البحث

عبارات مقترحة:

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

لا تعينوا الشيطان على أخيكم

العربية

المؤلف يوسف بن محمد الدوس
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. أهمية الحديث عن الهدي النبوي .
  2. قصة تعامل النبي مع صحابي وقع في خطأ .
  3. تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المقصرين .
  4. احتواء المقصرين .
  5. أهمية توسيع مساحة الخيرية في نفوس المقصرين .
  6. حكم التعيير بالذنب .
  7. أهمية التوجيه الغير مباشر .
  8. أهمية الأخوة .
  9. أهمية الرفق في التوجيه .
  10. اجتماع الإيمان والفسق في الشخص الواحد .
  11. فضل الذب عن عرض المسلم في حال غيبته .

اقتباس

عباد الله: ما أجمل الحديث حينما يكون عن التوجيه والتربية، وما أروع الكلمات حينما تدور حول التأثير والوصول إلى قلوب الناس، والأجمل من ذلك والأروع أن نتعلم ذلك كله ممن سما على الخلق بكمال خلقه، وحسن توجيهه، مع من كسب النفوس بإحسانه ورفقه، مع من أقبلت إليه القلوب النافرة بتعامله ولطفه، مع محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-. هو القدوة الحسنة، وهو صاحب الخلق العظيم، الذي نصح ووجه وربى بنظرة...

 

الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير.

أما بعد:

عباد الله: فاتقوا الله -جل في علاه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

عباد الله: ما أجمل الحديث حينما يكون عن التوجيه والتربية، وما أروع الكلمات حينما تدور حول التأثير والوصول إلى قلوب الناس، والأجمل من ذلك والأروع أن نتعلم ذلك كله ممن سما على الخلق بكمال خلقه، وحسن توجيهه، مع من كسب النفوس بإحسانه ورفقه، مع من أقبلت إليه القلوب النافرة بتعامله ولطفه، مع محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)[آل عمران: 159].

هو القدوة الحسنة، وهو صاحب الخلق العظيم، الذي نصح ووجه وربى بنظرة عميقة، وأسلوب رفيع، ومراعاة لطبيعة النفوس، وطبيعة البشر، حتى خرج للبشرية جيلا فريدا، لا يتكرر أبداً.

مشهد من مشاهد النبوة يحكي أسلوب تعامله عليه الصلاة والسلام مع من لا يخلو منهم عصر، وهم من غلبت شهوة نفوسهم، فوقعوا في الأخطاء لا في صغائرها، بل في الكبائر التي يبغضها الله ويمقتها.

شاب من صاحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمه "عبد الله" كان يحمل بين جنبيه روح خفيفة، ومداعبة، كان كثيرا ما يمازح النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاء في بعض الروايات وكان يضحك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان هذا الشاب كثيرا ما يقدم الهدايا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل ربما استدان لشراء بعض الهدايا للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وما ذلك إلا لشدة محبته للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

من صور ممازحته مع النبي -عليه الصلاة والسلام-: أنه ذات يوم اشترى طعاما بثمن مؤجل، فأهداه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم بعد مدة جاء صاحب الطعام يتقاضاه، فأخذ "عبدالله" بيد الرجل صاحب الطعام، وذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا رسول أعطي هذا ثمن طعامه، فتبسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعل يقول: "ألم تهديه لنا؟!" ثم أمر بإعطاء الرجل ماله.

بقي أن نعرف أن "عبدالله" هذا الصحابي الذي أحب محمدا -صلى الله عليه وسلم-، ومازحه كثيرا، وكان يدخل السرور على قلبه، قد ابتلي بشرب الخمر، فأقيم عليه الحد، ليس مرة واحدة، بل مرات عديدة، خرج "عبد الله" مع المسلمين في غزوة خيبر، ولما فتح المسلمون حصونها، كانت تلك الحصون لليهود، وكانت فيها الخمور بكثرة، فأريقت تلك الخمور، وضعفت نفس "عبدالله"، هذا الصحابي أمام الخمر، فشرب منها، فحمل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر عليه الصلاة والسلام بإقامة الحد عليه.

قال أبو هريرة: "منا الضارب بيده، ومنا الضارب بنعله، ومنا الضارب بثوبه" فقال رجل من الصحابة: "اللهم ألعنه ما أكثر ما يؤتى به" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تلعنوه، فو الله ما علمت منه إلا أنه يحب الله ورسوله، ولا تكونوا عون الشيطان على أخيكم، ولكن قولوا: اللهم اغفر له".

أيها الكرام: مع هذا المشهد الرائع، هذا الحديث القصير، وقفات لابد منها:

أولا: روعة تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المقصرين، كان عليه الصلاة والسلام حريصا على غرس التقوى في قلوب أصحابه، وتعزيز معاني الإيمان في نفوسهم، وإتباع السيئة بالحسنة، لكي تمحوها، بين أن السلامة من الأخطاء لن ولم يسلم منها بشر.

وليس من شرط التقوى السلامة من المعاصي، بل والكبائر كذلك، وجنة الرحمن التي عرضها السماوات والأرض وصف أهلها المستحقون لها بأنهم ربما فعلوا فاحشة، أو ظلموا أنفسهم، لكنهم يندمون، ويعودون إذا ذَكروا وذِكروا بعظمة الله وفضله.

فهذا الشاب قارف الكبيرة عدة مرات، وليست هي من المعاصي الهينة، بل هي من الكبائر كما هو معلوم، وكما وصفها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه بأنها رجس من عمل الشيطان، هي الخمر التي لعن نبينا -عليه الصلاة والسلام- فيها عشرة، ومنهم شاربها.

الخمر التي تعهد الله لمن شربها أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: "عرق أهل النار" ومع ذلك فلم تكن هذه المعصية سببا لمجافة الشاب، أو إبعاده، أو التقليل من شأنه، بل كان عليه الصلاة والسلام يمازحه، وهو يعلم أنه بالأمس قد أقيم عليه الحد.

لم يكن -أيها الكرام-: في عصر النبوة تشطير للمجتمع، ولا تقسيم، وليس هناك أوصاف تضرب جزافا على الناس، بأن فلانا متدين، أو فلانا مطوع، أو فلانا منحرف، أو فيه كذا وكذا، فكل أمره إلى الله -سبحانه وتعالى- وليس لنا ممن حولنا إلا ظاهرهم، وسرائرهم إلى الله -سبحانه وتعالى-.

وليست في مجتمعنا اليوم -أيها الكرام-: مصيبة أعظم من هذه التصنيفات التي تطلق على فلان وعلان، ويصنفون بأنه كذا وكذا، بناءً على ما قد نراه منهم، أو يكون بسببه، وهذا ولا شك أودى بمجتمعنا إلى مشكلات عويصة.

عباد الله: كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتعايش ويتألف تحت مظلة الإسلام على تفاوت في مقامات الخير بين من حوله؛ منهم السابق، ومنهم المقتصد، ومنهم الظالم لنفسه.

ومن وحي المشهد أيضا -يا عباد الله-: أن المقصرين بحاجة لاحتوائهم، والقرب منهم، وتذكيرهم لا أن تكون هذه الكبائر والموبقات سبب في إبعادهم، فيتسلط عليهم الشيطان، فالقرب من المقصر هو في الحقيقة محاصرة للخطأ، وتقليل له، فربما رأى من إقبال من حوله على الخير ما يحرك في نفسه جوانب الخيرية، ويجعله يقتدي بهم، ويندم.

وفي هذا الخبر: أهمية توسيع مساحة الخيرية في نفوس المقصرين، هذا الرجل ذاق مرارة الجلد، وأقيم عليه الحد، واجتمع عليه الأذى الحسي والمعنوي، ومع ذلك يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- إشادة ومدحا أمام الناس بما لديه من إيجابية، عندما قال عليه الصلاة والسلام: "إنه يحب الله ورسوله".

مع ملاحظة -يا عباد الله-: أن هذه المنقبة، ولا شك هي موجودة في كل مؤمن، ولا يتم أصلا إيمان أحد إلا بها بعد حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن عليه الصلاة والسلام أراد أن يرفع من معنويات المقصر، ويمدحه بذلك، لكي يرتفع بإيمانه عن مقارفة الكبائر، ويشعر بداخله أنه أقرب للخير.

هذا الأسلوب النبوي، وهو الإشادة بالجوانب الإيجابية لدى المقصرين، قد تكرر في حوادث عدة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

هذا حاطب بن أبي بلتعة ارتكب فعلا شنيعا عندما أفشى سر النبي -صلى الله عليه وسلم-، واتهم حينها بالنفاق، ولكن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الموقف ذاته، قال عنه منقبة عظيمة، ووصفه بأنه ممن شهد بدرا.

وحين طعن بعض الصحابة في مالك بن الدخشم بالنفاق، برر ذلك، وقال لهم: "لا تقل ذلك فإنه قد قال "لا إله إلا الله" يريد بذلك وجه الله".

هذه الإشادة فيها تحريك للخير الذي في كوامنه، وتحفيز للثبات عليه، لا أن نجعل من الأخطاء والتجاوزات سببا، وطريقا للغلظة والمحاسبة المبالغ فيها، فيكون ذلك مدخلا للشيطان.

ومن فوائد القصة -يا عباد الله-: أنه لا يجوز بحال من الأحوال تعيير الآخرين بذنوبهم، حين لعن الصحابي الرجل لكثرة شربه، وإقامة الحد عليه، بادر عليه الصلاة والسلام بنهيه، مع أن ذات اللعن منهي عنه، فلم يقل: "لا تلعن" بل قال: "لا تلعنه" وهذا فيه: إشارة بأنه لا يجوز لعن من وقع في الكبائر، ولا سبه، ولا تعييره، ولا الشماتة به، بل يجب الدعاء له، وسؤال الله له العافية.

إن تعيير الآخرين بالتقصير، وسبهم بذنوبهم سابقة تأذن بشر عظيم بين أفراد المجتمع، وهي تزكية للذات تبرئة لها، ومن منا الذي لا يخطئ.

ثم في الوقت ذاته العبد لا يدري ربما يوما ما أحاطت به شهوته، ودعته نفسه الأمارة نحو ذلك الخطأ الذي عير به غيره، فالبلاء موكل بالمنطق، لا يدري العبد أيضا أن ذلك المقصر ربما في يوم ما كان أقرب منه إلى الله، أو هو كذلك في وقته، مع وجود هذا الذنب، فيورثه هذا ندما، وانكسارا، وحسرة في قلبه.

ومن هذا المشهد الرائع: أهمية التوجيه الغير مباشر، فلم يذكر في القصة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نصحه أمام الملأ، رغم أنها كبيرة، وإنما خاطب الصحابة، وأرسل له رسائل يفهم منها الرجل خطأه، ليفهم ويندم ويرجع.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم" فهذا الفعل مما يعين عليه الشيطان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ألطف ما يكون؛ لأنه في ذلك يراعي نفوس من حوله، فالتوجيه المباشر، والنصح أمام الملأ؛ لأنه لا تحتمله النفوس بطبيعتها، ولذلك كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يكتفي دائما بالتعريض، وليس بالتصريح.

وكثيرا ما كان عليه الصلاة والسلام يطلق شعار: "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا..." مراعاة لأولئك الناس، مع أنه كثير كان يعلم من هم، عليه الصلاة والسلام.

وفي هذا أيضا قصة الرجلين الذين استب في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حتى أحمر وجه أحدهم، فقال عليه الصلاة والسلام لمن حوله، والرجل كان يسمع، قال عليه الصلاة والسلام: "إني لأعلم كلمة لو قالها، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ولم يتجه له النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقل له قل: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"؛ لأنه يعلم أنه في حال قد لا يقبل فيها النصيحة، أو ربما رد بغلظة بكلمة تضره، ولا تضر من حوله.

من وقفات هذه القصة -يا عباد الله-: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أبقى للرجل مع جرمه حق الأخوة، فقال: "لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم" إذاً فكل مخطأ مهما وقع في كبيرة فهو داخل في دائرة الإسلام، تبقى له حقوقه، وتجاب دعوته، ويعاد في مرضه، وتتبع جنازته، إلى غير ذلك من الحقوق التي ينبغي أن تكون حاضرة في مجتمع المسلم.

ثم الرفق في التوجيه -يا عباد الله-: فربما استشاطت النفوس غضبا من تكرار الخطأ، وهذا ما جعل الصحابي يقول غاضبا: "لعنه الله! ما أكثر ما يؤتى به" لكن الرحمة المهداة محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- احتوى الموقف بلين ولطف، وما كان الرفق في شيء إلى زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فالغلظة في التوجيه، والحدة في الإنكار، ربما أدت إلى نهايات مؤسفة بين الموجه والمخطئ، وربما أيضا عكست آثاراً سيئا في نفس المخطأ، فتكون الغلظة سببا للعناد والإصرار والمجاهرة، وما إلى ذلك.

ثم تذكر: أن الكلمة القاسية لها كلمة طيبة مرادفة لها، تؤدي المعنى ذاته، فتخير في كلماتك، وتحين في عباراتك، وتلطف في أقوالك، فهذا أمر الله: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)[البقرة: 83].

(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[الإسراء: 53].

فهذا أمر الله لنا فيما بيننا؛ لأن ذلك كله بوابة إلى الألفة، والخير والمودة.

جعلني الله وإياكم هداة مهتدين، وهدانا إلى أحسن الأقوال والأفعال والأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا هو.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه...

الخطبة الثانية:

الحمد لله جل في علاه، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه.

أما بعد:

عباد الله: من فوائد القصة أيضا: مسألة قررها أهل السنة والجماعة، وهي أنه قد يجتمع في العبد إيمان وفسق، وسنة وبدعة، وإسلام وشرك أصغر، أو كفر أصغر، لا يخرجان من الملة، فيحب ذلك العبد بما عنده من الإيمان والخير، ويبغض بما عنده من المعصية والشرك والكفر الأصغر، أو بالبدع.

وممن بسط القول في هذه المسألة بكلام رائع لابد من الوقوف عليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.

ومن وحي القصة أيضا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دافع عن عرض رجل وقع في ذنب متفق عليه، فليت شعري -يا عباد الله-: متى يعي البعض خطأ فعلهم، وهم يستطيلون على أعراض الناس، بل ربما أفاضل الناس من العلماء والمصلحين والإعلاميين، في تجاوزات قد تكون خطأ نعم، ولكنها ما زالت ربما في كثير من الأحيان في مسائل غير قطيعة، أو في مسائل خلافية، أو نحو ذلك؟!

لا شك -يا عباد الله-: أن هذا بُعد عن منهج السنة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، كم نحن بحاجة إلى أن نفهم هذا المغزى، وأن نطبقه، وأن ننادي به في جميع أحوالنا، وأن نستشعر ما قاله نبينا -عليه الصلاة والسلام-: "لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم".

أما لو قد وعينا هذا الهدي حقا؛ لرحم بعضنا بعضا، ولنصيح بعضنا بعضا، ولتلطف بعضنا إلى بعض، ولقويت دعائم الخير في مجتمعنا، ولعوفينا من كثير من أمراض القطيعة والعداوات، والصفات التي تطلق بين أفراد المجتمع الواحد، والله المستعان.

عباد الله: إن هدي الواحد منا إلى طريق مستقيم، أو وفق إلى عبادة، أو بغضت إليه معصية، فليحمد الله، وإياك إياك والشماتة، فينبغي أن تنظر إلى كل عاصي أنه أخ لك، له حق عليك أن تدعو له، وأن تحسن إليه، وأن تتودد إليه.

ثم تذكر بأنك لست خيرا من محمد بن عبد الله، ولست أغير على دين الله من محمد بن عبد الله، ومع ذلك سمعنا وعرفنا كيف كان يتصرف ويفعل.

فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، واجزه عنا وعن المسلمين ما جزيت به نبيا عن أمته وقومه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين...