البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

الحث على العلم

العربية

المؤلف عبد الرحمن بن ناصر السعدي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. فريضة طلب العلم .
  2. فضل طلب العلم .
  3. نصيحة للمعرضين عن العلم .
اهداف الخطبة
  1. الترغيب في العلم
  2. معاتبة المعرضين عن العلم

اقتباس

فيها أيها المعرضون عن طلب العلم ماذا عذركم عند الله وأنتم في العافية تتمتعون؟ وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون؟
أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة؟ أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهبة هائمة؟ أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية، وتدعون سبل الهدى وهي السبل الواضحة النافعة؟

 

 

 

الحمد لله الذي رفع من أراد به خيراً بالعلم والإيمان، وخذل المعرضين عن الهدى وعرضهم لكل هلاك وهوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريم المنان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي كمل الله له الفضائل والحسن والإحسان اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم مدى الزمان.

 

أما بعد:

 

أيها الناس اتقوا الله واعلموا أن التقوى لا تتم لكم بمعرفة ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان، وتستقيم لكم إلا بقيامكم بأصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان.

 

فطلب العلم إذاً من أفرض الفرائض وأوجب الواجبات، فإنّ عليه المدار في قيام الطاعات وترك المخالفات؛ قال صلى الله عليه وسلم: " فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"، ومن لم يرد به خيراً أعرض عن طلب العلم وسماعه فكان الهالكين، مقبلين على ما يضركم، تاركين ما ينفعكم، راضين بالصفقة الخاسرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر".

 

فهذه الرياض البهيجة فيها من العلوم كل زوج كريم، فيها يعرف الله ويهتدي إلى الصراط المستقيم، وفيها يعرف الحلال من الحرام والصلاح من الفساد، وفيها يعرف سبيل الغي والضلال وسبيل الهدى والرشاد، فكيف تعتاضون عنها مجالس اللهو وتضييع الأوقات، أو مجالس الشر والفساد؟!

أما إن طلب العلم قربة وثواب عند رب العالمين، والإعراض عنه شر وخسران مبين.

 

فيها أيها المعرضون عن طلب العلم، ماذا عذركم عند الله، وأنتم في العافية تتمتعون؟ وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون؟

أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة؟
أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهبة هائمة؟
أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية، وتدعون سبل الهدى, وهي السبل الواضحة النافعة؟

 

أترضى إذا قيل لك: من ربك، وما دينك، وما نبيك لم تحر الجواب؟ وإذا قيل كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب؟ وكيف تبيع وتشتري وتعامل لم تعرف الحلال من الحرام؟ أما والله إنها حالة لا يرضاها إلا أشباه الأنعام.

 

فكونوا رحمكم الله متعلمين، فإن لم تفعلوا فاحضروا مجالس العلم مستمعين ومستفيدين، واسألوا أهل العلم مسترشدين متبصرين، فإن لم تفعلوا وأعرضتم عن العلم بالكلية؛ فقد هلكتم وكنتم من الخاسرين.

 

أما علمتم أن الاشتغال بالعلم من أجل العبادات، وأفضل الطاعات والقربات، وموجب لرضا رب الأرض والسموات؟!

 

ومجلس علم تجلسه خير لك من الدنيا وما فيها، وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها.

 

فاتقوا الله عباد الله واشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته، وسلوا ربكم أن يمدكم بتوفيقه ولطفه وإعانته؛ قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر:9].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....