الرقيب
كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحج |
إن الفوزَ الأعظمَ والفلاحَ الأتمَّ في اغتِنام أوقات هذا الشهر بالمُبادرة إلى الطاعات، والمُسارعة إلى فعل القُرُبات، والجُودِ بكلِّ برٍّ بأنواعه المُختلفة، فلقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان. وإن الخسارة الكُبرى التي لا تُعوَّض في الإهمال والتفريط وتضييع أوقات هذا الشهر سُدى؛ ..
الحمد لله الرحيم الرحمن، الحمد لله على شهر رمضان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الديَّان، وأشهد أن نبيَّنا ورسولَنا محمدًا عبدُه ورسولُه سيدُ ولد عدنان، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-؛ فمن اتقى اللهَ وقاه، وأسعدَه ولا أشقاه.
أيها المسلمون: هنيئًا لكم هذا الشهر، أعاننا الله فيه على الصيام والقيام، وجعلَه شهرَ خيرٍ وبركةٍ وأمنٍ وسلامٍ على المُسلمين.
إخوة الإسلام: إن بلوغَ هذا الشهر نعمةٌ كُبرى، ومنَّةٌ عُظمى، إنه شهرُ الخيرات والبركات، فيه تُكفَّرُ السيئات وتُرفعُ الدرجات.
يقول نبيُّنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-: "من صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه". متفق عليه.
فكن -أيها المسلم- مُغتنمًا لحظاته فيما يُرضِي اللهَ -جل وعلا- تفُز وتغنَم، فلقد قال رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاء رمضان فُتِحت الجنة، وغُلِّقت النار، وصُفِّدت الشياطين". متفق عليه.
معاشر المسلمين: إن الفوزَ الأعظمَ والفلاحَ الأتمَّ في اغتِنام أوقات هذا الشهر بالمُبادرة إلى الطاعات، والمُسارعة إلى فعل القُرُبات، والجُودِ بكلِّ برٍّ بأنواعه المُختلفة، فلقد كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان.
وإن الخسارة الكُبرى التي لا تُعوَّض في الإهمال والتفريط وتضييع أوقات هذا الشهر سُدى؛ فكيف بتضييعها في المعاصي وفعل السيئات؟!
صعد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المِنبرَ فقال: "آمين" ثلاثًا. فقيل له. فقال: "إن جبريل أتاني فقال لي: رغِم أنفُ امرئٍ أدركَ شهرَ رمضان فلم يُغفَر له فدخل النارَ، فأبعدَه الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين".
فيا أيها المسلم: احبِس نفسكَ على طاعة الله -جل وعلا-، وعلى فعل كل سببٍ يجعلُك وليًّا من أولياء الله، واعكُف بقلبك وجوارِحك على ما ينفعُك في آخرتك، فهذا هو الفوزُ الأعظم، وهذا الطريقُ طريقُ عاقبة الجنة التي هي أكبرُ معمول ومسؤول.
نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلَنا وإياكم ممن يُرضِي خالِقَه، وأن يجعلَنا من المُبادرين إلى الطاعات.
يقول ربُّنا -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].
بارك الله لي ولكم في القُرآن، ونفعَنا بما فيه من الآيات والفرقان، أقولُ هذا القولَ، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أحمد ربي وأشكُره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: إن أعظمَ الأعمال فضلاً: تلاوةُ القرآن بتدبُّرٍ وتعقُّلٍ وتمعُّنٍ، خاصَّةً في هذا الشهر؛ فهو شهرُ الصيام وتلاوة القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة: 185].
أيها المسلمون: اجتهِدوا في هذا الشهر بالابتِهال والتضرُّع للمولَى -جل وعلا-، واصرِفوا صادقَ دعائِكم أن يُصلِح الله أحوالَ المُسلمين، وأن يحفظَهم في كل مكانٍ.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم..."، وذكرَ منهم: "...الصائم حين يُفطِر". وفي روايةٍ: "حتى يُفطِر".
إخوتي أئمةَ المساجد: اجتهِدوا في تطبيق السنةِ في دعاء القُنوت؛ فهذه هي البركةُ الكُبرى، إنها تطبيقُ سنة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، فذلك أعظمُ سببٍ لاستِجابة الدعاء، واجتنِبوا السَّجعَ المُبالَغ فيه، فلقد قال ابنُ عبَّاسٍ -رضي الله عنه- لإمامٍ من الأئمة: "واجتنِب السَّجعَ؛ فإني وجدتُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتنِبونه".
احرِصوا على الإخلاص والصدق، وتجنَّبوا الاعتداءَ في الدعاء، وتجنَّبُوا التطويلَ الذي يشقُّ على المُصلِّين.
جعلَني الله وإياكم من المُطبِّقين لسنة نبيِّنا محمد -عليه أفضلُ الصلاة والسلام-.
اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المسلمين، اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين.
اللهم عليك بأعداء المسلمين، اللهم عليك بأعداء الإسلام والمسلمين، اللهم أبطِل مكرَهم وكيدَهم، اللهم أبطِل مكرَهم وكيدَهم. اللهم اجعل هذا الشهر شهر خيرٍ وبركةٍ وأمنٍ وأمانٍ وسلامٍ على المُسلمين، اللهم فرِّج فيه هُمومَهم، ونفِّس فيه كروبَهم يا حي يا قيوم، اللهم احفَظهم بحفظِك، واكلأهم برعايتك وعنايتِك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.