القادر
كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...
العربية
المؤلف | سعود بن ابراهيم الشريم |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
انبثق في كبد السماء، هلال رمضان الوليد، انبثق ذلك الوليد؛ ليعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، أن خالقهم قد آذنهم بشهر، له في مجتمعهم تأثير، وفي نفوسهم تأديب، وفي مشاعرهم إيقاظ، وكأنه لهم موسم ربيع.
فيا أيها الناس، إن عظم رمضان وجماله، وبهاء الشهر العظيم وروعته، بدا ظاهرا جليا فيما يلتزمه المسلمون في شهرهم هذا من مظاهر الطاعة في كل اتجاهاتها، طاعة فيها كل معاني السمو الروحي، التي تكبح جماح النفس عن نزواتها، وتحد من هفواتها وشهواتها، تتغلب فيه الروح على البدن والجسد، وتكون النفس المؤمنة، أكثر استعدادا لقبول نفحات خالقها ـ جل وعلا ـ.
عباد الله، قبل ليال، انبثق في كبد السماء، هلال رمضان الوليد، انبثق ذلك الوليد؛ ليعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، أن خالقهم قد آذنهم بشهر، له في مجتمعهم تأثير، وفي نفوسهم تأديب، وفي مشاعرهم إيقاظ، وكأنه لهم موسم ربيع، انبثق ذلك الوليد بعد أن ظلوا أحد عشر شهرا، وهم سائرون في مسالك الحياة، ينالون منها، وتنال منهم. انبثق ذلك الوليد، فتساءل الناس في دهشة وذهول، ما أسرع ما عادت الأيام، ورجعت الذكريات!.
إن الزمن، يجري بسرعة عجيبة، فهو دائب الحركة ليلا ونهارا، يتساءل الناس من كان بلغ العشرين من عمره، أو الثلاثين، أو أكثر أو أقل يتساءل عن تلك الأيام التي عاشها، والليالي التي قضاها، فلا ينفك يراها ماضيا تركه خلفه، لن يعود له مرة أخرى.
يشعر الناس جميعا بذلك صغيرهم وكبيرهم لا سيما عند لقاء ربهم حفاة عراة غرلا (قَـالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِى الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادّينَ) [المؤمنون:112، 113].
على هذه البسيطة، يشب الطفل، ويشيخ الشاب، ومع ذلك ينظر المرء إلى عمره، فلا يجد إلا ماضيا لا يدري ما أوله وآخره، ولكن المرء الذي لا يدري ما كان، يجب أن يعلم، أن الله سجل عليه كل ما كان (هَذَا كِتَـابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية:29].
أيها المسلمون، تعارف كثير من الناس، على أن يتخذوا من رمضان، شهرا للتراخي والكسل، والتخفف من الجد في العمل، مع أن رمضان في تاريخ الإسلام، شهر جد واجتهاد، بل هو شهر بطولات وأمجاد، بطولات وأمجاد بكل ألوانها وأنماطها، بطولة الصراع في الميدان، بين الكفر والإسلام، وبطولة اليقين والإيمان، وبطولة التأبي على الشهوات، وبطولة الترفع عن خسيس الملذات. ولرمضان من كل هذه البطولات، حظه الوافر، في الماضي والحاضر، من تاريخ الأمة الإسلامية.
رمضان شهر مبارك يلمح فيه المسلم عدة خصال، فهو شهر القرآن إنزالا ومدارسة، شهر القرآن يوم يلقى جبريل ـ عليه السلام ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن، شهر القرآن، وما أدراك ما شهر القرآن؟! إن الإنسان بلا قران، كالحياة بلا ماء ولا هواء، بل إن الإفلاس، متحقق في حسه ونفسه، ذلك أن القرآن، هو الدواء والشفاء (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّـالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) [الإسراء:82]. (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) [فصلت:44].
شفاء القلوب وشفاء الأبدان، فكلما ضاقت أمام المرء مسالك الحياة وشعابها، وافتقد الرائد عند الحيرة، والنور عند الظلمة، وجد القرآن خير الملجأ، لا يمل حديثه، وترداده يزداد به تجملا وبهاء، وجد في القرآن الملجأ والمعتصم (إِنَّ هَـذَا الْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّـالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9].
كان بعض السلف، يختم في رمضان، في كل ثلاث ليال، وبعضهم في سبع، وبعضهم في عشر. وكان للشافعي ـ رحمه الله ـ، ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكذا عن أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ، وكان مالك ـ رحمه الله ـ، إذا دخل رمضان، أقبل على تلاوة القرآن، وترك قراءة الحديث، وإنما ورد النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، وهذا قول الإمام أحمد وإسحاق، وغيرهما من الأئمة.
هذا الشهر المبارك، شهر القرآن، يشد الناس إلى الدين، يذكرهم بحق الله، تشم رائحة الدين في كل مجلس تجلس فيه، تحس بإقبال الناس على كتاب الله، يقرؤونه، ويسمعونه، ويتدبرون آياته، إنه يرفع في نفوس الناس درجة الاستعداد، لتغيير ما في النفس، حتى يغير الله ما بهم (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد:11].
يشعرهم القرآن بضرورة هذا الدين لهم، كضرورة الماء والهواء، وإن كل أمة تهمل أمر دينها وتعطل كلمة الله في مجتمعها، فإنما تهمل أعظم طاقاتها، وتعطل أسباب فلاحها في الدنيا والآخرة، وكل أمة يفقد التدين في مجتمعها، تضطرب أمورها، ويموج بعضها في بعض، ويقلب الله عزها ذلا، وأمنها خوفا، وإحكامها فوضى.
وشهر رمضان: شهر الجود وسعة العطاء: ففي الصحيحين من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل، أجود بالخير من الريح المرسلة".
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بني آدم على الإطلاق، وكان جوده بجميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل نفسه لله ـ تعالى ـ في إظهار دينه، وهداية عباده، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، من إطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم.
ومن هنا نعلم أن هذا الشهر المبارك، عون للمسلم على الجود، فسكون النفس، وخفتها في المأكل والمشرب، وكثرة المدارسة للقرآن، الذي يحث على المكارم والجود، كل ذلك له تأثير في الواقع.
فالجمع بين الصيام والصدقة، موجب من موجبات الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة غرفا، يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها " قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: " لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام " رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه.
فيا أيها الأغنياء في كل قطر، ويا أيها الأثرياء في كل مصر، إن كان الله ـ تعالى ـ قد تفضل عليكم ورزقكم من الطيبات، وأغناكم عن الحاجة، وصان وجوهكم عن مذلة السؤال، فقد وجب عليكم أن تشكروه على ما منحكم (لَئِن شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7].
اتقوا الله في البؤساء، الذين أصابتهم الشدائد، والفقراء المحتاجين، من أرباب العيال.
فمن القسوة أن تمنعوا المعونة، وتقبضوا أيديكم شحا وبخلا، أمن الرحمة أن تكونوا في رغد من العيش، وسعة من الرزق، ومن أبقت عليهم صروف الحياة، في شدة من الضيق، وألم من الإعسار؟ أمن المروءة أن تتمتعوا بملابس الزينة، وأخوكم المسلم، يحرقه حر الصيف، ويقرصه برد الشتاء.
إن الغني الذي لا يحس بأن عليه للفقراء حقوقا وواجبات، لقاسي القلب، خال من الشفقة، بعيد من رحمة الله (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:56]. "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
إن من الأغنياء، من لا يئن لمتألم، ولا يتوجع لمستصرخ، ولا يحن لبائس، تجرد من العاطفة وحنان الإخاء، يقع أمامه من الحوادث، ما يؤلم القلب ويدمع العين، فلا يتأثر ولا يلين، بل تجده كالصخرة الصماء، وما علم أولئك أن مالك الملك، وخالق الخلق، قادر على أن ينزع عن الغني لباس الغنى، ويعطي البائس الفقير ما يرضيه من متاع الحياة (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلّ شَىْء قَدِيرٌ) [آل عمران:26].
فاتقوا الله أيها الأغنياء، واصنعوا المعروف في أهله ما استطعتم، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، واعلموا أن ما يضيعه البعض منكم في الكماليات لكثير، وقد ينفق في لحظة قصيرة ما يكفي البائس الفقير زمنا طويلا، فأدخلوا السرور على المساكين بالبر والإحسان، لعل الله أن يرحم الجميع، ويكشف ما بهم من ضيق وشدة، وذل وبلاء.
عباد الله، كما أن شهر رمضان، شهر جود وإنفاق، فهو كذلك شهر قيام لله ـ تبارك وتعالى ـ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.
(ياأَيُّهَا الْمُزَّمّلُ قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ الْقُرْءانَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً) [المزمل:1-6].
