الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
العربية
المؤلف | خالد بن عبدالله الشايع |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الأديان والفرق |
إن الرافضة لهم عقيدة متأصلة في قلوبهم، يسيرون وفق فتاوى علمائهم، رغم الضلال الواضح فيها لكل ذي بصيرة، ولذا فهم يسيرون وفق خطط مرسومة مدروسة، أفلحوا في كثير منهما للأسف، وما ذاك إلا لغفلة المسلمين عن ذلك، وبعدهم عن دينهم، فضلاً عن الضغط السياسي..
إن الحمد لله...
أما بعد:
فيا أيها الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الأمة ستفترق على فرق كثيرة، ومنها ما يكون من أهل القبلة، ومنها ما يكون خارجًا عن الدين، وما يحصل من قتال بين الناس في هذه الأيام إنما هو جراءُ الخلافِ بينهم، وهذا الخلاف يتأرجح بين كونه للدنيا أو للدين، وقد يتستر أحدهما بالآخر لتحقيق مآربه.
عباد الله: يجب على المسلم أن يعتصم بدينه وأن يكون يقظًا فطنًا لما يُحاك ضده، وأن يسعى جاهدًا في معرفة أوضاع البلدان حوله.
فمن نظر في حال المسلمين هذا الزمن وجد أنهم في ذلّ لا يعلمه إلا الله، وما ذاك إلا لأجل الصراع المذهبي العقدي، ونجد أن المسلمين مع ما يرونه من صراع مذهبي، تجدهم في بُعد عن دينهم، وغفلة عما يُراد بهم.
معاشر المسلمين: إن ما يحدث في أرض فلسطين هو صراع عقدي يراه الكفيف قبل المبصر، وما يحدث في الصومال الآن مثلُ ذلك، وما يحصل في أفغانستان مثل ذلك، وما يحصل في الفلبين مثل ذلك، وما يحصل في العراق مثل ذلك، ولعلنا نسلط الضوء عما يحدث في أرض العراق الآن ليدرك المسلم واقعه، فقد يصله الصراع الطائفي إن لم يكن وصله وهو لا يشعر، أو يكون في وسطه وهو عنه في ذهول، إن ما يحصل الآن في العراق فتن عظيمة سببها الرئيس هو الخلاف العقدي، فقد كان مدًّا صليبيًّا، ثم تحول بعد ذلك إلى المد الصفوي الشيعي الرافضي، وقد ظهر بوضوح بعد إعدام طاغية العراق صدام حسين الذي تولى قتله الطائفة الصفوية، وأعلنوها صريحة في عيد الأضحى المبارك، لن نطيل الكلام حول أحوال العراق، ولكن سنتطرق لذلك المد الطائفي الذي حاصر بلادنا ونحن عنه بمعزل، إن من يسمون أنفسهم بالشيعة فرق كثيرة جدًّا، وقد ألف أهل العلم فيهم رسائل وكتبًا، ولا يزال النزاع بينهم وبين أهل السنة قائمًا منذ ظهورهم، وهم فرق عدة وبينهم نزاع وخلاف، والذي يهمنا منهم الآن فرقة الرافضة الاثنا عشرية؛ لأنهم سبب القتال القائم في العراق ولبنان، وهؤلاء ليسوا بشيعة وإن تسموا بها لكنهم رافضة قد سماهم السلف بذلك، بل سماهم بها أهل البيت عليهم رضوان الله أجمعين.
أيها المؤمنون: إن الرافضة لهم عقيدة متأصلة في قلوبهم، يسيرون وفق فتاوى علمائهم، رغم الضلال الواضح فيها لكل ذي بصيرة، ولذا فهم يسيرون وفق خطط مرسومة مدروسة، أفلحوا في كثير منهما للأسف، وما ذاك إلا لغفلة المسلمين عن ذلك، وبعدهم عن دينهم، فضلاً عن الضغط السياسي.
سأذكر بإذن الله أساس عقيدة الرافضة لتتبين لكل ذي لبّ طالب للحقيقة، فعقيدتهم في آل البيت أنهم يغلون فيهم، بحيث يدّعون فيهم العصمة وأنهم يعلمون الغيب، ويفضلون أئمتهم على سائر الأنبياء والمرسلين عدا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويقولون: إن أئمتهم يحيون الموتى وأن عليًّا رضي الله عنه هو الراجفة والصاعقة، وهو مفجر الأنهار، ومورق الأشجار، والعليم بذات الصدور، وهو الأسماء الحسنى التي يدعى الله بها، نعوذ بالله من هذه العقائد، ولا عجب إذا علمنا أن منشأ هذه الفرقة هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي دخل في الإسلام ليفسد فيه، وزعم أن عليًّا هو الله تعالى الله عن قوله علوًّا كبيرًا.
وعقيدتهم في القرآن معروفة، فهم يعتقدون فيه أنه محرّف وأن أئمتهم هم الذين يحفظونه كاملاً فقط.
وأما عقيدتهم في الصحابة فهم يعتقدون أن لعن الخلفاءِ الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) من أعظم القُربات عند الله كما يزعمون، بل إنهم يلعنون زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم (عائشة وحفصة) كما يتهمون أم المؤمنين عائشة بالفاحشة، ويقولون بكفر الصحابة كلهم عدا سبعة أو عشرة، وأن الصحابة قد ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما عقيدتهم في الناس، فيرون أن من لم يكن شيعيًّا اثني عشريًّا فهو كافر خالد في النار.
أيها الناس: قد كفانا الله شر هؤلاء فترة من الزمن؛ حيث إنهم يرون أنه لا قتال حتى يخرج المهدي، كما يزعمون، فيقاتلون معه، حتى خرج الخميني قائد الثورة الخمينية في إيران عام 1399هـ، وابتدع في دينهم ولايةَ الفقيه، وأنه ينوب عن المهدي حتى يخرج، وقد خالفه بعض علمائهم، فقام بالسجن والعزل، وبدأ التخطيط منذ ذلك الوقت وامتدت أروقتهم في خطة طويلة الأمد، فزرعوا في كل بلد نواةً وأتباعًا، فبدءوا بإيران، وأذاقوا أهل السنة أنواع العذاب في إيران، وقاموا بحصرهم وتهجيرهم وإبادتهم، والناس عنهم بمعزل، والله المستعان.
معاشر المسلمين: إننا في خطر عظيم من هذا المد الصفوي الذي شكَّل هلالاً على جزيرة العرب؛ من إيران ثم العراق ثم سوريا ثم لبنان، ألا فلنعقل ولنستفق لأعدائنا، فإننا في غفلة عما يُدَار علينا.
اللهم انصر دينك وكتاب وسنة نبيك وعبادك الصالحين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين |
أما بعد فيا أيها الناس: لنتق الله جميعًا، ولنتمسك بديننا فهو شرفنا وبه نصرنا، وبه نحمي أعراضنا وأموالنا.
معاشر المؤمنين: إن من مبادئ الرافضة، التقية، وهي تعني إظهار الخير للغير وإن كنت تبطن لهم العداوة، بل لك أن تكذب صراحًا، وذلك ليتم أمرك عن طريق الغدر، وبهذا المبدأ انطلى على بعض أهل السنة شرُّ الرافضة، وسموا أنفسهم بالشيعة، واستطاعوا أن يدخلوا في وسط المجتمع، وهم يتدثرون بدثار الخدمة وحسن الخلق، حتى سمعنا من البعض أنه لا فرق بيننا وبين الرافضة وأنهم إخواننا، وأنهم كالمذاهب الأربعة يسعهم الخلاف، وفرح الرافضة بذلك أشد الفرح، وأخذوا يلهجون به من باب التقية، فيا سبحان الله هل من يسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويطعن في عرضه، ويسب أصحابه، ويعبد غير الله؛ بدعوة غيره والطواف على أضرحتهم، وإطلاق الاستغاثات وطلب المدد من أئمتهم، هل هؤلاء إخواننا؟!!! أم هل الفارق بيننا وبينهم بسيط؟! عياذًا بالله من ذلك، بل أولئك هم أهل الإشراك الذين أُمرنا بالبراءة منهم ومما يعبدون من دون الله.
عباد الله: إن هؤلاء الرافضة قد دخلوا في الأحزاب السياسية من بعد ثورة الخميني، واستطاعوا أن يلفتوا أنظار الناس إليهم، فمثلاً ما يسمى بحزب الله في لبنان، يتظاهر للناس بنصرة القضية الفلسطينية حتى خُدع به بعض الفلسطينيين للأسف، وانضموا إليهم، وما علموا أن قتل الفلسطينيين كان على أيدي زعمائهم في صبرا وشاتيلا، وما علموا أن حزب الله اللبناني فرع لنشاط الثورة الخمينية، كما هو الحال في العراق والبحرين والكويت واليمن وغيرها.
ففي البيان التأسيسي لحزب الله اللبناني قالوا عن هويتهم: "إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام في العالم..."، ويقول قائدهم: "نحن لا نقول: إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران"، أقول: ويكفى أن إيران هي الداعم الأساس لهذا الحزب الرافضي كما قاله رئيسهم حسن نصر الله؛ حيث يقول: "إن المرجعية الدينية هناك في إيران تشكّل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا المسلح".
وبهذا نعلم أن ما ينطقون به من نُصرة القضية الفلسطينية إنما هو لذر الرماد في أعين العالم بأسره، ولنعلم جميعا أن حزبَ الله اللبناني واليهودَ أشقاءُ متعاونون على الكفر، وعلى هدم القضية الفلسطينية، واسمع ما قاله السفاح شارون في مذكراته [ص583]؛ حيث يقول: "لم أر يومًا في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد".
واسمع ما يقوله رئيس إيران الحالي محمود نجاد: "إيران لا تمثل تهديدًا للدول الأجنبية، ولا حتى للنظام الصهيوني".
ولقد ألف العلماء من القديم ما يبينون به حقيقة الرافضة، وأنهم أشبه الفرق باليهود في كثير من عباداتهم وطقوسهم.
والرافضة -عباد الله- هم أشد الناس غدرًا، فقد خانوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد ذمهم وتبرأ من أفعالهم، وخانوا ابنه الحسن عندما طعنه أحدهم بخنجر، وسموه بمذلّ المؤمنين؛ لأنه سلّم الخلافة لمعاوية رضي الله عنهما أجمعين، وقد خانوا أخاه الحسين بن علي عندما راسلوه لينصروه ثم غدروا به وقتلوه، وقد دعا عليهم لما رأى خيانتهم، وقد خانوا الدولة الإسلامية عندما أدخلوا التتار لعاصمة الدولة العباسية بغداد، وقد خانوا صلاح الدين الأيوبي وحاولوا قتله مرارًا، وخانوا الدولة السلجوقية السنية، وأعانوا الصليبيين عليهم، ولما دخل التتار دمشق وقفت الرافضة معهم وعملوا تحت ولايتهم، ولما قامت الدولة الصفوية أعاقت الفتوحات العثمانية في أوربا، وأعانت النصارى ضد الدولة العثمانية، وما خياناتهم في أرض العراق لأهل السنة إلا امتداد لتلك الخيانات الأولى لأجدادهم.
قال ابن تيمية كما في كتابه العظيم منهاج السنة: "وكذلك إذا صار لليهود دولة في العراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائمًا يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم"، هذا كلام ابن تيمية رحمه الله قبل سبعة قرون، رحمة الله تعالى عليه.
عباد الله: لنتنبه لهذا لخطر العظيم الذي يحدق بنا، ولنعلم أن القضية نزاع عقدي، وأن الرافضة يسعون جادين في إذلال أهل السنة وقتلهم ما استطاعوا لذلك سبيلاً.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.
اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين | |
اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين |
اللهم احفظ بلدنا هذا آمنا مطمئنًا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه و ترضاه يا كريم، اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم سُلّ سيفه على أعداء الدين من الرافضة والعلمانيين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة | سبحان ربك رب العزة |