البحث

عبارات مقترحة:

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

ظاهرة الغش

العربية

المؤلف عقيل بن محمد المقطري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المهلكات - المعاملات
عناصر الخطبة
  1. تعريف الغش .
  2. الأدلة على تحريمه .
  3. والغش سبب لهدم الأمم والحضارات .
  4. الشباب عماد الأمة .
  5. أضرار الغش .

اقتباس

إن بناء الأمم والحضارات لا يقوم أبدًا على الغش، فلا يمكن أن تُقام دول ولا يرسخ أمن ونظام، ولا تُبنى الحضارات ما لم يبتعد الناس عن الغش، ويجعلون النصح رائدهم، انظروا إلى بعض ما يسمى بالدول التي بُنيت على الغش والخداع هل تجدون فيها أمنًا ونظامًا أو قانونًا، وهل تجدون تنمية أو اقتصادًا، وهل تجدون حضارة باقية شاهدة عبر التاريخ، لا تكاد...

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، أحمده تعالى وأشكره هدانا لأحسن الأخلاق، وأرشدنا للابتعاد عن أخلاق أهل النفاق، وأشهد أن لا إله إلا الله هو المغني بعد الإملاق، ما لأحدٍ من العباد من دونه من رزاق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ بعثه الله ليتم مكارم الأخلاق، فحذرنا من الغش والخداع ومصاحبة سوء الرفاق وأمرنا بالنصح والتوكل في جميع الأمور على الكريم الخلاق. وصلى الله على نبينا وآله وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم التلاق.

أما بعد: فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي بتقوى الله تعالى، فإنها وصية الله للأولين ولآخرين، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً).

روى مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا".

نقف معًا أيها الإخوة في هذا اليوم المبارك مع قضية مهمة ألا وهي قضية الغش والتي انتشرت في جميع مرافق الحياة إن لم أبالغ؛ كي نضع النقاط على الحروف، وننظر إلى هذه القضية من منظور شرعي..

تعريف الغش: جاء في لسان العرب لابن منظور: غشه لم يمحضه النصح، أو أظهر له خلاف ما أضمره.

الأدلة من السنة على تحريم الغش: لقد تكاثرت الأحاديث النبوية الواردة في تحريم الغش، فمن ذلك ما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". وفي رواية "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا".

وفي حيث آخر "إن الله يرضي لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"، وغير ذلك من الأحاديث المحرِّمة لهذه الظاهرة .

إخوة الإسلام: إن بناء الأمم والحضارات لا يقوم أبدًا على الغش، فلا يمكن أن تُقام دول ولا يرسخ أمن ونظام، ولا تُبنى الحضارات ما لم يبتعد الناس عن الغش، ويجعلون النصح رائدهم، انظروا إلى بعض ما يسمى بالدول التي بُنيت على الغش والخداع هل تجدون فيها أمنًا ونظامًا أو قانونًا، وهل تجدون تنمية أو اقتصادًا، وهل تجدون حضارة باقية شاهدة عبر التاريخ، لا تكاد تجدها على أرض الواقع إنما تجدها فقط عبر وسائل الإعلام الغاشّة من إذاعة وتلفاز وصحيفة إلا ما شاء الله ..

فعلى سبيل المثال التخطيط الحضاري، وعدم تطبيقاته على أرض الواقع، ورصف الشوارع والمشاريع الاستراتيجية ونظام المرور نظام التعليم، ونظام الصحة، ونظام التموين وغيرها من الأنظمة.

إن الدول والحضارات أيها الإخوة لا تقام إلا على يد أبنائها، فإذا كان الطالب الذي سيصبح في المستقبل تاجرًا ومهندسًا أو وزيرًا أو معلمًا أو طبيبًا… إلخ بنى تعليمه على غشٍّ، فماذا تنتظر منه فما بُنِيَ على غش فمآله إلى غش، والواقع المعاش أكبر شاهد على ذلك:

- في البيع والشراء في الترويج للسلع – تزييف العملات- في الحكم – في التوظيف – في الاختبارات –رصف الشوارع في المشاريع الاستراتجية في سن القوانين – مطابقة الجودة – في تزوير السلع – وغير ذلك..

ولا شك ولا ريب أن للغش أضرارًا كثيرة على الفرد والأسرة والمجتمع، فمن أضراره على الفرد ما يلي:
1- يضر بالأخلاق ويفسدها، ويجعل صاحبها ذميم الخلق.
2- يضعف الإيمان.
3- ينزع البركة من المال.
4- تجعل صاحب هذا الخلق مبغوضًا من الناس.
5- الحقد على الآخرين من قبل صاحب الغش.

وأما أضراره على الأسرة، فأهمها ما يلي:
1- وجود الانفصام.
2- أكلهم الحرام.
3- يؤدي إلى المشاكل بين الأسرة الواحدة.

وأما أضراره على المجتمع فأهمها ما يلي:
1- انعدام التراحم.
2- البغض والحقد.
3- فقدان الصدق والأمانة.
4- توسيد الأمر إلى غير أهله.

وأما أضراره على الأمة فمن أشهرها ما يلي:
1- تمادي الظالمين .
2- فساد النظام بأسره .
3- انعدام التاجر الأمين.

إخوة الإسلام: إن أبناءنا وإخواننا من المدرسين والطلاب في هذه الأيام وأيام مضت قد بدوا اختبارات نهاية العام الدراسي 2007-2008م والناظر لمجريات الأمور يجد أن كلاً من المدرس والطالب قد نحى منحى يخالف منهاج النبوة في العطاء والتحصيل الدراسي والاختبارات، فنجد التقصير الواضح من المدرس في الأداء والسبب هو أنه غير كفء في تخصصه؛ لأنه لم يحصل عليه إلا من طريق الغش، فضعفه بالتالي انعكس على الأبناء وإن كان يوجد من هو أكفاء من دكاترة الجامعة وهناك من الأبناء من هو ضعيف في تحصيله وصاحبه إهمالا من الأبوين في متابعة الأبناء.

عباد الله: لقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي الأمر سواء كان أبًا أو معلمًا من أن يغش رعيته ولا ينصحهم يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".

وهي أمانة عظيمة سيُسأل عنها يوم القيامة قال الله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً).

فليتق الله كلّ من ولاه الله عملاً، وليعلم أنه موقوف بين يدي الله عز وجل للحساب؛ فليعد للسؤال جوابًا، وليكن الجواب صوابًا، قال الله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ).

والحمد لله رب العالمين .