ثلاثون طريقة للنجاح والتميز: قال المُصنِّف - حفظه الله -: «فهذه إشارات عن النجاح والتميز، جمعتُها من خلال عدة تجارب وقعت لي ولغيري, وأحببتُ أن أهديها لكل من طلب النجاح والتميُّز رجلاً كان أو امرأة في أي تخصُّصٍ كان في أمر دينه أو دنياه. وأقول لكل من قرأ هذه الإشارات: إن مجرد العلم بها لا يكفي؛ بل لابد من السعي إلى التطبيق العملي لتتحقق الاستفادة منها».
التفاصيل
ثلاثون طريقة للنجاح والتميز لماذا النجاح؟ أولاً- طريق يشعرك بلذة الحياة ، خذ مثال على ذلك : ثانياً: النجاح يُبقي الذكر الحسن لك في الدنيا، فأعظم الناجحين هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ياترى كم يُذكر في اليوم والليلة ؟ ومن أعظم الناجحين من بعده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فكم يذكرون في التاريخ ؟ ثالثاً : النجاح طريقة كبرى للتغير : رابعاً : النجاح يجعلك تسير خلف الناجحين، ويجعلك تشعر بالاقتداء بالأبرار والسابقين. وسائل تقودك إلى النجاح القناعة بأنك قادر على التغيير التفكير الإيجابي في الحياة اقتناص الفرص فن إدارة الوقت المبادرة وعدم التأخر المستشار الناجح (وتعانوا على البر والتقوى) رتب حياتك حاسب نفسك المجاهدة اختيار الوسائل المعينة للنجاح فن اتخاذ القرارات التأمل في حياة الناجحين كن متميزاً تكن ناجحاً علو الهمة فقه الأولويات يارب الثقافة في النجاح لا بد من الشعور بالتحدي تكوين الأسرة الناجحة التخطيط الجيد للهدف دور الحكومات والتعليم والبيت والمسجد في النجاح صاحب الناجحين التوازن في مطالب الحياة قوة التفكير وسلامة طريقته الاستفادة من الفشل تعلم فن التفويض إتقان التواصل بالآخرين إدارة الأزمات حذار من التسويف التأني والهدوء الإتقان والجودة ثلاثون طريقة للنجاح والتميزبقلمسلطان بن عبدالله العمريالمشرف العام على موقع يا له من دينwww.denana.com بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين، اللهم صل وسلم على سيد الناجحين والمتميزين وقدوة الجميع وقدوة أهل الإيمان نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد ,,فهذه إشارات عن النجاح والتميز، جمعتُها من خلال عدة تجارب وقعت لي ولغيري, وأحببتُ أن أهديها لكل من طلب النجاح والتميُّز رجلاً كان أو امرأة في أي تخصُّصٍ كان في أمر دينه أو دنياه.وأقول لكل من قرأ هذه الإشارات: إن مجرد العلم بها لا يكفي؛ بل لابد من السعي إلى التطبيق العملي لتتحقق الاستفادة منها. وكتب : سلطان بن عبدالله العمري المشرف العام على موقع ( ياله من دين ) 20 – 4 – 1431 هـموت دون الموت :يقولون: كان هناك جنازة رجل قدّروا عمره بستين سنة ، فقالوا : فلان مات، قلنا: كم عمرة ؟ قالوا : ستين سنة ، فلما كشفنا عن وجهه فإذا هو قد مات ولكنه مات قبل ثلاثين سنة ، إن هذا لغز , أتمنى أن تفهم مقصودي منه ؟.إن الموت الحقيقي ليس أن تخرج روحك من هذه الحياة ، إن الموت الحقيقي هو حينما تتوقف عن صناعة إنجازاتك وطموحاتك .ليس الموت أن تموت وعمرك خمسين أو سبعين أو تسعين، بل إن الموت عندما تعتقد أنك لست قادر على النجاح والتطوير والتغيير والارتقاء .إن الموت عندما تنظر إلى نفسك وتقول: أنا لا أستطيع أن أفعل كذا وكذا. أقسم بالله أنك تستطيع أن تفعل الشيء الكثير، ولكنك لم تفكر يوماً من الأيام أن تُغّير هذه القناعات، وأن تنتقل من الفكر الذي كان أثره سلبياً عليك .لا تقل: أنا لست ناجحاً، أنا لست متميزاً، أنا لن أنجح لأني طلقت زوجتي، أنا لن أنجح لأن زوجي مات، أنا لن أنجح لأني دخلت السجن، أنا لن أنجح لأني فقير .كل هذا الكلام باطل ، نعم , إنك تملك عملاق في داخلك، وتملك قوة هائلة في جسدك أنت لم تلتفت إليها .أتظن أن الله خلق فيك هذا العقل الجبار الذي خلق هذه التقنيات الموجودة الآن، أتظنه خلقه عبثا؟ لا . بل هذه الروح التي تجري في جسدك، أتظن أن حدودها في الطعام والنوم؟ لا.إليك أخي وإليك أختي , هذه الرسائل التي تقودك بإذن الله تعالى إلى النجاح والتميز والارتقاء.قبل البدء : يجب أن تعتقد أن قضية النجاح سهلة وأنه يمكن الوصول إليها. لماذا النجاح؟النجاح مهم وكلنا نستطيع النجاح، لإنه: أولاً- طريق يشعرك بلذة الحياة ، خذ مثال على ذلك : 1. النجاح في الدنيا يجعلك تكسب المال، والمال لا بد أن يحقق لك نوعاً من الارتياح في الملبس والمسكن والمركب وبعض الطموحات .2. النجاح مع الزوجة يحقق لك الاستمتاع بالحياة الزوجية .3. النجاح في طريق الدعوة يجعلك تُخرج برامج ناجحة للأمة .4. النجاح مع كتاب الله عز وجل يحقق لك الطمأنينة في القلب ؛ لأن الطمأنينة طريقها القرآن. ثانياً: النجاح يُبقي الذكر الحسن لك في الدنيا، فأعظم الناجحين هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ياترى كم يُذكر في اليوم والليلة ؟ ومن أعظم الناجحين من بعده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فكم يذكرون في التاريخ ؟ثم انظر إلى من فشل في حياته الدينية أو الدنيوية، هل له ذكر؟ لا والله، بل سقط ذكره لأنه سقط أولاً أمام نفسه.فإذا أردت أن يعلو ذكرك وأن تبقى لك بصمة في التاريخ، فلا بد أن تعتقد في قرارة نفسك بأنك ناجح ثم بعد ذلك تبدأ في الأسباب التي تساهم في الانطلاق. ثالثاً : النجاح طريقة كبرى للتغير :فالنجاح يُحدث تغييراً في حياتك، لأنك تشعر أنك حققت أمراً عظيماً، فمثلاً : 1. أنت لم تكن تحفظ كتاب الله فلما نجحت في حفظه أصبحت حافظاً .2. لعلك لم تكن تستطيع مواجهة الجمهور فالآن تستطيع .3. قد تكون ممن لايتقن كتابة مقال في صحيفة أو موقع , فلما نجحت في الكتابة شعرت بالتغيير نحو الأفضل . رابعاً : النجاح يجعلك تسير خلف الناجحين، ويجعلك تشعر بالاقتداء بالأبرار والسابقين.إن الفاشلين كثير، فلا تفشل حتى لا تلتحق بركب الفاشلين، وسر في طريق الناجحين؛ لتكون في ركب الفائزين.اجعل من تأملك طريقاً للنجاح :تأمل فيما حولك في الدنيا فإنه يُذكرك بالنجاح ، تأمل جهاز الميكرفون الذي في قاعات الجامعات أو المساجد ألا يذكرك بالنجاح ؟إن الذي صنعه ناجح، لو لم ينجح في تقنية الميكرفون أو اللاقط لما كان له هذا الأثر والنفع الكبير .تأمل في السيارة التي تركبها , إنها تذكرك بالنجاح، لو لم ينجح الذي صنع السيارة كيف ستقضي حوائجك وكيف ستذهب إلى أمورك؟ انظر إلى جهاز الجوال الذي بيدك، والهاتف الذي في بيتك..ألا يذكرك ما تراه في واقعك من نجاح ؟ الطائرة تذكرك بالنجاح، الكمبيوتر يذكرك بالنجاح , إذاً المجتمع مليء بصور النجاح , فلماذا لا تلتحق بالناجحين؟ ومضة عتاب : عتاب إلى بعض من أهمل الكلام عن النجاح :- أسمعت خطيباً يتكلم عن النجاح ؟ أرجو ذلك.- أسمعت درساً عن النجاح ؟ أتمنى ذلك.- هل مُدرِّسوك في المدرسة وأنت في مرحلة الابتدائية إلى أن تخرجت من الثانوية والجامعة هل حدثك يوماً عن النجاح ؟ - هل طرحت أنت موضوع النجاح والتميز في بيتك؟ - هل زوجتك تحثك على النجاح والتميز؟ - هل والديك أثاروا فيك دواعي النجاح والتميز، أم أن قصارا جهدهم أن قالوا لك: ذاكر لتنجح ؟ لإنهم نظروا إلى النجاح أنه متعلق ببعض المواد الدراسية أو المراحل العمرية ؟ همسة : إن النجاح رحلة وليس محطة تتوقف عندها.إشراقة محب : يجب أن ننشر النجاح بيننا . اجعل في مجالسك حديثاً عن النجاح :- إذا رجعت إلى زوجتك تحدث معها عن النجاح .- إذا نظرت إلى ابنك وهو في المرحلة الابتدائية أيقظ في قلبه مبادئ النجاح والتميز .- في عملك وأنت بين الموظفين ساهم في تفعيل قضايا النجاح والارتقاء .- في جلوسك مع أقاربك ومع ضيوفك , تحدث عن قصص الناجحين .- إن كنت صاحب قلم , فاجعله يجري ليسطر عن أسس النجاح وأخبار الناجحين .- لعلك ممن يملك صوتاً حسناً وحكمة في الاختيار , فاجعل منابر المساجد تهتز بصوتك عن النجاح .- يامن له مشاركة في قناة فضائية , خصص برامج عن النجاح بشتى مجالاته .أيتام غيروا مجرى التاريخسيد الأيتام من ؟ إنه رسول الأمة عليه الصلاة والسلام، ألم يغير تاريخ البشرية ؟ إن المقومات التي كانت لديه لم تكن تلك المقومات الهائلة , ولكنه كان يملك قوة الهمة ، الإرادة ، العزيمة ، الانطلاق ، الاستعانة بالله تعالى , الثقة بالنفس .وهذا تاريخ الصحابة الكرام رضي الله عنهم , كتب التاريخ نجاحاتهم , وسارت كتائبهم إلى أدغال أفريقيا وإلى شرق آسيا , فأشرقت بهم الدنيا شرقاً وغرباً.حتى في حياة الغرب وجدنا أيتاماً غيروا مجرى بعض الدول، وحققوا المنجزات.همسة : تذكر أن هناك أفراداً غيروا تاريخ البشرية إما سلباً أو إيجاباً، فلماذا لا تنظم مع أولئك الصنف المتميز ؟.إشراقة : كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم . وسائل تقودك إلى النجاح( 1 ) القناعة بأنك قادر على التغييرإذا كنت تنظر لنفسك أنك فاشل وأنك لا شيء، وأنك لا تستطيع فأقول لك : من الآن لن تنجح .أختاه يا من فقدت زوجاً بموت أو بطلاق , أنت تملكين مبادئ عن النجاح فلا تستسلمي للنفس الأمارة . يا من وقعت عليه الكوارث بعين أو سحر أو مرض أو سرطان أو غيرها من المصائب ، لا تجعل اليأس يتسرب إلى داخلك , فإنك إن شعرت بذلك فأنت ميت قبل أن يأتيك الموت.يا من يخاف أن يطرق باب التجارة ,لا تخف , فأنت قادر , ولكنك لم تمنح لنفسك الفرصة لتنهض من جديد.يا من انطلق في البرامج الدعوية , أو البرامج العلمية , أو البرامج التربوية , والله إنك تستطيع أن تغير في حياة الكثيرين بتوفيق الله أولاً , ثم بالقناعة الداخلية بأنك قادر على التغيير.مثال : انظر إلى المدخن إذا جاء رمضان هل تراه يدخن ؟؟ لا , لماذا مع أنه قادر على التدخين ؟ من أين جاءت له هذه القدرة وهذه العزيمة في ترك التدخين ؟ إنه بمجرد أن سمع مؤذن الفجر ( الله أكبر ) جاءت في نفسه القوة الهائلة ليمتنع عن شربها , لقد سيطر على كل الإغراءات، ولو سألته أتفطر لو رأيت الناس يفطرون في نهار رمضان , لأجابك : لا . والسبب : قوة الإرادة التي تولدت في نفسه.قصة نجاح :أخبرني أحد مدرسي الحلقات قائلاً : جاءني رجل يعمل في إحدى المحلات , وقال : يا شيخ أنا أريد أن أحفظ القرآن، فقلت له: أعطني برنامجك وعملك ؟ قال: أنا أعمل فترتين في اليوم فترة صباحية وفترة مسائية .فقلت له : من خلال التجربة فإن القرآن يحتاج إلى تفرغ للحفظ والمراجعة، وأخبرته بأنه لن يستطيع الحفظ مادام عمله هكذا . فقال: سأعمل فترة صباحية فقط -من الصباح إلى الظهر- وسأتفق مع مدير عملي على أن يعطيني نصف الراتب فقط , وفعلاً حصل الاتفاق .فكان يأتي إلى الحلقة التي في المسجد، ويصلي فيه العصر ويبقى في المسجد حتى أذان العشاء، واستمر على ذلك تسعة أشهر حتى حفظ كتاب الله عز وجل كاملاً .إنها الإرادة والعزيمة التي سكنت في قلوب الرجال , فلما انتهى وقد حفظ كتاب الله، قال لمدير عمله : أنا الآن لا أريد أن استمر في العمل لديك، فقال له: لماذا؟ قال: لأني حفظتُ القرآن وأريد أن أذهب إلى قريتي لأعلمهم القرآن، فقال كفيله : وأنا على استعداد أن أعطيك ضعف الراتب , وفعلاً ذهب ذلك الرجل لبلده وبدأ في تعليمهم القرآن , وصاحبه يرسل له مبلغاً لأجل ذلك .(2) التفكير الإيجابي في الحياةيقول ابن القيم - رحمه الله تعالى : أصل الخير والشرِّ من قِبَل التفكر؛ فإن الفِكْرَ مبدأ الإرادة والطلب .ويقول في موطن آخر: «مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار؛ فإنها توجب التصوُّرات، والتصوُّرات تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل، وكثرةُ تكراره تعطي العادة , فصلاحُ هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادُها بفسادها.وهنا أسألك : هل تنظر إلى نفسك نظرة إيجابية أم لا؟ هل تنظر إلى الآخرين نظرة إيجابية أم لا؟ أنت في أسرتك هل تنظر إلى زوجتك نظرة إيجابية أم لا؟ أنت مع أبنائك هل تنظر لهم نظرة إيجابية أم لا؟مع المجتمع عندما ترى المنكرات هل يغلب على تفكيرك الجانب السلبي والأخطاء والعيوب أم يغلب على تفكيرك الجانب الإيجابي وأن الناس فيهم خير مهما حصل منهم من خطأ , وإنما يحتاج هؤلاء إلى كلمة طيبة وترتيب دعوي مناسب ؟هذا التفكير الإيجابي لنفسك أولاً، ثم لأقرب الناس إليك الزوجة والأسرة , والأقارب , وغيرهم في المجتمع يجعلك تسير في درب الناجحين .قاعدة : كلما كان تفكيرك إيجابياً كلما دخلت منظومة النجاح ؛ لأن الذي ينظر إلى نفسه نظرة سلبية فلن يستطيع التقدم والارتقاء مهما توفرت له إمكانيات النجاح. أسئلة تحتاج إلى إجابة :1. هل أنت قلق على مستقبلك أم واثق بتوفيق الله بأنه سيتغير؟2. هل أنت بشوش ومبتسم في الحياة مهما كانت المصائب، أو أنك دائماً تنظر إلى أن الحياة كلها آلام ومصائب؟ همسة : لقد رأيت أقواماً يلعنون الحياة ، عجباً لهم وما ذنب الحياة ؟ إن الحياة هي فرصتك للنجاح وهي الزمن الوحيد للارتقاء والتميز , بشرط أن تكون ذكياً في اغتنام حياتك ومديراً لها .(3) اقتناص الفرصإن الحياة مليئة بالفرص، والذكي من يستغل الفرص سواءً في أمور الدنيا أو الدين.مثال : فرصة 1 : لو قيل لك إن هناك جلسة مع أحد العلماء أو الدعاة أو المتميزين في نوع معين من الخير، إن هذه الجلسة قد تكون فرصةً لك؛ لأنك ستجلس مع شخص متميز وصاحب خبرة ، فجلستك وحديثك معه مثلاً عن النجاح العلمي أو الدعوي أو الأسري، أو عن النجاح الاقتصادي , قد تكون نصف ساعة أو ساعة، لكنك ستستمع من خلالها معلومات مهمة وهي زبدة عمر أربعين أو خمسين سنة في هذا التخصص مثلاً، فهذه فرصة قد تغير مجرى حياتك.فرصة 2 : قد تُفتح لك فرصة استثمارية لنوع معين من التجارة، فأقول لك : بادر فالفرص لا تعود , وقد تكون هذه الفرصة هي سبب انضمامك لقائمة رجال الأعمال .فرصة 3 : قد يُطلب منك المشاركة في إنشاء مشروع خيري، فرسالتي لك : ادخل معهم وشارك ولو بالقليل، وقد يكون وجودك سبباً لتميز ذلك المركز وتطوره نحو الأفضل .فرصة 4 : الزواج من امرأة صالحة تكون هي فرصتك للانطلاق في سماء المجد . فرصة 5 : الزواج من رجل صالح قد يكون القائد للجيل القادم , وحينها تشرفين بأن تشاركيه القيادة .ومضة : هناك من يرى الفرصة , وهناك من ينتهزها .(4) فن إدارة الوقتوقتك هو وسيلة مهمة لتميزك ونجاحك، وكلما اتقنت استغلال الوقت كلما كنت ناجحاً بإذن الله عز وجل، فالوقت سريع الذهاب ولا يعود، والوقت أقسم الله به فقال: (( وَالْعَصْرِ ))[العصر:1]، (( وَالْفَجْرِ ))[الفجر:1]، (( وَالضُّحَى ))[الضحى:1]، ياترى لماذا يقسم الله بالأوقات؟ لأنها ثمينة وفي الحديث : { لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ,,, وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه..} . صحيح الجامع 7299إنه عمر خاص ( وعن شبابه فيم أبلاه ) لأنه وقت التركيز والهمة والطموح والإبداع .يا من جعل شبابه في متابعة الأمور التي لا تنفعه، بل قد تضره!اعتن بوقتك وكن مديراً له، ، ولا تُلقي اللوم على الزمان , فالزمان هو هو لم يتغير، لن يزيد الوقت أبداً، ولكن تزيد الإنتاجات، وتزيد البرامج والمشاريع إذا اتقنت استغلال الأوقات.الساعة ستون دقيقة، ولكن هناك من يقضيها في اللوم والعتاب، وهناك من يقضيها في الفراغ والحزن والألم والحديث عن الماضي، وهناك من يقضيها في سجدة وركعة بين يدي الله، وهناك من يقضيها في ترتيب برامج وطموحات قادمة.همسة : أدر وقتك إدارة جيدة، ورتب أعمالك ورتب حياتك.تأمل :1 : ذلك التاجر الذي استثمر شبابه في التجارة مثلاً، قد استثمر العمر في الإنتاج الاقتصادي ، فلما مات ذلك التاجر كم ترك من تراث وثروة لأسرته؟ لو أنه لم يستثمر ذلك لما بقي لهم شيء.2 : ذلك المربي الذي جلس يربي الأجيال ويزكي النفوس ويرشد الطلاب ، إن نتاج عمره في التربية كان سبباً في استفادة الأجيال من بعده .ياطالب النجاح : إنها دقائق عظيمة لو استثمرتها استثماراً حقيقياً لكنت متميزاُ وناجحاُ .همسة : الوقت يمكن تنظيمه، والذي يقول: لا أستطيع، أقول: بل تستطيع ولكن مشكلتك حين تقول: لا.فالنجاح أن تحذف (لا) من (لا أستطيع) فتكون الكلمة (أستطيع).أنت تحتاج إلى :1. تنظيم الوقت .2. الدعاء , فادع ربك عز وجل أن يبارك في وقتك وقل: اللهم بارك لي في وقتي، اللهم بارك في لحظاتي، اللهم بارك في دقائق حياتي , لعل الله يستجيب لك فتغير مجرى حياتك.3. استفد من التقنية الموجودة في ترتيب الأوقات فهي تعينك بإذن الله على استثمار الوقت.فمثلاً: بدل أن تبحث في الجرائد وتشتريها وتذهب وقتك في الذهاب للشراء وتصرف المال , تستطيع بضغطة زر قراءة الأخبار كلها في الإنترنت.جوالك تستطيع أن تستخدمه بطريقة ذكية ليوصل إليك المعلومة في ثواني.إذاً: التقنية مهمة لنستفيد منها في استثمار الأوقات.4- لا تؤجل أعمالك إلا لضرورة، فضبط المواعيد أمر مهم جداً, ورتب مواعيدك .5- اجمع بعض الأعمال في وقت واحد , حتى يمكن الانتهاء منها في وقت وجيز , بدل أن تخصص لكل مهمة وقت محدد .6- اقرأ في الكتب والرسائل التي تنمي فيك مبدأ وفن استثمار الأوقات وكيفية إدارتها لعلها تضيف إلى عقلك طرقاً جديدة في إدارة الزمان .(5) المبادرة وعدم التأخراستعن بربك عز وجل وبادر، وقل : مضى عهد النوم، ومضى عهد القيل والقال .يجب أن تلتفت إلى نفسك , يجب أن تنظر إلى أسرتك , يجب أن تعتني بمستقبلك القادم , يجب أن تغير طريقة تفكيرك .المستقبل آتٍ إليك ، فأعد له ما استطعت بتوفيق الله أولاً وأخيراً ثم بالناجح الذي نتحدث عنه ً.* فكِّر دائماً في الأعمال التي بادرت إليها والنتائج الإيجابية لها.تأمل 1 : عندما تذهب إلى عملك في الصباح الباكر , وتنتهي من أعمالك الكثيرة ، تكون قد حصلت على رضا المدير , والانتهاء من الأعمال المطلوبة منك , نعم , إنها إيجابية المبادرة .فكر دائماً في الإيجابيات التي تكون بسبب المبادرة.عكس ذلك: الأعمال والبرامج التي لم تبادر لها، ما هي النتائج السلبية التي وقعت؟ كثيرة جداً .قاعدة : كلما بادرت في أي برنامج من برامج حياتك ستكون ناجحاً بإذن الله.إشراقة : إذا لم تأت سفينتك إليك فاسبح إليها .(6) المستشار الناجحفي حياتك إشكالات ومصائب وآلام وكلنا يمر بذلك، وكثيراً ما نحتاج إلى أن نستشير أحد الأشخاص , فإذا كان المستشار الذي تستشيره في مشكلتك سواءً كانت تجارية، أو اقتصادية، أو مالية، أو أسرية، أو علمية، أو دعوية , مستشاراً ناجحاً فاعلم أنك على طريق النجاح .تنبيه للأخوات : احذري يا أختاه من المستشار الفاشل .قد تجلس تلك المرأة في جلسة استشارية مع صديقة لها، وتقول تلك المرأة التي تشتكي : زوجي فيه كذا وكذا وكذا.. فتكون الاستشارة : الحمد لله , الرجال كثير , اطلبي الطلاق , هذا ليس فيه خير.فتذهب تلك المرأة مستعجلة ولم تفكر تفكيراً عظيماً في القضية، فتطلب الطلاق , ويأتي الشيطان إلى الزوج , فيقرر الزوج الطلاق ويقع الطلاق، فانظر نتائج الاستشارة الفاشلة : فشلت المرأة في منظومة الأسرة لماذا ؟ لأن المستشار غير ناجح وغير متخصص في حل القضية.بصراحة : كم من إنسان أراد أن يدخل مشروع تجاري فاستشار شخصاً غير متخصص فوقع في أضرارٍ كثيرة ، وقس على ذلك أي فن من فنون الحياة وأي باب من أبواب الخير .فإذا أردت الاستمرار في مسيرة النجاح فاستشر المتخصص الناجح الذي يعلم بحقيقة ما تريد.من القلب : أتمنى أن توجد مراكز استشارية في بلاد المسلمين، أتمنى أن يوجد مركز استشاري مالي، ومركز استشاري دعوي، ومكتب استشاري علمي، ومكتب استشاري أسري.نعم , إن الناس بحاجة إلى المستشار الناجح الذي يقودهم إلى النجاح والسعادة، ؟ ولكن حين تُغلق الأبواب فإن النتائج تكون اجتهادات فردية .7 (وتعانوا على البر والتقوى)إذا أردت أن تنجح في حياتك فلا بد أن تبحث عمن يساعدك على الناجح.خذ أمثلةً على ذلك : مثال 1 : إذا أردت أن تشتري أرضاً فلابد أن تتفق مع زوجتك و أبنائك على توفير مبلغ معين، وهنا يتعاون الجميع ، فالزوجة لا تُكثر من المطالب حينئذ، والابن يصبر ولا يطلب ببعض الأمور، وهنا اجتمعت الأسرة على تحقيق ذلك الهدف .مثال 2 : عندنا قضية دعوية ، كإقامة درس علمي أو برنامج دعوي ، فلابد أن يتعاون الجميع من فريق العمل لإقامة هذا البرنامج , لأن التعاون ركن مهم في أي نجاح .نماذج من التاريخ :1 : أبو بكر الصديق رضي الله عنه نجح في جمع القرآن ، والذي ساعده في جمع القرآن زيد بن ثابت والصحابة رضي الله عنهم؛ فالجهود توافرت ، والتعاون حصل , وكانت النتيجة ( جمع القرآن ) .تأمل 2 : جيوش المسلمين هل قادها رجل واحد ؟ نعم , ولكن قام معه الأبطال فحققوا النجاح , وسارت قوافل الشهداء في القارات .نحتاج إلى : 1. التعاون في البيت مع أسرتك .2. التعاون في المسجد مع رواد المسجد.3. التعاون في العمل الوظيفي .4. التعاون مع البرامج التلفزيونية , في تقديم البرامج النافعة .5. التعاون مع المواقع الدعوية , لإخراجها في صورة حسنة والارتقاء بها من حيث المحتوى والتصميم والإخراج والإشراف .6. التعاون مع أي مشروع يخدم الأمور الخيرية والإغاثية .ومضة : أعمال الخير تفتقر إلى تعاون .همسة : الأعداء يتعاونون في حرب الإسلام , فهل نتعاون على نصرة الدين ونشر الإسلام ؟8 رتب حياتكالحياة مليئة بالفوضى، وفي كل يوم نُعاني منها ، فأنت تجد فوضوية في المواعيد، وفي القراءة ، وفي البرامج الأسرية ، و في صرف الأموال , وفي الزيارات , وفي السفريات , وفي كثير من الأمور .ياطالب النجاح : لا بد أن ترتب حياتك مع نفسك .مطالب :1. رتب مواعيدك بانتظام، فالأسرة لها موعد لا يتعارض أبداً مع مواعيد العمل أو المواعيد التجارية أو مواعيد الدعوة أو المواعيد العلمية أو غيرها.2. أوراق مكتبك تحتاج إلى ترتيب.3. رتب ملفاتك في جهاز الكمبيوتر فلا تجعلها مبعثرة، يجب أن تضع لها فهرساً لتصل إلى ماتريد بسرعة , ضع الصور في ملف , والفيديو في ملف آخر , والكتب في ملف , والفواتير في ملف , والتحويلات المالية في ملف , وهكذا .4. رتب قائمة المفضلة ولاتجعلها هكذا بلا مجلدات فيضيع الوقت في البحث عن الموقع الذي تريد .5. رتب بيتك , وضع كل شيء في مكانه , وستجد أن لبيتك طعماً آخر .6. رتب سيارتك , ولا تجعلها مليئة بالأوراق والأغراض والملابس كما هو حال بعض الناس .7. رتب مواعيدك , وكن ذكياً في جمع المواعيد التي يمكن جمعها مع بعض , وكن شجاعاُ في إلغاء بعض المواعيد التي ليس من وراءها فائدة .9 حاسب نفسكإن من العجيب – في نظري – أن تقتصر المحاسبة فقط على الذنوب والتفريط في أمور العبادات.إن من أكبر العيوب – في تصوري - أن نتأخر عن أبواب النجاح , ونهمل طرق التميز .يجب أن تحاسب نفسك :1. لماذا الوقت يضيع؟ 2. لماذا مالي يضيع؟ 3. لماذا ليس لي أهداف؟ 4. لماذا لم أحقق طموحاً؟ 5. لماذا لم أصنع إنجازاً؟ 6. لماذا لم أبتكر جهازاً؟ 7. لماذا لم أشارك في برنامج دعوي؟ 8. هل أنا أستطيع الوقوف على المنبر؟ 9. هل أنا أستطيع أن أقدم مشاركة في برنامج؟ 10. لماذا لم أشارك بقلمي في الصحف والمجلات ؟11. لماذا لم أبدأ بمشروع استثماري يساعدني على أعباء الحياة ؟12. حاسب نفسك في جلسة انفراد , وتحقق من أسباب تأخرك عن النجاح , وكن شجاعاً في طرح الأسئلة على النفس , وإياك والاستجابة للأعذار التي تمليها عليك النفس.من المشكلات فيما يتعلق بالمحاسبة :1. التبرير، كأن تبرر الفشل الذي وقعت فيه بلا مبرر حقيقي وصادق , كأن تقول : أنا لم أنجح لأن والدتي كذا؛ لأن زوجتي كذا، أنا لا أستطيع أن أعمل لأن مديري في العمل كذا .2. لا تنسب فشلك للآخرين , فلو سألناك : لماذا فشلت في الدراسة ؟ لاتقل : كانت الأسئلة صعبة ، أو لأن أسرتي لم تهيئ لي المكان .لماذا تنسب الفشل للآخرين ؟ اتهم نفسك , لتتجاوز مراحل الفشل وتلتحق بركب الناجحين .10 المجاهدةالنجاح يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى صبر ومصابرة، ولا تظن أنه سيأتي بين يوم وليلة .قالوا لبعض الناجحين: هل النجاح إلهام ؟ فكان الجواب : (1 %) إلهام، يعني إلهام من الله عز وجل , و(99 %) قال: بعرق الجبين.نحن نؤمن بأن الله على كل شيء قدير، ولكن لا تظن أن الله سيعطيك النجاح وأنت لم تبذل الأسباب التي تؤهلك له .إن سيد الناجحين هو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فياترى هل حقق النجاح في دعوته وهو جالس في بيته ؟ لا , بل بادر وجاهد وصبر وانتشر الدين . ثم هل تأملت حال الصحابة رضي الله عنهم ؟ ياترى هل حققوا النجاح وهم بين جدران المدينة ؟ لا , بل سافروا وجاهدوا أنفسهم وانطلقوا للجهاد في سبيل الله تعالى .إذن ياطالب النجاح , جاهد نفسك لتحقيق النجاح في أي باب ، جاهد نفسك يا من يريد حفظ كتاب الله، لأن الأمر يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى صبر (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))[العنكبوت:69] .جاهد نفسك يامن يريد التميز في دراسته .جاهد نفسك يامن يريد الارتقاء في وظيفته , وتغلّب على الصعاب التي تعترض الطريق من الكسل والتسويف والطوارئ في الحياة .جاهد نفسك يامن يريد التقدم في المجال الإبداعي والتقني , وليعرف التاريخ أنك لاتعرف المستحيل .إن الشيطان يريدك أن تبقى ولا تتحرك , وقد أخذ العهد على نفسه وقال لربه ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )[الأعراف:16] فكن متيقظاً ومدركاً لنزغات الشيطان , إنه يريد أن يُقعدك عن الانطلاق في طريق الخير وطريق النجاح.هيا ياطالب التميز , سر , تحرك , سافر , بادر , لاتقعد , لاتستسلم .إشراقة : النجاح رحلة وليس محطة .11 اختيار الوسائل المعينة للنجاحكل من سعى إلى النجاح فلابد أن يكون ذكياً في البحث عن أي وسيلة تساعده على تحقيق النجاح , وكلما توفرت الوسائل كلما سهل الوصول للنجاح .تأملات :1 - يا من يريد الزواج , مهلاً , ماذا تريد أن تكون في مستقبل حياتك؟ أجبني الآن فعلى قدر إجابتك أقول: اختر شريكة حياتك .إن كنت تريد أن تكون بارزاً في أمر من أمور الخير، يجب أن تختار امرأة تعينك على هذا التميز , لأن الغفلة عن اختيار المرأة المعينة قد يوقعك في الفشل الكبير والتنازل عن الطموح والتميز , وكم رأينا من شباب كانت لهم أهداف كبرى في الخير والعلم والتعليم ولكنهم بعد الزواج تغيرت أهدافهم .2 - أختاه , يا من تريدين النجاح في الخير، في الدعوة، أو في التدريس , أو في أي باب من أبواب الخير ، إياك أن توافقي على رجلٍ ليس لديه طموح؛ لأنه قد يكون وسيلة لإيقاف طموحك ومشوار نجاحك.يا أيها الساعي للنجاح , ابحث عن كل وسيلة تعينك على التقدم لا على التأخر.مثال 1 : إذا كنت تحتاج لنجاح مشروعك إلى خدمة وسائط وهاتفك الجوال ليس فيه هذه الخدمة , عليك أن تضيف هذه الخدمة . مثال 2 : إذا كان جهاز الكمبيوتر الذي لديك لايحتوي على برامج جديدة في التقنية , فلابد من إضافة البرامج التي تعينك على ما تريد .مثال 3 : قد تكون سيارتك تحتاج أن تشتري لها بعض الوسائل التي تريحك في الاتصالات فلاتتردد في ذلك .مثال 4 : إذا كانت أسرتك تحتاج إلى وسائل في المنزل تساعدها على النجاح في الارتقاء بالأبناء في التربية , فاحرص على اقتناءها بأسرع وقت .مثال 5 : إذا كانت الشركة التي تديرها أو الإدارة التي ترأسها تحتاج إلى وسائل تساهم في إنجاز الأعمال بسرعة وتريح العاملين والموظفين لديك , فبادر بتهيئة تلك الوسائل .ومضة : النجاح يأتي بالنجاح . 12 فن اتخاذ القراراتبلا ريب أن أي مشروع ناجح , فلابد أن يكون قبله قرار ناجح ، والناس الآن يعيشون في ظل قرارات سابقة .تأمل 1 : ذلك الذي سقط في ورطة الأسهم إنما كان ذلك نتيجة قرار سابق .تأمل 2 : ذلك الذي وقع في إدمان المخدرات إنما كان نتيجة قرار سابق في مصاحبة أصدقاء السوء .تأمل 3 : تلك الأسرة التي ذهبت السعادة منها , إنما كانت نتيجة قرار ( الطلاق ) الذي ألقاه الزوج على زوجته بلا دراسة وتأمل .تأمل 4 : ذلك الشاب الذي كان السجن منزله هو نتيجة لقراره بالانضمام إلى مجموعات الفكر الضال .تأمل 5 : ذلك الطالب الذي ارتقى في مدارج التعليم وهو الآن في الدراسات العليا إنما كان هذا الارتقاء بسبب قراره بالجد والاجتهاد ونبذ الكسل والتسويف .تأمل 6 : ذلك الرجل الذي هو الآن في مسكنٍ مريح هو نتيجة لقراره بتوفير مبالغ معينة و السعي لبناء منزل يضمُّه مع أسرته في هناء وسعادة , وعلى العكس , ذلك الذي لازال يتنقل من منزل إلى منزل إنما كان نتيجة لقراره بعدم السعي الجاد في مشروع المنزل الجديد , لأن عدم القرار هو قرار بحد ذاته.تأمل 7 : تلك الفتاة التي حصلت على شهادة في حفظ القرآن إنما كان هذا الإنجاز نتيجةً لقرارها بالانضمام لحلقات التحفيظ والاستفادة من الوقت وعمارته بالتلاوة والحفظ , وعلى العكس , كل فتاة حُرمت من حفظ القرآن إنما كان نتيجة قرار خفي في نفسها بالانشغال بالأسواق والملهيات عن منازل طالبات القرآن .إذاً أنت تعيش الآن في ظل قرارات سابقة، وستعيش غداً في ظل قرارات أنت الآن تفكر فيها .إن فن اتخاذ القرار يحتاج إلى كتابات ورسائل واطروحات ؛ ولكن للأسف قليل من يتحدث عنه.إننا نمارس قرارات يومياً بل في اليوم الواحد نتخذ عدة قرارات ونحن لانشعر , وقد تكون هذه القرارات سلبية علينا وعلى من يعيش معنا كالأسرة أو زملاء العمل .أمثلة على قرارات متكررة :مثال 1 : قرار شراء أرض أو بناء مسكن أو مساهمة مالية .مثال 2 : قرار في حل مشكلة .مثال 3 : قرار الزواج من فلانة .مثال 4 : قرار البقاء مع الزوجة .مثال 5 : قرار طلاق الزوجة .مثال 6 : قرار عقوبة موظف .مثال 7 : قرار مكافأة موظف متميز .مثال 8 : قرار الانتقال من مدينة إلى مدينة لأجل الدراسة أو العمل أو العلاج .قواعد وفنون في اتخاذ القرار :أولاً: قبل أن تتخذ القرار كن هادئاً قبل القرار.ثانياً: اكتب فوائد اتخاذ القرار ، وبالمثال يتضح المراد :القرار هو تغيير المنزل إلى منزل آخر في حيٍ آخر .س 1 : ماذا أستفيد لو انتقلت إلى ذلك الحي ؟ وهنا لابد من كتابة الفوائد بالمناقشة مع الزوجة والأبناء .س 2 : ما هي الأضرار التي قد تقع نتيجة اتخاذ القرار ؟ وهنا لابد من كتابتها مع الأسرة والأبناء .س 3 : ما هي الفوائد من عدم اتخاذ القرار ؟ أي ماذا استفيد لو لم انتقل لذلك الحي .س 4 : ما هي الأضرار من عدم الانتقال من ذلك الحي ؟وعند الانتهاء من الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح لك أمور قد كانت خافية عليك , وستظهر لك معالم مهمة في اتخاذ القرار .ثالثاً : استشر المتخصص المتميز الذي يفيدك في موضوعك .رابعاً : ابحث عن بدائل ممكنة لو لم تتخذ القرار .خامساً : احرص على عدم تأجيل القرار إذا كان الأنسب تعجيله لأن التأجيل من الآفات التي تعترض القرارات الناجحة .سادساً : احرص على أن تكون عملية اتخاذ القرار بشكل منظم .سابعاً : تابع إجراءات تنفيذ القرار .ثامناً : كل القرارات مهما كانت صواباً فلابد أن يكون فيها نوعاً من السلبيات ولو كانت يسيرة , ولكن القاعدة في الشريعة أن نتغافل عن يسير المفاسد لتحقيق أكبر المصالح .تاسعاً : كن شجاعاً في الثبات على القرار الناجح وعدم التنازل عنه مهما كانت الظروف.* مشكلات في اتخاذ القرار :1. القرار الذي يكون نتيجة عاطفة غير مدروسة .2. تأخير اتخاذ القرار بدون سبب يستدعي ذلك .3. القرار في حالة غير مناسبة كالغضب الشديد .4. عدم دراسة القرار من عدة زوايا .5. المبالغة في توقع أضرار القرار .6. الخوف الزائد من القرار .7. ندرة المعلومات التي تفيدك في اتخاذ القرار .13 التأمل في حياة الناجحيناقرأ أخبار الناجحين من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وسوف ترى العجائب في تحقيق النجاح .اقرأ سير الصحابة رضي الله عنهم , لتقف على أروع صور التضحيات لتحقيق النجاح .اقرأ في حياة العلماء , وسوف ترى الغرائب من الإنجازات التي حققوها في تاريخهم وإليك هذه الأمثلة :1. زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه ونجاحه في تعلم لغة اليهود في بضعة عشر يوماً بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم .2. نجاح أبي بكر رضي الله تعالى عنه والصحابة في جمع القرآن .3. نجاح الإمام الزهري رحمه الله تعالى في البدء بجمع السنة في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى .4. نجاح البخاري رحمه الله تعالى في جمع الصحيح في مدة قاربت 16 عاماً من الكتابة والرحلة والنقد .5. تأمل في المؤلفات الكبار لعلماء الإسلام التي تدل على علو الهمة وقوة الإرادة والنجاح العظيم .6. نجاح شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في مقاومة أهل الباطل بكافة أصنافهم من معتزلة وأشاعرة وفلاسفة وصوفيه ونصارى , والتأليف على كل طائفة بمؤلفات متنوعة .7. نجاح قادة المسلمين في الفتوحات مع ضعف الأدوات والإمكانات .8. نجاح الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في تصفية عقائد الناس ومحاربة ألوان الشرك التي كانت في الجزيرة .9. نجاح الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في نفع الناس ونشر العلم وبناء المساجد وكفالة الدعاة عبر العالم , مع أنه كفيف البصر .10. نجاح الإمام الألباني رحمه الله تعالى في مشروعه تقريب علوم السنة وتصفيتها.11. نجاح المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي في إقامة المشاريع الكبيرة في الإغاثة والتعليم .12. نجاح الداعية الكبير د عبدالرحمن السميط في نشر الإسلام في قارة أفريقيا حتى كان من نتائج نجاحه / بناء أربع جامعات – بناء مئات المساجد – تدريب آلاف الدعاة – إسلام أكثر من أربعة ملايين .13. نجاح بعض القنوات الإسلامية في تعليم الناس عبر البرامج النافعة التي غيرت كثير من المبادئ والمعارف المخالفة لدين الله .14. نجاح بعض المواقع الدعوية في تصحيح بعض المفاهيم والرد على الفرق المخالفة ونشر العلم الصحيح والمسألة العلمية النافعة والمقالات التوجيهية والفلاشات والصوتيات والصور والبلوتوث . 15. نجاح بعض المستشفيات في علاج بعض الأمراض التي عجزت عنها المستشفيات الأخرى .16. نجاح بعض شركات الاتصال في توفير الخدمات المتميزة التي ساهمت في تسهيل الصعاب على كثير من المشتركين فيها .14 كن متميزاً تكن ناجحاًإذا كنت تريد النجاح فيجب أن يكون لديك تميز ، ولك أن تتأمل في حياة الناجحين:1. بعض القنوات نجحت في الفوز بأكبر عدد من المشاهدين على مستوى العالم لأنها تميزت في عدة أمور , ومنها : ( جودة المادة – جودة الألوان – روعة المقدمات – جمال النهايات – إتقان المذيع في جانب الإلقاء ) وغير ذلك من وسائل التأثير .2. بعض الأسواق تمتلئ بالناس لأنهم وجدوا عند ذلك السوق تميزاًً في المكان أو في ترتيب المعارض الموجودة أو في السعر أو في نظافة السوق أو في الخدمات الموجودة كالمطاعم والمصلى وألعاب الأطفال وغيرها من وسائل جذب الزوار .3. بعض المواقع الإسلامية نجحت في استجلاب الزوار لأن فيها تميز ملحوظ من عدة نواحي ( سهولة فتح الصفحة – جودة المحتوى – جمال التصميم – إتقان التقسيم والتفريع – سلامة المنهج – وجود الخدمات المهمة لأغلب الزوار ) .4. بعض الناس يميل لحضور خطبة الجمعة عند ذلك الخطيب دون غيره ، لأن ذلك الخطيب متميز في الطرح ، وفي المحتوى وفي مراعاة الوقت , ويملك وسائل في التأثير والإبداع والتميز . 5. المطعم الذي يزدحم عنده الناس ويكثر رواده , لماذا يكثر زواره ؟ لأنه متميز في تقديم الطلبات , متميز في إعداد الطعام , متميز في جودة تأثيث المكان .6. بعض شركات الاتصالات عندها تميز في بعض الخدمات فنجحت ولم تنجح بقية الشركات .7. بعض المؤلفين يميل القراء لقراءة كتاباته لأنه متميز بجمال الأسلوب أو جودة اللغة أو إيراد القصص أو قوة الحجة أو غير ذلك من وسائل التميز التي جعلت الكثيرين يحبون مقالاته وكتبه .8. بعض أنواع الجوالات زاد عدد مقتنيها لأنها متميزة من حيث الخدمات .إذن : تميز تكن ناجحاً بإذن الله عز وجل.15 علو الهمةعلو الهمة أن تنظر دائماً للأعلى مستعينا بربك عز وجل منطلقاً بعزيمة قوية.قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملوإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامإن علو الهمة ليس لها حدود، فإن قالوا لك : هذا مستحيل , فقل : ليس مستحيلاً , سأجعل المستحيل غير مستحيل.قصص في الباب :قصة 1: قابلت رجلاً فاقد السمع يعمل في إحدى مكاتب دعوة الجاليات في الرياض.ياترى ماذا يصنع ؟ إنه يقوم بتوزيع مطويات باللغات المختلفة المشهورة، فإذا وقف عند محطة بنزين يخرج المطويات من السيارة ويشير إلى الرجل بالمطوية وهل تناسب لغته أم لا فإن أعطى إشارة الموافقة , أعطاه تلك المطوية .يقول مدير مكتب الدعوة: بفضل الله عز وجل أسلم على يد هذا الرجل الذي لا يسمع والكلام عنده ضعيف جداً عشرات الأشخاص .قصة 2 : ابن عثيمين يطرد النوم : ذكر الشيخ عبد الكريم المقرن في كتابه " مواقف وذكريات مع العلماء " أنه كان يسجل في برنامج " نور على الدرب " في منزل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وتفاجأ وإذا بالنعاس قد بدا على الشيخ.فاقترح المقرن على الشيخ أن يؤجل التسجيل لوقت آخر ليتسنى للشيخ وقتاً للراحة , فرفض الشيخ ابن عثيمين ذلك ، وقال له : سآخذ لاقط المكرفون وأقوم في الغرفة وأمشي فيها وأجيب على الأسئلة وأنا امشي ، وبذلك يذهب النوم , وانتهينا من البرنامج بحمد الله ، وكان موقف الشيخ في مدافعته للنوم وصبره على إجابة السائلين وتعليم الناس قد أوقع أثراً كبيراً في نفسي.قلت : وهذا دليل على علو همة الشيخ في تعليم الناس , ولهذا هو من الناجحين من العلماء على مر الزمان .قصة 3 : عندما حان الوقت لأداء صلاة العصر اتجهت إلى إحدى المساجد في الرياض لأصلي فيها، وبعد أن انتهى الإمام من الصلاة إذا بأحدهم يتجه لناحية المحراب، ولكن الشيء الغريب والذي لفت انتباه المصلين أنه كان لا يمشي على قدميه وإنما يحبو على ركبتيه وعندما بدأ بالحبو ذهب متجهاً ناحية المحراب وأصبح متجهاً ناحية المصلين , فقلت في نفسي: لعل هذا العجوز يريد بعض المال فأشفقت لحاله , ولكن الغريب عندما بدأ هذا الرجل بالكلام بذكر الله والصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام وأتى بالمقدمة فتعجبت لذلك . ومما زاد تعجبي أكثر أنه بدأ يتكلم عن الصلاة ويعظ الناس ويحثهم عليها فلم يكن كما ظننت من كونه متسولاً وإنما كان داعية لم يترك هدفه لأجل صعوبة المشي لديه . ومضة : لاتميز دون مصاعب .16 فقه الأولوياتالأولويات كثيرة في الحياة، ومن الخطأ الكبير أن يفكر الإنسان في صغار الأمور ويتغافل عن كبارها . مشهد 1 : في أثناء العمل يذهب الوقت في الحديث مع الأشخاص ، فيكلم فلان بالجوال ثم يبحث في المواقع ليقرأ الجرائد , ثم يبدأ في عمله فيقصر كثيراً، ومثل هذا لن ينجح في عمله , ولن يتميز عند مديره ؛ لأنه فاشل في أوليات العمل .مشهد 2 : بعض الأخوات تهمل بيتها بحجة إجراء مكالمات مع الأم أو الأخت , ثم يخاصمها زوجها ويعاتبها , وتحدث المشكلات , ثم تعيش في صراع داخلي .يا أختاه : أين الأولويات؟ ولماذا الإهمال في العناية بالبيت أو التقصير في خدمة الزوج مع أن ذلك أوجب وأهم من المكالمات ؟إن هذا التصرف منك , دليل الفشل في إنجاح السعادة الأسرية , وهذا إذا تكرر قد يسبب الطلاق أو على الأقل إحداث فكرة الزوجة الثانية عند الزوج لأنه لا يجد زوجة تستقبله وترحب به عند قدومه من العمل .مشهد 3 : يا طالب العلم , كيف تبدأ بأمور علمية كفضول العلم والمسائل النادرة , مع أنها غير ضرورية وتغفل عن الأوليات في العلم , كالعقائد والفقه والأصول في الدين؟ إنك قد تجد بعض طلاب القرآن يهتم بالقراءات العشر وغيرها وهو لم يعرف أصلاً آيات الأحكام وأحاديثها , وهو لم يتقن بعد كلمات الجزء الأخير مما هو مشهور من السور الصغار .مشهد 4 : في النواحي الدعوية :يعجبني نشاط ذلك ذلك الداعية وعلو همته في الدعوة إلى الله تعالى، ولقد فرحتُ كثيراً بتلك الجهود التي قام بها، وأرجو أن يستمر نشاطه كذلك بإذن الله تعالى. ولكنني لما تأملتُ (الأولويات) وجدتها مفقودة عنده فهو (ارتجالي) في البرامج والإنتاج، سريع الإعداد لأي برنامج، ولا يعرف التروي، ولا التأني ولا التخطيط.ولا شك ولا ريب أن هذا الاتجاه مخالف للأصول والمبادئ التي وضعها لنا سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم ، ولك أن تتأمل معي حديث معاذ لما أرسله إلى اليمن ليبلغ الدين فقال له: «إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله -وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله- فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم»([1]).إن هذا الحديث يرسم لنا قضية القضايا، وعمدة الوصايا إنها قضية (الأولويات والمهمات) . إن كل الأمور قد لا تكون هامة، بل إن فيها مهم، وأهم، وهذا الفقه في إدراك الأمور هو من (النعم الإلهية) وإن الأعمال تتفاوت في مراتبها ودرجاتها، ولابد من أن تدرس هذا التفاوت قبل الإقدام على تنفيذ العمل. مثال: 1. تجد بعض الدعاة في المساجد يهتم بالقراءة على جماعة المساجد من كتاب (رياض الصالحين) ولا يعتني بتوضيح (العقيدة ونواقض الإسلام) .2. آخر يعتني في إنتاج الأشرطة بالكلمات الوعظية العامة، ولكنه لم ينتج للأمة (شريطاً في تعظيم قدر الصلاة أو التوحيد ).3. آخر يعتني في دعوة الجاليات ببعض المسائل، مع أن هناك مسائل أخرى أهم منها و أوجب.4. آخر , يعتني في المجلات الإسلامية بسرد المقالات والقصص والعجائب، ويغفل عن أن تتضمن تلك المجلة (قضايا العقيدة أو الفتاوى النازلة). 5. آخر في مجال المواقع الإسلامية لا يهتم إلا بالشكل والتصميم، ويغفل عن (المواد والمحتوى) التي في باطن ذلك الموقع .6. آخر في دعوته للشباب، يركز على حفظ القران وإتقان التجويد، ويغفل عن تربية الشباب وتوجيههم في كيفية مواجهة الفتن والمشاكل التي تواجههم . 7. آخر يحرص على دعوة الناس ويسعى جاهداً لنفعهم، ولكنه مهمل لحقوق أهله وأبناءه، فأين العناية بالأولويات؟ 8. آخر ينفق على الناس والأيتام والمحتاجين ولكنه يهمل والديه وزوجته وأبناءه .9. آخر قد يعتني ببعض الشباب ويخرج معهم ويدعوهم ولكنه يغفل عن أهل بيته فلا يدعوهم ولا يجد وقتاً للجلوس معهم، وحال أهله منه في ضيق شديد وعتاب مستمر بسبب غيابه المستمر عن البيت.10. رأيت من بعض الدعاة من تكون عنده الهمة العالية في الدعوة والتضحية لأجل هذا الدين، ولكنه أهمل (طلب العلم) فلا يقرأ ولا يسمع ولا يحضر مجالس العلم بحجة الارتباط ببرامج دعوية، وهذا خطأ بلا شك، لأن العلم هو أصل الدعوة وأساسها وعمدتها، ودعوة لا تقوم على العلم لا تنجح , وربنا يقول: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ )) [محمد:19]، وقد فقه البخاري / هذا الأمر فأورد هذه الآية تحت باب (العلم قبل القول والعمل). ولا يفهم من تذكيرنا بالعلم لذلك الداعية أن يترك الدعوة وينصرف بكليته للعلم، إنما المقصود العناية بمهمات المسائل وأصول العلم مع جعل وقت لنفع الناس ودعوتهم. والأمثلة التي تتكرر في واقعنا المعاصر لا تعد ولا تحصى، وإنما أردت الإشارة، وبقية القضايا تدرك بإذن الله حينما نكون ممن أتقن (فقه الأولويات).مشهد 5 : في النواحي المالية :1. بعض الناس يعتني بالكماليات في الأثاث ويغفل عن العناية بالادخار لأجل طوارئ الحياة , أو سداد الديون .2. يبحث فريق من الناس عن القروض لأحجل الترف في الحياة كالسفر للسياحة وماعلم أنه سيقع في الورطات المالية بعد حين .3. التركيز على باب الصدقات والغفلة عن سداد الديون .همسة : كن ذكياً في إدارة أولويات حياتك تكن ناجحاً .17 ياربالله على كل شيء قدير، وإذا أراد أمرا فإنما يقول له فيكون , فجميل بك أن تضع جبهتك على الأرض لتكون قريباً من القريب المجيب.في آخر الليل يحدث الأمر العظيم , إنه نزول الرب إلى السماء الدنيا وقوله ( من يدعوني فأستجيب له ) .حينها اطلب من ربك أن يرشدك إلى طريق النجاح ، واسأله التوفيق للتميز في كل باب خير , سواءً النجاح في الدين ، أو النجاح في الدنيا.يا طلاب التميز أين أنتم عن قول ( يارب ) ؟يامن تريد النجاح في أسرتها ومع زوجها أين أنت عن دموع الأسحار ؟يامن يريد النجاح في الحصول على الشهادات العليا أين أنت عن باب الدعاء ؟يامن يعاني من الفشل في شؤونه المالية , لم لاتطرق باب الرزاق الكريم الوهاب ؟إن التربية على التعلق بالله تعالى ودوام الإلحاح بين يديه يفتح للعبد آفاق النجاح , ويربطه بمن بيده الخير كله وهو الرب الحميد المجيد .إشراقه : يقول تعالى ( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم ) .18 الثقافة في النجاحلماذا لا يكون من كتبك التي تقرأها كتباً عن النجاح والتميز ، كتاباً عن القيادة، كتاباً عن التطوير، رسائل عن الارتقاء؟ لماذا لا يكون من ضمن أشرطتك التي تسمعها أو البرامج التي تتابعها أشياء تدفعك إلى التقدم والنجاح وتبعث في نفسك الأمل وتحذف من قاموسك الألم ؟ إن وسائل العلم كثيرة مرئية، مسموعة، مقروءة , يجب أن نستخدمها في تحفيز النفس إلى النجاح .إن لديك وقت في سيارتك , في منزلك , في الطائرة , في أوقات الانتظار في المستشفيات والمطارات , فكن ذكياً في استثمار الدقائق في تفعيل الذات وتحفيز النفس عبر قراءة أو سماع لكل مايتعلق بالنجاح .19 لا بد من الشعور بالتحديلا بد أن تتحدى الزمان، لا بد أن تتحدى المصائب ، لا بد أن تتحدى المرض، لا بد أن تتحدى الهموم مهما كانت .إن القوة الداخلية لديك عظيمة، فيجب أن تسخرها لممارسة التحدي مع ظروف الحياة.هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم تحدى كل الخلق أمامه لينشر رسالة الإسلام، وتاريخ الصحابة ينطق بصور التحدي التي قاموا بها . تأمل :1 - بلال العبد الحبشي الأسود الذي لم تكن له قيمة قبل الإسلام، فلما دخل في الإسلام جاءته أنواع المحن، جاءته البلايا من كل مكان ، ومع قوتها وشدة ألمها إلا أن بلالاً قاومها بكل تحدي حتى ثبت على الدين . يا من لم يتحدى نفسه أتعرف بلال ؟ يا من تعرضت له الفتن أسمعت قصة بلال ؟ يُعذَّب على صحراء مكة وأنت تعرف حرارة مكة، ومع ذلك بلال لا يعرف إلا أن يقول: أحد أحد، يتحدى التاريخ، يتحدى الشرك، يتحدى قوة الكفر بقوة اليقين والطمأنينة بالله عز وجل، لقد نجح بلال , وسمع صوت نعليه في الجنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وبلال لا زال على قيد الحياة ، صار اسمه في الأوائل وفي طلاب الجنان عندما تميز بالتحدي.2 - سحرة فرعون ماذا كانوا في أول النهار ؟ سحرة ، ألقى موسى عصاه عليه الصلاة والسلام فإذا هي تلقف ما يأفكون، فعندها وقعوا ساجدين وقالوا: آمنا رب العالمين .. رب موسى وهارون فكان التحدي العظيم لفرعون الطاغية، ومن يجرؤ أن يتحدى فرعون ؟ قبل لحظات يقولون: هل تمنحنا المناصب والأجور إن كنا نحن الغالبين ؟فقال لهم فرعون: نعم وإنكم لمن المقربين .لقد كانت طموحاتهم أرضية، فدخل الإيمان ودخل اليقين، ودخل الصدق مع الله عز وجل، ماذا كان بعد ذلك؟ كان بعد ذلك القوة والتحدي في مواجهة فرعون قالوا: اقض ما أنت قاض لا تهمنا يا فرعون (( إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا ))[طه:72-73]. أرأيت الإيمان ماذا يصنع ؟ فماذا صنع الإيمان في حياتك؟ نداء: يا من يواجه فتنة في بيته من زوجة أو أب أو أم أو خادمة، يا من واجهته فتنة في السوق أو في العمل، أين قوة التحدي للفتن ؟ ألا تملك إيمان ؟ سحرة فرعون لم يتلقوا دروس تربوية، لم يحفظوا أشياء من التوراة، لم يجلسوا مع موسى عليه السلام جلسات خاصة وعلمية، دخل الإيمان وصدقوا بالرحمن، فجاءت القوة الإلهية فجاء التحدي ونالوا الشهادة .إذاً: يجب أن نتحدى الحياة، فالحياة مليئة بالتحديات .بكل شجاعة , قل : المرض سأتحداه، الهمّ سأتحداه، الفقر، البلاء، المصيبة .ماتت زوجتي لا يهم، ماتت أسرتي لا يهم، أدخلوني السجن لايهم , توالت علي الديون لايهم , أنا سأتحدى كل المصائب؛ لأني واثق برب العالمين عز وجل، وسأثبت لكل من يراني أني قادر على الصمود مهما كانت الأمور لأني سأستعين بمن ؟ سأستعين بالذي يملك القوة وحده وهو الله عز وجل عز وجل .يامن يريد النجاح في دعوته لابد من الشعور بالتحدي ومعرفة قوة المواجهة مع الأعداء , وحينها ستنطلق في همة كبيرة في نصرة الدين .يامن يريد النجاح في تجارته لابد أن تشعر بالتحدي لظروف الحياة وأن تعتقد أنك بالتحدي ستواجه كل دواعي الكسل لأجل النجاح .يامن تريدين النجاح في حياتك , لابد أن تتحدي ضروف الحياة , فلو مات زوجك أو حصل الطلاق , فلايعني هذا أنك خسرت كل شيء , بل إن أمامك فرصا كبيرة وكثيرة لتدخلي في ركب الناجحات , فلا تستسلمي للمصائب ولا للهموم , بل كوني واثقة بربك , مستعينة به , وادرسي أسباب الارتقاء وتعلمي ( التحدي ) وستجدين طعماً آخر للحياة .20 تكوين الأسرة الناجحةمما يجعلك تتميز يا صاحب التميز , أن تسعى لتكوين أسرة تساعدك على النجاح.توضيح :1 - قد تكون زوجتك إلى الآن لم تفهم قضيتك، فلابد أن تقنعها بالقضية والطموح لتكون عوناً لك في تحقيق النجاح والوصول للهدف .2 - قد يكون أبناءك لم يفهموا ما تريد، فيجب أن توضح لهم أهدافك بالطريقة التي يفهمونها , حتى لايعارضوك في تحقيق مرادك .3 - أنت أيتها الزوجة لابد أن تفكري جيداً في توضيح أهدافك لزوجك وتكوني صريحة معه لعله يساعدك على النجاح .إن تميز الأسرة وارتقاء الفكر لديها وجودة التخطيط فيها سيجعل كل أفرادها من رواد التقدم وطلاب المعالي .وإن نظرت لتلك الأسر التي امتلأت بالخلافات والنزاعات سوف تكتشف أن الفشل يحيط بجوانبها – في الغالب - .وهذا الإطلاق لا يعني أن من فقد زوجته بطلاق أو بموت أنه لن ينجح طوال حياته , ولا أن تلك المرأة المطلقة قد خسرت كل أبواب النجاح , بالعكس , بل قد يكون الفراق في بعض الأوقات هو سر الانطلاق ومكمن النجاح .وكلامنا هذا لايدل على أن اليتيم لن يكون من قادة المستقبل , بل لقد رأينا في حياة العلماء السابقين والمتأخرين من عاش يتيماً وهو ممن رفع الله به الأمة كالإمام أحمد والشافعي وغيرهم .إشراقة : أسرتك هي الباب الأول لنجاحك .21 التخطيط الجيد للهدفالهدف: هو أن تضع شيء أمامك تريد الوصول إليه بقوة وصدق.إن لم تخطط لهذا الهدف فأنت قد حكمت على حياتك بالفشل.لا بد أن يكون لك هدف في حياتك ، والأهداف الواجب التخطيط لها كثيرة ولابد أن تتنوع بين :1- هدف ديني , مثل : المداومة على قراءة القرآن , صيام الاثنين والخميس , أداء عمرة كل أربعة أشهر , حفظ أجزاء من القرآن .2- هدف دنيوي , مثل : إكمال الدراسات العليا في تخصصك الذي تريد , شراء أرض , بناء منزل , أخذ دورات تدريبية في مجالك التي تحبه .3- هدف اجتماعي , مثل : تقوية صلة الرحم , بناء أسرة سعيدة .* فوائد التخطيط للأهداف:1- يساعدك على تحديد الاتجاه ، مثلاُ : إذا كان هدفك الزواج , فعندما تخطط له وتضع عناصر ومقومات تحقيقه فإن هذا التخطيط سيكون معيناً لك على تحقيق الهدف .2- يساعدك على استغلال الفرص في الحياة , لأنك ستجد أبواباً تساعدك على تحقيق الهدف لأنك خططت له , أما حينما تغفل عن التخطيط فقد تمر بك فرصاً كبيرة للنجاح ولكنك لن تجيد الاستفادة منها لأنك تجهل أسس التخطيط .لماذا أكثرنا لا يخطط؟1- الجهل بالتخطيط وفوائده.2- الجهل بكيفية التخطيط، فيقول ذلك الشخص: لا أدري كيف أخطط، ومن يعلمني كيف أخطط ؟ 3- عدم القناعة بضرورة التخطيط.4- عدم توفر الطموح، فذاك الشخص ليس لديه طموح ورغبة في الكمال وتغيير الواقع , ولهذا هو غير مقتنع بضرورة التخطيط .5- الإفراط في التفاؤل , وهذا سمة لبعض الناس , ونحن نقول : إن التفاؤل جيد والنصوص أرشدت إليه , ولكن بقدر معقول ، وأما التفاؤل على الإطلاق بلا ضوابط فليس هناك عاقل يرضاه لنفسه ولا لأمته , وهو نوع من الجهل بحقيقة أسس التغيير .22 دور الحكومات والتعليم والبيت والمسجد في النجاحيجب أن تتولى الحكومات تفعيل دور النجاح عند شعوبها، وتخصيص لجان ومؤسسات تخطط لذلك لكي ترتقي بنفسها , لأن الارتقاء لها لن يكون إلا بأفرادها المتميزين .وإذا كان كل موهوب يرى تجاهلاً من بلده وتفريطاً في رعايته فسوف يزهد في تطوير بلده وسيهمل نفسه لأنه لم يجد من يعتني به ويساعده على النجاح والتميز .أقترح على الحكومات :1. بناء المراكز التي ترعى الموهوبين .2. تخصيص رواتب تناسب طموحاتهم .3. وضع الخطط والمناهج التي تساعدتهم في كيفية بناء النفس حتى لايقعوا في اجتهادات فردية .4. تدريبهم في مراكز التدريب مجاناً .دور التعليم كذلك :لاشك أن للمدرسة دورها في العناية بالطلاب الموهوبين والمتميزين , وكذلك الطالبات المتميزات ، وعندما تعتني المدرسة والكلية والجامعة في رعاية هؤلاء فإن النجاح سيكون مآلهم بإذن الله تعالى .وفي داخل المحيط المدرسي :يجب أن يعتني مدير المدرسة و يميز المدرس الناجح، والطالب المتميز , والفصل المتميز .وفي داخل الجو الأسري :يجب أن ندرك أن النجاح الأسري يفتقر إلى رعاية المتميز في الأسرة والاهتمام به عبر:1. العناية بذكاء الطفل وتدريبه على البرامج التي تساهم في تطويره .2. شراء الهدايا والحوافز التي تكون ثمناً للتميز .3. الثناء على المتميز من الأسرة والإشادة به .4. تسجيله في الدورات التدريبية التي لها دور فعال في تميزه ونجاحه .دور المسجد في رعاية المتميزين في الحي وتفعيل هدف التميز :تأمل هذا الموقف : أحد الأئمة لما علم أن الاختبارات بدأت , وضع مسابقة عنوانها ( شهادات وجوائز للمتميز في الاختبارات المدرسية ) فكانت المسابقة أن الطالب المتميز الذي يأخذ الأول في الحي له شهادة وتقدير وحفل تكريم.ماذا صنع الأبناء ؟قاموا بالجد والاجتهاد لكي يفوزوا بالجائزة التي رصدها إمام المسجد .وأما الآباء فحفزوا أبنائهم على التفوق , ونجح الطلاب وتفوق عشرة من الطلاب في الحي بأكمله , وتم وضع الحفل في المسجد وقام الإمام ومعه مجموعة من كبار السن بتكريم الطلاب ، وكانت هذه الفكرة ناجحة ولها أثر في تميز الطلاب في دراستهم .23 صاحب الناجحينمن المتقرر في العقول ( الصاحب ساحب ) , ولهذا إذا صاحبت الناجحين في التجارة فسوف تقتبس من تفكيرهم وذكائهم الاقتصادي , وإن صاحبت المتميزين في العلم فستنجح في العلم وتكون من رواده وطلابه ، وإن جالست عشاق الدعوة فسوف تتحرك فيك دواعي الخير لنصرة الدين , والقرين يتأثر وهذا أمر فطري لا يحتاج إلى كثرة إيضاح. ومضة :صاحب الناجحين، واجلس معهم وإياك والكسالى أو من يثبطك أو لا تستفيد منه دعماً معنوياً.24 التوازن في مطالب الحياةإن من قواعد الإسلام الكبرى ( أعط كل ذي حق حقه ) .عند التأمل في أحوال الناس نجد :- ذلك التاجر الذي أشغلته تجارته عن أسرته حتى وقعت في المنكرات والمخالفات بسبب غياب الرقابة من ولي الأمر .- قد نجد بعض من له إدارة متميزة في شركة أو دائرة حكومية , ولكن ذلك المنصب أنساه النظر إلى والديه والعناية بهما ومعالجة أوضاعهما .- رأيت من بعض طلاب العلم من أهمل الدعوة ونفع الناس وبقي في مكتبته يطالع الكتب والمجلدات ويكتب الفوائد والفرائد , ولم يلتفت أبداً إلى واقعه ليساهم في إنكار المنكرات وتصحيح الأوضاع في المجتمع الذي تنوعت فيه وسائل الإفساد .- يوجد في المجتمع من اعتنى بجانب الدنيا وكسب الرزق والبحث عن أبواب المعاش , ولكنه محروم من أبواب كثيرة في الأعمال الصالحة فهو لايعرف القرآن إلا يسيراُ , ومضت عليه عدة أشهر وهو لم يعتمر , وله عشرات السنين لم يحج , ولاتكاد تراه في مجالس الذكر , ولايعرف صيام النافلة , وكل ذلك بسبب الانهماك في أمور الرزق والدنيا , مع أن إمكانية الجمع بين مطالب الدين والدنيا ممكنة .25 قوة التفكير وسلامة طريقتهفرق بين التفكير , وبين قوة التركيز , فأكثر الناس يفكرون ولكن القليل من يركز بدقة في هذا التفكير .إليكم هذا المثال: 1- رجل وقعت لديه مشكلة في أمر مادي، ووقع في دين كبير، فكان أكثر وقته يقضيه في قوله: أنا مهموم، ياترى ماهو الحل ؟ أنا لن أتغير، أنا أموري صعبة، أنا لن أتحسن.إن هذا الشخص جعل تفكيره سلبياً ، لأنه لم يركز في حقيقة النجاة من الواقع والسعي للتغيير .كان الأولى أن يقول : بإذن الله سأسدد الديون، بإذن الله ستتغير حياتي، بإذن الله سأفعل وأفعل , ثم يبدأ في البحث عن الوسائل الممكنة في الخروج من هذا المأزق .مثال 2 : فلان فشل في اختبار معين، فكان كل تفكيره في ترديد هذه العبارات : أنا لن أنجح لأن فلان تفوق علي , أنا فاشل، وسيعاتبني والدي وسيتحدث الناس عن فشلي في المجالس . كان الأولى له : أن يعاتب نفسه عتاباً إيجابياً ليتحول بعده إلى السعي في كيفية الانطلاق بعد الفشل لا إلى كيفية البقاء في مستنقع الفشل .إن سلامة التفكير تؤثر في التقدير الذاتي لنفسك، فإذا كنت تفكر في نفسك وتُقدر نفسك تقديراً عظيماً فستكون رجلاً عظيماً , وإذا كنت تفكر في عيوبك وتقصيرك وإخفاقاتك فسوف تبقى مكانك .وقد قرر علماء النجاح وقادات التدريب أن التفكير يؤثر على الحالة النفسية تأثيرا كبيراً , فهذه امرأة فقدت ابناً لها مات بسبب بحادث أو مرض أو غيره , فحالتها الآن ( في تدهور صحي ونفسي ) وكل تفكيرها وتركيزها: فلان مات، فلان مات، حسبنا الله ونعم الوكيل، لماذا يا رب ؟ لاحظ أن التفكير بهذا الأمر جلب لها القلق، وأوقعها في الاكتئاب , وجعلها تنسى حقوق زوجها وأسرتها وقبل ذلك حق ربها من العبادة والإنابة والتضرع والرضا , ونحن لانعارض وجود الحزن والألم عند المصائب , فهذا أمر فطري ولن نستطيع الخلاص منه , ولكننا ندعو إلى الارتقاء بعد المصيبة إلى رياض الأمل والنجاح والارتقاء إلى منازل الصابرين والعاملين .ولو تأملنا في حياة الأنبياء لوجدنا العجائب :- إبراهيم عليه السلام يُحارب من أقرب الناس له ( والده ) ويقاوم قومه الذين آذوه بأنواع الأذى حتى كان من أهدافهم الكبرى إحراقه , أليس في هذا نوعا من البلاء ؟ أليس في ذلك حرباً نفسية ومعنوية ؟ ومع ذلك صبر إبراهيم عليه السلام ونجا بأمر الله وانطلق في دعوته ولم تكن المصائب والمكائد لتعيقه عن هدفه وطموحه في نصرة الدين .- تأمل في حياة موسى عليه السلام وما لاقى من فرعون وحزبه , فهل كانت هذه المحن سبباً للتوقف والبكاء والحزن ؟ لا , بل واصل وبقي مستمسكاً بالمنهج الواضح والطريق المستقيم حتى نجى في قصة البحر ( والعاقبة للمتقين ) .- وأما إن سألت عن صبر نبينا صلى الله عليه وسلم , فسترى العجائب والغرائب , فقد واجه من المكائد والمصائب ما تشيب له الولدان فكيف كان يفكر ؟ هل كان تفكيره في المصيبة نفسها ؟ هل استسلم لما يلاقيه ؟ أم أنه كان يفكر بكيفية مواجهة هذه الفتن والصبر عليها والثبات على المنهج والتضحية في سبيل إيصاله للناس ؟لقد كان تفكير الأنبياء إيجابياً , وتجمعهم قاعدة : ( الأمل الكبير والتفاؤل العظيم ) مع أن المواجهات لهم كانت في أعلى صورها .وهكذا سار الصحابة والعلماء والأئمة في تعاملهم مع الأزمات , كان يفكرون فيها باعتدال , ولم تكن أبداً سبباً للتراجع أو للفتور والتأخر عن ميادين النصر والنجاح .همسة : إن الذي ينظر في المجتمع فسيرى منكرات بلا شك ، ولكن إذا كان تفكيره أن المجتمع فاسد ولن يتغير ويردد كثيراً ( الله المستعان ) و ( هذا آخر الزمان ) ياترى هل هذا التفكير سيعطيه داعي للانطلاق والتحرك ؟ أو هل سيعطيه دافع للدعوة إلى الله؟ الجواب : لا , لأن تفكيره أقنعه بالقعود .إشراقه : غير تفكيرك وستتغير حياتك.26 الاستفادة من الفشلمن الذي قال لك إنك لن تفشل في حياتك ؟ ستفشل مرات ومرات، ولكن ليس الفشل أن تسقط في الطريق ، وإنما الفشل أن تبقى حيث تسقط. بصراحة :- قد تفشل أنت في بيتك وتحدث خصومة بينك وبين زوجتك ، فهذا الخلل والفشل في الاستقرار الأسري يجب أن تستفيد منه في أن لا يقع مستقبلاً .- إذا وقع ابنك في خطأ ، وزلّت به القدم ، فحاول أن تستفيد من الفشل الذي وقع فيه ، فتسأل نفسك : لماذا فشل ابني ؟ لماذا وقع في هذه المصائب ؟ ادرس أسباب الفشل ؛ حتى لا يتكرر الفشل مرة أخرى.- إذا دخلت في مشروع تجاري ولم تنجح فيه , فلابد أن تقف مع نفسك وقفة محاسبة في أسباب وقوع الخسارة , وما هي الأسباب التي تصعد بك نحو النجاح .- في برامجك الدعوية والعلمية والتربوية قد تسقط في مواطن الزلل , فأنت بشر , فلا تقلق ولاتحزن , بل كن إيجابياً ومتفائلا , والخطأ سينقص مستقبلا بإذن الله تعالى .- يجب أن تعترف بالخطأ مع نفسك وتلتفت للصراحة مع النفس , لأن ذلك سبب الارتقاء من هوّة الفشل إلى أرض النجاح والأمل . ومضة : الفشل نجاح بحد ذاته إذا استطعنا أن نتعلم منه .27 تعلم فن التفويضالتاجر في تجارته لن يكون بطل الموقف لوقت طويل ، فيجب أن يدرب ابنه حتى يخلفه مكانه .الداعية في برامجه , يجب أن يفوض غيره ممن يثق به ويتقن التعامل مع البرامج , لأن المرض ينزل والموت يقطع الأمل .المرأة في البيت , لابد أن تدرب البنات على عمل المنزل ومساعدتها في بعض الأعمال لكي تتفرغ الأم لأعمال أخرى , وبهذا نحقق النجاح الأسري .مدير الشركة أو الدائرة لابد أن يدرب نائبه ويفوضه في بعض الأعمال ليتولى قيادة القسم أو الشركة في حال مرضه أو غيابه , وهذا التدريب والتفويض له أثر في استمرار النجاح في الإدارة لتلك الشركة أو الدائرة لأن النائب يفهم ويتقن كيفية التعامل مع المعاملات والأزمات في الإدارة .ومضة : فوض الآخرين ليساعدوك في استثمار الأوقات ويحققوا النجاح.28 إتقان التواصل بالآخرينجودة العلاقات مع الآخرين من أسرار النجاح ، ويسمونها ( إدارة العلاقات العامة ) .أمثلة :1. إذا كانت علاقتك مع والديك متميزة ومليئة بأنواع البر والرحمة , فسوف تجد منهم مايسرك من الدعاء والدعم المعنوي والمادي .2. زوجتك عندما تحقق العلاقة الحسنة معها فسوف تقف بجانبك لكي تحقق أهدافك الدينية والدنيوية .3. زوجك عندما تملكين قلبه بحسن العلاقة والخدمة فسوف تأتيك الموافقات لكثير من مطالبك .4. في عملك الوظيفي إن كنت جيداً مع رئيسك فسوف تحصل على حوافز وإجازات ومراتب جيدة .5. في علاقتك بالعلماء سوف تنجح في الاستفادة منهم وملازمتهم والحصول على كثير من كنوزهم وفوائدهم .وهكذا , كلما كنت جيداً في العلاقات مع الآخرين سوف تنجح في تحقيق مطالبك وطموحات , فكن ذكياً في إدارة العلاقات , وهذا يتطلب منك ( الذكاء والشجاعة وابتسامة متميزة ) .29 إدارة الأزماتالحياة فيها أزمات، وفيها مصائب كثيرة جداً، فكن ذكياً في إدارة الأزمات . وعند التأمل في الحياة من حولنا نجد أن إدارة الأزمات أمر مهم :1. على الدول .2. على الحكومات .3. على الشركات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة .4. على الرجل في بيته .5. على الرجل في نفسه.أدوية الأزمات :1. إياك أن تبقى حيث وقعت بك الأزمة .2. استفد من الأزمة .3. لا تجعل الأزمة تسيطر على حياتك .4. ضع للأزمة حجماً يناسبها .5. استشر من يعرف الحلول .6. اكتب خيارات للخروج من الأزمة .7. ابدأ بعلاج الأزمة وإياك والتسويف .30 حذار من التسويفالتسويف مشكلة كبيرة ، وتتكرر عند كثير منا مما يتسبب في التأخر عن منازل النجاح .أسباب التسويف :1. التربية على الكسل .2. البيئة الضعيفة .3. الغفلة عن فوائد الجد والانطلاق .4. عدم الرغبة في المجاهدة والمعاناة في طريق النجاح .نماذج تتكرر :1. التسويف في المشاريع الاقتصادية كشراء أرض أو شراء منزل أو فتح محل تجاري يساعد على متاعب الحياة .2. التسويف في إعداد البرامج العلمية أو الدعوية أو التربوية .3. التسويف في البدء بعمل صالح والمداومة عليه شهرياً مثل ( ختم القرآن ) أو ( صيام الاثنين والخميس والأيام البيض ).4. التسويف في إكمال الدراسة أو البحث عن عمل لمن توقف في دراسته .5. التسويف في حل المشاكل الأسرية والنفسية مما يسبب زيادة الهموم داخل المحيط الأسري .31 التأني والهدوءمن أجمل الصفات التي جعلت الناجحين في مقدمة الركب ( التأني والرفق ) وعكس ذلك ( الاستعجال ) الذي يتسبب في فشل أكثر الأعمال , وفي الحديث ( التأني من الله والعجلة من الشيطان ) صحيح الجامع 3011 , فتأمل كيف جعل التأني من الله , أي من توفيقه ومنته وهذا دليل على محبته للتأني .تأمل :1. التأني في اختيار الزوجة أليس سبباً في نجاح الحياة الزوجية ؟2. التأني في اختيار الزوج أليس وسيلةً لنجاح حياة المرأة واستقرارها ؟3. التأني في كتابة المقالات والكتب والخطابات ومراجعتها مرات ومرات .4. التأني في إقامة المشاريع التجارية أو العلمية والدعوية يساهم في إنجاحها وإرضاء الجمهور لها .5. التأني في إعداد وجبات الأطعمة في المنزل أو في المطعم يعين على نجاح الطعام ويضفي عليه الاستمتاع واللذة .6. التأني في اختيار الموظف الذي سيتولى مسؤلية في شركتك وإدارتك , ركناً مهما في نجاح إدارتك لأن الاستعجال قد يجعلك توافق على موظف يكون بوابةً لفشل مشاريعك .7. التأني في حل المشكلات التي ترد عليك سواءً في بيتك أو مجتمعك يجعلك تفكر فيها تفكيراً جيداً متوازناً مما يكون وسيلة للتوفيق إلى الحل المناسب .وهكذا يكون التأني في جميع حياتنا ومشاريعنا سبباً كبيراً في نجاحها .32 الإتقان والجودةنشاهد في حياتنا عدة مشاريع وإنجازات ولكننا لانحب إلا ذلك المشروع الذي يتصف ب ( الجودة والإتقان ) , ونرى شركات تقدم خدمات سواء في الاتصالات أو المبيعات في الملابس أو الطيران ولكننا نميل بقوة إلى من يملك ( الجودة والإتقان ) , ونتابع برامج في القنوات والإذاعات ولكننا لن نثني إلا على صاحب الجودة , ويتعامل معنا في الوظائف عدة زملاء أو موظفين وبالطبع لن يؤثر فينا إلى من عنده صفة ( الإتقان ) في عمله .إن تربية النفس على إتقان الأعمال والبرامج في غاية الأهمية , وهو سر النجاح والتأثير في الآخرين .وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) رواه مسلم ( 3615 ) .ويقول : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) صحيح الجامع ( 1880 ) وفي هذا دليل على محبة الله تعالى للجودة والإتقان , فهل ياترى سيكون ذلك الحب الرباني دافعاً لنا إلى مزيد من الإتقان في أعمالنا ومشاريعنا ؟تأمل :1. إتقان الموظف لعمله وإنجازه ما يُطلب منه بكل جودة يجعل مديره يقدمه على كثير من بقية الموظفين .2. الإتقان في عرض البرامج في القنوات الفضائية وجودة التقديم والفواصل والخلفيات ووضوح الصوت وغيرها من دلائل الجودة , كل ذلك يساهم في نجاح تلك القناة .3. إتقان المواقع الإسلامية وجودة الشكل والمحتوى يجعل الزوار يكثرون من زيارة ذلك الموقع للاستفادة منه .4. الجودة في كتابة المقالات وتأليف الكتب والرسائل العلمية يساهم في نفع الناس والتأثير فيهم بكل قوة ونجاح .5. الجودة في صناعة السيارات يُكسب الشركات مكاسب مالية كبيرة وهذا دليل النجاح.6. إتقان المرأة لعملها في المنزل من ترتيب وطبخ ونحوه من أعمال المنزل يجعل حياتها مع أسرتها في قمة النجاح .7. إتقان خطيب الجمعة لخطبته والإعداد الجيد لها سيجعله من الخطباء البارزين ومن الناجحين والمؤثرين في الساحة الدعوية .وهكذا يكون ( الإتقان ) سبيلاً للنجاح وطريقاً إلى التميز , فكن ذكياً في إتقان الأعمال التي تتولاها لتكون من الناجحين والمؤثرين .ومضة : هناك فرق بين إنجاز العمل وبين إنجاز العمل بإتقان .وأخيراً :قالوا عن النجاح :- النجاح هو ما تصنعه أنت.- فكر بالنجاح.- اطمح للنجاح.- الناجحون لا ينجحون وهم قاعدون ينتظرون النجاح .- الفشل هزيمة مؤقتة تخلق لك فرصة من النجاح.دعاء :اللهم اجعلنا من الناجحين في الدنيا والآخرة , اللهم اجعلنا ممن فاز برضوانك يا رب العالمين , اللهم اجعلنا ممن حقق النجاح في أسرته , وفي عمله، وفي تجارته، وفي علمه، وفي علاقته بربه عز وجل، وفي دعوته للآخرين، وفي تواصله مع الخلق أجمعين.تم الكتاب بحمد ربي ضحى السبت 11 – 4 – 1431 هـ([1]) صحيح البخاري [13/ 239]، صحيح مسلم [1/ 111].
