البحث

عبارات مقترحة:

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

تحريم الحكم بغير ما أنزل الله

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أركان الإيمان - التوحيد
عناصر الخطبة
  1. بيان أهمية التمسك بالشريعة .
  2. تحقيق الشريعة الإسلامية لمصالح البشر .
  3. بيان قبح القوانين الوضعية .
اهداف الخطبة
  1. إقناع الناس بأن التحكيم بشرع الله قرين للإيمان
  2. التحذير من القوانين الوضعية.

اقتباس

وقد تجرأ بعض من أعماه الله، بتأسيس قوانين وضعية، ومواد فلسفية, وأحكام طاغوتية، كما صرح ناطق من بعض البلدان العربية, والمدعية لاسم الإسلام, أن القانون يحسن أن يكون الطلاق بيد الزوجة

الحمد لله الذي جعل الإسلام أرقى النظم، وأعلاها، وجعل أهله هم أعز الأمم وأشرفها، وأزكاها، أحمده سبحانه على أحكامه، وأقواله، وأفعاله، التي بلغت في الحكمة، والمصلحة غايتها، ومنتهاها، وأشكره على نعمه أُولاها، ووسطاها، وأُخراها. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا ند له، ولا يماثَل، ولا يُضاهي. فعزّ رباً، وجلّ ملكاً، وتعالى إلهاً.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله والشرك، والخرافات، قد كثرت، وانتشرت، وتعدت منتهاها؛ فقرر التوحيد، ومحا الشرك والتنديد، وبلغ من العلا أزكى رتبها وأعلاها، وأسس المنهج القويم، وأظهر النور المبين، ودعا إلى الصراط المستقيم، فأشرقت شمس الهدى وعلا ضُحاها. فيا لها من نعمة ما أكبرها! وأعظمها! ومن طمأنينة ما أفضلها وما أحلاها!، ويا لها من حكمة، ورحمة، ومنّة من الله، ما أسناها وأجلاها. فمن تمسك بهداه، وحكّم شريعته؛ نال الكرامة وعلاها، ومن أعرض عن منهجه واستهان بشريعته فبالمذلة، والخسارة يتلاها، اللهم صل وسلم، على عبدك ورسولك محمد، أبرّ الخليقة وأتقاها، وعلى آله وصحابته، الذين تمسكوا بسنته، وحموا حماها.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وراقبوه مراقبة من يعلم أنّه يسمع الخليقة ويراها، وتمسكوا بشريعته؛ فإنها- والله- هي غاية المجد، وطريق السلامة ومنتهاها، واعلموا أن الله -سبحانه- شرط الإيمان الصحيح بتحكيم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والرضا به والتسليم له، وأنه لا يصح إسلام عبد اتخذ غير سبيله، أو حكم غير شريعته، قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء:65].

وما ذاك إلا؛ لأنّ ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو الحق، وما جاء به فهو الهدى، وما قال فهو الصدق، وما أمر به فهو العدل، وما خالفه فهو الباطل؛ لأن حكمه هو حكم الله، والله يوحي إليه (تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].

والله هو العالم بمصالح البشر، في السابق والحال، واللاحق، جماعة وفرادى، ذكوراً وإناثاً، حكومات وشعوباً، عرباً وعجماً. فلا يصلح للخلق إلا حكم الله ورسوله، ولا تستقيم الأمور إلا به، ولا يحصل الخير ويندفع الشر، إلا بالتمسك به, والسير على منهجه، فما أسفه من إلتمس سواه! وما أخسر من حكم، بغير ما أنز الله! وما أضل من أعرض عن دين الله!.

وقد تجرأ بعض من أعماه الله، بتأسيس قوانين وضعية، ومواد فلسفية, وأحكام طاغوتية، كما صرح ناطق من بعض البلدان العربية, والمدعية لاسم الإسلام, أن القانون يحسن أن يكون الطلاق بيد الزوجة، ويريدون أن يصوّغوه, من بعض متعلميهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

كيف يسوغ لمسلم أن يرد على الله ورسوله؟ والله سبحانه يدحض هذه المذاهب الرديئة، فيقول: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:50]، ويقول: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) [الطلاق: 1].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما الطلاق, لمن أخذ بالساق" وفي رواية: " إنما يملك الطلاق لمن أخذ بالساق". أي: لا يصح إلا من الزوج.

أيها المسلم، ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ إنما العجب ممن نجا كيف نجا؟ مع هذه السيول الجارفة, والدعايات المزيفة, والأضواء المسلطة. وإن إبليس، وجنوده يعملون جهدهم في صد المخلوق, عن معبوده، فيجب على المسلم أن يتمسك بدينه, ولا يلتفت إلى الأحكام الطاغوتية, والمناهج اللادينية, التي أسسها أعداء الإسلام، من كل هوية, ومن زعماء الفرس, واليونان, والرومان, أو الروس, والأمريكان, وفرنسا, والألمان. ومن كل أتباع الشيطان؛ لأنهم لا يتقيدون، ولا يعرفون الإسلام حقيقة، والله قد كفانا وهدانا، فلا نزهد فيما أعطانا يقول تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام: 38]، ولكن أعداءنا يحسدوننا، ويريدون أن يصدونا عن ديننا.

نرجو الله أن يثبتنا عليه، وأن يكفينا شرهم، ويجعل كيدهم في نحورهم، وأن يُظهِرَ دينه، ويُعلي كلمته، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور:4852].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.