الحي
كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...
العربية
المؤلف | عقيل بن محمد المقطري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - التاريخ وتقويم البلدان |
أيها الإخوة الكرام: ما مثلنا في هذه الدنيا إلا كمثل ذلك الفلاح الذي يبدأ بتقليب الأرض وتجهيزها للحرث، وأخذ المؤذي من النباتات الذي يعيق الثمرة أو الزرع من أن يشتد عوده ثم يبذر البذرة ثم يسقيها ثم بتعاهدها، ثم يصبر حتى يقطف ثمارها بإذن الله تعالى ولا يتعجل القطاف ولا يتعجل الثمر، فإن من...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون عباد الله: أوصكم ونفسي بتقوى الله تعالى فهي سبيل النجاة وطريق الفلاح.
تزود للذي لا بد منه | فإن الموت ميقات العباد |
وتب مما جنيت وأنت | حي وكن متهيئًا قبل الرقاد |
ستندم إن رحلت بغير زاد | وتشقى إذ يناديك المنادي |
أترضى أن تكون رفيق قوم | لهم زاد وأنت بغير زاد |
إن في تقلب فصول السنة آية وعبرة لمن يعتبر لأولي الألباب ولأولي الأبصار، فمن الخريف حيث تتساقط أوراق الأشجار إلى الربيع حيث تزهو الأشجار، ثم إلى الصيف حيث يشتد الحر وتهطل الأمطار إلى الشتاء؛ حيث يتغير الجو ويشتد البرد، المؤمن يعتبر بذلك كله فيوقن أن دوام الحال من المحال، فلا يدوم إلا الله تعالى، أما الأيام والشهور والفصول والدول والممالك والحكومات والإنسان بذله وعزه وجاهه وصحته ومرضه، فهذا يتغير ولا يدوم أبدًا…
أيها الإخوة والأخوات: بدأ المناخ يميل إلى شيء من الحرارة ويدخل علينا فصل جديد من فصول العام فيه ستخضر الأشجار وتعود النظارة إلى الأشجار وتحل الراحة والطمأنينة إلى الروح البشرية بالنظر إلى الخضرة والأزهار وتساقط الأمطار وتنوع الفواكه والثمار ترتاح النفوس حين تتفكه بالفواكه المتنوعة قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 141].
حين ترى النفس البشرية المؤمنة هذا الجمال الذي أودعه الخالق في الكون ويرى إبداع العليم الخبير وهذا التحول الذي يحصل في الأرض والأشجار والمياه يحصل لها الأنس والسعادة ويزداد قربًا من الله تعالى، إنه موسم يتجدد فيه الجمال والكمال الرباني المتمثل بالخضرة وتنوع ألوان الزروع والثمار ألوانًا وأشكالاً ومذاقًا، وهذا لا يأتي إلا بعد جهد من المزارع والفلاح وبعد مصابرة ومكابدة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].
أيها الإخوة الكرام: ما مثلنا في هذه الدنيا إلا كمثل ذلك الفلاح الذي يبدأ بتقليب الأرض وتجهيزها للحرث، وأخذ المؤذي من النباتات الذي يعيق الثمرة أو الزرع من أن يشتد عوده ثم يبذر البذرة ثم يسقيها ثم بتعاهدها، ثم يصبر حتى يقطف ثمارها بإذن الله تعالى ولا يتعجل القطاف ولا يتعجل الثمر، فإن من تعجل الشيء قبل أوانه عُوقب بحرمانه نحن اليوم نعمل في هذه الدنيا ونحسن العمل إن شاء الله، ونتعاهد العمل بالإخلاص ونسقيه بالمتابعة للكتاب والسنة وننتظر بصبر قطف الثمرة بالآخرة.
أحبتي الكرام: بالعمل الجاد المخلص والاصطفاف لخدمة الشعب وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار سنصل بإذن الله تعالى إلى بر الأمان، فالبناء يحتاج إلى تعاون فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال نحتاج إلى تعاون وتكاتف ومراقبة للفاسدين والمفسدين قال تعالى: (… وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].
علينا أن نصلح ذات بيننا بعد أن نصلح أنفسنا وأن ننسى ما مضى، وألا يعامل بعضنا بعضًا بروح الانتقام، وألا نخرب الوطن من أجل مصالحنا الضيقة وألا نزهق الأرواح من أجل عرض دنيء لن تدوم الدنيا لأحد والتاريخ هو الكفيل أن يسجل الأحداث حلوها ومرها يقول الله تعالى: (… وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22]، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «ما عمل ابن آدم شيئًا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن».
علينا أيها الإخوة: أن نترفع عن سفاسف الأخلاق، وعلينا أن نتخلق بأخلاق الكبار وعلينا أن يسهم كل واحد من موقعه ومجاله في نشر الخير في ربوع الوطن. إن أصحاب المشاريع الصغيرة الضيقة أو الشخصية أو العائلية أو أصحاب الأجندات الخارجية لا يمكن أن يخدموا وطنًا ولا يمكن أن ينفعوا شعبًا، وإنما يهددون وحدة البلد وأمنه واستقراره ليس ثمة أفضل من الحوار الهادئ السلمي الذي يبرز من خلال الإدلاء بالحجج والبراهين ولا يلجأ إلى العنف إلا الضعفاء.
إن التاريخ سيكتب بصفحاته لكل من نسي ذاته وعمل لوطنه وشعبه قبل يومين وبعد أن رأى جمع من مشايخ ووجهاء وأعيان بعض المحافظات في هذا الوطن الغالي محافظة لحج والضالع وإب والبيضاء وذمار لما رأوا كثرة التقطعات في هذه المناطق، وكثرة النهب والسلب وإخافة السبيل ولما رأوا من الانفلات الأمني واضح حدا بهم حادي حب الوطن وحب أبناء هذا البلد لأنهم لم يرتهنوا للريال ولو شاءوا لمدوا أيديهم ولوجدوا الملايين لكنهم أبوا ذلك ورفضوا ذلك فاجتمعوا وتعاهدوا على ووضعوا ميثاق شرف من أجل محاربة هذه الظاهرة السيئة هذه الظاهرة اللاحضارية من أجل محاربتها والقضاء عليها، ويتحمل كل مشايخ محافظة ما يدور في محافظتهم وجعلوا ذلك من يفعل هذا محاربًا يستحق إنزال العقوبة الشرعية في حقه.
إننا نتمنى من مشايخ ووجهاء بقية المحافظات أن يحذوا هذا الحذو وأن ينحوا هذا المنحى إن كان هؤلاء صامتون فالتاريخ يكتب والتاريخ يسجل وستدرس الأجيال ما صنعه هؤلاء الرجال وما بذلوا وما ضحوا، وكيف أنهم سيؤذون من خلال هذه المواقف المشرفة. إن لهم عندنا تحية إجلال واحترام وإكبار لأنهم تناسوا ذواتهم وعملوا لخدمة أوطانهم وعملوا لخدمة شعبهم، إنهم لا شك سيسهرون من أجل أن ينفذ بنود هذا الميثاق كذلك مشايخ ووجهاء وأعوان شقوان في محافظة مأرب اجتمعوا وقرروا وتواثقوا وتعاهدوا على أن من يثبت من أبنائهم أنه يفجر أبراج الكهرباء أن يغرم نصف مليون ريال هذه هي الوطنية الحقة، وهذه هي خدمة الوطن، وهذا هو التفاني ذلك الذي يستلم مبلغًا تافهًا من أجل أن يخرب على ملايين من الناس، ومن أجل أن يؤذي جمهور الشعب هذا في الحقيقة صاحب خلق دنيء هذا أناني هذا يسعى وراء مصالحه الشخصية.
إننا نكبر هؤلاء الناس الذين يعملون بصمت ويعملون بدون إيجار بل من أجل خدمة الوطن قديمًا كان يقال في المثل الشعبي ((مخرب غلب مائة مدار)) هكذا كل من يحاول أن يفسد أو يقلق الأمن والاستقرار في هذا البلد إن بلدنا اليوم مستهدف داخليًا وخارجيًا وكل واحد منا على ثغرة فليتق الله تعالى على أن يؤتى الوطن من قبله.
إلهي ما يئسنا إن شكونا | فإن اليأس يفتك بالضمير |
لنا يا رب إيمان يرينا جلال | السير في الدرب العسير |
تضيق بنا الحياة وحين نهفو | إلى نجواك نحظ بالسرور |
أيها الآباء أولياء الأمور: إننا جميعًا نعاني من خلل في تربية الأبناء فهناك فصام نكد بين توجيه الآباء والأمهات وتوجيه البيت والمدرسة وتوجيه المسجد والشارع، وهناك شياطين يتخطفون أبناءنا لديهم أفكار منحرفة يجرون الأولاد لتدمير الوطن وقتل الأبرياء لغرض فرض أفكار وافدة ليست من ديننا في شيء.. فعلينا أن ننتبه قبل أن يقع الفأس في الرأس فـ«ما من عبد يسترعيه رعية يموت يوم يموت وهو غاشّ لهم إلا لم يجد رائحة الجنة».
