البحث

عبارات مقترحة:

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الجزاء من جنس العمل وأسباب شرح الصدر

العربية

المؤلف عبد الرحمن بن ناصر السعدي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. طريق الحصول على السعادتين .
  2. أسباب شرح الصدور .
  3. كرم الله في مجازاة المحسنين وعدله في مجازاة الظالمين .
اهداف الخطبة
  1. الحث على حسن معاملة الخلق

اقتباس

أما علمتهم أنَّ الإقبال على الله رغبةً ورهبةً وإنابة، في جميع النوائب والحالات، أعظمُ الأسباب لانشراح الصدور، وطمأنينة النفوس، وإدراك الغايات؟ وأنَّ ..

 

 

 

 

الخطبة الأولى

 

الحمد لله الذي شرح صدور الموفقين بألطاف بره وآلائه، ونَّور بصائرهم بمشاهدة حكم شرعه وبديع صنعه ومحكم آياته، وألهمهم كلمة التقوى، وكانوا أحقَّ بها وأهلها، فسبحانه من إله عظيم، وتبارك رب واسع كريم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في أسمائه وصفاته وأفعاله وخيراته، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسُوله، أشرف رسله وخير بريَّاته، اللهمَّ صل وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه، في غدوات الدهر وروحاته.

أمَّا بعْدُ:

أيها الناس: اتَّقوا الله تعالى، واعلموا أن سعادة الدُّنيا والآخرة بصلاح القلوب وانشراحها، وزوال همومها وغمومها وأتراحها، فألزموا طاعة الله وطاعة رسوله تُدركوا هذا المطلوب، واذكروا الله كثيراً؛ قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

أما علمتهم أنَّ الإقبال على الله رغبةً ورهبةً وإنابة في جميع النوائب والحالات، أعظمُ الأسباب لانشراح الصدور، وطمأنينة النفوس، وإدراك الغايات؟ وأنَّ الإعراض عن الله، والإنكباب على الشهوات، نارٌ تَلظَّى في القلوب وخسرانٌ وحسراتٌ، وأنَّ السعي في طلب العلم النَّافع- مع النية الصادقة- من أكبر الطاعات، وبه تزول التبعات، والجهالات، والأمور المعضلات، وأنَّ تنوع العبد في السعي في نفع المخلوقين، في قوله وفعله وماله وجاهه، يصلح الله به أموره في الدنيا والدين..

قال صلى الله عليه وسلم: " ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

وقال صلى الله عليه وسلم: " ومن تواضع لله رفعه".
ومن تكبَّر عليه، أو على الخلق وضعه.
ومن عفى وسامح سامحه الله.
ومن استقضى استقضى الله عليه.
ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وفضحه.
ومن تورع عن عيوب الخلق كفَّ الله عن عرضه.
ومن تقرَّب إلى الله تقرَّب الله منه.
ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه.

والجزاء من جنس العمل، وما ربك بظلام للعبيد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إلى قوله (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون:1-11].