المعطي
كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...
العربية
المؤلف | أسامة بن عبدالله خياط |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الحج |
وأما ذِكرُ الله في هذه الأيام المعدودات فتتنوَّع أنواعُه؛ لتكثُر بها وتزيد أسبابُ الثواب، وليعظُم منها رصيدُ المُسلم؛ فمنها: ذِكرُه -سبحانه- أدبار الصلوات المكتوبة بالتكبير والتهليل؛ فإنهما يُشرَعان إلى آخر أيام التشريق عند جمهور أهل العلم. ومنها: ذِكرُ الله تعالى عند ذبحِ النُّسُك، كما قال -عزَّ اسمُه-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).
الخطبة الأولى:
الحمد لله منَّ على من شاء بحجِّ بيته الحرام، أحمده -سبحانه- على نِعَمه العِظام وآلائه الجِسام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ القدوسُ السلام، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله خاتمُ النبيين وسيدُ الأنام، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار الأعلام.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، واذكُروا وقوفَكم بين يديه، (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) [النبأ: 40].
أيها المسلمون: حفظُ العُمر وصيانةُ الوقت من ضياعه في المُحقَّرات وكل ما يضُرُّ الاشتغالُ به، ويعظُمُ الخُسرانُ بالانصِراف إليه دَيدَنُ المُوفَّقين، ونهجُ أُولي الألباب الذين تشتدُّ عنايتُهم بمواسِم العُمر التي هيَّأها الربُّ الكريمُ لهم، وحثَّهم على اغتنام فُرصتها ببذل أسباب الزُّلفَى إليه، بألوان الطاعات، واستِباق الخيرات، والتنافُس في الباقيات الصالحات.
وإن أيامًا أمَرَ الله بذِكره فيها لهي من أجلِّ الأيام وأعظمِها وأشرفِها، وأحراها بأن تُصرَفَ إليها الجُهود، وأن تتَّجِه إلى عمارتِها القلوبُ والجوارحُ بخير ما تُعمَرُ به.
إنها -يا عباد الله- الأيامُ المعدودات التي ذكرَها الله بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ...) [البقرة: 203] الآية، وهي أيامُ التشريق الثلاثة التاليةُ ليوم النحر، والتي وصفَها رسولُ الهُدى -صلوات الله وسلامُه عليه- بقوله: "أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذِكرٍ لله -عز وجل-". أخرجه مسلم في صحيحه من حديث نُبَيْشَة الهُذَليِّ -رضي الله عنه-.
إنها الأيامُ المُبارَكة التي اجتمَع للمُسلم فيها نعيمان: نعيمُ القلبِ بالذِّكرِ والشُّكر، ونعيمُ البدَن بالأكل والشُّرب والتمتُّع بالمُباحات التي حُظِرَت على الحاجِّ وقتَ إحرامه.
وإن ارتباطَ هذين النعيمَيْن دالٌّ على أن نِعَمَ الله تعالى يجبُ الاستعانةُ بها على طاعتِه، واستِعمالُها فيما يُرضِيه -سبحانه-، وأنَّ من استعانَ بها على طاعته فقد شكَرَ المُنعِمَ بها -عز وجل-، وعلى العكسِ منه؛ المُستعينُ بنِعَم الله على معصيته، المُستعمِلُ لها فيما يُسخِطُه -جلَّ شأنُه- فإنه جاحدٌ لها، غيرُ مُؤدٍّ شُكرَها.
ومن أخصِّ هذه النِّعَم بهذه الأيام المُبارَكة: نِعمةُ الأكل من لُحوم الأنعام، فإنها -كما قال أهلُ العلم- مُطيعةٌ لله لا تعصِيه، وهي مُسبِّحةٌ له قانِتة، كما قال -سبحانه-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]، وأنها تسجُد لها، كما ذكرَ تعالى في سورة النحل، وربما كانت أكثرَ ذِكرًا لله من بعضِ بني آدم.
فأباحَ الله -عز وجل- ذبحَ هذه البهائِم المُطيعَة الذاكِرة له لعباده المُؤمنين حتى تتقوَّى بها أبدانُهم، وتكمُلَ بها لذَّاتُهم، فيستعينُون بذلك على علومٍ نافعةٍ، وأعمالٍ صالحةٍ، وذِكرٍ لله تعالى وشُكرٍ له.
ولما كان صومُ هذه الأيام مانِعًا من تحقيق ذلك، فقد نُهِيَ عن صيامِها في مِنى وفي غيرها من الأمصار؛ إذ هي من أعياد المُسلمين، كما أخبرَ بذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عن عقبة بن عامرٍ -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يومُ عرفة ويومُ النَّحر وأيامُ التشريق عيدُنا أهل الإسلام، وهنَّ أيامُ أكلٍ وشُربٍ".
وأما ذِكرُ الله في هذه الأيام المعدودات فتتنوَّع أنواعُه؛ لتكثُر بها وتزيد أسبابُ الثواب، وليعظُم منها رصيدُ المُسلم؛ فمنها:
ذِكرُه -سبحانه- أدبار الصلوات المكتوبة بالتكبير والتهليل؛ فإنهما يُشرَعان إلى آخر أيام التشريق عند جمهور أهل العلم.
ومنها: ذِكرُ الله تعالى عند ذبحِ النُّسُك، كما قال -عزَّ اسمُه-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج: 36، 37].
ومنها: الذِّكرُ بالتكبير عند رمي الجِمار، كما فعلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه جابرُ بن عبد الله في صفَة حجَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخرجَه مُسلمٌ وغيرُه، وكما في حديث ابن عُمر عند الشيخين أيضًا، وهو ذِكرٌ خاصٌّ بأهل مِنى دون غيره.
ومنها: ذِكرُ الله عند الأكل والشُّرب؛ فإنه سببٌ لرِضوان الله تعالى، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلمٌ في صحيحه عن أنسِ بن مالكٍ -رضي الله عنه- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن اللهَ ليَرضَى عن العبد أن يأكُلَ الأكلَةَ فيحمَدَه عليها، ويشربَ الشَّربَةَ فيحمَدَه عليها".
ومنها: ذِكرُه -سبحانه- ذِكرًا مُطلقًا غيرَ مُقيَّدٍ بزمنٍ أو بحالٍ من الأحوال؛ بل هو ذِكرٌ يعُمُّ جميعَ الأوقات، ويُستحبُّ الإكثارُ منه في هذه الأيام، "وقد كان أميرُ المؤمنين عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- يُكبِّرُ في مسجد مِنى"، وفي روايةٍ: "في قُبَّته، ويُكبِّرُ مَنْ في المسجد، فترتَجَّ أسواقُ مِنى من التكبير، حتى يصِلَ التكبيرُ إلى المسجد الحرام، فيقولون: كبَّرَ عُمرُ، فيُكبِّرُون". رواه الإمام البخاري في صحيحه تعليقًا، ووصَلَه غيرُه.
ومنها: ذِكرُه -عز وجل- عند انقِضاء النُّسُك امتِثالاً لأمر الله القائل: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 200، 201].
وقد روى سعيدُ بنُ جُبَيْر -رحمه الله- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "كان قومٌ من الأعراب يجيئُون إلى الموقفِ فيقولون: اللهم اجعَله عامَ غيثٍ وعامَ ولادٍ حسنٍ، لا يذكُرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزلَ الله فيهم قولَه: (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) [البقرة: 200]، وكان يجِيءُ بعدَهم آخرون من المُؤمنين فيقولون: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]، فأنزلَ الله: (أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [البقرة: 202]".
وهو دعاءٌ جامعٌ لكل خيرٍ في الدنيا والآخرة، وقد كان أكثرَ دُعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أخبرَ بذلك أنسُ بن مالكٍ -رضي الله عنه- في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيحٍ.
ولذلك؛ استحبَّ كثيرٌ من السَّلَف -رضوان الله عليهم- الإكثارَ من الدعاء به في هذه الأيام.
وفي الأمر بذِكرِه -سبحانه- عند انقِضاء النُّسُك إشارةٌ -كما قال أهل العلم- إلى أن سائرَ العبادات تنقضِي ويُفرَغُ منها، وذِكرُ الله باقٍ لا ينقضِي ولا يُفرَغُ منه؛ بل هو مُستمرٌّ للمُؤمنين في الدنيا والآخرة، والأعمالُ كلُّها يُفرَغُ منها، أما الذِّكرُ فلا فراغَ له ولا انقِضاء، والأعمالُ تنقطِعُ بانقِطاع الدنيا، والذِّكرُ لا ينقطِع، فالمؤمنُ يعيشُ على الذِّكر، ويموتُ عليه، وعليه يُبعَث.
اللهم اجعَلنا من الذَّاكرين كثيرًا لك، الشاكرين لأنعُمِك، المُبتغين الوسيلةَ إلى رِضوانك.
نفعَني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فيا عباد الله: إن هذه الفضائلَ والدرجاتِ التي يحُوزُها أهلُ الموسِم في مِنى ليست مُختصَّةً بهم، ولا مقصورةً عليهم؛ بل إن لغيرهم من المُسلمين في الأمصار نصيبًا وافِرًا منها، فإنهم كانوا شُركاء لأهل الموسِم في الاجتِهاد والنَّصَبِ بالصوم والذِّكرِ وسائر الطاعات التي ازدَلَفوا بها إلى مولاهم في هذه الأيام العشرِ، وكانوا شُركاءَ لهم في التقرُّب إلى الله أيضًا بإراقة دمِ الأضاحي، واشترَكَ جميعُهم لذلك في الراحة في الأعياد، وفي الأكل والشُّرب وسائر ما أحلَّ الله.
كما اشترَكوا في هذه العَشر في ألوان الطاعات التي اقتضَت منهم نَصَبًا في أدائها، وصبرًا على القيام بها، وغدَت الأمةُ قاطبةً في ضِيافة الله تعالى تنالُ من واسعِ فضلِه، وتحظَى بجُوده وكرمِه وإحسانه، وتجتمعُ على ذِكره -سبحانه-، وإيثار مراضِيه ومحابِّه على أهواء النفوس وشهواتها، وتُصوِّرُ للعالمين واقعَ الأمةِ التي وصَفَها ربُّنا -سبحانه- بقوله: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 92].
فاتقوا الله -عباد الله-، واذكُروا نِعمةَ الله عليكم؛ إذ هيَّأَ لكم من مواسِم العُمر ونفائسِ الأيام ما تعمُرونَه بعبادةٍ تُرضونَ بها ربَّكم، وتطمئنُّ بها قلوبُكم، وتزكُو بها نفوسُكم، وتطيبُ بها حياتُكم.
واذكروا على الدَّوام أن الله تعالى قد أمرَكم بالصلاة والسلام على خاتم النبيين، ورسول ربِّ العالمين، فقال في الكتاب المُبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجمع كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ، وكتابكَ، وسنةَ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وإخوانه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا مَن إليه المرجِعُ يوم التَّناد.