احرص أيها الأب على توجيه الأبناء وعلى متابعتهم وعلى السؤال عنهم أين يذهبون ومن يصاحبون؟
أيتها الأمهات الكريمات أنتن ينابيع الحنان وقصة العطاء وحكاية الجود كثير من شئون الأسرة لا يدركها أحد غيرك أنت وحدك من يعرف، ماذا يريد الولد وما تفكر به البنت تعرفين ذلك بقسمات الوجه وبنظرات العين وفلتات اللسان، فلا تتركي مجالاً للعادات السيئة والأخلاق الذميمة لتتسلل إليهم، وعالجيها قبل أن تصبح عادة عند الأولاد فإن معظم النار من مستصغر الشرر، قدمي لهم خبرة الحياة التي توفرت لديك، فكل خبرة نعطيها لهم توفر لهم قدرًا من الحماية والحصانة وتحفظهم بإذن الله تعالى من الأخطار والشرور، فلك أيتها الأم تحية إجلال يا صانعة الأجيال يا صانعة الأبطال، ويا مربية الأجيال أنت نصف المجتمع وتلدين النصف الآخر، ولولا الله تعالى ثم أنت لانقرض النسل الإنساني.
أيها الإخوة الأكارم: إن الأفكار الضعيفة وأصحاب المشاريع الضيقة هم من لا يستطيع أن يوصل فكره، الخلاف في الرأي والخلاف في الفكر قد لا يُفسد للود قضية، لكن الخطأ أن يكون فرض الفكر بقوة السلاح، هذا هو الخطأ، وهذا هو الخطر، والمسئولية مشتركة ومن الأسر تتخرج مثل هذه الأفكار والجماعات المنحرفة فلنراقب الله- عز وجل- جميعًا ولنتقيه جميعًا قال تعالى: ( … وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: أيها الشباب الأكارم يا ذخر الوطن وذخر البلاد، يا من بعد الله تعالى يعول عليهم في النجدة ونصرة العقيدة ونصرة الأوطان إن العافية والصحة والشدة التي ترفلون بها إنها نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم، كثير من الشباب ابتُلوا بفقدها ولا يعلم إلا الله تعالى وحده ما يحسون به من ألم منهم من حبس بجلده فلا يستطيع الحركة مشلول فوق الفراش ومنهم من يستجدي نسمة هواء عليل ليتنفس بها فلا يعطيه الهواء إلا قليلاً لا يعطيه إلا زفرة تخرج هذه الزفرة ملطخة بالدم، منهم من عاش منقوص الأطراف مجروح المشاعر، منهم من يتلوى من لقمة أنلها إلى معدته؛ لأن معدته معطبة لا تهضم الطعام...
إن كنت معافى من هذا كله، فاعلم أن الله تعالى قد زوّدك بثروة عظيمة فارع هذه النعمة، أعطها حقها اشكر خالقها استثمرها بالطاعة ولا تحولها إلى نقمة على نفسك ولا على أهلك ولا على وطنك ولا على شعبك، احذر من كل ما يجرك للخراب أو يجرك لأن تتنقص من رب الأرباب أو من الكتاب أو يجرك للعن وسب الأصحاب، ارجع في كل ما يطلب منك لوالدك صاحب الخبرة التي عركته الحياة ارجع إلى أهل العلم ارجع إلى الحكماء استرشد برأيهم قبل أن تعض أنامل الندم ولا ساعة مندم هنالك من لا يحس بالخطر إلا وقد جرح في معركة خاسرة حينئذ يسأل ما أخرجني ومن أقاتل وما الغاية وما الهدف؟ لكن لات ساعة مندم.
خذ ما استطعت من الدنيا وأهليها | لكن تعلم قليلاً كيف تعطيها |
كن وردة طيبها حتى لسارقها | لا دمنة خبثها حتى لساقيها |
انظر إلى الماء إن البذل شيمته | يأتي الحقول فيرويها ويسقيها |
فما تعكر إلا وهو منحبس | والنفس كالماء تحكيه ويحكيها |
أيتها الفتاة الدرة المصونة أنت درة غالية، وعملة نادرة وجوهرة ليست كأي جوهرة، إن طهرك وعفافك وحياؤك أنفس ما تملكين فلا تريقي حياءك في جنبات الطريق ولا تنتقص عفافك بالحرام، ولا تبذل جمالك للمتسولين.
صوني جمالك عنا إننا بشر من | التراب وهذا الحسن روحاني |
أو فابتغ فلكًا تأوينه ملكًا لم | يتخذ دركًا في العالم الفاني |
احذر أيتها الفتاة من كل من يريد أن يهين كرامتك، ولا تغتري بمعسول الكلام، فالسم قد يدس مع العسل.
بحسن الوعظ تمتلك القلوب | وفخر الطبع من لين يذوب |
فقل للمسرفين ألا رجعتم | فإن الله يقبل من يتوب |
ورحمته لأوسع من خيال | ولو كثرت من العبد الذنوب |
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، اللهم ارزقنا الأمن والاستقرار، اللهم أغثنا غيثًا يغيث أبداننا، وغيثًا يغيث أرضنا، وغيثًا يغيث شعبنا، اللهم ارزقنا الأمن والأمان يا رب العالمين.