللهم صل على محمد في الأولين، وصل عليه إلى يوم الدين، وصل عليه في الآخرين.
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، واجمعنا مع نبيك وحبيبك ومصطفاك.
يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا ملك يا قدوس، يا سلام يا مؤمن، يا مهيمن يا الله.

اللهم يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين، أعز الإسلام والمسلمين، أعز الإسلام والمسلمين وارفع بفضلك رايتي الحق والدين، وأذل الشرك والمشركين، أذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين.

اللهم أنصر إخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم أيدهم بنصر من عندك يا رب العالمين،
اللهم أيدهم بنصر من عندك يا أكرم الأكرمين.

اللهم يا رب العالمين أدم الأمن والأمان ببلدنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم احفظ بلدنا هذا، اللهم احفظ بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أغثنا يا رب العلمين، اللهم أغثنا ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم يا أكرم الأكرمين، يا رب العالمين، ارحم موتانا، ارحم موتانا، واشف مرضانا.

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا ضالا عن طريق الحق إلا أرجعته وهديته يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين.

يا رب العالمين، يا رب العالمين، حرر المسجد الأقصى الأسير، حرره من أيادي اليهود الغاصبين، وارزقنا اللهم فيه صلاة قبل الممات.

اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود، إنهم طغوا وتجبروا، اللهم أرنا فيهم يوما يا رب العالمين.

اللهم عليك بأعداء الكتاب والسنة في بلدنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم ارحم والدينا وأساتذتنا وعلمائنا ومشايخنا وأئمتنا، ومن له الفضل علينا في العلم والدين.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.