البحث

عبارات مقترحة:

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

في الاستغفار بركات الدنيا والآخرة

العربية

المؤلف صالح بن محمد الجبري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. أهمية الاستغفار وفضله .
  2. ثمرات الاستغفار وفوائده .
  3. أقسام الناس مع الاستغفار .
  4. الفرق بين التوبة والاستغفار .
  5. صيغ الاستغفار .
  6. مواطن الاستغفار وأحواله .
  7. الجمع في الاستغفار بين اللسان والقلب .

اقتباس

قد يقول قائل: ما الفرق بين التوبة والاستغفار؟ يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "الاستغفار طلب وقاية شر ما مضى من المعاصي، أما التوبة، فهي الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله". ويقول: "الاستغفار: إزالة الضرر، والتوبة: طلب جلب المنفعة، وعلى كل فهما مرتبطان ببعضهما البعض، وبشكل وثيق". أما صيغ الاستغفار، أو كيف تستغفر الله؛ فهي...

الخطبة الأولى:

يقول الله -تعالى-:(وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً) [النساء: 110].

الله رحيم بعباده، خلقهم سبحانه وهو يعلم ضعفهم، ففتح لهم باب الرجاء في عفوه ومغفرته، وأمرهم أن يلجأوا إلى ساحات كرمه وجوده، طالبين تكفير السيئات، وستر العورات، وقبول التوبة؛ فمن تاب واستغفر، تاب الله عليه، والحق –سبحانه- يقول في صفات المتقين: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].

فالاستغفار عظيم، وثوابه جسيم، وفي ذلك يقول ربنا -سبحانه وتعالى-: (أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 136].

وعن أبي سعيد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال إبليس: يا رب وعزتك لا أزال أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسامهم، فقال الله: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني".

بل إن فضل الله -تعالى- في إتاحة الفرصة للإنسان لكي يستغفر ويتوب أجل وأعظم، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة"[صحيح الجامع].

فطوبى لمن عرف أن له ربا غفورا رحيما يقبل عباده إذا أقبلوا إليه نادمين، وطرقوا بابه باكين مستغفرين، وقد أمر بذلك نبيه والمؤمنين، فقال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19].

والاستغفار إذا كان في الأمة، وصدر عن قلوب مؤمنة مخلصة دفع الله عنها صروفا من النقم والشرور والمصائب والكوارث، ولنتذكر قول الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33].

قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: "كان فيكم أمانان من عذاب الله: فأما النبي فقد مضى، وأما الاستغفار فهو كائن فيكم إلى يوم القيامة".

فالناس في أمان من العذاب الشامل ما كان فيهم مستغفرون قلوبهم مخلصة.

والمستغفرون محل رعاية الله، وأهل لحفظه ورحمته، وقد أثنى الله -عز وجل- على عباده المداومين على الاستغفار خصوصا وقت السحر، ففيه يكون الدعاء والاستغفار أحرى للقبول، فقال سبحانه: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) [آل عمران: 16 -17].

(كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17 – 18].

وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "مدوا صلاتهم إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله -عز وجل-".

والاستغفار إذا كان في الأمة فإنه يجعلها تجمع بين قوة الدين وقوة الأبدان، مما ينعكس على وضع الأمة ككل، وقد جاء ذلك في نصيحة هود -عليه السلام- لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود: 52].

بل إن رحمة الله -تعالى- تنزل بالأمة بسبب الاستغفار؛ كما قال النبي صالح -عليه السلام-: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النمل: 46].

بل إن في الاستغفار بركات الدين والدنيا، جاء رجل إلى الحسن، فقال: نشكوا إلى الله الجدب، فقال له: استغفر الله، ثم جاء آخر، فقال: نشكوا إلى الله قلة المطر، فقال له: استغفر الله، ثم جاء آخر فقال: نشكوا إلى الله الفقر، فقال له: استغفر الله، فجاء آخر، فقال: أشكو إلى الله عدم الإنجاب، فقال: استغفر الله.

فقال رجل من الحاضرين: كلما اشتكى لك إنسان من شيء، قلت له: استغفر الله؟!

فقال الحسن: لم آت بشي من عندي، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا)[نوح: 10-11].

وقد جاء في الأثر: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".

لذا كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوصي أمته بالاستغفار، مؤكدا أنه سيكون سببا في تمتعهم بالمنافع من سعة الرزق، ورغد العيش؛ كما قال له ريه: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)[هود: 2-3].

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاستغفار رغم أن الله -سبحانه- قد غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه، وثبت أنه كان يستغفر في اليوم الواحد سبعين مرة، ومائة مرة، بل كان يقول: "ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله -تعالى- فيها مائة مرة".

وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا".

وكان يقول: "من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر فيها الاستغفار".

كذلكم كان سلفنا الصالح يعظمون الاستغفار، ويحرصون عليه، ويكثرون منه عملاً بأمر ربهم، ووصية نبيهم، فهذا رباح القيسي بقول لعلي بن كريم: "لي نيّفٌ وأربعون ذنباً قد استغفرت لكل ذنب مئة ألف مرة"[تهذيب السير، ص629].

