التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
العربية
المؤلف | صالح بن عبد الرحمن الخضيري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وأكثروا من حمده وشكره؛ فربنا –تعالى وتقدس- هو المحمود على كل ما خلق، وعلى كل ما أمر به ونهى عنه، هو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم، وإيمانهم وكفرهم، هو المحمود على خلق الأبرار والفجار، والملائكة والشياطين، وعلى خلق الرسل وأعدائهم. هو المحمود على عدله في أعدائه كما هو المحمود على فضله، وإنعامه على أوليائه، فكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده، ولهذا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وخلفائه الراشدين، وزوجاته وصحابته الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وأكثروا من حمده وشكره؛ فربنا –تعالى وتقدس- هو المحمود على كل ما خلق، وعلى كل ما أمر به ونهى عنه، هو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم، وإيمانهم وكفرهم، هو المحمود على خلق الأبرار والفجار، والملائكة والشياطين، وعلى خلق الرسل وأعدائهم.
هو المحمود على عدله في أعدائه كما هو المحمود على فضله، وإنعامه على أوليائه، فكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده، ولهذا سبح بحمده السماوات السبع والأرض ومن فيهن: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) [الإسراء: 44].
وكان من قول نبينا -صلى الله عليه وسلم- عند الاعتدال من الركوع: "ربنا ولك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد".
فله سبحانه الحمد حمدا يملأ المخلوقات والفضاء الذي بين الأرض والسماوات، ويملأ ما يقدر بعد ذلك مما يشاء الله أن يملأ بحمده.
والحمد أوسع الصفات، وأعم المدائح والطرق إلى العلم به في غاية الكثرة والسبل إلى اعتباره في ذرات العالم وجزئياته، وتفاصيل الأمر والنهي واسعة جدا؛ لأن جميع أسمائه -تبارك وتعالى- حمد، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، وأحكامه حمد، وعدله من انتقامه من أعدائه حمد، وفضله في إحسانه إلى أوليائه حمد، والخلق والأمر إنما قام بحمده، ووجد بحمده وظهر بحمده، وكان لغاية هي حمده، فحمده سبب ذلك وغايته ومظهره وحامله، فحمده سبحانه هو روح كل شيء، وقيام كل شيء بحمده، وسريان حمده في الموجودات، وظهور آثاره فيه أمر مشهود بالأبصار والبصائر.
ولقد ورد اسمه جل وعز الحميد في القرآن سبع عشر مرة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[فاطر:15].
(وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)[لقمان: 12].
قال ابن جرير: "الحميد أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعم، وبسط لهم من فضله".
الحمد هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، فهو فعيل بمعنى مفعول، وهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء؛ لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضه الخطأ، فهو محمود على كل حال؛ فالله -سبحانه- أخبر أن له الحمد، وأنه حميد مجيد، وأن له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم، ونحو ذلك من أنواع المحامد.
والحمد نوعان: حمد على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر.
وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا لمن هو في نفسه مستحق للحمد، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال جل شأنه.
إذا كل ما يحمد به العباد؛ فهو من الملك الوهاب -جل وعز-، فيرجع إليه؛ لأنه سبحانه الواهب للصفات المحمودة.
عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [رواه مسلم].
قال ابن رجب -رحمه الله- بعدما ذكر عدد من الأحاديث في هذا الباب، فقد تضمنت هذه الأحاديث فضل الكلمات الأربع التي هي أفضل الكلام، وهى: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
فأما الحمد، فاتفقت الأحاديث كلها على أنه يملأ الميزان، وقد قيل إنه ضرب مثل، وأن المعنى لو كان الحمد جسما لملأ الميزان، وقيل بل الله -عز وجل- يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم؛ صور ترى يوم القيامة وتوزن؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا".
وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال: " كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق -أي ضياء ونور- أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما" [رواه مسلم].
وفي الصحيحين: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
عباد الله: تذكروا -وفقكم الله- أن حمد الله، والثناء عليه، والإكثار من ذكره، أجل وأفضل من النعم التي أنعم بها من صحة ورزق، وتوسعة عليكم في أمور الدنيا؛ فقد روى ابن ماجة بإسناد حسن عنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنعم الله على عبد بنعمة، فقال: الحمد لله إلا كان ما أعطى أفضل مما أخذ".
قال ابن القيم -رحمه الله-: "فإن حمده لولي الحمد نعمة أخرى، هي أفضل وأنفع لهن وأجدى عائدة من النعم العاجلة، فإن أفضل النعم وأجل النعم على الإطلاق نعمة معرفته -تعالى- وحمده وطاعته".
أيها المسلمون: هذا، وللحمد منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، بل جميع أحوال المسلم حمدا لله، وثناءً عليه في السراء والضراء، في الصحة والبلاء؛ قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء شكر فكان خيرا له، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن" [رواه مسلم].
وقال عمران بن حصين -رضي الله عنه-: "خير عباد الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة الحمادون، هم الذين يحمدون الله على السراء والضراء".
والله -عز وجل- لا يمكن لأحد من العباد أن يكفيه على إنعامه أبداً، فإن ذلك الشكر من نعمه أيضا، أو نحو هذا من الكلام.
عن أبي أيوب قال: قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب، قال: "الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه وجعل له مخرجا" [رواه أبو داود والنسائي].
ومن أسباب رضا الله -عز وجل- عن عبده: أن يكثر من حمده، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها".
ولعظم منزلة الحمد، تأملوا في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلاة، فهي حمد لله منذ البداية، وحتى الفراغ منها، فالمصلي إذا كبر يستفتح ب"سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
وفي الحديث: "أحب الكلام عند الله -تعالى- أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك".
وروى البخاري ومسلم: أنه صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجد في الليل، يقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، اللهم لك الحمد أنت الحق..." الحديث..
بل جاء رجل من الصحابة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي، فاستفتح بصلاته هذا الصحابي: "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا" فلما سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل من المتكلم بهذه الكلمات، فقال الرجل: "أنا" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عجبت لها فتحت لها أبواب السماء" [رواه مسلم].
وعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ" فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاتَهُ، قَالَ: "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟" فَأَرَمَّ الْقَوْمُ -أي سكتوا- فَقَالَ: "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا" فَقَالَ رجل: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا أَوَّلا" [رواه مسلم].
وأما في الركوع؛ فمن أذكاره التي فيها تحميد لله: "سبحان ربي العظيم وبحمده".
وكان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".
وبعد الرفع من الركوع: "ربنا ولك الحمد".
وفي الصحيحين: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
وعن رفاعة بن رافع قال: "كنا نصلي يوم خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما رفع رأسه من الركعة، قال: "سمع الله لمن حمده" فقال رجل خلفه: "ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "من المتكلم" قال: أنا، قال: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّل" [رواه البخاري في صحيحه].
وحمد الله -سبحانه- أفضل الدعاء، فهو متضمن لإثبات جميع أنواع الكمال لله، فيدخل في ذلك التوحيد، وقد روى ابن ماجة والترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الذكر: "لا إله إلا الله" وأفضل الدعاء: "الحمد لله".
فالمثني على ربه بحمده داعي له باعتبار دعاء المسألة، ودعاء العبادة، فإنه طالب منه طالب له، فهو الداعي حقيقة، قال سبحانه: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[غافر: 65].
وعن فضالة بن عبيد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلا يدعو في صلاته، لم يحمد الله -تعالى- ولم يصل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد عجل هذا" ثم دعاه، فقال: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه -عز وجل- والثناء عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بعد ما يشاء" [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].
وفقني الله وإياكم لحمده وشكره، وجعلنا من عباده المفلحين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، وأشهد أن لا إله إلا الله الغني الحميد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون.
وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -يا عباد الله- وأكثروا من حمده سبحانه، فهذه سنة أنبياء الله والصالحين من عباده، فكم في القرآن من إشادة وبيان بخليل الرحمن -عليه الصلاة والسلام- حيث حمد الله في جميع أحواله؛ ففي القرآن عنه: (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ) [إبراهيم: 39].
وكذا قال الله عن نوح: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء: 3].
وقال عن سليمان وداود: (وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)[النمل: 15].
وأما رسولنا محمد -صلى الله وبارك عليه- فكل أحواله حمدا لله، وثناءً على الله، في شدته ورخاءه، وسلمه وحربه، وصلاته ونسكه، صلوات الله وتسليماته عليه وعلى آله.
وكذلك كان أصحابه، قال سليمان بن يسار: "مر عمر بن الخطاب أثناء خلافته بشعب بين مكة والمدينة، فقال: "الحمد لله لقد رأيتني أرعى في هذا الشعب غنما للخطاب، وكان فظا غليظا، ثم أصبحت خليفة على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجوز أمري فيهم".
ولما جاءت امرأة إلى عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- جاءت من مكان بعيد، فقالت: "يا أمير المؤمنين مات زوجي وترك عند بنات كُسُد كُسُل" فبكى عمر، ثم قال: "ما حاجتك يا أمة الله؟" فقالت: "تفرض لهن في الذرية" فقال: "أما كلهن فلا، ولكن أثبت لك واحدة، ثم سألها عن اسم الكبرى" قالت: فقلت: فلانة، قال: "قد أثبتُّها" فقالت: "الحمد لله رب العالمين".
فقال: "سمِ التي تليها" فسمتها فأثبتها، فقالت المرأة: "الحمد لله رب العالمين" ثم قال: "سمِ التي تليها" فسمتها، فأثبتها، فقالت: "الحمد لله رب العالمين" فأثبت لها سبعاً، كلما حمدت الله أثبت، حتى قالت: "جزى الله أمير المؤمنين خيراً".
فألقى الكتاب من يده، وقال: "والله لو كن ألفاً لأثبتُّهن ما أدمت الحمد لله" فمرِ هؤلاء السبع فليواسين الثامنة".
أيها المسلمون: ومما شرع فيه الحمد من لبس ثوبا جديدا، أو نحو ذلك؛ فعن أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كَانَ إِذَا اكْتَسَى ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ: عِمَامَةٍ أَوْ قَمِيصٍ أَوْ رِدَاءٍ، وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ كَسَوْتَنِي، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ".
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحين.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك...