البحث

عبارات مقترحة:

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

غزوة الأحزاب.. دروس وعبر

العربية

المؤلف عبدالمحسن بن محمد القاسم
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - السيرة النبوية
عناصر الخطبة
  1. فضل غزوة الأحزاب وأهميتها .
  2. تفاصيل الغزوة واجتماع المشركين على المؤمنين .
  3. غزوة مخيفة عصيبة .
  4. من معجزات الغزوة .
  5. انقطاع أسباب النصر الظاهرة .
  6. نصر المؤمنين بمجرد الثبات .
  7. لجوء النبي إلى الله عز وجل .
  8. إلقاء الرعب في قلوب المشركين .
  9. حال المؤمنين حال النصر أو تأخره .

اقتباس

وكانت غزوةً عصيبةً مُخيفةً، في ليالٍ شاتيةٍ من السنة الخامسة من الهجرة، حرَّضَ يهودُ بني النضير في خيبر كفارَ قريشٍ في مكة على قتال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووعدُوهم النصرَ والإعانة، فتحزَّبُوا وانضمَّ إليهم غطَفَان من المشرق. فلما سمِع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمسيرِهم أمرَ المُسلمين بحفر خندقٍ حول المدينة، فامتثَلُوا أمرَه وحفَروا ونقلُوا الترابَ على ظهورهم، وهم في حال نصَبٍ وبردٍ وجوعٍ. ولما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حالَهم...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فتقوى الله نورُ البصائر، وبها تحيا القلوبُ والضمائر.

أيها المسلمون: اصطفى الله لعباده دينًا قويمًا، ووعدَ بإظهاره ونصر عباده، وزُهوق الباطل وأعوانه، وسيرةُ النبي -صلى الله عليه وسلم- زاخرةٌ بالحِكَم والعِظات، مليئةٌ بالمِحَن والابتلاءات، ولا مناصَ من علمِ سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في شدائدِه.

قال زينُ العابدين -رحمه الله-: "كنا نُعلَّم مغازِيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما نُعلَّم السورة من القرآن".

والله قصَّ في كتابه غزوةً سُمِّيت سورةٌ باسمِها، وأمرَ المؤمنين أن يتذكَّروا نعمةَ الله عليهم فيها في كل حينٍ، قال -سبحانه- في مطلعِها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) [الأحزاب: 9].

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل سفرٍ له يتذكَّرُ نعمةَ الله في تلك الغزوة؛ قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قفَلَ -أي: رجعَ- من الغزو أو الحجِّ أو العُمرة، يبدأُ فيُكبِّرُ ثلاثَ مرارٍ ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، آيِبون تائِبون عابِدون ساجِدون، لربِّنا حامِدون، صدقَ الله وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحده". متفق عليه.

وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- تذكُّر هذه النعمة سُنَّةً لكل حاجٍّ أو مُعتمرٍ؛ كان -عليه الصلاة والسلام- إذا رقِيَ الصفا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجزَ وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحده". رواه مسلم.

وكانت غزوةً عصيبةً مُخيفةً، في ليالٍ شاتيةٍ من السنة الخامسة من الهجرة، حرَّضَ يهودُ بني النضير في خيبر كفارَ قريشٍ في مكة على قتال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووعدُوهم النصرَ والإعانة، فتحزَّبُوا وانضمَّ إليهم غطَفَان من المشرق.

فلما سمِع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمسيرِهم أمرَ المُسلمين بحفر خندقٍ حول المدينة، فامتثَلُوا أمرَه وحفَروا ونقلُوا الترابَ على ظهورهم، وهم في حال نصَبٍ وبردٍ وجوعٍ. ولما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حالَهم دعا للمُهاجرين والأنصار بالبركة والمغفرة والصلاح.

وكان -عليه الصلاة والسلام- ينقلُ معهم الترابَ. قال البراءُ -رضي الله عنه-: "رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقلُ من تراب الخندق حتى وارَى عنِّي الغُبارُ جلدةَ بطنه". رواه البخاري.

وإذا عرَضَت للصحابة صخرةٌ شديدةٌ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينزِلُ الخندق ويأخذُ المِعولَ فيضربُها، وأتموا حفرَه في نصف شهرٍ، وأصابَ الناسَ جوعٌ شديدٌ.

وصفَ جابرٌ -رضي الله عنه- ذلك الحالَ بقولِه: "عرضَت كُديةٌ شديدةٌ -أي: صخرةٌ-، فجاؤوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: هذه كُديةٌ عرَضَت في الخندق، فقال: "أنا نازِل". ثم قامَ وبطنُه معصوبٌ بحجرٍ -أي: من الجوع-. قال: "ولبِثنا ثلاثةَ أيامٍ لا نذوقُ ذواقًا". رواه البخاري.

وذهبَ جابرٌ -رضي الله عنه- إلى امرأتِه فقال: رأيتُ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا ما كان في ذلك صبرٌ؛ أي: لم أستطِع أن أصبِرَ على ما شاهدتُّه من جوع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذبحَ جابرٌ شاةً وطحنَ صاعًا من شعيرٍ، ودعا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ليأكُلَ، فأتَى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وبصَقَ في البُرمة -أي: القِدْر الذي فيه اللَّحم-، وبصَقَ في العَجين، فباركَ الله في الطعام، فأكلَ منه ألفُ رجلٍ.

قال الراوي: "فأُقسِمُ بالله! لقد أكَلوا حتى ترَكوه وانحرَفوا، وإن بُرمتَنا لتغِطُّ كما هي، وإن عجِينَنا ليُخبَزُ كما هو". رواه البخاري.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤوفًا رحيمًا بأصحابِه، "كان يكسِرُ لهم الخُبزَ ويجعلُ عليهم اللَّحمَ ويُقرِّبُه إليهم. فلم يزَلْ يكسِرُ الخُبزَ ويغرِفُ لهم حتى شبِعوا". رواه البخاري.

وأقبلَت الأحزابُ من يهود ومُشركين من كل صوبٍ وحدبٍ إلى المدينة في عشرة آلاف مُقاتلٍ، قال -سبحانه-: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأحزاب: 10].

وخرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثةِ آلافٍ من المُسلمين، والخندقُ بينهم وبين المُشرِكين، وحاصَروا المُسلمين شهرًا، ولم يكن بينهم قتالٌ وإنما تراشُقٌ بالنِّبال، وقُتِل في هذا الرمْيِ ثلاثةٌ من المُشرِكين، واستُشهِد ستَّةٌ من المُسلمين، منهم: سعد بن معاذ -رضي الله عنه-.

ومع حِصار الأحزاب للمدينة استعانَ كُفَّارُ قريش بيهود بني النَّضير، وكانوا في جنوبِ المدينة الشرقيِّ، لإعانتِهم على قتل ابنِ عمِّهم نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا من إدبار العقل أن يجمعَ الرجلُ الأباعِدَ لقتال عشيرته وقومِه!

فنقَضَ يهودُ بني قُريظةَ العهدَ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانوا مع الأحزابِ على حربِه -عليه الصلاة والسلام-، فضاقَ الخَطْبُ، واشتدَّ الحالُ، وظهر الخوفُ مع الجُوع والبَرْد.

قال -سبحانه- عن وصفِهم: (وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) [الأحزاب: 10]، وعظُم البلاءُ، وظهر النفاقُ، وساءَت الظُّنُون، قال -سبحانه-: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب: 11].

قال حُذيفةُ -رضي الله عنه-: "قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا رجُلٌ يأتيني بخبَر القومِ جعلَه الله معي يوم القيامة؟!". قال: فسكَتنا فلم يُجِبْه منَّا أحدٌ. ثم قال: "ألا رجُلٌ يأتينا بخبَر القومِ جعلَه الله معي يوم القيامة؟!. قال: فسكَتنا فلم يُجِبْه منَّا أحدٌ. ثم قال: "ألا رجُلٌ يأتينا بخبَر القومِ جعلَه الله معي يوم القيامة؟!". قال: فسكَتنا فلم يُجِبْه منَّا أحدٌ من أجل الخوف والجوع والبَرْد، فقال: "قُم يا حُذيفة، فائتِنا بخبر القوم". قال: "فلم أجِد بُدًّا إذ دعاني باسمِي أن أقوم". رواه مسلم.

وانقطَعَت الأسبابُ الظاهرةُ للنصر، فلا عدَدَ ولا عُدَّة، والعدوُّ بقدر المُسلمِين مرَّاتٍ مُتعدِّدة، ومُحيطٌ بهم من كل جانبٍ.

قال شيخُ الإسلام -رحمه الله-: "تحزَّبَ على المُسلمين عامَّةُ المُشرِكين الذين حولَهم، وجاؤوا بمجموعهم إلى المدينة ليستأصِلوا المُؤمنين، وكان عدُوًّا شديدَ العداوة لو تمكَّن من المُؤمنين لكانت نِكايتُه فيهم أعظمَ النِّكايات".

ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصبِّرُ الصحابةَ ويُبشِّرُهم ويعِدُهم بنصر الله، فقالوا: (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].

فثبَتَ الصحابةُ -رضي الله عنهم-، والثباتُ نصرٌ، وتوكَّلُوا على الله وأحسَنوا الظنَّ به.

قال شيخُ الإسلام -رحمه الله-: "غزوةُ الأحزاب نصرَ الله فيها عبدَه، وأعزَّ فيها جُندَه بغير قتالٍ؛ بل بثباتِ المؤمنين بإزاء عدوِّهم".

ولجأَ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربِّه وتضرَّع إليه مُتوسِّلاً بعلُوِّه – تعالى- وقُدرتِه المُتضمِّنة للنَّصر، قال عبد الله بن أبي أَوفَى -رضي الله عنه-: دعا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على الأحزاب فقال: "اللهم مُنزِل الكتاب، سريعَ الحساب، اهزِمِ الأحزابَ، اللهم اهزِمهم وزلزِلهم". متفق عليه.

وما انفرَجَت الكُروبُ إلا بالتوحيد، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثِرُ حالَ حِصارهم من كلمة التوحيد، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعزَّ جُندَه، ونصرَ عبدَه، وغلبَ الأحزابَ وحده، فلا شيء بعده". رواه البخاري.

فألقَى اللهُ الرُّعبَ في قلوبِ المُشرِكين، وأنزلَ نصرَه وخالفَ بين كلمة قُريشٍ واليهُود بتخذيلِ نُعيم بن مسعود -رضي الله عنه- بينهم، وعادُوا حانِقين على بعضِهم، مُضمِرين الكيدَ بينهم، بعد أن كانوا مُتحزِّبين ضدَّ المُسلمين.

ثم عذَّبَهم الله بريحٍ شديدةٍ بارِدةٍ، فلم يُقرَّ لهم قرار، ولم تُوقَد لهم نار، وأنزلَ الله ملائكةً فيهم جبريلُ -عليه السلام- أفزَعَتْهم وقطَّعَت قلوبَهم، قال -سبحانه-: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا) [الأحزاب: 9].

فتفرَّقُوا عن المدينة وهم بشرِّ خيبةٍ وخسرانٍ: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) [الأحزاب: 25].

وقال -عليه الصلاة والسلام-: "الآن نغزُوهم ولا يغزُونَنا". رواه البخاري.

فكانت آخر غزوةٍ يُقبِلُ فيها المُشرِكون على ديار المُسلِمين، وأنزلَ الله في شأنِ هذه الغزوة: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].

قال ابن كثير -رحمه الله-: "أُمِرَ الناسُ بالتأسِّي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزابِ في صبرِه ومُصابَرَته ومُرابطَتِه ومُجاهدَته وانتِظاره الفرَجَ من ربِّه".

وبعد:

أيها المسلمون: أبَى الله إلا أن يُتِمَّ نورَه، إن حُورِبَ دينُه اشتدَّ، وإن تُرِك امتدَّ: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].

والشدائدُ تُظهِرُ مناصِعَ الرجال ومعادِن الأفذاذ، وما وصلَ من وصلَ إلى الغايات المحمودة والنهايات الفاضِلة إلا على جسرِ المِحنَة والابتِلاء.

قال شيخُ الإسلام -رحمه الله-: "فاللهُ يجعلُ هذه المنَّة الجسيمَة مبدأً لكل مِنحةٍ كريمةٍ، وأساسًا لإقامة الدعوة النبوية القَويمة".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر: 51].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

أيها المسلمون: إن تأخَّر انتِصارُ المُسلمين فاللهُ يقول عن الكُفَّار: (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) [مريم: 84].

وإذا لاحَ النصرُ للمُؤمنين فعليهم أن يتذكَّروا سابِغَ فضل الله وإحسانه في صرف الأعداء عنهم وهزيمة عدوِّهم، وأن يُكثِروا من حمد الله وتسبيحِه واستِغفاره، قال -عز وجل-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) [النصر: 1- 3].

ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم انصُر من نصرَ الدين، واخذُل اللهم من خذلَ عبادَك المُؤمنين.

اللهم انصُر المُجاهِدين الذين يُجاهِدون في سبيلِك، اللهم كُن لهم عونًا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، اللهم عجِّل لهم بالنصر والفرَج يا قوي يا عزيز، اللهم وأدِر دوائِرَ السَّوء على عدوِّك وعدوِّهم.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].