البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

الإسلام يتفهم

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. تفهم النبي صلى الله عليه وسلم لمشاعر زوجاته ومراعاته لذلك .
  2. تفهم الإسلام لحاجات الناس ومشاعرهم .
  3. مراعاة الإسلام لوضع الإنسان وظروفه (قصص) .
  4. مراعاة الإسلام للحيوان ومتطلباته .
  5. صور ومظاهر واقعية لعدم المبالاة بالناس وحاجاتهم .

اقتباس

الحاصل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تفهم مشاعر زوجته التي كان في بيتها حينما ضربت يد الخادم، فلم يغضب ولم يقبح، بل قدر وتفهم، وليس هذا فحسب، لا، بل شرح لنا سبب تصرفها الغاضب عندما، قال: "غارت أمكم" حتى نقدر مشاعر النساء، فنهدأ ونفعل كما فعل. وهذا يقودنا إلى حقيقة في دين الإسلام ينبغي أن نعيها جيداً ونمارسها، ألا وهي...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

تأملت في موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- من إحدى زوجاته، ومدى فهمه لما يكنه صدرها، وتفهمه لما يعتريها من مشاعر، وما تعيشه كل امرأة من جنسها، بحكم طبيعتها الانثوية، من غيرة شديدة، من كل شريكة معها في زوجها، وتفهمه كذلك أن للمرأة أولويات هي في عينها أولى مما عند الرجل من أولويات؛ كاللعب والضرب بالدف والزينة.

ففي صحيح البخاري: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عند بعض أزواجه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيتها يد الخادم -من فرط غيرتها- فسقطت الصحفة، فانفلقت، فجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام التي في الصحفة، ويقول: "غارت أمكم".

ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرته.

الحاصل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تفهم مشاعر زوجته التي كان في بيتها حينما ضربت يد الخادم، فلم يغضب ولم يقبح، بل قدر وتفهم، وليس هذا فحسب، لا، بل شرح لنا سبب تصرفها الغاضب عندما، قال: "غارت أمكم" حتى نقدر مشاعر النساء، فنهدأ ونفعل كما فعل.

وهذا يقودنا إلى حقيقة في دين الإسلام ينبغي أن نعيها جيداً ونمارسها، ألا وهي تفهم الإسلام لحاجات الناس، ومشاعرهم، ومستوى عقولهم، وعلمهم هذا من جانب، ومن جانب آخر تفهمه بتنوع اهتماماتهم، وأولويات كل إنسان بحسب حاجاته، وعالمه الخاص به، بشرط كونه حلالا.

في موقف آخر يدل على هذا التفهم: صح عند البخاري وأصحاب السنن: لما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسا في المسجد، وأصحابه معه، جاء أعرابي بدوي، فبال في المسجد، نعم، ما وجد مكانا يبول فيه إلا المسجد، فقال أصحاب النبي: "مه مه" يعني وين وين، يريدون زجره، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مراعيا حاله وجهله، ومستوى فهمه: "دعوه لا تزرموه" ثم دعاه صلى الله عليه وسلم، فقال بهدوء ورفق: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخلاء" أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما هي لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة" ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه، وهكذا انتهى المشهد بكل ما حمله من أخلاق وتفهم، فتعلم الأعرابي، وهدأ الجميع.

موقف آخر: لما زفت أم المؤمنين عائشة امرأة إلى رجل من الأنصار، قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- متفهما حاجات النساء: "يا عائشة، ما كان معكم لهو" أي النشيد مع الضرب بالدف: "فإن الأنصار يعجبهم اللهو".

هكذا يراعي الإسلام ما تشتاق إليه نفوس النساء بالحلال، فيسمح به في مناسبات الزواج والعيد.

وانظروا كذلك كيف يراعي الإسلام ويتفهم حاجات الناس: معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه، فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل -أي انفصل عنه- فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا، فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذ صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة فتجوزت ولحقت بنخلي أسقيه، فزعم أني منافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معاذ أفتان أنت، أفتان أنت، أفتان أنت، فلولا صليت بسبح اسم ربك، والشمس وضحاها، والليل اذا يغشى، فإنه يصلي وراءك الضعيف والكبير وذي الحاجة".

