السميع
كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | رشيد بن إبراهيم بو عافية |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
هذه الكلمة الطيبة -معشر المؤمنين-: هي القاسم المشترك بين جميع أهل الفوز والجنة، فَحَرِي بنا بين الحين والآخر أن نذكر أنفسنا بحقيقتها ومعانيها، فقد كانت دعوة الرسل جميعا إلى أقوامهم حقيقة هذه الكلمة الطيبة، توحيد الله -تعالى- وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، الكلمة التي يقر بها اللسان، ويتيقن بحقيقتها القلب والجنان، ثم تستقيم بعد ذلك على ....
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، نحمده سبحانه حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته، فردٌ لا نِدّ له في ربوبيّته، أحدٌ لا نظير له في أسمائه وصفاته.
وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، أرسله على حين فترةٍ من الرسل، فدعا إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، وخلعِ ما يُعبدُ من دون الله من الآلهة والأوثان، والكواكب والصلبان، والإنس والجنّ والنيران، فهدى به أعيُنًا عميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غلفَا، صلى عليهِ اللهُ ما ناحت وترنّحت على الأيكِ الحمائم، وآلهِ و صحبه الأخيار، وسلّم تسليمَا.
ثم أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون: قال الله -تعالى-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 64].
هذه الكلمة الطيبة -معشر المؤمنين-: هي القاسم المشترك بين جميع أهل الفوز والجنة، فَحَرِي بنا بين الحين والآخر أن نذكر أنفسنا بحقيقتها ومعانيها، فقد كانت دعوة الرسل جميعا إلى أقوامهم حقيقة هذه الكلمة الطيبة، توحيد الله -تعالى- وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، الكلمة التي يقر بها اللسان، ويتيقن بحقيقتها القلب والجنان، ثم تستقيم بعد ذلك على حقيقتها الجوارح والأركان.
من جاء الله بها صادقا من قلبه، موقنا بما تدل عليه، فقد نال البشرى من الله -عز وجل- بمغفرة الذنوب والخطايا، في الصحيحة (2278) عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من نفس تموت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، يرجع ذلك إلى قلب موقن، إلا غفر الله لها".
بل إن الصادق في الالتزام بحقيقة هذه الشهادة مبشر بالجنة من الله -تعالى-، قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحة(1474): "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يأتي بهما عبد محق إلا وقاه الله حر النار".
واعلموا -أحبّتي في الله- أنه لم يتوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- في بداية دعوته للناس إلى حل أي من المشاكل والقضايا قبل حل قضية إخلاص العبادة والتوجه لله وحده لا شريك له، كان صلى الله عليه وسلم –يعلم كما يعلم جميع الأنبياء والرسل- أنه إذا قامت حقيقة "لا إله إلا الله" في قلوب المؤمنين بها؛ وحين يؤمن الناس بهذه الكلمة الطيبة؛ فإنه يسهل البناء بعد ذلك على تلك القلوب الربانية المؤمنة؛ لأنها تجردت بإيمانها بحقيقة تلك الشهادة لله وحده لا شريك له، فإذا ما تنزلت بعد ذلك الأحكام والتكاليف الشرعية، سهلت على النفوس المؤمنة طاعتها، واستسلمت لمراد الله -تعالى- طوعا ومحبة واختيارا، وانشرحت لكل ذلك القلوب والصدور!.
ولذلك -معشر المؤمنين-: نرى كيف ربط الله -تعالى- كل الأحكام والآداب والأخلاق والمطالب الشرعية؛ بذلك النداء الرباني الخالد؛ الذي يتكرر كثيرا جدا في نداءا ت القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)[البقرة: 104].
إنه لما توثقت حقيقة هذه الشهادة في قلوب المؤمنين بالله –تعالى-، وتعمقت جذورها بكيانهم، تخلصوا من كل ما يتصادم مع حقيقة هذه الشهادة من قول أو فعل أو تصرف أو حال، إنها الاستقامة والاستواء على الحق والخير في كل الأقوال والأعمال والأحوال.
تعلّموا -معشر الأحباب-: أنَّ العبدَ إذا قال: "لا إله إلا الله" فقد أعطى العهد لله –تعالى- أن يجعل قلبه وبدنه، وروحه ولسانه، وحياته ومماته لله رب العباد؛ لا شريك له في ذلك أبدا، بمجرد أن ينطق بهذه الكلمة يحس أنه قد حرر نفسه من كل الشهوات والقيود؛ وباعها لله -عز وجل-؛ وأخذ الثمن على ذلك؛ في الحياة الدنيا؛ بالسعادة والراحة والطمأنينة من كل ما قصد من دون الله وعُبد؛ وفي الآخرة فوز بالجنان، ونجاة من العذاب والنيران.
تعلّموا -معشر الأحباب-: أنّها علاقة جديدة وطيدة تنشأ في حياة صاحب "لا إله إلا الله"؛ تتخلل عبادته وحياته جميعا؛ تبدأ من عقيدة وإيمان مستقر في القلب؛ لا يلبث هذا الإيمان قليلا؛ حتى يغير الكيان جميعا؛ صاحب "لا إله إلا الله" حين قال: آمنت بالله؛ استقام كيانه لله -عز وجل-؛ مطمئن إذا الناس يفزعون؛ ساكن إذا الناس يخافون؛ هادئ إذا الناس يركضون ويلهثون، شعاره في الحياة؛ عهد صادق بينه وبين الله؛ يجدده في اليوم أكثر من عشرين مرة في صلاته لله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الفاتحة: 5].
معشر المؤمنين: إن أسعد الناس بهذه الشهادة والكلمة الطيبة هو أعرفهم لمعناها، وما تدل عليه، وألزمهم في نفسه بحقيقتها ومعانيها.
إنه ما دامت هذه الشهادة رأس الدين والأركان والدعائم، وعليها تنبني سعادة العبد أو خسارته، فإنه حقيق على كل من يريد نصح نفسه أن يحاسبها مرة بعد مرة على شهادته التي يقر بها، ويعرض أقواله وأعماله وتصرفاته وتصوراته على شروطها ومعانيها، فإن وافق العبد ما تدل عليه بكليته فقد حقق أدى حق الله -تعالى- عليه، وإن تلبس بشيء مما يخالف حقيقة الشهادة فليبادر إلى الاستقامة والتصحيح زمن الإمكان، قبل أن يحال بينه وبين الإيمان، ويندم على ذلك أشد الندم.
الشهادة -معشر المؤمنين- ليست كلمة أو شعارا ينطق باللسان؛ مرة أو مرات عديدة ثم تجد المسلم يخالف ما تدل عليه وما نطق به لسانه بأقوال وأعمال وتصورات وتصرفات، تصطدم مع حقيقة تلك الشهادة العظيمة التي نطق بها، فيفسد إيمانه وتوحيده وهو لا يدري، لا!.
المسألة خطيرة عظيمة -أيها الإخوة الكرام-: إن على أساس هذه الكلمة العظيمة يتحدد مصير العبد يوم القيامة إما إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وإما والعياذ بالله إلى نار الجحيم والحميم، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)[النساء: 48].
ومن لقي الله -تعالى- بشيء من الشرك به سبحانه في بعض ما تدل عليه؛ فقد وجبت له النار -والعياذ بالله تعالى- مهما أحسن من العمل، في الصحيحة (3566) عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من مات يشرك بالله شيئا دخل النار".
ولا يقول العبد المسلم مالي وللشرك؟ فالحمد لله أنا مؤمن أشهد أن لا إله إلا الله، فلا حاجة لي للحديث عن حقيقة هذه الكلمة بعدما نطقت بها وأعدتها في اليوم عشرات المرات!.
إن الشيطان -معشر المؤمنين-: لا يفرح بشيء فرحه بهذا الموقف من العبد المسلم، ذلك أنه يصده بهذا عن مراجعة توحيده وإيمانه، وقد يموت على شيء من ذلك، فيخلد معه في النار أبدا.
إذا عرفنا ذلك؛ فهل يمكن للمسلم أن يخالف هذه الشهادة، ويضيع بعض حقوق الله -تعالى- بالشرك في حقيقتها ومعانيها؟
ذلك ما سنراه في الخطبة الثانية -بإذن الله تعالى-.
الخطبة الثانية:
معشر المؤمنين: إن سبب الوقوع في جميع صور الشرك بالله -تعالى- أمران هما:
الأول: الغلو في التعظيم، والزيادة فيه عن الحد المشروع.
الثاني: الغلو في الحب والزيادة فيه عن الحد المشروع.
الغلو في التعظيم، والغلو في الحب؛يؤديان بمن وقع فيهما إلى التقديس الذي لم يأذن به الله، ثم تنتهي المسيرة بالعبد إلى الوقوع في عبادة ذلك الذي أضفى عليه الحب والتعظيم والتقديس، فيقع في الشرك بالله فيصرف إليه ما لا يصح إلا لله -تعالى- من الأقوال والأفعال.
وهذه بعض ألوان من الشرك به سبحانه -أعاذنا الله وإياكم منها- تسللت لبعض المسلمين بسبب الانحراف والجهل:
- الناس اليوم قد لا يعبدون صنما منحوتا كما كان يفعل المشركون في العهد القديم، ولكن نجد بعض الواقعين في هذا -نسأل الله السلامة والعافية- يعتقدون بسبب الغلو في الحب والتعظيم الباطل الزائد أن بعض الصالحين والأولياء يقضون الحاجات، ويلبون المطالب، ويفرجون الكربات؛ فتجدهم يتمسحون بالأوثان والقبور والحيطان التماسا للبركة، ويدعون صاحب القبر عند قبره التماسا للإجابة، ويسافرون إليها من مكان بعيد ويطلبون من أصحابها المعونة لشفاء الأسقام ودفع الكروب وتوسيع الأرزاق وإعطاء الذرية والأولاد وإصلاح الأزواج، بحجة أن مكانتهم عند الله تنفع المستغيث المكروب، وكذبوا على أنفسهم وعلى الصالحين، فإن الصالح من يحتاج منك للدعاء بظهر الغيب، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[الأعراف: 194].
ويقول سبحانه: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا)[الفرقان: 3].
ويقول تعالى: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) [يونس: 106].
أي المشركين بالله -تعالى-.
وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: "من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار".
- من أعمال الشرك التي تسللت لبعض المسلمين بسبب الانحراف والجهل: نذر القربان لغير الله - تعالى-، مثل نذر الشموع والأنوار والأبقار لأصحاب المشاهد والأضرحة والقبور الأحياء منهم والأموات، وكذلك تقديم الذبائح والأطعمة والأموال واللباس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله من ذبح لغير الله"[مسلم].
- ومن أعمال الشرك -والعياذ بالله- ما يذبح للجن عند شراء الدار أو بنائها أو حفر البئر أو عند العتبة الجديدة خوفا من أذى الجن والشياطين، والله -تعالى- يقول: (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[آل عمران: 175].
ويقول: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر: 36].
- ومن صور الشرك التي تسربت للمسلمين بفعل الجهل والهوى: استحلال ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله؛ وأن أحدا غير الله -تعالى- يملك الحق في ذلك، قال الله -تعالى- في بيان هذا النوع من الشرك: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ)[التوبة: 31].
سمع عدي بن حاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتلوها، فقال: إنهم لم يكونوا يعبدونهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ألم يكونوا يحلون لهم الحرام فيحلونه، ويحرمون لهم الحلال فيحرمونه، فتلك عبادتهم لهم"[حسن: الألباني في غاية المرام، ص: 19].
قال الله -عز وجل-: (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ)[يونس: 59].
- ومن صور الكفر التي تفسد الإيمان وصاحبه لا يشعر بذلك: تعاطي السحر والكهانة، والذهاب إلى السحرة والكهنة، وتصديقهم بما يقولون من أمور الغيب، والاعتداء على الأشخاص بالسحر والانتقام منهم بذلك، أو اللجوء للسحرة الأشرار لفك السحر والخلاص من العذاب، والواجب اللجوء إلى الله - تعالى-، والاستشفاء بكلامه كالمعوذتين وغيرها، قال تعالى: (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ)[هود: 123].
قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
- ومما يوقع في الشرك بالله -تعالى- والناس لا يشعرون-: اعتقاد النفع أو الضر في أشياء وأماكن لم يجعلها الله -تعالى- كذلك: كما يعتقد بعض الناس في التمائم والعزائم الشركية والحلق المعدنية والعجلات المطاطية وغيرها بناء على إشارة الكاهن أو الساحر أو الاعتقاد المتوارث، فتعلق في الرقاب أو على الأولاد أو في البيوت والسيارات والمحلات التجارية وغيرها؛ فهذه الأمور فيها مساس بعقيدة المسلم، وفي هذا يقول ربنا -تعالى- قولا صريحا: (قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا)[الجن: 22].
فالله -عز وجل- هو النافع والضار وكل شيء عنده بمقدار.
معشر المؤمنين: هذه بعض صور من التفريط في حقوق هذه الكلمة الطيبة، لنتجنبها في جميع أقوالنا وأعمالنا وتصوراتنا وتصرفاتنا، ووالله إن الطاقة العقلية والمالية التي يمتصها الفكر الخرافي في الأمة كفيلة بأن تحرك المحركات، وتبعث في الأمة دروعا في العز والسؤدد والنصر والتمكين.
ولا ننسى أن الله -تعالى- قد حذر نبيه -صلى الله عليه وسلم- من الشرك به، فقال: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ)[الزمر: 65- 66].
فلأن نأخذ نحن بهذه الوصية الربانية أولى وأحرى!.
معشر المؤمنين: إذا سلم للعبد توحيده لله -تعالى-، فإن الله -تعالى- يغفر له الذنوب والخطايا وإن كانت تملأ الأرض جميعا؛ ففي الصحيحة عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -تعالى- الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد، والسيئة واحدة أو أغفرها، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ما لم تشرك بي؛ لقيتك بقرابها مغفرة".
اللهم ثبتنا على التوحيد والإيمان، ونجنا من الشرك والكفران، وأدخلنا الجنة ونجنا من النيران.
وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبيّك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.