المجيب
كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...
العربية
المؤلف | عائض ناهض الغامدي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - التاريخ وتقويم البلدان |
حسن الظن بالله مع عمل ما أمر الله به من أمور الدين والدنيا على حسب قدرة الإنسان وما في وسعه وحدود طاقته، واقتناص كل فرصة ذهبية سانحة، واستثمار كل حدث بحكمة وعدل وعقل، وتسخير القدرات المالية والبشرية في حفظ دين المسلمين ودمائهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم وبلادهم، هو سبب عودة المسلمين إلى مجدهم وتسلمهم قيادة البشرية إلى الخير ..
حسن الظن بالله مع العمل الصالح والنافع يفتح باب الأمل، ويشجع على الجهاد وبذل الجهد والاجتهاد في زمن كثر فيه الأعداء الطغاة البغاة على المسلمين وانتشر فيه من الفتن ما تدع الحليم حيران.
وهذا المنهج الرشيد السديد حسن الظن بالله مع عمل ما أمر الله به من أمور الدين والدنيا على حسب قدرة الإنسان وما في وسعه وحدود طاقته واقتناص كل فرصة ذهبية سانحة، واستثمار كل حدث بحكمة وعدل وعقلـ، وتسخير القدرات المالية والبشرية في حفظ دين المسلمين ودمائهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم وبلادهم ، هو سبب عودة المسلمين إلى مجدهم وتسلمهم قيادة البشرية إلى الخير.
وهذا قبس من نور الوحي في وقت اشتداد ظلمات الطغيان البهيم لتنير لنا طريق الأمل والنصر ، ومساهمة في تثبيت المؤمنين وخاصة أهل الشام الذي يعيشون في ليالي الطغيان السود الحوالك والذي قد بزغ نور فجرها في أفق العز والشرف والكرامة ويوشك أن تشرق شمس النصر فتحرق خفافيش ظلام الأجرام والعدوان ، وسأذكر هذه القبسات على شكل مبشرات معتمدًا على نصوص الوحي.
البشارة الأولى : أن النصر يأتي في شدة انتفاش البغي والظلم وتسرب اليأس إلى قلوب الرسل فضلا عن المؤمنين، قال الله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:214]. فقوله (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ) يدل على شدة ما أصابهم وزلزلهم من الضراء والبأساء ، وقوله (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) بشارة من الله بالنصر في شدة الكرب ، ووعد من الله لا يخلفه وسيحققه لأوليائه على أعدائه.
وقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [الرعد : 110]، فالنصر يأتي عندما يتسرب اليأس إلى نفوس أفضل المؤمنين يقينًا وهم الرسل، وينزل الله بأسه الشديد بالمجرمين جزاء بما كانوا يعملون.
البشارة الثانية: وعد الله القوي العزيز إنه غالب سيغلب هو وعباده المؤمنين أعدائه وتكون عاقبة الأعداء خزيًا وذلاً ، وهذا عدل من الله مع أعدائه وفضل من الله على أوليائه وإحسان لهم.
قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال : 36]. يقول السعدي : قال تعالى مبينًا عداوة المجرمين وكيدهم ومكرهم، ومبارزتهم للّه ولرسوله، وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته، وأن وبال مكرهم سيعود عليهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) أي: ليبطلوا الحق وينصروا الباطل، ويبطل توحيد الرحمن، ويقوم دين عبادة الأوثان. (َسَيُنْفِقُونَهَا) أي: فسيصدرون هذه النفقة، وتخفّ عليهم لتمسكهم بالباطل، وشدة بغضهم للحق، ولكنها ستكون عليهم حسرة، أي: ندامة وخزيا وذلا ويغلبون فتذهب أموالهم وما أملوا، ويعذبون في الآخرة أشد العذاب. ولهذا قال: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) أي: يجمعون إليها، ليذوقوا عذابها؛ وذلك لأنها دار الخبث والخبثاء.
(قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران : 12]. وكتب الله العز والعزة لرسله والمؤمنين والذل والذلة والصغار على أعدائه : (كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: 20]. وسيحقق الله وعد للمؤمنين بنصرهم ووعده بإحباط كيد الكافرين ومكرهم بالإسلام وأهله.
البشارة الثالثة: نصر المؤمنين حق على الله أكده وكرر تأكيده لتقوية يقينهم بهذا الحق الذي تفضل به وفتح باب التفاؤل لهم ليستمروا في جهادهم وصبرهم وثباتهم على ذلك . قال الله سبحانه : (فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم :47]. وقال الله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد : 7]. وقال الله سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج : 39].
البشارة الرابعة : إن طغيان الظالمين وكثرة فساد الطغاة علامة لزوالهم وهلاكهم، قال الحق عز شأنه وتقدست أسماؤه : (الَّذِينَ طَغَوْاْ فِي الْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُواْ فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر : 11 - 14 ].
البشارة الخامسة: إن الله يجعل الخلفاء في الأرض والغالبين فيها والمالكين لها هم المؤمنون العاملون للصالحات. قال الله تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور :55]. وهذا الوعد الإلهي للمؤمنين وعد دائم ومستمر، وما تحقق في عهد الخلفاء الراشدين والفتوحات الإسلامية، يمكن أن يتحقق لمن بعدهم إذا توفرت الشروط.
البشارة السادسة : أن الله يعاقب الماكر بسوء عمله . وقال الله سبحانه : ( اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) [فاطر : 43]، وقال محمد بن كعب القرظي: ثلاث من فعلهن لم ينجُ حتى ينزل به جزاؤه: من مكر أو بغى أو نكث، وتصديقها في كتاب الله تعالى: ( وَمَكْرَ السَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ) ( إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ) [يونس: 23] (فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)[الفتح: 10].
وهؤلاء الطغاة البغاة قد اجتمع فيهم وجمعوا من المكر أسوأه، ومن النكث أغدره، ومن البغي أبشعه!!!
الخطبة الثانية
البشارة الثامنة : إن نصركم -أيها المؤمنون- من عند الله أرحم الراحمين، والذي فضله ونصره وتوفيقه أقرب إليكم من حبل الوريد، وكلما ازددتم له قربًا بطاعته وتقربتم إليه بتحقيق عبوديته ازداد النصر والفلاح والفوز قربًا إليكم. قال الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ الأنفال : 10]، قال أبو جعفر محمد بن جرير (وما النصر إلا من عند الله)، يقول: وما تنصرون على عدوكم أيها المؤمنون إلا أن ينصركم الله عليهم, لا بشدة بأسكم وقواكم, بل بنصر الله لكم؛ لأن ذلك بيده وإليه, ينصر من يشاء من خلقه (إن الله عزيز حكيم) يقول: إن الله الذي ينصركم، وبيده نصرُ من يشاء من خلقه (عزيز) لا يقهره شيء, ولا يغلبه غالب, بل يقهر كل شيء ويغلبه, لأنه خَلَقَه، حكيم في تدبيره ونصره من نصر, وخذلانه من خَذَلَ من خلقه, لا يدخل تدبيره وهنٌ ولا خَلل. اهـ.
إن النصر من عند الله ، وهذا التحول في واقع الشعوب إلى الله والمطالبة بتحكيم شرعه دليل على إنهم أيقنوا إن النصر لا يأتي إلا من عند الله ، وخاصة عندما يكون المؤمنون أحوج ما يكونون إليه، وعندما يتبرأ الناس من حولهم وقوتهم ويلوذون بحول الله وقوته، وعندما تغلق الأبواب في وجوههم، وتنقطع الأسباب دونهم فعند ذلك ينزل النصر. وهذه قضية عقائدية تكررت مرات عديدة في القرآن وفي تاريخ المسلمين.
واستمع إلى التكبير الذي يجلجل في ملاحم الشام وما يقذف الله في قلوب الطغاة وجنودهم من الرعب (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [ الأنفال : 12].
ولا يتمالك المسلم دموعه عندما تلج الساحات بقولهم: "ما لنا غيرك يا الله"، (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران : 160] (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) [ الملك : 20].
البشارة التاسعة: سيعود حكم الإسلام إلى الشام كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن ابْن حَوَالَةَ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ، مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " رواه أحمد أبو داود والحاكم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَر، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّه، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ" رواه الشيخان.
وهذا دليل صحيح صريح أن القوة ستكون للمسلمين، وأن هذه القوة سيسبقها عودة إلى الإسلام مصدر قوة المسلمين وعزتهم ، وتمسكهم بدينهم سبب ظهورهم ونصرهم وتمكين الله لهم واستخلافهم في الأرض من بعد عدوهم.
والحديث الذي ذكره أبو يعلى وذكره الهيثمي ورجاله ثقات من حديث أبى الدرداء أن النبي قال: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق، وما حوله وعلى أبواب المقدس وما حوله ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة».
البشارة العاشرة : ما جاء في الصحيح من كتب السنة من أحاديث كثيرة في فضل بلاد الشام، نذكر منها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالشام». الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله».أحمد.
ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام فقال: «عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده» رواه أبو داود..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : "والنبي صلى الله عليه وسلم ميَّز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر؛ فهو إخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة، وهذا الوصف ليس لغير أهل الشام من أرض الإسلام ، فإن الحجاز التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان منها: العلم والإيمان والنصر والجهاد، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأما الشام فلم يزل فيها العلم والإيمان ومن يقاتل عليه منصوراً مؤيداً في كل وقت".
هذه بعض بشائر النصر ذكرتها في هذه العجالة ، ومن المهم أن نذكر في هذا المقام بواجبنا الشرعي وحق إخواننا علينا في نصرتهم بكل ما نستطيع (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) [ الأنفال : 72]. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» مسلم.
ولنعلم أن من ساهم في أسباب النصر قبل تحقيقه أجره عند الله عظيم وفضله كبير (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [ الحديد : 10].
ولنعلم أن خطر وضرر ذنوبنا أشد علينا من عدونا، ولا ينصرنا الله إلا بطاعتنا له وعصيان عدونا له، فإذا شاركتنا عدونا في معصيته لله سلّطه الله علينا بسبب ذنوبنا (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران : 165].