العربية
المؤلف | عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
من عناية الإسلام بنعمة البصر أنه أمر المسلم أمر المسلم بأن يوجه نظره للتأمل في خلق الله ونعمه وآلاءه، والاستدلال بذلك على كمال عظمته وحكمته وأنه المستحق للعبادة دون سواه، وأمره بغض بصره، وحرم عليه إطلاق البصر في غير ما أحل الله له؛ لأن في إطلاق البصر سببًا عظيمًا في الوقوع في المحرمات، ولذا جاء الأمر في غض البصر قبل الأمر بحفظ الفرج؛ لأن غض البصر من أسباب حفظ الفروج ..
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين، أمَّا بعد:
فيا أيُّها الناسَ: اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى، عباد الله، إن من نعم الله على عباده، من نعم الله علينا نعمة البصر كلك النعمة التي امتن الله بها علينا في غير ما آية من كتابه العزيز قال جل وعلا: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]، وقال: (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) [المؤمنون: 78]، وقال: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ*وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ*وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد: 8 -10].
تلك النعمة التي نبصر بها ونستعين بها في حركتنا وسكناتنا في إقامتنا وفي سفرنا وفي كل أحوالنا نتمتع بالنظر إلى ما تشتهي النفس وراحتها نتقي بها هوام الأرض، ونبتعد بها عن أماكن الضر والأذى نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها ونستعين بها على طاعة الله جل وعلا ونراقب الله فيها، ونعلم أنها نعمة سُنسأل عنها يوم القيامة: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء: 36].
ولعظيم هذه النعمة وأهميتها أولى الإسلام بها أيما عناية فأولاً أمر المسلم بأن يوجه نظره للتأمل في خلق الله ونعمه وآلاءه، والاستدلال بذلك على كمال عظمته وحكمته وأنه المستحق للعبادة دون سواه (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) [الأعراف: 185] قال جل وعلا: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ* ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) [الملك: 3- 4] وقال: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) [الغاشية: 17 - 20].
ومن عناية الإسلام بنعمة البصر أنه أمر المسلم بغض بصره، وحرم عليه إطلاق البصر في غير ما أحل الله له؛ لأن في إطلاق البصر سببًا عظيمًا في الوقوع في المحرمات، ولذا جاء الأمر في غض البصر قبل الأمر بحفظ الفرج؛ لأن غض البصر من أسباب حفظ الفروج، قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
فالإسلام يدعو إلى مجتمع نظيف لا تدار فيه الشهوات كل لحظات فإن في إثارة الشهوات سبب للوقوع في المحظور يقول صلى الله عليه وسلم: «اكفلوا لي ستًا أكفل لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، وحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم» فالبصر رسول القلب فكلما نظر حرك القلب حتى يتقد من أفكار وأمور خطيرة.
أيها المسلم، ومن عناية الإسلام أيضًا أنه أمر بالاستئذان قبل دخول بيوت الغير لأن هذا الاستئذان سبب لراحة أهل البيت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النور: 27] فأمر بالاستئذان قبل الدخول؛ لأن الاستئذان راحة لأهل البيت إذا البيوت أمة راحة الناس تسكن فيه نفوسهم وتطمئن فيها أرواحهم ولا تكون حرمًا آمنا إلا إذا علم أهل البيت وأذنوا لمن يدخل عليهم ودخل عليهم بعلمهم وبإذنهم وبالأوقات الذين يحددونها.
ذلك أن البيوت أماكن تواجد الناس وتساهم في أمورهم فلا يجوز مفاجأتهم والاطلاع عليهم، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً ينظر من جحر باب في إحدى حجره ومعه مدرى يحك بها رأسه، فقال: «لو أعلم أنك تنظر لفقعت به عينك، إنما جعل الاستئذان لأجل البصر»، فالاستئذان إنما جعل خوفًا من أن ينظر العبد ببصره ما أمر قد يعود عليه الشر وعلى أهل بيته بالشر والأذى، ومن عناية الإسلام بالبصر أيضا أنه أرشد الناس إلى عدم الجلوس في الطرقات لأن الطريق يسلكه كثير من رجال ونساء والجالسون في الطرقات ربما يكون هدف بعضهم التطلع إلى عورات النساء ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ»، قالوا يا رسول الله: أماكننا لا بد منها نتحدث فيها، قال: «إِنْ أَبَيْتُمْ الجُلُوسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ»، قالوا: وما حق الطريق؟، قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ».
أيها المسلم: ومن عناية الإسلام بالبصر أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم ربى الشباب المسلم بالرفق واللَّين على حفظ البصر، وكفه عن التطلع النساء الأجنبيات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وكان منصرفًا من مزدلفة إلى منى مردف الفضل بن العباس معه فلما أوقفتهم امرأة تستفتي نظر الفضل إليها ونظرة إليه فصرف وجه الفضل عنها فنظر مع الشق الثاني فصرف وجه عنها وقال: «رأيت شابًا وشابة فخفت أن يحدث بينهما شرًّا».
فانظر إلى هذه التربية السليمة والتوجيه القيم أنه غير وجه ذلك الشاب خوفا من أن ينظر إلى تلك المرأة فلما حول الشاب نظره وجه الأخرى حول وجه أيضا عنها كل ذلك حرص على حفظ البصر وعدم التطلع إلى ما حرم الله، ومنها أيضًا أن الإسلام شاء بالتدرج في حفظ البصر فنهى المسلم عن التمادي في ذلك سأل جرير النبي صلى الله عليه وسلم عن النظرة الفجاءة فقال: «اصْرِفْ بَصَرَكَ»، وقال لعلي رضي الله عنه: «يا عليُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لكَ الأُولَى، وليست لكَ الثانيةُ» أي: النظرة المفاجأة قد تقع لكن لا تتمادى فتتبع النظرة النظرة كما عفي لك في الأولى لا يعفى عنك في الثانية.
ومن عناية الإسلام أيضًا بغض البصر أنه نهى الرجل أن ينظر إلى عورة الرجل والمرأة أن تنظر إلى عورة المرأة ونهى الرجل أن يكون مع الرجل في ثوب واحد وكذلك المرأة فقال: «لاَ يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلاَ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلاَ الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ» كل هذا حمايةً للمجتمع وتنقيةً له وإبعادًا له عن الوقوع في الرذائل، وإن آفة إطلاق البصر آفات سيئة فمن أعظمها أن إطلاق البصر مخالف لأمر الله مخالف لنهي الله فإن الله قال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) [النور: 30]، فمطلق النظر مخالف لهذا الأمر العظيم.
ومن آفة النظر أيضًا أنه وسيلة إلى الوقوع في المهالك وسيلة في الوقوع في الشر الشيطان يستدرج ابن آدم من خطأ إلى خطأ حتى يوقعه في البلاء، ومن آفة ذلك أيضًا من آفات إطلاق البصر أنه يعود بالحسرة على صاحبه فربما يرى أمرًا لا يستطيعه أو أمرًا لا يصبر عنه فيقع في المحذور.
ومن أعظم الآفات أيضًا ما يقع في القلب من التساهل بالمحرمات كمن أكثر النظر وأدامه أصبح عنده الأمر عاديًّا ينظر إلى المرأة ويتدبر ويتفكر دائمًا وأبدًا فيذهب من قلبه الغيرة على محارم الله وتكون المعاصي والسيئات عنده سهلة يسيرة فلا يبالي ولا يتورع.
فعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه وأن يتأدب بآداب الشرع من غض البصر عما حرم الله عليه لأن في ذلك زكاة قلبه (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) [النور: 30] أزكى لقلوبهم أطهر لنفوسهم وأصون لهم عصمة لهم من الخطأ أبعادًا لهم عن مواطن الشر وأماكن الفساد لتكون القلوب قلوب سليمة فإذا صلح القلب واستقام استقامة الجوارح، «إن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها الجسد كله، وإذا فسدت فسد لها الجسد كله ألا وهي القلب»، وإذا استمر البصر على النظر المحرم فإن في ذلك فسادًا للقلب وانحراف له عن طرق السوء، حفظنا الله وإياكم بالإسلام ووقنا وإياكم شر أنفسنا والشيطان إنه على كل شيء قدير، أقولٌ قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله: ربي الإنسان على الإسلام على الخير والتقى على طهارة القلوب وزكاة النفوس، على تهذيب السلوك، على إقامة المجتمع الذي يشعر كل فرد مسئوليته فيتقي الله العبد في نفسه ويراقب أوامر الله ونواهيه فيقف عندما حد له ليكون مؤمنًا حقًّا مستثمرًّا لأمر الله منقاد لشرع الله، إن دعاة الفساد والشر ومن ينادون بإطلاق البصر والاختلاط بين الجنسين رجالا ونساء يدعون أن إطلاق البصر والتساهل في هذه المهمات يذهب العقد النفسية ويخفف الكبت والضغط الجنسي إلى غير ذلك ممن ينادون فيزعمون أن النظر والتحدث الطليق والمحاكاة بين الرجل والمرأة ونحو ذلك أنها أمور تسلي وتذهب الضغوط النفسية والأزمات النفسية وهذا مع مخالف لشرع الله، فإن الواقع من الأمم الذي لا تضبط ضوابط الجنس ولا العلاقة الجنسية تعيش حياة البهائم ينتقلون من خطأ إلى خطأ ومن شر إلى شر فالشذوذ والانحلال الأخلاقي موجود في تلك المجتمعات التي لا تبالي بالضوابط الجنسية والذين هم في أحوالهم كما قال الله: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) [الفرقان: 44] إن المسلم حقًّا يترفع عن هذه الرذائل يترفع عن هذه النقائص.
أخي المسلم: غض بصرك في الطريق وفي الأماكن العامة غض بصرك، واتق الله في نفسك لا تنظر إلى عورات النساء فإنك لا ترضى أحدًا أن يسارق النظر في زوجتك أو ابنتك أو أختك لا ترضى بذلك وتغار على محارمك، فإياك أن تطلق نظرك في النظر إلى عورات النساء، اتقي الله في نفسك وغض بصرك أزكى لقلبك وأطهر لنفسك وأطهر لأخلاقك.
أيتها المرأة المسلمة: اتقي الله في نفسك وتمسك بدينك وعليك بالعفاف وعليك بالبعد عن المناظر السيئة والتعطر أثناء الخروج إلى السوق أو المحادثات الطويلة مع الرجال وقال جلَّ وعلا: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا) [الأحزاب: 32]، إياك والتسكع الطويل وإياك وقضاء الأوقات بالأسواق بلا حاجة إياك، وإطالة الحديث مع الرجال تحدثي بما ينفعك وفي حدود ما تحتاجين إليه وغضي البصر واتقي الله في نفسك.
أيها المسلم: لنتقي الله في أنفسنا ولنراعي حرمات الله، إن هناك مواقع وشاشات تلفزيونية تبث الفجور والسفور وتظهر النساء العاريات قد يتحدثن ويقلن مما يجعل كثيرًا من الناس ينصرفون إليها ويقومون معظم الليل حولها تمتعًا بما ينظرون ويشاهدون وكل هذا من الخطأ فلنتقي الله في أنفسنا ولنعف عن محارم الله.
أيها المسلم: غض بصرك عن امرأة جارك، والنبي يقول: «لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه» ويقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره»، فلنتقي الله في أنفسنا ولنغض أبصارنا ولنعلم أن آداب الشرع آداب لنا حميدة وأخلاق فاضلة فلنتمسك بديننا وأخلاق مجتمعنا وبكريم عاداتنا وأخلاقنا، ولنكن متمسكين حقًّا ولا نصغي إلى أولئك الذين ينادون بتبرج النساء واختلاطهن بالرجال، وعدم التفريق بينهن بدعوى باطلة وأفكار سيئة كلها تنصب في تحرير المرأة من قيمها وأخلاقها وفضائلها وما جعل الله لها من خصوصيات.
فيا أيتها المسلمة: اتقِ الله في نفسك واتقي الله في بصرك غضي البصر، وابتعدي عن مواضع السوء ولا تجعلي للفساق وسيلة إليك من لباس ضيق يبدي نحو قاطع الجسم أو تعطر أو سفور أو نحو ذلك، فليتعاون الجميع على تقوى الله رجالا ونساء، أسأل الله أن يحفظنا وإياكم بالإسلام وأن يستر عوراتنا ويهدينا صراطه المستقيم ويطهر قلوبنا وألسنتنا وجوارحنا مما حرم علينا إنَّه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمد كما أمر ذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56] اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.
اللَّهمَّ آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللَّهمَّ وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمَّ أصلح قادة المسلمين وآلف بين قلوبهم وجمعهم كلمتك على الحق والهدى، اللَّهمَّ أنصر دينك وأعلي كلمتك وأذل أعداءك، اللَّهمَّ من أردنا والإسلام بسوء فجعل شره في نحره وجعل تدميره في تدبيره إنك على كل شيء قدير، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمّ أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك، اللَّهمَّ أمنحه الصحة والسلامة والعافية، وجعله بركته على نفسه وعلى المجتمع المسلم، اللَّهمَّ وفق ولي عهده نايف بن عبد العزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله ووفق الجميع لما تحبه وترضى (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنَّزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللَّهمَّ سقي رحمة لا سقي بلاء ولا هدم ولا غرق، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.