موقف آخر في البخاري: يقول مالك بن الحويرث -رضي الله عنه-: أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحن شببة متقاربون، هؤلاء شباب متقاربون في السن جاءوا من البصرة إلى المدينة ليتعلموا الإسلام، يقول: فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا -وهنا الشاهد- وسألنا عمن تركنا في أهلنا، فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: "ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم، ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم فليؤمكم أكبركم".

وفي موقف آخر: يأتي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- شاب به صبوة، وميل شديد إلى الشهوات، فيقول له بصدق: يا رسول ائذن لي بالزنا؟ فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال صلى الله عليه وسلم: "ادنو" فدنا منه قريبا، قال فجلس، فقال له صلى الله عليه وسلم: "أتحبه لأمك؟" قال: لا والله جعلني الله فدائك، قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم" قال: "أتحبه لابنتك؟" قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم"، قال: "أفتحبه لأختك؟" قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم" قال: "أفتحبه لعمتك؟" قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم" قال: "أفتحبه لخالتك؟" قال: لا والله جعلني الله فداك، قال "ولا الناس يحبونه لخالتهم" قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه" فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء [أخرجه أحمد].

هكذا يراعي الإسلام وضع كل إنسان، ويراعي ظروفه، ويضع له الحل الأحكم والأرحم، حتى في الحدود ألا ترون أن حد الزنا الرجم للمحصن، والجلد لغير المحصن؛ لأن ظروف الأول تختلف عن الآخر.

بل إن الإسلام يراعي ما هو أوسع من ذلك، حقوق الحيوان ومتطلباته، في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بي، فنزل البئر فملأ خفه، ثم أمسك بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له" قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجر؟ قال: "في كل كبد رطبة أجر".

وفي السنن: يقول أحد الصحابة: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة -الحمرة طائر صغير كالعصفور - فرأينا حمرة ومعها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش –ترفف-، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "من فجع هذه في ولدها، ردوا ولدها إليها".

هذه هي أخلاق الإسلام، لا، بل أكبر من ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "عذبت امرأة في هرة فحبستها، حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" [أخرجه البخاري].

أيها الإخوة: نعرض الآن لأهمية تفهم حاجات الناس، ومراعاتها من قبلنا نحن كما هو شأن الإسلام، إن لكل إنسان كائنا من كان حاجاته الشخصية، واهتماماته التي تخصه، دون غيره من الناس.

بل إن للإنسان همومه وأولوياته التي ربما كانت آخر ما يفكر به إنسان آخر غيره، لكنها عنده من أهم الأشياء، فكل له اهتماماته وأولوياته التي ربما اشترك معه فيها بعض الناس، وربما كانت خاصة به.

فمثلا قد يكون الوصول إلى مكان العمل مبكرا عند عدد من الناس أمرا ثانويا، لا يعني، الكثير وصلوا مبكرين متأخرين لا فرق، لكنه عند آخرين أمر مصيري، وبالتالي فإن أي شيء يعيقهم عن الوصول إلى العمل مبكرا هو في نظرهم أسوأ شيء.

صحيح أنه الاستيقاظ باكرا يمنع التأخير، لكن هناك أمورا أخرى تعترضهم حتى لو قاموا مبكرين، وهنا لابد أن يراعي كل مسئول عن إصلاح الشوارع مثلا، ورصف الطرق مثلا، أو كل مسئول عن ضبط توقيت إشارات المرور هذا الجانب المهم في حياة كثير من الناس، ويهتم به أشد اهتمام، فيسعى في تسهيل وصولهم مبكرين بإصلاح الشوارع، وتحسين رصفها، وعدم إغلاقها لأتفه الأسباب، والانتهاء من المشاريع المزمنة التي عقدت حياة الناس، وأهلكت أعصابهم.

هذا من جانب، ومن جانب آخر على المسئولين الآخرين ضبط الإشارات بحيث يجد الناس فرصة للعبور أكثر من أربع، أو خمس ثوان، كما هي الحال في بعض الإشارات التي تحرق أعصاب الناس، وتضطرهم إلى المخالفة.

الشاهد من المثال: أنه لابد من مراعاة حاجات الناس، والكف عن إهمالها، وتجاهلها من قبل المسئولين، أيا كانوا.

لا بد من البدء في احترام حاجات كل إنسان، فالإسلام الذي هو ديننا أمر بذلك، ووالله ليس الغربيون أفضل منا -يا إخوة- ليسوا أفضل منا عندما ترتفع عندهم قيمة الإنسان أيا كان، فيحترمون حاجات الناس، ويجعلون لها أكبر مقام، فالإسلام لو يعلمه الكثيرون من أهله، ولو طبقوه بحذافيره، الإسلام دين يرفع قدر المسلم عاليا جدا.

عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يطوف بالكعبة، فيقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك" وهو ينظر إلى الكعبة.

الإسلام، لو يعلمون دين لا يقدس الصلاة والصوم فقط، لا، بل يقدس النصح للمسلمين على حد سواء، ويعظم من يسعى في رفع المشقة عنهم، يعني تصوروا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة".

وفي رواية: "فشكر الله له، فغفر له".

وفي نص آخر صحيح قال صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس" [أخرجه مسلم].

ولذلك لما قال أبو بردة -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح بن ماجة: "يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به".

وفي نص: "إني لا أدري نفسي تمضي، أو أبقى بعدك، فزودني شيئا ينفعني الله به" قال له صلى الله عليه وسلم: "اعزل الأذى عن طريق المسلمين".

سبحان الله، كيف يقدر الإسلام هذا الفكر الراقي، وهذا الخلق العظيم، وهذا البذل، وهذا الإحساس العميق بالتكافل الاجتماعي لدفع الشر، وجلب الخير، والنصح للمسلمين؟.

الإسلام دين يجل من يعين الناس، ويحترم حاجاتهم، ويبغض من يرهقهم، ويشق عليهم، حتى دعا عليه صلى الله عليه وسلم بقوله: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" [أخرجه مسلم].

بعض الناس مثلا من همومه التي تقلقه، وتأرق ليله: مصير أولاده التعليمي، وصعوبة الحصول على فرص التعليم العالي، بل حتى لما دون ذلك، في بعض الأحيان، فهل هناك سعي جاد ممن له القدرة علة إيجاد تلك الفرص؟ هل هناك تفهم جاد لهذه المعاناة؟

أسأل الله أن يجمع قلوبنا على الحق...

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

ففي صحيح مسلم: قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الحسد بالسهر والحمى".

بعض الناس مثلا من همومه الكبرى: الزيادة في أسعار السلع المعيشية ترهقه، وتجعله دائم التفكير والقلق، الابن يطلب، والبنت تطلب، والزوجة تطلب، والبيت يطلب، والمدرسة تطلب، والعيد يطلب، والسيارة تطلب، وكل شيء غالي.

هذه الزيادة في الأسعار قد لا تعني شيئا كبيرا عند الأغنياء ولا تغير شيئا في أسلوب حياتهم، ولكنها عند هذا وأمثاله تعني الكثير، فلابد أن يتفهم المسئولون هذا الضيق، وأن يفزعوا الى حل هذه المشكلة، وتفريج هم هؤلاء.

يقول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".

إن اللامبالاة التي تعاني منها معظم المجتمعات المسلمة تعتبر بلا مبالغة وصمة عار في جبينها؛ لأنها بذلك تخالف عدة آيات وأحاديث تأمر بتآزر المسلمين، وعناية كل بالآخر، والتألم لألمه، والفرح لفرحه، يقول تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) أولياء بعض: (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيرحمهم الله إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[[التوبة(71].

ويقول صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".

في صحيح مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله" قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: "أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها" قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعا، أو تصنع لأخرق" فالأخرق هو الذي لا يحسن الصنعة، قال: فان لم أفعل؟ قال: "تدع الناس من الشر فإنها صدقة تتصدق بها على نفسك".

 نعم، ولذلك كان من كلام يحيى بن معاذ: "ليكن حظ المؤمن ثلاث: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه".

والموضوع يطول لشجونه الكثيرة، لكن أقول: لابد من أن نراعي هذه، العناية بحاجات الناس، وتفهم همومهم، ومراعاة قدراتهم الذهنية والمالية والجسدية، كما هو شأن الإسلام، عندما نتعامل مع أولادنا، أو موظفينا، أو رعايانا، أو كل من وقعت خدمته تحت مسؤوليتنا، أو كان في إمكاننا النظر في شأنه.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات...