البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

العام الجديد وآلام الأمة

العربية

المؤلف حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. استقبال عام وتوديع آخر فرصة للمتأملين .
  2. فضيلة محاسبة النفس وأهميتها .
  3. التحذير من تضييع الأعمار .
  4. قوة الأمة وعزتها في تمسكها بالإسلام .
  5. الحث على الاجتماع ونبذ التفرق والاختلاف .
  6. الانخداع بالمعايير البشرية البراقة .

اقتباس

وإن في استِقبال عامٍ وتوديعِ آخر فُرصًا للمُتأمِّلين، ومواعِظ للمُتَّعِظين، (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور: 44]. المُوفَّقُ السعيدُ من يتَّخِذُ من صفحات الدَّهر وانقِضائِه وقفاتٍ للمُحاسَبَة الجادَّة، ولحظاتٍ للمُراجعة الصادقة. إن المُؤمن في حاجةٍ ماسَّةٍ في كل وقتٍ لمُحاسَبَة نفسِه، وتقييم مسارِه. يقول ابن القيم -رحمه الله-: "وهلاكُ القلب من إهمال مُحاسَبَتها -أي: النفس-، ومن مُوافقَتها واتِّباع هواها".

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمدُ في الآخرة، وهو الحكيمُ الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الكبير، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمةَ، وجاهَدَ في الله حقَّ جهادِه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.

أما بعد:

فيا أيها المُسلمون: أُوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-؛ فمن اتَّقاه جعل له من كل ضيقٍ مخرَجًا، ومن كل عسيرٍ يُسرًا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 2، 3].

أيها المسلمون: تتعاقبُ الأعوام وتتوالَى الشهور، والأعمارُ تُطوَى، والآجالُ تُقضَى، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مُسمَّى.

وإن في استِقبال عامٍ وتوديعِ آخر فُرصًا للمُتأمِّلين، ومواعِظ للمُتَّعِظين، (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور: 44].

المُوفَّقُ السعيدُ من يتَّخِذُ من صفحات الدَّهر وانقِضائِه وقفاتٍ للمُحاسَبَة الجادَّة، ولحظاتٍ للمُراجعة الصادقة. إن المُؤمن في حاجةٍ ماسَّةٍ في كل وقتٍ لمُحاسَبَة نفسِه، وتقييم مسارِه.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: "وهلاكُ القلب من إهمال مُحاسَبَتها -أي: النفس-، ومن مُوافقَتها واتِّباع هواها".

إخوة الإسلام: الفوزُ والنجاة في مُحاسبة المؤمن النفسَ، بنهيِها عن الآثام، وبزجرِها عن الإجرام، وبسَوقها إلى مواطِن الخير وموارِد البرِّ، يقول ربُّنا -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].

وفي سِيَر سلفِنا الصالح تذكيرٌ ووصايا بمُحاسبة النفس ومُعاهَدتها في كل وقتٍ وحينٍ: يقول الحسنُ -رحمه الله-: "إن العبدَ لا يزالُ بخيرٍ ما كان له واعِظٌ من نفسِه، وكانت المُحاسبة من همَّته".

أخي المسلم: تذكَّر وأنت تُودِّع عامًا وتستقبِلُ آخر: أن نجاتَك في مُحاسبة نفسِك، وأن فوزَك في مُعاهَدة ذاتِك. تلك المُحاسبة التي تقودُك وتكُفُّك عن الملاهِي وعن السيئات، وتسوقُك إلى فعل الأوامر والمُسارَعة إلى الطاعات.

ولا تكُن -أخي المُسلم- ممن يرجُو الآخرةَ بغير عمل، ويُؤخِّر التوبة بطُول الأمل: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16].

إخوة الإسلام: ما هو العُمر إلا ساعاتٌ وأعوامٌ وسنوات، والمُؤمنون المُوفَّقون هم في زيادةٍ من الخير والتقوَى، وفي سعيٍ حثيثٍ إلى الفوزِ بالأُخرى. المُتَّقون لا يزدادون بالأعوام إلا برًّا وتقوى، قال -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُكم من طالَ عُمرُه وحسُن عملُه". رواه الترمذي، وقال: "حسنٌ صحيح".

فكُن -أيها المسلم- على حذَرٍ من تضييع الأعوام والأعمار سُدًى، ومن تفويت السنوات غُثَا، ربُّنا -جل وعلا- يمتنُّ عليك فيقول: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر: 37].

قال النووي -رحمه الله-: "قال ابن عباس والمُحقِّقون: معناه: أولَم نُعمِّركم ستين سنة؟!".

وفي البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أعذرَ الله إلى رجُلٍ بلَّغَه الستين من عُمره". قال النووي: "أي: لم يترُك له عُذرًا؛ إذ أمهلَه هذا العُمر".

معاشر المسلمين: في انصِرام عامٍ وحلولِ آخر: تذكيرٌ بأن هذه الدنيا لا تبقَى على حال، أمانِيها كاذِبة، آمالُها باطلة، عيشُها نكَد، صفوُها كدَر، المرءُ منها على خطر، إما نعمةٌ زائلة، وإما بليَّةٌ نازِلة. نعيمُها ابتِلاء، جديدُها يبلَى، مُلكُها يفنَى، أيامُها معدودة، آجالُها مكتوبة.

هي بمثابَة ظلٍّ زائل، أو سرابٍ ضاحِل. هي كأحلام نائمٍ أو كظلٍّ زائلٍ. والله المُستعان وعليه التُّكلان، (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر: 39]، (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [الكهف: 45].

فطُوبَى لمن لم تشغَله هذه الدنيا عن الاستِعداد للدار الباقِية، هنيئًا لمن لم يغترَّ ببريقِها وسرابِها وزينتِها وزخارِفها عن الاستِعداد ليوم الرَّحيل اليقين.

الفلاحُ -يا عباد الله- لا يكونُ إلا لمن جعلَ هذه الدنيا معبرًا للدار الآخرة، ميدانًا للتنافُس بالأعمال الصالحة، روى مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن هذه الدنيا حُلوةٌ خضِرة، وإن الله مُستخلِفَكم فيها فينظُر كيف تعملون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النساء؛ فإن أولَ فتنة بني إسرائيل في النساء".

معاشر المسلمين: مرَّ عامُنا الحاليُّ ولم يبقَ عليه إلا قليل، وعلى المُسلمين أن يقِفُوا وقفةً يتذكَّروا أن هذا العامَ الماضِي قد مرَّ على المُسلمين وهم في مِحَنٍ عُظمَى، ومصائِب كُبرى، عن التفصيل على أحدٍ لا تخفَى.

فهل يتعقَّل المُسلمون حُكَّامًا ومحكومين، ساسةً وقادةً وشعوبًا أن الأمنَ والأمانَ مرهونٌ بالتمسُّك بالإسلام، والالتِزام بحقائِق القرآن، والاعتِصام بحبل الرحمن.

لن تُحقِّق الأمةُ قوةً، ولن تُحصِّل عزَّةً، ولن تبلُغ مجدًا ومكانةً مرموقةً حتى يتحقَّق في واقِع حياتِها العملُ الكاملُ الصادقُ الشاملُ بالإسلام عقيدةً وشريعةً، علمًا وعملاً، حُكمًا وتحاكُمًا.

إن أمة الإسلام وهي تُعاني من المصائِب ما الله به عليم، لن تنجُو من مصائبِها وآلامِها، ولن تتغيَّر أحوالُها، وتتحقَّق آمالُها، ولن تبلُغ مجدًا شامِخًا، وعزًّا ونصرًا حتى يكون الإسلامُ الذي جاء به نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-، حتى يكون هذا الإسلام في حياتِها واقِعًا عمليًّا محسوسًا مُشاهَدًا ملموسًا في كل نواحِي الحياة، في السياسة، في الاقتصاد، في الاجتماع، في التعامُل، في السلوك، (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه: 123، 124].

إن المسلمين قد كثُرت عليهم وعظُمَت بهم الهجَمات والتحديَّات، واشتدَّت بهم الكُرُبات والأزَمات، إنهم وهم في كل وقتٍ وحينٍ كما هم في أشدِّ حاجةٍ وأمسِّ ضرورةٍ إلى الدواء الضروريِّ، الذي الضرورةُ إليه فوق كل ضرورة، والحاجةُ إليه أعظمُ من كل حاجة.

الدواء الذي يجبُ أن نسمعه في كل مُؤتمر، أن نسمعه في كل لقاءٍ، ذلكم الدواء: هو التحلِّي بالإيمان بالله ورسولِه، التوكُّل على الله -جل وعلا-، الاعتمادُ عليه وحدَه، الالتِجاءُ إلى جنابِه، التسلُّح بسلاح العقيدة الرَّبانيَّة. فذلكم هو الضمانُ الأوحَد لاستِقامة الأفراد، واستِقرار المُجتمعات.

متى كان هذا هو الميزانُ في العلم والعمل، في الولاء والبراء، وفي الحبِّ والبُغضِ؛ فإن الأمة حينئذٍ يتحقَّقُ لها الفلاحُ والنصرةُ والعزُّ والتمكين، متى كانت على هذه الحال، متى كان شِعارُها في الغضب والرِّضَا، ودُستُورُها في التربية والإصلاح هو الإسلام، حينئذٍ تعلُو كلمةُ المُسلمين، تصلُح أحوالُهم، تسعَدُ دُنياهم وأُخراهم، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].

الله -جل وعلا- تكفَّل الدفاعَ عنا متى حقَّقنا السببَ، (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) [الحج: 38].

يا أمة الإسلام: كفَى كفَى، كفَى خِداعًا بالأعداء الذين يُريدون للمسلمين كل سوءٍ، ويحرِصُون على تمزيقِ وحدَتهم، وتفريق صفِّهم، ألم يقُل الله لنا -جل وعلا-: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) [النساء: 89]، (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) [آل عمران: 118].

فاتقوا الله -يا أبناء أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم-، عظِّموا الدماءَ، عظِّموا الحُرُمات؛ فلَزَوالُ الدنيا أهونُ عند الله من سفكِ دمِ رجُلٍ مُسلمٍ.

حافِظُوا على بُلدانكم ومُقدَّراتكم، احرِصُوا على وحدَتكم؛ فالفتنُ لا تأتي إلا بالشرِّ والدمار، (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال: 25].

يا أمة الإسلام: يا أمةً جاء نبيُّ الرحمة إليها بشيرًا ونذيرًا: كيف تتفرَّقون وكتابُ ربِّكم بين أيديكم، ووصايا المعصوم حاضِرةٌ بينَكم؟! كيف تصِلُ الحالُ بكم إلى مثلِ هذه الأوضاع المُزرِيَة التي لا تُرضِي ربَّكم عنكم، وقد قال لكم في كتابِه: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) [النساء: 29]، وقال لكم نبيُّه -صلى الله عليه وسلم-: "لا ترجِعوا بعدي كُفَّارًا يضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ".

إن الدنيا وملذَّاتها لا تعدِلُ بالآخرة شيئًا. فغلِّبُوا الدينَ على الدنيا، والصُّلحَ على الخِصام، واجعَلوا الاتفاقَ محلَّ الاختلاف.

تراحَموا بينَكم، لِينُوا لإخوانكم، تحاوَروا، تصالَحوا، غلِّبُوا المصالحَ العامة، وادرَءوا ما فيه الفسادُ العريضُ، والشرُّ المُستطير الذي ينحُو بالأمة لهاويةٍ مجهولةٍ لا يعلمُ عاقبتَها السيئة إلا الله وحدَه، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) [الحجرات: 10].

بارك الله لي ولكم فيما نسمع، أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رِضوانه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون: أُوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-؛ فهي وصيَّةُ الله للأولين والآخرين.

أيها المسلمون: الرِّبحُ الأعظمُ في الاستِقامة والطاعة والإحسان، والخُسرانُ الأتمُّ في الإساءة والعِصيان.

وإن من أعظم المصائِب على المسلمين: أن تمرَّ بهم السُّنُون والأعوام، فيزدادُ المسلم بذلك جراءةً على الحدود الشرعية، وانتِهاكًا للحُرُمات العظيمة، والتفريط في المسؤوليَّات والحقوق.

ألا وإن أحداثَ العام الحالِي لتُعطِي للمُسلمين أعظمَ البراهِين أن المعايير البشريَّة التي اغترَّ بها كثيرٌ من أبناء هذه الأمة وللأسف، هذه المعايِير التي تُزوَّق بمُصطلحاتٍ برَّاقة، ما هي إلا معايير مُزدوَجَة تضطربُ وتختلِفُ وتذُوبُ عند المصالِح، وعند غلَبَة الأهواء، وحينَما يُرادُ تحقيقَ هذه المعايير في مصالِح المُسلمين حينئذٍ تُصبِحُ هباءً وسرابًا وكذبًا وزورًا؛ فهل يتعقَّل أبناء المسلمين ذلك؟!

ألا فإنه لا صلاحَ ولا ازدِهارَ لكم -أيها المسلمون- إلا في ظلِّ مبادِئ الإسلام الذي يسَعُ كل جديد، الذي يحفظُ المصالِح، ويدرأُ المفاسِد، ويُصلِحُ الحياة، ويعمُرُ الكون، ويُحقِّقُ السعادةَ والفرحَ والسُّرور. فكفَى -يا أبناء الإسلام- اغتِرارًا بزخرَفَة الأعداء، ومُصطلحاتهم البرَّاقة، وشِعاراتهم الزائِفَة.

ثم إن الله -جل وعلا- أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبِنا محمدٍ صلاةً تزكُو بها أحوالُنا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه، اللهم ارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الآل ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين، اللهم احفظ المسلمين، اللهم احفظ المسلمين، اللهم احفظ دماءَهم، اللهم احفظ دماءَهم، اللهم احفظ دماءَهم، اللهم احقِن بقُدرتك دماءَهم، وصُن أعراضَهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.