وناشئة الليل هي أوقاته وساعاته. والمقصود، أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، وأوقات المعاش.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد أمر أبي بن كعب، وتميما الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة، حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر، وهذا كله عن رغبة منهم، وحرص وعزيمة.
ومن أم قوما يستثقلون الإطالة، فليخفف القراءة على ما يحتمله الناس، فقد قال أحمد بن حنبل رحمه الله لبعض أصحابه، وكان يصلي بهم في رمضان: "هؤلاء قوم ضعفى، اقرأ خمسا، وستا، وسبعا" يعني من الآيات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" والمعنى: يكتب له قنطار من الأجر. رواه أبو داود بإسناد حسن.
أيها المسلمون، هذا شهر رمضان، أتى ليكون فترة تأديبية، تعلم المرء كيف يهدأ، وكيف يخفف من جماح رغباته، وإسراف شهواته، فها هي المفطرات تكون من حوله، وليس عليه من رقيب أو حسيب، سوى خالقه ومولاه، المطلع على الضمائر والسرائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله ـ عز وجل ـ: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" رواه البخاري.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وأروا الله من أنفسكم في هذا الشهر المبارك، فإن لله نفحات، من حرمها حرم خيرا كثيراً.
اللهم اجعل مواسم الخيرات لنا مربحا ومغنما، وأوقات البركات والنفحات لنا إلى رحمتك طريقا وسلما.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون، واعلموا كما أن لشهر رمضان حوافز ومرغبات، فإن هناك مزعجات ومنغصات، بدت جلية ظاهرة، سببها قصور بعض الناس، الذين يستثقلون هذا الشهر المبارك، ويستعظمون مشقته، فهو كالضيف الثقيل عندهم، يرتقبون خروجه بفارغ الصبر، ويتطلعون إلى انقضائه مشرئبين، اعتادوا على التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب، يأكلون الأرطال، ويشربون الأسطال، وينامون النهار ولو طال، أغرقهم طوفان السُّعار المادي، فجعلهم يطلبون ولا يعطون، ويشتهون ولا يصبرون، ويحسنون الجمع ولا يعرفون القسمة، حتى حطم فيهم روح المغالبة والمقاومة، تراهم ذئابا في الليل، جيفا في النهار، فلا عجب ألا يجد هؤلاء من اللذة والراحة، بهذا الشهر المبارك، ما يجده المؤمنون الصادقون.
ومنغص آخر من منغصات الناس في رمضان، تلكم الحركة النشطة، التي تبثها قنوات الأقمار المرئية، التي تنشر الإثم عاريا، وتحلق الدين قبل أن تحلق العفاف والحياء، جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر، تبث فيه الأفلام الرخيصة، والدعايات المضللة، وإن كان للإسلام نصيب في تلك القنوات، فهو إسلام مشوه الصورة، ترى معه القبلات واستجداء اللحظات، صارت وباء كاملا، فاحتلت كل مكان، وجذبت إليها الرشيد والسفيه، والقويم والفاسد، وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطنا صالحا، يضل ضلالة، يغش بها ويخدع، ويسرق ويحتال، تمتعا بهذا الترف المرئي، والداء المستشري، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنغص ثالث من تلك المنغصات، المرأة المسلمة؛ ما دورها في رمضان؟ أيكون شغلها الشاغل، التفنن في المأكل والمشرب؟ ماذا أدت لخالقها في هذا الشهر؟ كيف يطيب لها إن تسامت إلى الخير، أن تختلي بأجنبي دون محرم؟ كيف يطيب لها أن تخرج إلى المسجد مع سائقها متعطرة متبرجة، قد اصطحبت أطفالها في سذاجة وبلادة، وكأن المصلي هي وحدها؟ آذت وآنت، فما صلت ولا صامت، تحملت الوزر من حيث أرادت الأجر، ربما اعتمرت فطافت وسعت، ثم قصرت فحلت إحرامها، خرجت إلى الأسواق كاشفة الوجه أو العينين، أثارت كوامن الشهوة بعينيها، فعلت بألباب الرجال كما تفعل الخمرة بالعقول، فهي خراجة ولاجة، زرعت بتبرجها دروب الناس ألغاما، طافت بالأسواق، وسعت بين الغادي والرائح، ثم قصرت عن طاعة الله فحلت حياءها، فقارنوا – رحمكم الله – بين هاتين العمرتين!!.
هذا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية وأفضل البشرية محمد بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة...