البحث

عبارات مقترحة:

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

حصاد الفضائيات

العربية

المؤلف خالد بن مصطفى سالم أبو صالح
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الإعلام والصحافة
لا زال مسلسل الإسفاف وتدمير الأخلاق والفضائل الذي تبثه كثير من الفضائيات العربية مستمرًّا. ولا زال شريط العهر والعري ونبذ القيم السامية والمثل العليا متواصلًا، أما آن لها أن تغلب مصالح الأمة على مصالح بعض ممولي هذه القنوات الشخصية؟ وهذا الكتاب يبين بعض الآثار السلبية لهذه القنوات الفضائية وغير الفضائية.

التفاصيل

حصاد الفضائيات المقدمة أولًا: محاربة العقيدة الإسلامية ثانيًا: إثارة الشهوات ثالثًا: التنكر للأخلاق والقيم والآداب الإسلامية رابعًا: زعزعة الترابط الأسري خامسًا: إهدار الأوقات سادسا: السهر الطويل سابعا: تراجع الوضع الصحي ثامنًا: تهوين الدين والتدين في النفوس تاسعًا: إثارة الفتن والنعرات الحزبية والطائفية عاشرًا: دعم ثقافة الاستهلاك حادي عشر: زيادة معدلات العنف والجريمة ثاني عشر: إضعاف مستوى التعليم ثالث عشر: تزييف الحقائق رابع عشر: سوء التربية خامس عشر: التعرض لغضب الله  حصاد الفضائياتبسم الله الرحمن الرحيم المقدمةالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :فلا زال مسلسل الإسفاف وتدمير الأخلاق والفضائل الذي تبثه كثير من الفضائيات العربية مستمرًّا.ولا زال شريط العهر والعري ونبذ القيم السامية والمثل العليا متواصلًا.أما آن لهذه الفضائيات أن تكف عن هذا السيل الذي لا ينقطع من المواد التي تعتمد على الإثارة الجنسية لدى الشباب والفتيات؟!أما آن لها أن تتجه إلى العمل الجاد والطرح المفيد، الذي يدفع الأمة للتقدم والازدهار والرقي؟!أما آن لها أن تغلب مصالح الأمة على مصالح بعض ممولي هذه القنوات الشخصية؟!أما آن لها أن تكف عن زعزعة العقائد وتعميق الخلافات وإشاعة الفوضى في المجتمعات الإسلامية؟!لقد اعترف الجميع بخطورة تلك القنوات على جميع شرائح المجتمع وبخاصة: الشباب والفتيات والأطفال..ماذا ينتظر من الشاب القوي إذا خلا بنفسه مع هذه القنوات وشاهد النساء الفاتنات والفتيات العاريات، في مشاهد فاضحة يندى لها جبين الفضيلة، ويصرخ من هولها وجه الحياء، ويتفطر من بشاعتها قلب العفاف؟وماذا ينتظر من الفتاة إذا نظرت مثل ذلك من الرجال؟وماذا ينتظر من الأطفال الذين ربّوا على أفلام العنف والجريمة والقتل والتدمير؟كيف يطالب المصلحون والمربون الشباب بالاستقامة، والفضائيات العربية تعزف على وتر الشهوات لتصرف الشباب والفتيات عن معالي الأمور، وتجعلهم عبيدًا لشهواتهم ونزواتهم وأهوائهم وأنفسهم الأمارة بالسوء؟وليت الأمر اقتصر على جانب الشهوات فقط؛ بل إن بعض الفضائيات العربية تخصصت في إثارة الشبهات حول الإسلام وتشريعاته، حتى أصبح كثير من الناس يتجرءون على الإسلام، ويرفضون كثيرًا من تشريعاته وأحكامه، بدعوى عدم مواكبتها للعصر الذي نعيشه.إن الحصاد المر للفضائيات العربية وغير العربية كبير جدًّا، وإن الآثار السلبية التي أفرزتها أعظم من أن تحتويها تلك الرسالة الصغيرة، غير أننا نشير إشارات سريعة إلى أهم تلك الآثار السلبية لهذه القنوات الفضائية وغير الفضائية وهي كالتالي: أولًا: محاربة العقيدة الإسلاميةوهذه المحاربة تأخذ عدة صور منها:1- مساواة الإسلام بالديانات الأخرى:فيأتون بالبرامج التي تتحدث عن الأديان السماوية الثلاثة ويساوون النصرانية واليهودية المحرفتين بالإسلام، ويصححونهما، ويدعون إلى التقارب بين هذه الأديان لإيجاد قاسم مشترك بينها، وهذا لا شك أنه مخالف لقوله تعالى: ]إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[ [آل عمران: 19].وقوله تعالى: ]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[ [آل عمران: 85].وقوله تعالى: ]قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ[ [الكافرون: 1-6].2- إضعاف العقيدة الإسلامية:وذلك لأن معظم النجوم والكواكب من المشاهير سواء أكانوا ممثلين أم مغنين، أم مقدِّمي برامج ليسوا من ذوي الثقافة الإسلامية والالتزام الديني؛ بل إن منهم من ينتمي إلى العقائد الضالة، فتخرج من أفواههم كلمات التشكيك والاستهزاء بالدين والعقيدة، ويتلقى المشاهد هذه العبارات دون أن يستنكروها، وبمرور الوقت تطبع شخصية المشاهد بهذه العبارات التشكيكية والاستهزائية، فيبدأ هو الآخر باستعمالها ولو على سبيل الفكاهة والمزاح.قال تعالى: ]وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[ [التوبة: 65، 66].3- التأثر بالنصرانية واليهودية:وذلك من خلال متابعة شبكات البث التنصيرية وهي كثيرة جدًّا مع ما تقدمه من حوافز وجوائز وإغراءات.يقول الدكتور عمر المالكي: "والأمر الملفت للنظر: وجود شبكة للبرامج الدينية التي تشرف عليها الكنائس، مثل شبكة البث المسيحي (NBB) وشبكة (CBN) والشبكة الأخيرة يصل بها أكثر من 17 مليون عائلة عن طريق الكابل (VTAC) وبرامجها على مدار الساعة تقدم عن طريق القمر الصناعي (SATC3) وتوجد عدة قنوات للبث الديني اليهودي، ومن المقرر بنهاية عام 1990م أن يصل عدد الأقمار الصناعية إلى عدة آلاف"([1]).فكم وصل العدد الآن ونحن في عام 2004م؟!أما فضائياتنا العربية، فتسهم في ذلك بصورة غير مباشرة عن طريق رسم الصور المثالية لهذه المجتمعات الغربية التي لا تدين بالإسلام، على أنها بلاد العدل والحرية وحقوق الإنسان والمساواة، ثم تصور بلادنا العربية والإسلامية على أنها بلاد الظلم والقهر والطبقية وإهدار كرامة الإنسان، فيتأثر المشاهد بذلك أيما تأثر، وقد يميل بعض ضعاف النفوس إلى الدين الذي ينتمي إليه هؤلاء الغربيون ويكره الدين الذي هو عليه.4- إفساح المجال لأصحاب العقائد الباطلة:لقد عمدت كثير من الفضائيات العربية إلى إهمال العلماء الثقات الأثبات، وأفسحوا المجال لأصحاب العقائد الباطلة والمذاهب الضالة، للدعوة إلى عقائدهم ومذاهبهم، وقاموا بتصويرهم على أنهم هم الأبطال الذي يدافعون عن الإسلام في كل مكان.ولم يقتصر الأمر على مجرد مشاركة هؤلاء المنحرفين في بعض الفضائيات؛ بل قاموا بإنشاء فضائيات خاصة بهم وبمذهبهم، وجعلوها منبرًا للدعوة إلى الباطل، وإماتة السنن ولا حول ولا قوة إلا بالله.5- إضعاف عقيدة الولاء والبراء:فالمؤمن لا يحب إلا أهل الإيمان، ولا يوالي إلا أهل الإسلام، أما ميزان الفضائيات فليس هو الميزان الشرعي الذي حدده النبي ﷺ‬ بقوله: «أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله» [رواه أحمد والطيالسي] وهو عند مسلم في الصحيح بلفظ: «أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله».فيأتي المشاهد الضعيف الذي سيطر على فكره وقلبه هذا السيل المدمر من المواد الإعلامية، فيحب لهواه، ويبغض لهواه، ويوالي لهواه، ويعادي لهواه، فهواه آثر عنده من رضا مولاه..فيحب هذا الفنان ولو كان فاجرًا لا يؤمن بالله ورسوله ويحب هذه المغنية، ولو كانت لا تدين بالإسلام.ويوالي هذا اللاعب، ولو كان ملحدًا يسخر من الإسلام وأهله، وهذا من أعظم الفتن والمصائب التي ابتلي بها المتابعون لهذه القنوات الفضائية.قال النبي ﷺ‬: «لا يحب رجل قومًا إلا جاء معهم يوم القيامة» [رواه أحمد والحاكم، وهو في الصحيحة للألباني].6- التشبه بالكفار:وهذا أيضًا مظهر من مظاهر إضعاف الأمة ومحاربة هويتها، والناظر إلى شباب المسلمين وفتياتهم اليوم يجد أن أكثرهم يتعمد التشبه بالغربيين، ويشعر في ممارسة ذلك بالتقدم والرقي والسعادة والنشوة، وكأنه أدرك ما لم يدركه غيره، وفعل ما لم يفعله الأوائل! مع أن الذي يفعله دليل على ضعف الإيمان وضعف الشخصية والانهزام النفسي والشعور بالدونية. والنبي ﷺ‬ يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم» [رواه أحمد وأبو داود]. ثانيًا: إثارة الشهواتإن الناظر في معظم الفضائيات العربية يجزم بأنها لا تسعى لتعميق الإرث الإيماني والثقافي والأخلاقي للأمة؛ بل إنها تشن الغارات تلو الغارات على الفضيلة، من خلال ركام هائل من الأعمال الفنية من غناء وتمثيل ورقص وغير ذلك، ولا تكتفي في ذلك بالأعمال العربية؛ بل تستعين بأفلام أجنبية مترجمة أو مدبلجة.والفضائيات العربية تعزز اليوم من رصيد الانحراف في أوطان المسلمين، وتجعل المرأة وسيلة مسخرة لتحقيق هذه المقاصد، واستمالة قلوب المتابعين وعيونهم إليها.كما أن الفضائيات باتت تشجع الفواحش ومقدماتها، من خلال عرض المناظر المخلة بالأدب، وعبر استثارة الغرائز من خلال أكوام اللحوم الأنثوية والأحداث الغرامية التي تحفز الشباب والفتيات في أوطان المسلمين على سلوك سبيل الفاحشة وإقامة العلاقات المحرمة فيما بينهم([2]).إن إثارة الشهوات وتأجيجها عبر المشاهد الفاضحة، وما يتبع ذلك من الخلل الأخلاقي يؤدي إلى كثير من الجرائم والحوادث التي تدل على خلل رهيب في القيم الاجتماعية.يقول الدكتور: "هربرت بلومر": إن الأفلام التجارية التي تنتشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في معظم موضوعاتها، كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن العادات الجنسية الضارة من الأفلام. وقد ثبت للباحثين أن فنون التقبيل والحب والمغازلة والإثارة الجنسية والتدخين واحتساء الخمر يتعلمها الشباب من خلال السينما والتلفزيون.ومن أخطر ما اكتشفه الدكتور "فردريك ورثام" أن الأطفال في سن الحادية عشرة يتأثرون بالعنف والجنس، ويحبون حياة أشبه بأحلام اليقظة، ويمارسون العادة السرية، ويربطون بين القسوة والعنف والجنس([3]).كفى امتهانًا للمرأة!ماذا يقول دعاة حقوق المرأة عن هذا الامتهان الذي تعانيه المرأة من خلال استخدام جسدها كأداة ترويجية للسلع والبضائع؟لماذا لا تتحرك شفاههم -ولو بكلمة واحدة- في هذا الأمر؟! بينما إذا تعلق الأمر بحجاب المرأة وقرارها في بيتها تراهم يهرفون بما لا يعرفون، ويرغون ويزبدون، بحجة المدافعة عن حقوق المرأة، وكأن حقوق المرأة لا تكون إلا في العري والتحلل من لباس الفضيلة والحياء وإليكم هذا التقرير:"نوقشت رسالة ماجستير بعنوان: "صور المرأة في إعلانات التلفزيون" في إحدى الدول العربية وقد توصل الباحث إلى عدد من النتائج أهمها:1- استخدمت صورة المرأة وصوتها في 300 إعلان من أصل 356 إعلانًا.تكررت الإعلانات قرابة 3000 مرة في 90 يومًا.2- 42% من الإعلانات التي ظهرت فيها المرأة، لا تخص المرأة.3- سن النساء اللاتي خرجن في الدعاية من 15 إلى 30 سنة.4- 76% من الإعلانات اعتمدت على مواصفات خاصة في المرأة، كالجمال والجاذبية.و51% على حركة المرأة.و12.5% استخدمت فيها ألفاظ جنسية([4]).وهذا الأمر في تلفزيون عربي عليه بعض الرقابة، فكيف بالفضائيات؟إن نسبة الجنس في الأفلام والبرامج والمسلسلات التلفزيونية والإعلانات التجارية لا تخفي على الناقد البصير، إذ لا تكاد أي من المواد التي تعرض على شاشات الفضائيات تخلو من الجنس، حتى وإن كانت طبيعة المادة المعروضة تتعارض مع الجنس، أو لا تحتمل مشاهد جنسية، فإنه لمن الممكن أن يتخللها إعلانات تجارية، تتضمن مشاهد مثيرة للغريزة الجنسية أو الإيحاء الجنسي.والجنس المقصود هنا ليس بالضرورة أن يكون فيلما أو مشاهد جنسية خليعة، فقد يكون أيضًا عبارة عن عناق وقبلات بين رجل وامرأة، أو يكون مشهدًا لامرأة شابه عارية، أو باللباس الذي يزعمون أنه لباس البحر للمرأة وهو لباس العهر.ويمكن أن يكون مجرد إيماءات جنسية بوجه امرأة، أو وهي تغني أو ترقص وتتلوى بجسدها، أو حتى إيحاءات جنسية غير مباشرة، مثل حركات الأجسام تحت غطاء السرير، أو مشهد امرأة تدخل غرفة مع رجل، ثم تستدير فتغلق الباب، ووجهها إلى المشاهد، وتؤدي إيماءة جنسية بوجهها أو بعينها، توحي بها إلى المشاهد -حسب تعليمات المخرج- بما سوف يحدث في الداخل، ولا حاجة لنقل وقائع الداخل؛ لأن هذه اللقطة تكفي لتحريك الشهوة الجنسية في النفوس البشرية، فمجرد إلقاء الحجر في المياه الساكنة، يجعلها تمتلئ بالدوائر والاهتزازات([5]).ولنا أن نتساءل الآن: ما الهدف من هذه المشاهد الوقحة والأفعال الدنيئة؟أهذا هو التقدم والرقي والمدنية التي ننشدها؟أهذا هو البناء الحضاري والتنموي الذي نريد إقامة قواعده وأسسه؟أما نتائج متابعة هذه الفضائيات المحتوية على هذا السيل الجارف من المواد الخليعة فهي كالتالي:85% من المشاهدات يحرصن على مشاهدة القنوات التي تعرض المناظر الإباحية.53% قلّت لديهن تأدية الفرائض الدينية.32% فتر تحصيلهن الدراسي.42% يتطلعن للزواج المبكر ولو كان عرفيًّا.22% تعرضن للإصابة بأمراض نسائية، نتيجة ممارسات عادات خاطئة.وكشفت دراسة أخرى ضمن استبانة وزعت على عدد من طالبات الجامعة أن بعضهن دأبن على تسجيل برامج وأفلام إباحية، ثم يتبادلنها بينهن، ثم يكون حديثهن فيما شاهدنه([6]). ثالثًا: التنكر للأخلاق والقيم والآداب الإسلاميةإن متابعة برامج القنوات الفضائية بما تحمله من آثار سلبية، يؤدي إلى ذهاب الحياء والغيرة من أفراد الأسرة.. فالأسرة تجلس أمام الشاشة لتشاهد فنون التقبيل والعناق والعري، ولا تتحرك غيرة الرجل أن يرى ابنته أو زوجته تشاهد تلك المشاهد الدنيئة، بل إنه -في بعض الأحيان- هو الذي يأتي بأبنائه وزوجته لمتابعة هذه الأفلام والمسلسلات المدبلجة وغيرها.فأين مسئوليتك أيها الرجل؟أين أنت من قوله ﷺ‬: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل رع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة عن رعيتها...» الحديث.قال العلامة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله: "وهل ينتظر من النساء قطرة من الحياء، وهن كل ليلة ينسللن من كل حدب إلى حيث تمثل روايات الغرام المهيجة على شاشة التلفاز، حيث ترى المرأة كيف يعمل العاشق مع معشوقته، وما يقع بينهما من حب وغرام وتبادل كلمات التلاقي والشوق المبرح، وما إلى ذلك، وترى ويرى الرجال الرقص الخليع والمخاصرة وغير ذلك.ولو أنها لا تراه إلا مرة واحدة في حياتها، لكفى من فسادها أبد الدهر، ولكنها تراه كل ليلة، يتكرر على سمعها وبصرها، وهي امرأة ضعيفة في عقلها ودينها وفي تفكيرها"([7]).وهكذا تهدم القنوات الأخلاق، فتصور الرجل الكاذب الفاجر الذي لا يكف عن ملاحقة النساء واصطيادهن بأنه ذلك الرجل العصري المثقف الذي تتمنى كل فتاة أن يكون خليلًا لها، ولو لفترة قصيرة من الزمان!وتصور الرجل المتدين الذي لا ينظر إلى النساء، ويبتعد عن الاختلاط بهن أو محادثتهن على أنه رمز للتخلف والرجعية والعقد النفسية.أما الآداب فإنها أيضًا تهدم بواسطة هذه القنوات التي لا تغرس في النفوس أدبًا ولا تسقي سلوكًا نبيلًا بماء الحياء لينمو ويترعرع."فالإسلام شرع الاستئذان، وأمر بتعويد الأطفال الاستئذان قبل الدخول على أبويهم ثلاث مرات في أوقات حرجة، لكن هذا الجهاز هتك ستر الأبوين، ولم يعد للزوجين من أسرار خاصة، ولم يعد لغرفة النوم ولا لفراش الزوجية ذلك الاحترام والاحتشام والسرية والصيانة، بل إن حياة الأزواج مكشوفة في هذا الجهاز بصورة مبتذلة رخيصة، وإسفاف بالغ. فما الغاية من الاستئذان بعد ما تكشفت العورات؟!" ([8]).ومن آثار متابعة البث التلفزيوني على الآداب والأخلاق كذلك: عدم القيام بحق الضيافة، فالضيف قد لا يشعر بترحاب، ولا يجد من يحادثه، ويُلزم بمتابعة ما يتابعون عبر الشاشة. وربما يداخله الشعور بثقله على مضيفيه، وأنه غير مرغوب فيه، وأنهم يستعجلون انصرافه ليتفرغوا لمتابعة برنامجهم.ويعلق "ريوريكوف" عالم الاجتماع السوفيتي على هذه الظاهرة قائلا: وتظهر عادة جديدة: هي استقبال الضيوف والاستمرار بمشاهدة التلفزيون، وكأن الناس لا يأتون لزيارة أصدقائهم، وإنما لزيارة تلفزيونهم([9])! رابعًا: زعزعة الترابط الأسريإن كثيرًا من برامج الفضائيات العربية تعمل على تفكيك الروابط الأسرية وفصم عرى الزوجية، بما تبثه من مواد تحريضية للزوجة على زوجها وللزوج على زوجته.فهي تصور المرأة العربية والمسلمة مهيضة الجناح، مسلوبة الحقوق، لا قيمة لها في بيتها، وإنما هي مجرد خادمة في البيت، أو كسائر قطع الأثاث المنتشرة في أركان البيت وجوانبه.فهذا يؤدي إلى تمرد المرأة على زوجها، ومعاملته كعدو يريد اغتصاب حقوقها والسيطرة الكاملة عليها، ومن هنا تنشأ الخلافات ويحدث الشقاق والفرقة بين الزوجين.ومن ناحية أخرى ينظر الرجل إلى الجميلات الفاتنات من خلال شاشات تلك القنوات، ثم يأتي إلى امرأته ويريد منها أن تكون مثل هؤلاء، كل يوم في هيئة جديدة، غير أن المسكينة لا تستطيع ذلك، لأن المشهد الواحد الذي يراه زوجها في الشاشة يستغرق إعداده أسابيع كاملة، فكيف تستطيع هي أن تكون كل يوم امرأة جديدة؟ ولكن الرجل مع تقليب بصره في وجوه الحسناوات لا يقبل أي اعتذار، ولا يقتنع بأية حجة، فيبدأ في المقارنة بين زوجته وبين الوجوه التي يراها في التلفاز، ثم يذكر لزوجته تلك المقارنات فيستثير حفيظتها، فتبدأ تدافع عن نفسها فتحدث الخلافات.ولو أحكم هذا الرجل أمره لعلم أن نعل امرأته المؤمنة الحافظة لعرضه وماله وأبنائه ألف مرة من وجوه تلك الجميلات الفاتنات اللاتي يتكسبن بعرض أجسادهن على الشاشة دون حياء، ولكن عين الشهوة عمياء!إن كثيرًا من المواد الإعلامية تهون من شأن الخيانة الزوجية، وإنشاء العلاقات المحرمة خارج بيت الزوجية وفي غالب الأحيان توجد المعاذير للزوج الخائن أو الزوجة الخائنة، وتجعل المشاهد يتعاطف مع رجل زان أو امرأته زانية، وقد يسيل المشاهد دموعه الحارة على هذا الرجل أو تلك المرأة.. وهذا -بلا شك- يؤدي إلى تفكك الأسر وانهيار الحياة الزوجية.ومما يذكر في هذا المقام أن راقصة من أشهر الراقصات، ظهرت على إحدى القنوات، وردت للمشاهدين قصة كفاحها المزعوم نحو "القمة"، فقالت: إنها هربت من بيت أبيها وأمها، وتعرضت لأنواع كثيرة من الإهانات والإذلال حتى وصلت إلى قمة الشهرة، وأصبح عندها الملايين من الدولارات..وكان نتيجة هذا الحوار أن هربت عدد من الفتيات من بيوت آبائهن تقليدًا لهذه الراقصة، ورغبة في الوصول إلى ما وصلت إليه من شهرة وثراء!هذا هو تأثير القنوات على الأسرة، ولم نسمع يومًا أن فيلمًا حل مشكلة أسرية، أو مسلسلًا أرسى قاعدة أخلاقية؛ بل على العكس من ذلك، وجدنا الخلافات بين الزوجين بسبب تلك البرامج والقنوات.فكم تحول التلفزيون بأزواج من سمات الطهر والحياء إلى صفات الدناءة والوقاحة!وكم من بيت كانت تخيم عليه السعادة والاحترام والتفاهم والمودة والرحمة، انقلب بسبب القنوات إلى بيت النكد والكراهية والخصام!وكم من زوجين تعاهدا على العيش معًا حتى الممات، قادهما الدش إلى خيانة العهد وانقطاع الود، فما لبثا أن انفصلا بوحي تلفزيوني آثم([10])! خامسًا: إهدار الأوقاتوهذا الأثر السلبي لا يشك فيه عاقل، فإذا كان لدى المرء قناتان محليتان، يضيع في متابعة برامجهما الساعات الطوال في اليوم، فكم سيضيع من الساعات إذا كان لديه مائة أو مائة وخمسون قناة؟!إن مجرد التنقل بين هذه القنوات ومشاهدة بعض ما فيها كفيل بتضييع ساعات اليوم والليلة بكاملها!لو أن بلدًا من البلدان، عدد سكانه عشرة ملايين نسمة، وعدد الذين يشاهدون التلفزيون 25% فقط، ومعدل الجلوس ساعتان يوميًّا فقط، فإنه يهدر من الساعات سنويًّا (10750.000.000) ساعة بل أكثر من ذلك، وتعادل (250.000.000) يوم عمل: مائتان وخمسون مليون يوم عمل!كيف لو صرفت هذه الساعات في طلب العلم، والدعوة إلى الله،ومساعدة المحتاجين، وإقامة المصانع والمعامل، والعمل على الوصول بهذه الأمة إلى موقع الصدارة والريادة بين الأمم([11])!وكيف لو كان عدد سكان هذه الدولة 70 مليونًا؟وكيف لو كانت نسبة المشاهدين تتجاوز 50% من السكان؟ وكيف لو كان متوسط ساعات المشاهدة أربع ساعات فأكثر؟حتمًا سوف تكون الأرقام مضاعفة والنتائج مأساوية.يقول النبي ﷺ‬: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيم علم» [رواه الترمذي وصححه الألباني].فبماذا يجيب امرؤٌ أضاع من سنيّ عمره الستين عشر سنوات أو خمسة عشر عامًا في مشاهدة القنوات ومتابعة التفاهات؟! سادسا: السهر الطويلوهذا أيضًا مشاهد معلوم، بحيث يمكن القول إن الفضائيات قلبت الموازين، فجعلت الليل للمشاهدة والنهار للنوم؛ بل إن كثيرًا من الناس الذين وصلوا إلى مرحلة إدمان الفضائيات، قلصوا فترة نومهم إلى أدنى مستوياتها، بحيث لا ينام أحدهم إلا ساعة أو ساعتين في اليوم، خشية أن يفوته فيلم، أو رقصة، أو مسلسل، أو مباراة، وقد أثر ذلك على الجانب الصحي لدى هؤلاء بصورة سلبية.إن النبي ﷺ‬ كره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، وأوضح العلماء أن الحديث المنهي عنه هنا هو الحديث المباح الذي لا ضرر منه، فكيف بالسهر على المحرمات ومشاهدة الأفلام الخليعة والرقصات الماجنة والتحرشات السافلة؟!لقد سن عز وجل للإنسان نظامًا للعمل والراحة، فجعل الليل للنوم والراحة والسكون، وجعل النهار للعمل والكدّ والنشاط. قال تعالى: ]اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا[ [غافر: 61].والنوم نعمة عظيمة من نعم الله، وفوائده لا تحصى ويكفي أنه حاجة ضرورية للجسم وحق من حقوقه لا يمكن للإنسان الاستغناء عنه أو الإقلال من شأنه، ولكن أسلوب حياتنا العصرية جعلنا نخلُّ كثيرًا بهذا النظام، ونخالف سنة الله تعالى لنا.وقد أكدت جميع البحوث والدراسات في كثير من البلدان التي أجريت فيها تأثير التلفزيون على نظام الوقت بشكل عام، وعلى نظام الليل المخصص للنوم بشكل خاص، وجاء في إحدى الدراسات أن 60% من العائلات اعترفت بأنها غيرت عادات نومها بسبب التلفزيون.وفي مصر أجريت دراسة تبين فيها أن أفضل الأوقات لمشاهدة التلفزيون لدى شباب الجامعات يبدأ من الساعة العاشرة مساء حتى نهاية السهرة!ويقول الدكتور محي الدين عبد الحليم: "ويسهم التلفزيون في تأصيل عادات السهر الطويل لدى الجمهور المصري بصفة عامة، والشباب منهم بصفة خاصة"([12]).ولا شك أن السهر على مشاهدة القنوات ليلًا يؤدي إلى النوم نهارًا، فيؤدي ذلك إلى البطالة وعدم إنجاز الأعمال المطلوبة، وهب أن الإنسان تحامل على نفسه واستيقظ مبكرًا بعد أن سهر على مشاهدة البرامج التلفزيونية، فلا شك أنه سيصبح خاملًا كسلان بحيث لن يؤدي العمل المطلوب منه على الوجه الصحيح، وهذا له تأثيره على جميع قطاعات الدولة التجارية والاقتصادية والتعليمية والصحية والأمنية وغيرها. سابعا: تراجع الوضع الصحيإن المداومة على مشاهدة القنوات التلفزيونية يؤدي إلى تراجع الوضع الصحي بشكل عام، فالسهر يؤدي إلى الإصابة بالأرق وتوتر الأعصاب، واضطرابات جهاز الدورة الدموية، وجهاز الهضم، ويؤدي إلى الانحطاط العام في القوى، والشعور بالتعب، وفقدان النشاط العام.والإدمان على مشاهدة البرامج التلفزيونية يؤدي إلى كثير من الأمراض الأخرى مثل أمراض السمنة، وآلام الظهر، وأمراض العظام والمفاصل؛ نتيجة الجلوس أمام التلفاز لساعات طوال.وهناك أمراض أخرى مثل ضعف البصر نتيجة الإشعاعات القوية التي يصدرها جهاز التلفزيون، وهناك ضعف السمع، والصداع، والقلق، والاكتئاب وبخاصة عند رؤية الكوارث والحوادث المروعة.وقد أظهر استطلاع طبي حول استقبال القنوات الفضائية الأجنبية والعربية وعلاقته بصحة طالبات الجامعة، وجود مرض أطلق عليه "مرض الدش" وذلك لازدياد المترددات على العيادات النفسية والنسائية بين 16-27 عامًا([13]).وذكرت في كتاب: "التلفزيون السم اللذيذ" دراسة لجيري ماندر تحت عنوان: "أربعة أسباب لنبذ التلفزيون" حاول فيها استقصاء النتائج المترتبة على متابعة التلفزيون بإدمان، ذكر فيها أنه أجرى استبيانًا على 2000 من المشاهدين، فكانت النتيجة تردد هذه العبارات بكثافة:- إنه يمتص طاقتي.- إنه يغسل دماغي.- إنه يبعثرني.- إنه يحطم عقلي.- إنه يجعل الناس أغبياء.- إنه يحتل عقلي.- التلفزيون إدمان.- كيف يمكنني أن أبعد أبنائي عنه وأعيدهم إلى الحياة الطبيعية؟- أحس بالبلاهة حينما أكون ملتصقًا هناك أمام الشاشة.- أحس بأولادي مسلوبي الإرادة أثناء التفرج.وقد أكدت إحدى الدراسات أن أشعة التلفزيون قد تسبب تشوهات للجنين، وقد تتعدى إلى قتله قبل أو بعد الولادة، وأكد البحث أن التلفزيون الملون أشدها ضررًا وأكثرها خطرًا([14]). ثامنًا: تهوين الدين والتدين في النفوسوذلك عندما يأتون بشيوخ الفضائيات الذين يحلّون ما حرم الله، ويجرِّئُون الناس على ارتكاب المحرمات ويهونون من الدين والتدين في نفوسهم.فالموسيقى حلال، والتمثيل حلال، وحلق اللحى حلال، والإسبال حلال، والنمص حلال، والاختلاط حلال، وسفر المرأة بدون محرم حلال، وهكذا يأتون بالرخص من هنا وهناك بدعوى عدم تنفير الناس من الإسلام.والواقع أنهم بأفعالهم هذه يصرفون الناس عن الإسلام الصحيح ويجعلونهم يمارسون المعصية بشيء من الاطمئنان بعد أن كانوا خائفين وجلين من اقترافها.قال السيوطي رحمه الله: إن العالم لا يماري، ولا يداري، ينشر حكم الله، فإن قُبل حمد الله، وإن لم يقبل حمد الله.فالعالم الحق يراعي أحوال السائلين، ولكنه لا يتجرأ أبدًا على تهوين الدين في النفوس عن طريق القول على الله تعالى بغير علم.وأكثر من هذا أنهم يأتون بالممثلة والراقصة تفتي في دين الله عز وجل وتبين الحلال والحرام، ومن ذلك أنهم أتوا بممثلة في إحدى القنوات الفضائية تقول: إن مشاهد الإغراء المصورة، لا يؤاخذ الله عليها عبده؛ لأن الله أعظم من أن يؤاخذ عبده على مثل هذه الأعمال!ونَسِيَتْ قول الله تعالى: ]وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[([15]) [الأعراف: 28].ومن جملة تهوين الدين والتدين في النفوس أنهم يأتون بالمبتدعة والدراويش والمشعوذين ويفردون لهم البرامج الخاصة، فهذا يتوسل بالأولياء، وهذا يدعو إلى عبادة القبور، وهذا يدَّعي معرفة الغيب، وهذا يقرأ المستقبل عن طريق الفنجان وكف اليد وكرة الزجاج وغير ذلك.ومن صور تهوين الدين والتدين في النفوس تلك البرامج التي تعتمد على المناظرة بين اثنين اتجاههما متعاكس، فيأتون برجل يحمل الفكر الإسلامي، ورجل آخر يحمل الفكر العلماني أو القومي أو الإلحادي أو غير ذلك، وهم يتعمدون أن يكون الإسلامي ضعيف الحجة قليل الاطلاع حتى تكون الغلبة للشخص الآخر، فيؤدي ذلك إلى زعزعة الدين في نفوس كثير من الناس.هذا بالإضافة إلى عبارات النقد والسخرية من الإسلام وتشريعاته، وقد سمعت أحدهم يقول: إن الإسلام فشل في كذا وفشل في كذا. وقال آخر: وقد ذهب الفكر الإسلامي إلى مزبلة التاريخ، فأي جرم يرتكبه هؤلاء في حق المشاهدين، وما هي الرسالة التي يريدون تقديمها من خلال هذا الطرح المهترئ الذي لا يخلو من أغراض شخصية وتصفية حسابات قديمة! تاسعًا: إثارة الفتن والنعرات الحزبية والطائفيةإن كثير من الفضائيات العربية لا تكون صادقة في تعاطيها مع الأحداث التي تمر ببعض البلدان العربية، ولذلك فإنها تعمل على إثارة الشعوب وتعميق هوة الخلاف بين الرفقاء.فقد ذكر تقرير صادر من اليونسكو ما يلي: "إن إدخال وسائل إعلام جديدة وخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية، أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين، وممارسات حضارية، وغالبًا ما يصاحب فوائد الاتصالات الحديثة آثار سلبية يمكن أن تشيع الاضطرابات بدرجة كبيرة في النظم القائمة([16]).وهذه الفضائيات تأتي بالمنشقين الذين يحاربون بلادهم من الخارج فتصورهم على أنهم مصلحون يريدون الحرية والديمقراطية لبلادهم، تفرد لهم البرامج واللقاءات، مما يؤدي إلى إثارة الفتن وتفكيك عناصر الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع. عاشرًا: دعم ثقافة الاستهلاكوهذه الفضائيات تخدم المشروع الأجنبي بشكل كبير؛ لأنها تعمل على تكريس ثقافة الاستهلاك، بحيث يصبح المشاهد العربي أكثر إقدامًا على الشراء والاستهلاك، فتنتفع بذلك الشركات الأجنبية، وتتقلص عملية التنمية والإنتاج في الدول العربية، يحدث ذلك عن طريق الإعلانات الترويجية، علمًا بأن هناك قنوات خاصة لتلك الإعلانات الترويجية. ويحدث كذلك عن طريق البرامج التي تهتم بآخر صرخات الموضة من أزياء وأدوات تجميل وعطور وغير ذلك.إن الإعلان التجاري ليس منزهًا عن الهوى، إذ تقف خلفه جهات ذات مصلحة خاصة في التحكيم به، بلوغًا إلى التحكم بالزبائن، لذا نرى القوانين في البلدان الغربية، تحدد الوقت والمساحة المسموح بهما للإعلان في التلفزيون والإذاعات كما في الصحافة المكتوبة، كيلا تستحيل وسائط الإعلام منابر للدعاية والإعلان، تتنافس على اجتذاب الزبائن، غير متورعة عن إخفاء حقائق كثيرة وعن المبالغة في إبراز حقائق أخرى، ما من شأنه يورط المستهلك في خطأ التقدير، وفي رداءة القرار([17]).إن النساء في منطقة الخليج العربي تنفق مليارات الدولارات كل عام ثمنًا لوهم الموضة وتشبثًا بسراب صرخاتها وصراعاتها، وهذا -بلا شك- إهدار للثروات وإضعاف للاقتصاد، وضرب للصناعات الوطنية، وسعي غير حميد في ربط العقل العربي والمسلم بالقضايا التافهة التي لا تصنع مجدًا ولا تحرز نصرًا، ولا تحقق تقدمًا. حادي عشر: زيادة معدلات العنف والجريمةوهذا أيضًا عنصر سلبي جديد يتعلق بالأمن؛ لأن كثيرًا من أعمال العنف والجرائم المتعددة تحدث بدافع محاكاة بعض المشاهد العنيفة التي تعرض على شاشات التلفاز.وفي أحد الأفلام اليابانية الذي عرض على شاشات إحدى القنوات مؤخرًا تم إحصاء أكثر من ستين عملية قتل بالرشاشات والأسلحة المختلفة!لقد اهتمت العديد من بلدان العالم المتقدم بدراسة أثر وسائل الإعلام في العنف والجريمة. وفي الولايات المتحدة أكدت دراسة قام بها معهد جالوت أن 70% من الآباء يلقون باللوم على قصص الجريمة وبرامج العنف في الإذاعة والتلفزيون، ويرون أنها وراء ظاهرة جناح الأحداث([18]).وفي عام 1975م منعت الحكومة المكسيكية عرض أكثر من 30 برنامجًا وفيلمًا لأنها طافحة بالعنف والجريمة، ولأنها تؤثر على سلوك المواطنين.وقد أكد "beer werth" وهو أحد القضاة في محاكم الأحداث في الولايات المتحدة لإحدى الصحف أن التمثيليات والبرامج العنيفة التي تعرض على الشاشة الصغيرة، قد جعلت العديد من الشبان يخرجون عن طورهم.وقال قاضي آخر: لقد لاحظت أن انتشار العنف في المجتمع يرجع -عمومًا- إلى السينما والتلفزيون؛ لأنهما يعرضان دومًا البطولة مرتبطةً بحل المشكلات بالعنف.وهجم قاضٍ بريطاني برامج العنف بقوله: إنه اتجاه بشع للعنف والسادية؛ إن هذه البرامج تقدم الجريمة وشرحها على أنها شيء ممتع.ويؤكد العديد من رجال التربية أن برامج العنف التي تستخدم فيها القوة بلا حساب نجد فيها الضحايا يتلقون الضربات القاسية جدًّا، ومع ذلك لا يموتون، بل ينهضون، وفي هذا الصراع يستمرون، وهذا يجعل الأطفال يصلون إلى استنتاج: أنهم يجب أن يمارسوا أقصى درجات العنف لكي يصلوا إلى النتيجة([19]).ولذلك فقد قال الطبيب النفسي "ستيفن باتا" الأستاذ بجامعة كولومبيا: إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التلفزيون هو المدرسة الإعدادية للانحراف!وتدل الإحصائيات الأخيرة التي أجريت في أسبانيا أن 39% من الأحداث المنحرفين قد اقتبسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج العدوانية.وفي دراسة لسلبيات التلفزيون العربي ذكر الباحث أن: 41% ممن أجري عليهم الاستبيان يرون أن التلفزيون يؤدي إلى انتشار الجريمة([20]). ثاني عشر: إضعاف مستوى التعليموهذا واضح، فإن الطالب الذي يقضي معظم ساعات نهاره وليله في متابعة القنوات الفضائية، كيف له أن يجد وقتًا للبحث والدرس والعمل الجاد نحو تحصيل علمي نافع.بل إن هذا الطالب الذي سهر ليله على مشاهدة التلفاز، ثم استيقظ مبكرًا ليذهب إلى مدرسته أو جامعته، هل سيكون مستعدًّا للتلقي بشكل جيد عن أساتذته ومعلميه؟ كيف ذلك وهو حاضر غائب، نائم على نفسه، يفتح عينيه بصعوبة ولا يفكر بشيء إلا في الوقت الذي سيضرب فيه الجرس معلنًا انتهاء اليوم الدراسي الممل..يخبرني البواب أنك نائموأنت متى استيقظت أيضًا فنائم!وهذه دراسة  أجريت عن أثر التلفزيون على تحصيل الطالب، فأفاد 64% ممن شملتهم الدراسة: أن التلفزيون يشغل عن التحصيل والاستذكار. فكيف تكون الحال مع الفضائيات بقنواتها المتعددة، وجاذبيتها الكبيرة([21])؟يقول الدكتور حمود البدر: أثبتت الأبحاث أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرج من الثانوية العامة يكون قد قضى أمام التلفاز 15 ألف ساعة، في حين لم يقض في مقاعد المدرسة أكثر من 10 آلاف و800 ساعة، إذا لم يتغيب درسًا واحدًا.إن إدمان النظر في التلفزيون يؤدي إلى بلادة الذهن، وضعف الحفظ، وقلة الصبر على القراءة والاطلاع بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي يصاب بها بعض الطلاب بسبب رؤيتهم لأفلام الرعب والخوف والعنف، مما يقلل لديهم نسبة التحصيل الدراسي التي تحتاج إلى استقرار نفسي.وبعض المراهقين من الطلاب يتعلق قلبه وفكره بممثلة حسناء، أو مغنية فاتنة، تشغل قلبه وتفكيره، فيتأخر في الدراسة بعد ما كان متقدمًا، ويتدنى بعدما كان مبرزًا، وينسى بعد ما كان حافظًا، مما يؤدي إلى الإخفاق الدراسي([22]).تأمل..- لاحظ مدير مديرية غياب ثلث التلاميذ في الفترة الصباحية، وبعد البحث والمراقبة، تبين أن صاحب بناية مهجورة، يعرض على شاشة تلفزيونية مسلسلات جنسية على الطلاب الغائبين الهاربين، فألقى القبض عليه.- لاحظ مدرس أن بعض تلاميذه ينامون أثناء الشرح، أو يتأخرون عن الحصة الأولى؛ لأنهم يواظبون على مشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة([23]). ثالث عشر: تزييف الحقائقتقوم كثير من القنوات التلفزيونية بتزييف متعمد للحقائق ونشر الأكاذيب..فالتقدم والرقي ليس بالعلم والبحث والنظر والاكتشاف والجدية في العمل والإنتاج والصبر والمصابرة، وإنما التقدم والرقي في نظر كثير من الفضائيات العربية في الغناء والرقص، والفيديو كليب، وتقليد الشباب الغربي في ارتداء الجينز ولبس السلاسل الذهبية والنمص والتخنث وغير ذلك.ومن تزييف الحقائق ترسيخ المفاهيم الخاطئة في أذهان المشاهدين، ومن ذلك تمجيد المشاهير من الفنانين والفنانات، والراقصين والراقصات، والمغنيين والمغنيات، واللاعبين واللاعبات، وتقديمهم على أنهم نجوم المجتمع الذين يقدمون للأمة أعظم الخدمات والتضحيات بفنهم وغنائهم ورقصهم ولعبهم، وأنهم بذلك أهم من العلماء والمخترعين والمهندسين والأطباء.تأتي هذه الفضائيات لإبراز هؤلاء النجوم والكواكب والشموس والأقمار، ثم تصب جام غضبها على المدرس المسكين فتبرزه في أقبح صورة، حتى تسقط هيبته من نفوس الطلاب، ولا يعد لكلامه وتوجيهاته أدنى قيمة.وتأتي هذه القنوات إلى أعمدة تاريخنا الإسلامي العتيد، فتناولها بالكثير من التشويه والتزوير والمغالطة، كما فعلوا مع هارون الرشيد الذي صوروه على أنه زير نساء لا يعيش إلا وسط الجواري والنساء والخمور والسهرات الحمراء.مع أن المعلوم عن هارون الرشيد رحمه الله أنه كان عابدًا مجاهدًا، يغزو عامًا ويحج عامًا، يتأثر بالموعظة ويبكي من التذكير، وله بعض الهنات مغمورة في بحار حسناته رحمه الله، غير أن هذه القنوات تأتي إلى تلك الهنات فتنفخ فيها حتى تجعلها كالجبل، وتنسج عليها أشياء أخرى باطلة، ثم تقدم هذا الغثاء للمشاهد الذي لا يفرق في الغالب بين الحق والباطل مما يقدم له، فترسخ في ذهنه تلك الصورة المشوهة عن هذا البطل الإسلامي العظيم([24]).والأخطر من ذلك إبراز بعض الأفراد أبطالًا عالميين، للأدوار التي قاموا بها في التأثير على سلوك المجتمع المسلم واختراق حدود الدين والفضيلة فيه. ومن أمثلة ذلك: نجيب محفوظ الذي منح جائزة نوبل، وهو أول عربي ينال هذه الجائزة، وذلك لرواياته ومسرحياته الهابطة التي تدعو إلى تغيير كثير من أنماط السلوك السوي في المجتمع المسلم.وانظر إلى ما قاله مسئول في الأكاديمية السويدية، وهو يسلم ابنة نجيب جائزة نوبل حيث قال: "إن الأكاديمية لا تنسى تلك الرواية العالمية التي كتبها نجيب، والتي أعلن في نهايتها موت الإله" تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا"([25]). رابع عشر: سوء التربيةيشكو العديد من الآباء والأمهات من سلوك أبنائهم السيئ، وبخاصة الكذب، فتراهم حائرين من هذا السلوك ويتساءلون من أين تعلم الولد أو البنت الكذب، وهو لم يجرب علينا كذبًا قط؟والجواب: أغلب ما يشاهده في القنوات يعلِّمه الكذب، أفلام الكرتون مبنية على الكذب والخرافات، التمثيل في أصله كذب، الألعاب البهلوانية والسحرية كذب، فكيف لا يتعلم الولد الكذب؟ومثل ذلك السرقة، والعنف، والتدخين، وعقوق الوالدين، والقسوة، والصحبة السيئة، والإدمان، والمعاكسات، والوقوع في الفاحشة، كل هذه السلوكيات السيئة تسهم القنوات الفضائية وغير الفضائية في ترسيخها وتحسين صورتها لدى الشباب والفتيات.فالسرقة: ذكاء وخفة يد وفهلوة.والإدمان والعنف والقسوة: شجاعة ورجولة.والمعاكسات والفاحشة: من مقتضيات سن الشباب، والجميع يمرون بهذه المرحلة.والتدخين: من الصغائر، وغدًا يقلع عنه.وعقوق الوالدين: طيش شباب.وتعاطي جميع المحرمات: الله غفور رحيم..أليست هذه هي المفاهيم التي يروجون لها ويزرعونها في نفوس الناشئة والأجيال؟كيف نرجو خيرًا لأبنائنا ومن أبنائنا، بعد أن أصبحت هذه القنوات بما فيها من شر وفساد هي المربي والموجّه والمعلّم؟أين دور الآباء والأمهات وقد سمحوا لأولادهم أن يتلقوا قيمهم وأخلاقهم من قوم باعوا أنفسهم وأخلاقهم ودينهم بزخرف من الدنيا زائل؟وقد تنبه إلى ذلك أحد المربين فقال: لن آتي إلى بيتي بمن يشاركني في تربية أبنائي، يقصد التلفاز.. خامس عشر: التعرض لغضب اللهوهذا الأثر هو النتيجة الطبيعية لتلك الآثار التي سبق ذكرها، ولعل شخصًا يجادل في ذلك فيقول: هل كل من يشاهد برنامجًا ولو لم يكن فيه محذور شرعي يغضب الله عليه؟نقول لهذا: لا، فإن حديثنا ليس عن مثل هذه البرامج الهادفة المفيدة الخالية من أي محذور شرعي، ولكن حديثنا كان عن القنوات التي لا تلتزم بالحدود الشرعية ولا بقواعد الحلال والحرام، فمنها من يتكئ على جانب الشهوات فتنشر الفساد والرذيلة والعري والمجون، ومنها من يتخذ جانب الشبهات منطلقًا لها، فتزرع الفتن والاضطرابات والخصومات بين المجتمعات.والمشاهد لهذه القنوات الذي أدمن على متابعتها والاستمتاع برؤيتها لا شك أنه يعرض نفسه لغضب الله عز وجل؛ لأنه يرتكب عددًا كبيرًا من المحرمات الشرعية ومن ذلك:1- تضييع الصلوات:والإضاعة تشمل الترك بالكلية وتشمل كذلك تأخير الصلوات عن مواقيتها وترك الصلاة في المساجد مع المسلمين بحجة متابعة المسلسل، أو الفيلم أو المباراة.فينبغي أن يعلم أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها من أجل مشاهدة برنامج تلفزيوني من أي نوع كان، فقد حذر الله من ذلك فقال تعالى: ]فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ[ [الماعون: 4، 5]، أي الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها المعلوم.. فإذا كان تأخير الصلاة لا يجوز حتى في أصعب المواقف وأخطرها وهي الحرب، فما هو دون الحرب أولى بعدم تأخير الصلاة من أجله، وشتان بين خوض حرب، وبين مشاهدة تلفزيونية([26])...!ومما يدل على إهمال هذه القنوات للصلاة، أنها لا تلتفت نهائيًّا للإعلان عن مواقيت الصلاة، مما يقلل من أهمية الصلاة لدى الصغار والكبار([27]).إن كثير من المسلمين يتكاسلون عن الصلاة حينما يكونون أمام هذا الجهاز، فلو جاء وقت الصلاة في أثناء الفيلم المثير، فإن كثيرًا من المشاهدين يتابعون الفيلم ويتركون صلاة الجماعة، وقد يخرج عليهم وقت الصلاة بالكلية، وكذلك الحال عند مشاهدة المباريات والمسلسلات والبرامج الأخرى.كما أن السهر إلى ساعات متأخرة من الليل على المشاهدة يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر حتى يخرج وقتها، وهذا من أعظم المصائب التي ابتلي بها المشاهدون لهذه القنوات التلفزيونية([28]).2- تضييع الصيام:أعني بذلك صيام رمضان، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومع أنه شهر واحد في العام، إلا أن شياطين الإنس أبوا أن يسلم للمسلمين صيامهم، فتفننوا في إنتاج البرامج المثيرة، التي أنفقوا عليها الملايين، من أجل صرف المسلمين عن ربهم في هذا الشهر الفضيل.فيسهر كثير من الناس على مشاهدة القنوات من أفلام ومسلسلات ومسابقات وفوازير وغير ذلك، ثم ينامون قبل صلاة الفجر أو بعدها، ويستغرقون نهارهم في النوم حتى يستيقظوا قبيل الغروب، فلا صلاة، ولا صيام، ولا قراءة قرآن، ولا ذكر، وكل ذلك بسبب هذه الشاشة الصغيرة.3- إطلاق البصر:ومن المحرمات التي يتعرض لها المشاهد لهذه القنوات: إطلاق البصر في وجوه وأجساد الحسناوات، وإطلاق النساء والفتيات أبصارهن في وجوه وأجساد الرجال، والنظر -كما قيل- بريد الزنا، ومبدأ كل الحوادث كما قال الشاعر:كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطر يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر ولخطورة البصر أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر فقال تعالى: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ[ [النور: 30، 31].وعن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله ﷺ‬ عن نظر الفجاءة، فقال: «اصرف بصرك» [رواه مسلم] هذا في شأن نظر الفجأة غير المتعمد، فما حال الذين يتعمدون النظر إلى الأجسام العارية والمشاهد الفاضحة؟وقال أبو بكر المروزي: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: رجل تاب وقال: لو ضرب ظهري بالسياط، ما دخلت في معصية الله، إلا أنه لا يدع النظر؟ فقال: أيُّ توبة هذه([29])!ليشير إلى أن التوبة الصادقة لا تصح مع الإصرار على المعصية وعدم تركها.4- سماع الغناء والموسيقى:وهذا السماع محرم؛ لقوله تعالى: ]وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ[ [لقمان: 6].قال ابن مسعود: لهو الحديث هو الغناء.وقال النبي ﷺ‬: «يكون في أمتي قوم يستحلون فيه الحر والحرير والخمر والمعازف» [رواه البخاري].وإذا صاحب الغناء والموسيقى تلك الرقصات الآثمة أو ما يسمى بأغاني الفيديو كليب، وهي عبارة عن استعراضات للأجساد العارية والحركات الجنسية الفاجرة، إذا انضاف إليها ذلك زاد تحريمها وأصبحت ظلمات بعضها فوق بعض.وهناك منكرات أخرى منها:5- إقرار المنكر والسكوت عليه.6- الجهر بالمعصية إذا كانت المشاهدة مع الأهل أو الأصدقاء.7- تضييع أمانة الأولاد وهذا في حق الوالدين.8- الغفلة عن الله والدار الآخرة.9- الاستهانة بالذنوب والمعاصي.10- تعود الكسل والخمول والسلبية.11- الوقوع تحت تأثير الغزو الفكري والتسليم للنموذج الغربي في كل شيء.صرخة نذير([30])1- قد قلت قول الحق يا إخواني وبه نصحت القاصي ثم الداني 2- يا من جلبت الدش رفقًا إنما أفسدت ما في البيت من غلمان([31]) 3- خنت الأمانة في الشباب وفي النسا وجعلت بيتك مُنتدى الشيطان 4- خنت الأمانة في البنات ولن ترى منهن برًّا إنهن عواني 5- ترضى لنفسك أن تكون مُفرطًا في الدين والأخلاق والإيمان 6- ترضى لنفسك أن تكون مُزعزعًا لقواعد الإسلام والإيمان 7- ترضى لنفسك أن تكون مروجًا لبضاعة الكفران والخسران 8- أفسدت ما في البيت من أخلاقه أذهبت ما في البيت من إحسان 9- أدخلت في البيت الضلال مع الخنا والفسق بعد تلاوة القرآن 10- أين الصلاة وأين ذكر مليكنا (فالذكر للإنسان عمر ثان) 11- أين الصيام وأين طاعة ربنا ذهبت فلم يبقَ سوى العصيان 12- أين الزكاة وأين شكرك للنعم لم يبق من ذاك سوى النكران 13- ذهب الحجيج إلى معالم فوزهم وذهبت أنت بصحبة الشيطان 14- أين ازديادك من عبادة ربنا ضل الفتى وتمادى في الطغيان 15- أسلمت فكرك للضياع وللهوى وخسرت عمرك يا أخا العصيان 16- وتسير في درب الضلالة والهوى في شاشة غصت من النسوان 17- اليوم فيلم رقصة ومسلسل خمر وأغنية وزوج زان 18- وغدًا تتابع من قناة غواتهم لترى وتسمع هذا بالمجان 19- تستقبل البث المباشر ضاحكًا قد أفسدتك برامج وأغان 20- وتظل طول اليوم -ويحك- باحثًا عن أفحش الأفلام والنسوان 21- أنسيت أنك ميت ومفارق والقبر بيتك صحبة الديدان 22- أنسيت أن الموت يأتي بغتة فيزيل منك نضارة الشبان 23- كم من فتى قد كان بين لِدَاتِه كالغصن من زهر ومن ريحان 24- أمسى صريعًا قد خلت حجراته ويح الفتى قد لف في الأكفان 25- واروه في جدث وغطوا وجهه وبكوا عليه بدمعة الأحزان 26- تركوه منفردًا وحازوا ماله وكأنهم لم يعرفوه ثوان 27- أين المفر وقد ظللت مسوفًا أين المفر وقد أتى الملكان 28- يلقون أسئلة عليك معدة من ذي الجلال وخالق الأكوان 29- من رب هذا الكون من ذاك النبي ما دينك المحفوظ بالأركان 30- فتقول لا أدري سمعت مقالة وظننت هذا اليوم ليس بدان 31- وبدا عليك الاضطراب وبعدها عوقبت بالضرب على البهتان 32- ضرباك ضربًا بالحديد مفظعًا هذي عواقب طاعة الشيطان 33- فتقول رب اجعلني أعمل صالحًا وأكون عبدًا خالص الإيمان 34- فيقول: (كلا) إنما هي فرصة ضيعتها قد بؤت بالخسران 35- وجهنم فيها العذاب ملونًا هذا انتقام الخالق الديان 36- فأفق أخي ودعك من طرق الهوى واكسر طباق الكفر والطغيان 37- واقبل دعاء المؤمنين ولا تكن متكبرًا عن طاعة الرحمن 38- واسأل إلهك زوجة موصوفة بالطهر والإيمان والإحسان 39- فإذا هديت لمثلها يا صاحبي فاعضض عليها بخالص الأسنان 40- قدم إليها النصح لا تك باخلًا أحسن إليها أُخَيَّ كل أوان 41- ارفق بها في غدوة أو روحة فالرفق خلق نبينا العدنان 42- فإذا رأيت تغيرًا في خلقها فالجأ لربك طالب الغفران 43- فالذنب يورث حسرة وتغيرًا في الأهل والأبناء والجيران 44- واسأل إلهك جنة مملوءة بزخارف اللذات والألوان 45- فيها الثمار وفيها كل جميلة حسناء كالياقوت والمرجان 46- لا يعتريها الحيض أو بول ولا عرق ولا ما خص بالنسوان 47- بكر حصان لم يمس ثيابها عفريت جن أو يدا إنسان 48- تاقت لصاحبها وطال دعاؤها يا رب أين العابد الرباني 49- واحفظ شبابك يا أخي فإنما دنياك هذي دقائق وثوان 50- وأنب وتب واقلع واقصر واهجرن سبل الغواية لا تكن متواني 51- واقصد سبيل الحق لا تك مبطلًا فالحق أبلج يا أخا العرفان 52- واعلم بأن العين تزني بالنظر وكذاك تزني اليد والرجلان 53- واعلم بأن زنا الفروج نتيجة لزنا العيون فلا تكن شهواني 54- فاحفظ أخي العين لا تزني بها فزنى العيون برؤية النسوان 55- واحفظ يديك من المسيس لما حرم واحفظ كذاك الرجل من عصيان 56- واحفظ لسانك من شرور قد فشت إن اللسان يكب في النيران 57- فاحبس لسانك يا أُخَيَّ وكن له متعهدًا كتعهد السجان 58- إن اللسان إذا تركت قياده كان الهلاك حليف عبد جان 59- ثم الصلاة مع السلام على النبي الكامل الأخلاق ذي البرهان وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.([1]) البث المباشر ص(55).(([2] قيمنا في موازين الفضائيات العربية، لخالد الشايع ص(9، 10).(([3] بصمات على ولدي ص (28، 29).(([4] موجة دش، لإبراهيم الغامدي ص(18، 19).(([5] جسمك والتليفزيون، لعدنان الطرشة ص(74، 75).(([6] القنوات الفضائية وآثارها، لخالد الشايع ص 13،14.(([7] الفضائيات والإنترنت لعصام الشايع ص(51) نقلًا عن التلفاز وحكمه لسماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله.(([8] بصمات على ولدي ص (12).(([9] السابق ص(7، 8).(([10] الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتليفزيون، لمروان كجك ص(163) بتصرف يسير.(([11] انظر البث المباشر ص(77).(([12] جسمك والتليفزيون ص(27).(([13] القنوات الفضائية وآثارها ص(14).(([14] المتهم الأول: لوحيد بالي ص (40،41،43). ومن أحسن الكتب التي ذكرت الأضرار الصحية للتليفزيون بالتفصيل. كتاب "جسمك والتليفزيون" لعدنان الطرشة، فهو عمدة في هذا الباب.(([15] القنوات الفضائية وآثارها ص(25) والفضائيات والإنترنت ص(37).(([16] البث المباشر ص (65).(([17] أثر التليفزيون في تربية المراهقين لنزها الخوري ص(53).(([18] تأثير التليفزيون على الأسرة، للدكتور محمد خضر ص(60).(([19] السابق ص(63، 64).(([20] البث المباشر ص(66).(([21] موجة الدش ص(10، 11).(([22] المتهم الأول ص(37، 38).(([23] تأثير التليفزيون على الأسرة ص(119، 120).(([24] انظر: بصمات على ولدي ص(13-30).(([25] البث المباشر ص(75).(([26] جسمك والتليفزيون ص(141).(([27] الفضائيات والإنترنت ص(26).(([28] انظر المتهم الأول ص(90).(([29] المنتقى من ذم الهوى ص(62).(([30] نظمها خالد أبو صالح.(([31] هذا لا ينطبق إلا على القنوات المتخصصة في الفساد والإفساد والشهوات والله المستعان.