العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
من أكبر المصائب التي ابتُليت بها هذه الأمة وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها: الاختلاف والتفرق، والعصبية المقيتة والتنازع على توافه الأمور، والتخاصم والفجور في الخصومة، وفساد ذات البين على مستوى الأسرة والقبيلة والمجتمع والدول والأوطان، وبالتالي ضعفت هذه الأمة وخارت قواها وتشتت جهودها وتعرضت للنكسات والهزائم، وتوقف الإبداع والتطور والازدهار الحضاري...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي تفرّد في أزليته بعز كبريائه، وتوحّد في صمديته بدوام بقائه، ونوّر بمعرفته قلوب أوليائه، وطيّب أسرار القاصدين بطيب ثنائه، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه، وأمّن خوف الخائفين بحسن رجائه، الحي العليم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه، القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه.
وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير.
يا رب:
أنا من أنا!! أنا في الوجود وديعة | وغدًا سأمضي عابرًا في رحلتي |
أنا مـا مدت يدي لغيرك سائلاً | فارحم بفضلك يا مهيمن ذلتي |
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسّك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: إن من أكبر المصائب التي ابتُليت بها هذه الأمة وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها: الاختلاف والتفرق، والعصبية المقيتة والتنازع على توافه الأمور، والتخاصم والفجور في الخصومة، وفساد ذات البين على مستوى الأسرة والقبيلة والمجتمع والدول والأوطان، وبالتالي ضعفت هذه الأمة وخارت قواها وتشتت جهودها وتعرضت للنكسات والهزائم، وتوقف الإبداع والتطور والازدهار الحضاري، وصدق الله -عز وجل- إذ يقول: (يَـاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَثْبُتُواْ وَذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ) [الأنفال:45، 46].
إن التنازع مفسد للبيوت والأسر، مهلك للشعوب والأمم،سافك للدماء، مبدد للثروات، نعم: (وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ) [الأنفال:46]. بالخصومات والمشاحنات تنتهك حرمات الدين، ويعم الشر القريب والبعيد، ومن أجل ذلك سمى رسول الله فساد ذات البين بالحالقة، فهي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين، فمن خطورتها أنها تذهب بدين المرء وخلقه وأمانته؛ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟!"، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ". صحيح؛ رواه أبو داود والترمذي
ويروى عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "هِيَ الْحَالِقَةُ؛ لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ". حسن لغيره؛ انظر: صحيح التَّرغيب والتَّرهيب (3/44) برقم 2814. وغاية المرام (414).
ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ؟! أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ". سنن الترمذي (2434). قال الألباني: حسن. التعليق الرغيب (3/12)، الإرواء (238).
أيها المؤمنون عبـاد الله: لقد حرص الإسلام على إقامة العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات المسلمة، ودعم هذه الصلات الأخوية بين القبائل والشعوب، وجعل الأساس لذلك أخوة الإيمان، لا نعرة الجاهلية ولا العصبيات القبلية، ورسولنا أقام الدليل القاطع على حقيقة الأخوة الإيمانية وتقديمها على كل أمر من الأمور الأخرى، فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤاخي بين المسلمين المهاجرين والأنصار في بداية بناء دولة الإسلام، وأخذ -صلى الله عليه وسلم- ينمي هذه الأخوة، ويدعمها بأقوال وأفعال منه -صلى الله عليه وسلم- تؤكد هذه الحقيقة الغالية: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". مسلم (45)، البخاري (13). وقوله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". مسلم (2586).
ولقد أينعت هذه الأخوة وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين، فنبذوا كل ما يفرق الأمة من قوميات وعصبيات وعنصريات ونعرات جاهلية وأطماع دنيوية، وتحصنوا بهذه الأخوة من مكر الأعداد وتخطيطهم لضرب الإسلام والوقيعة بين المسلمين وإثارة الخلافات والنعرات بينهم.
مرّ رجل من اليهود بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هم عليه من الاتفاق والألفة، فبعث رجلاً معه، وأمره أن يجلس بينهم ويذكّرهم ما كان من حروبهم يوم بعاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاهم فجعل يسكنهم ويقول: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟!"، وتلا عليهم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103]، فندموا على ما كان منهم، وأصلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح -رضي الله عنهم جميعًا-. تفسير الطبري (7/78).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ". صحيح مسلم (9/109).
عباد الله: هؤلاء المتصارعون والمتخاصمون -أفراداً كانوا أم جماعات أم قبائل أم دولاً في المجتمع الواحد والوطن الواحد- ماذا يريد كل واحد؟! ما هي أهدافه؟! ما هي طموحات كل فريق؟! فإن كانوا يريدون خيراً للبلاد ومصلحة للعباد وعملاً صالحاً ليوم المعاد؛ فإن القتل وسفك الدماء وترويع الآمنين وزعزعة المجتمع ونشر الخوف وبث الرعب وظهور الثارات ومحاولة معاداة الشركاء في الوطن من أي طرف وإلغاء الآخر وتصنيفه كعدو بسبب خلاف سياسي أو مذهبي أو قبلي؛ فإن هذا الطريق لا يكون طريقاً للبناء والإصلاح والتعمير، وهو بالتالي ليس طريقاً لأصحاب الأهداف السامية والغايات النبيلة، وهو كذلك طريق لم يسلكها العظماء ولا المصلحون لأوطانهم ولا المجددون في حياة شعوبهم، فالعنف والقوة والاستعلاء والتسلط وإثارة الفتن وفساد ذات البين لم تكن طريقاً إلا لمزيد من العنف والصراعات والخصومات، ولن تتحقق مصلحة.
وانظروا إلى الدول والشعوب من حولنا؛ عشرات السنين لم تجد الاستقرار ولم تهنأ بالعيش ولم تجف الدماء ولم ينعم أي طرف من المتخاصمين، فشلال الدماء والثارات لم يتوقف، والدعم الخارجي الذي يسعى إلى تحقيق أهدافه يتواصل، وهو دعم للهدم وزرع الشقاق وإضعاف البلاد للسيطرة على مقدراتها وثرواتها وخيراتها، وهكذا في بلاد المسلمين جميعاً.
لقد أصبحنا أضحوكة العالم، ومثارًا لسخرية الشعوب حولنا، فنحن أمة الإسلام أمة القرآن، الأمة الواحدة بدينها وعباداتها وشعارها، الأمة التي من واجباتها دعوة الأمم وتربية الشعوب ودعوة العالم من حولنا إلى الإسلام والعدل والتعايش والتسامح والتواضع وبذل المعروف، أصبح بأسنا بيننا شديدًا، وأصبح لا يطيق بعضنا بعضاً بسبب خلافات تافهة وأطماع شيطانية ونوازع خبيثة ليست من الدين في شيء، وفي الغرب أو الشرق في بلاد اليهود والنصارى والهندوس والمجوس يتعايش اليهودي والنصراني والبوذي والمجوسي والمسلم ومن ليس له دين وعباد الأوثان، يعيشون في عمارة واحدة، وفي حارة ومدينة وبلد واحد، يحتكمون إلى القانون جميعاً، ويعملون من أجل الوطن الذي يعيشون فيه، ونحن ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وخبثت نفوسنا، وساءت أعمالنا، ونسينا ديننا وآخرتنا ولقاء ربنا، وتركنا الكثير من تعاليم ديننا، فأنزل الله عقوبته علينا حتى نعود إلى الحق والخير الذي أمرنا به؛ قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ? انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65].
أليس هذا ما نحن فيه؟! بل حذر النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- من فساد ذات البين التي تؤول إلى الفجور في الخصومة، حتى يستطيل المسلم في عرض أخيه وماله ودمه؛ ففي حَجَّةِ الْوَداعِ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ". متفق عليه. فمن يتجرأ على الدماء ليس له من الإسلام شيء.
ربنا آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
عباد الله: وإذا أردنا أن نخرج من هذه الفتنة وهذا الابتلاء فإن علينا القيام بأمور:
أولها: التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي؛ توبة تدفع غضب الله ومقته عنا؛ قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى: 30].
وثانياً: أن ندرك جيداً حقيقة الحياة، وأنها لا تدوم، وأن بعدها موتًا وحسابًا وجنة ونارًا، فلنجعل أعمالنا صالحة، ونياتنا خالصة لله.
وثالثاً: علينا أن نستشعر أن الأخوة دين أمرنا الله بها في كتابها، شأنها كالصلاة والصيام والحج، ولها أهمية عظيمة في حياة الفرد وآخرته، فلا نفرّط فيها، وعلينا القيام بحقوقها من الحب والتناصح وسلامة الصدر والتعاون، وأن ننبذ العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقية بأي شكل وتحت أي مبرر وغير ذلك.
رابعاً: يجب أن نستوعب حقيقة بشرية أن التعايش سمة حضارية وحقيقة إنسانية مهما كانت الخلافات، ولن يكون العنف بديلاً عن التفاهم والحوار وحل المشاكل وبناء الأوطان وازدهارها.
خامساً: علينا أن نساهم بقوة في قيام دولة وحكم سياسي قوي وعادل يحترم الحقوق والحريات، ويبيّن طرق التداول السلمي للسلطة، ويحفظ الدماء والأموال والأعراض، ويحمي الديار والأوطان، ويوفر للناس متطلبات الحياة الكريمة، ويشترك الجميع في بناء هذا الوطن أحزابًا ومنظمات وأفرادًا كل حسب مجاله وتخصصه.
سادساً: إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق والتناصح ونصرة المظلوم والوقوف ضد المعتدي والباغي، حتى لا يتمادى في طغيانه.
سابعاً: وعلينا أن نسعى جادين للإصلاح بين المتخاصمين على مستوى البيت والأسرة والمجتمع والدولة؛ قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات:10].
ثامناً: علينا أن نثق بالله بعد ذلك ونتصل به وندعوه ونتوكل عليه، فبيده كل شيء، وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيفما يشاء، ومهما خطّط البشر ومكر البشر وامتلك البشر من مقومات القتل والتدمير وكثر عددهم وأتباعهم لن يضروا شيئاً، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولن يرضى الله لعباده إلا كل خير وإن ابتلاهم، ولن يحق إلا الحق ولو كره المجرمون، وأمره لا يحجبه حاجب ولا ترده قوة ولا يعجزه جبار أو ظالم أو متكبر.
سَهِـرَتْ أَعينٌ، وَنَـامَتْ عُيـونُ | في أمورٍ تكـونُ أو لا تكونُ |
فَاطرح الهمّ مَا استَطعْتَ عن النفس | فحملانكَ الهمـومَ جنـونُ |
إن ربًّا كفـاكَ ما كان بالأمـسِ | سَيَكْفِيـكَ في غَـدٍ مَا يَكُونُ |
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً، وألّف بين قلوبنا، واجمع كلمتنا، وخذ بنواصينا إلى كل خير.
هذا؛ وصلوا على نبي الرحمة نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين.