البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

سنن العيد وأحكام صلاة عيد الفطر

العربية

المؤلف وليد بن إدريس المنيسي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات صلاة العيدين
عناصر الخطبة
  1. زكاة الفطر وإخراجها .
  2. التكبير في العيد وقته وكيفيته .
  3. ما يشرع في العيد .
  4. صلاة العيد: حكمها وشهود النساء لها .
اهداف الخطبة
  1. تهيئة المسلمين لاستقبال العيد
  2. بيان أحكام شرعية تتعلق بالعيد

اقتباس

ويشرع الجهر بالتكبير عقب الصلوات، وعند الخروج إلى مصلى العيد في الطريق، وفي المصلى أثناء انتظار الصلاة، وكلما تذكر المسلم يشرع له تكبير الله - تعالى - شكرا له على توفيقه لنا وإنعامه علينا. ويشرع للمسلم يوم العيد أن يلبس أجمل ثيابه؛ لما جاء عن علي -رضي الله عنه-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يلبس بُرْدَ حِبَرَة في كل عيد"...

الخطبة الأولى:

أما بعد: فقد أوشك الشهر الكريم على الرحيل، فنسأل الله تعالى أن يتقبل منا أحسن ما عملناه، وأن يتجاوز عن سيئاتنا وتقصيرنا، وأن يختم لنا هذا الشهر الكريم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.

أيها المسلمون: مما يُشرع لنا في نهاية الشهر الكريم شهر رمضان زكاة الفطر, التي هي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، وقد فرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاعا من طعام، على الصغير والكبير والذكر والأنثى من المسلمين. فبادروا إلى إخراج زكاة فطركم.

ومما يشرع لنا كذلك في نهاية الشهر تكبير الله تعالى، قال الله -عز وجل-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[البقرة:185]، أي: لتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم، فكما شرع ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلاة, وشُرع عند انقضاء مناسك الحج كما قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا[البقرة:200] شرع كذلك عند انقضاء الصوم ذكر الله تعالى بالتكبير، ويبدأ وقته من رؤية هلال شوال أو غروب شمس آخر ليلة من رمضان، وينتهي وقته بصلاة العيد.

وصيغة التكبير كما جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد".

ويشرع الجهر بالتكبير عقب الصلوات، وعند الخروج إلى مصلى العيد في الطريق، وفي المصلى أثناء انتظار الصلاة، وكلما تذكر المسلم يشرع له تكبير الله تعالى شكرا له على توفيقه لنا وإنعامه علينا.

ويشرع للمسلم يوم العيد أن يلبس أجمل ثيابه؛ لما جاء عن علي -رضي الله عنه-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم-  كان يلبس بُرْدَ حِبَرَة في كل عيد". رواه الشافعي والطبراني. وروى ابن خزيمة عن جابر -رضي الله عنه-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم-  كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة". وبرد الحِبَرَة: نوع من البرود يصنع باليمن.

ويشرع للمسلم إدخال السرور على أهله وأولاده يوم العيد، وأن يهنئ المسلمون بعضهم بعضا بقول: تقبل الله منا ومنكم.

ويستحب الاغتسال قبل الخروج لصلاة العيد؛ لورود ذلك من فعل جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-.

وصلاة العيد شعيرة ظاهرة من شعائر الإسلام، يشرع أن يخرج إليها المسلمون، رجالا ونساءً وصغارا وكبارًا. عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحُيَّض وذوات الخدور -العواتق اللائي قاربن البلوغ، وذوات الخدور الشابات الأبكار- فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: "لتلبسها أختها من جلبابها" رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن، وزاد أبو داود في روايته: والحُيَّض يكن خلف الناس يكبرن مع الناس. وفيه مشروعية التكبير للنساء ولكن سرا، وأن تخرج النساء لصلاة العيد في جلابيبهن وحجابهن السابغ.

وقد ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن صلاة العيد فرض عين، وذهب الإمام أحمد إلى أنها فرض كفاية، وذهب الإمامان مالك والشافعي إلى أنها سنة.

ويستحب أن يذهب إلى صلاة العيد ماشيا وأن يرجع ماشيا إذا استطاع ذلك؛ لما فيه من إظهار شعار الإسلام في الطرقات، ويستحب أن يرجع من غير الطريق الذي ذهب منه كما رواه البخاري.

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات, ويأكلهن وترا". رواه البخاري. وفيه استحباب أكل تمرات وترا قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر.

وعلى المسلم الحرص على التبكير يوم العيد لحضور الصلاة، والحرص على الاستماع إلى خطبة العيد بعد الصلاة.

أيها المسلمون: إن الأعياد من شعائر الإسلام التي يتميز بها المسلمون عن أعياد المشركين، فلا يجوز للمسلم أن يحتفل بأعياد المشركين, ولا أن يهنئ المشركين بها بإجماع العلماء، قال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ[الفرقان:72]، قال أبو العالية وابن سيرين وطاووس وكثير من السلف: "أي: لا يشهدون أعياد المشركين".

ولما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة وجد أهلها يحتفلون بيومين من أعياد الجاهلية، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "إن الله أبدلكم بهما يومين خيرا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى".

والحمد لله رب العالمين.