البحث

عبارات مقترحة:

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

أهمية المساجد في الإسلام

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. بيان الأمور المرغوب فعلها في المساجد .
  2. بيان الأمور المنهي فعلها في المساجد .
اهداف الخطبة
  1. تحبيب الناس في المساجد
  2. تعظيم حرمة المساجد في أنفس الناس

اقتباس

وكذلك الروائح الكريهة المحرمة على الإطلاق في كل زمان ومكان: كالتتن, والنارجلات, وجميع المستخبثات.
والاعتناء بالمساجد, وكنسها, وتنظيفها, وتطييبها, وإكرامها, واحترامها, وعمارتها، من الأعمال المرغب فيها شرعاً؛ وذلك لأنها أحب البقاع إلى الله في الأرض, وهي ...

الحمد لله الذي هدانا للإسلام ورضيه لنا ديناً، ووفقنا لعبادته وطاعته، ونسأله أن يزيدنا يقيناً، ونشكره على نعمه التي أعطنا إياها حيناً فحيناً، ومن نعمه, ومحاسن دينه, هذه الاجتماعات الإسلامية, في مساجده التي أمر برفعها, وتعميرها ظاهراً ودينا، ويؤدي فيها أفضل شعيرة من شعائر ديننا، وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة نقولها مخلصين له صدقاً ويقيناً. وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله, وخليله الذي جاهد في الله حق جهاده, وكان صادقاً وأميناً، صلى الله عليه وعلى آله, وأصحابه الذي تمسكوا بدينه, ولم يخرجوا عن شريعته شمالاً ولا يميناً، وسلم تسليماً طيباً مباركاً, كما يرضى ربنا, طاعة منا له وديناً.

أما بعد:

  فيا عباد الله, اتقوا الله تعالى حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واعلموا- رحمكم الله- أنكم لن تنالوا جنته, إلا باتباع رضاه, وأن من رحمته جعل الأسباب الموصلة إلى جنته متعددة؛ حتى يتمكن المسلم من مدافعة خطاه، ويطيع ربه ويتبع رضاه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع وستون– أو بضع وسبعون- شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

ومن الأعمال الصالحة والأفعال الطيبة: تنظيف المساجد التي هي بيوت الله, وتطهيرها وإزالة الأذى منها. جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن أعمال أمتي تعرض يوم الاثنين والخميس". وقال: " أزيلوا القذى من المسجد, كما يزال من العين الأذى".

والاعتناء بالمساجد, وكنسها, وتنظيفه, وتطييبها, وإكرامها, واحترامها, وعمارتها، من الأعمال المرغب فيها شرعاً؛ وذلك لأنها أحب البقاع إلى الله في الأرض, وهي بيوته التي يعبد فيها ويوحد، ويركع له فيها ويسجد.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أمر الله بتطهيرها من الدنس, واللغو, والأقوال والأفعال التي لا تليق بها.

وروى ابن ماجه بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: " خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقاً، ولا يشهر فيه سلاح، ولا يرمى فيه بقوس، ولا ينشر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيئ، ولا يضرب فيه أحد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقاً".

وروى عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جنبوا مساجدكم صبيانكم, ومجانينكم, وشراركم, وبيعكم, وخصوماتكم, ورفع أصواتكم, وإقامة حدودكم, وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمّروها في الجمع".

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه, إذا رأى صبياناً يلعبون في المسجد؛ ضربهم بالمخفقة, وهي: الدرة. وكان يفتش في المسجد -بعد العشاء -فلا يترك فيه أحداً.

وفي الأحاديث: التحذير من إيجاد الأذى بالمساجد, سواء كان حسياً, أو معنوياً, كالبول، والروث، والدم، والبصاق، والمخاط، وإذا غلبه مسحه بمنديله.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " البصاق في المسجد خطيئة, وكفارتها دفنها".

وحينما حصل البول من الأعرابي, ماذا كان من النبي صلى الله عليه وسلم, من جهة تعليم الأعرابي, وإرشاده, ومن جهة إزالة النجاسة؟ يصب عليها الماء فوراً, حتى زالت بالمكاثرة، ثم أرشد الأعرابي الإرشاد الطيب, والتعليم الحسن, بقوله: " إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والعذر، إما هي لذكر الله عز وجل, والصلاة, وقراءة القرآن".

وكذلك لا يصلح فيها الروائح المؤذية, كالثوم, والبصل, والكراث, ونحوه، وقال صلى الله عليه وسلم: " من أكل ثوماً, أو بصلاً, فليعتزلنا, أو ليعتزل مسجدنا, وليقعد في بيته". وقال: " من أكل البصل, والثوم والكراث, فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى, مما يتأذى منه بنو آدم".

وكذلك الروائح الكريهة, التي تنتج من بدن الإنسان, كإبط الإنسان إذا غفل عن نتفه ونظافته، والنظافة من الإيمان, والله جميل يحب الجمال.

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا". وذلك يوم الجمعة.

وكذلك الروائح الكريهة المحرمة على الإطلاق في كل زمان ومكان: كالتتن, والنارجلات, وجميع المستخبثات.

وكذلك النجاسات المعنوية: كالبدع، والمعاصي، والآثام والشرك، والزنا، واللواط، والمسكرات، والمخدرات، والقتل, والإجرام, وجميع المعاصي والآثام.

فيجب النهي عنها, ومجانبتها في كل مكان وزمان، ولكن- مع الأسف الشديد- كلما ضعف الدين؛ تهاون بعض الناس بأمر رب العالمين، فأوجدوا المنكرات والمحرمات، فحسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا.

يدل على ذلك قول الله في محكم التنزيل: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة:18].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا, وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين, فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.