وسأل رجل الإمام ابن الجوزي، فقال له: أيهما أفضل أسبح أو استغفر؟ فقال: "الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور".

لذلك كانوا يكثرون من الاستغفار، أما نحن في هذه العصور، فهناك قسم من الناس غارق في الذنوب والمعاصي، ومع ذلك فلا يخطر ببالهم أن يتوبوا أو يستغفروا، بل إنهم يظنون أنهم لا يحتاجون لتوبة، أو استغفار، وهذا أمر خطير جدا، فقد كان بعض السلف يقول: "إن الذنب الذي يخشى أن لا يغفر هو الذي يقول فيه صاحبه: ليت كل ذنب فعلته مثل هذا؟!" يعني أنه ذنب صغير حقير! سبحان الله!.

لما زار بعض الصالحين أخاً لهم وجدوه يبكي، وهو مريض، فقالوا: "يا فلان ما الذي يجعلك تبكي كل هذا البكاء، والله ما رأينا عليك كبيرة اقترفتها، ولا فريضة تركتها؟! فقال: والله ما أبكي على هذا، ولكن أخشى أن أكون قد أذنبت ذنباً أحسبه هينا، وهو عند الله عظيم" أي كما قال سبحانه: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النــور: 15].

هكذا هو المسلم الحق، أما أن يعيش الإنسان مرتكبا للذنوب متناسيا للتوبة والاستغفار، فليعلم أنه إذا لم يتدارك نفسه، فإنه قد حكم على نفسه بالهلاك في الدنيا والآخرة، وأن الله قد ختم على قلبه؛ كما جاء في الحديث: " إن العبد إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه الران "كما قال تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14].

والران هو الذنب على الذنب، حتى يعمى القلب.

هؤلاء قسم، وهناك قسم آخر، ظنوا بسبب معاصيهم وذنوبهم أن الله لن يقبل لهم توبة، أو استغفاراً، وهذا من أعظم الجهل، فأنت -يا عبد الله-: مهما أذنبت، أو عصيت، ثم استغفرت، فإنه الله سيغفر لك، ما دمت تستغفر وتتوب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفرهُ، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي! ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا، فقال: رب أذنبت آخر، فاغفر لي، قال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي! ثم أصاب ذنبا، فقال: رب أذنبت آخر فاغفر لي، قال: أعلم عبدي أن لي ربا يغفر الذنب ويأخذ به! فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء".

أي ما دام كلما أذنب وعصى استغفر وتاب منه، مستكملاً لشروط التوبة الصحيحة، فإن الله -سبحانه- سيغفر له؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[المائدة: 74].

فاتقوا الله، واستغفروه، يغفر لكم، وتوبوا إليه لعلكم ترحمون، بالاستغفار والتوبة.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

قد يقول قائل: ما الفرق بين التوبة والاستغفار؟

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "الاستغفار طلب وقاية شر ما مضى من المعاصي، أما التوبة، فهي الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله".

ويقول: "الاستغفار: إزالة الضرر، والتوبة: طلب جلب المنفعة، وعلى كل فهما مرتبطان ببعضهما البعض، وبشكل وثيق".

أما صيغ الاستغفار، أو كيف تستغفر الله؛ فهي كأن يقول الإنسان: استغفر الله، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم وأتـوب إليه.

وهناك صيغ أخرى؛ منها:

أولا: دعاء سيد الاستغفار: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك وودعك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

يقول: "من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل موقنا بها فمات من يومه قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة".

ثانيا: يقول صلى الله عليه وسلم: "الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَقُولُ: قَدْ فَعَلْتُ كَذَا لِلَّهِ وَلِفُلانٍ، فَقَدْ جَعَلَ فِي ذَلِكَ شَرِيكًا وَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ ذَلِكَ، أَوَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقِيكَ صِغَارَ الشِّرْكِ وَكِبَارَهُ؟" قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "قُلْ إِذَا صَلَّيْتَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ".

ثالثا: يقول: إذا جلست مجلسا فكثر فيه لغطك، فقل قبل أن تقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إن قلت ذلك غفر الله لك ما كان في مجلسك ذلك؛ كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

رابعا: يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت له ذنوبه ولو فر من الزحف".

كذلك -يا إخوة-: نحن مطالبون بالاستغفار في كل أحوالنا، حتى عقب أدائنا للطاعات، والتي غالبا ما نؤديها منقوصة، وغير كاملة ومشوهة، فإذا أنهينا الصلاة لا بد أن نقول: "استغفر الله" ثلاثا؛ كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

كذلك بعد الوضوء؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من توضأ، ثم قال: سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك" كتب في رق، ثم جعل في طابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة.

كذلك علينا بالاستغفار للأموات، وبخاصة للآباء والأمهات، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أي رب أنى هذا؟! فيقال له: باستغفار ولدك".

ولا تنسوا الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات عموماً؛ ففي ذلك فضل عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كان له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة".

وهناك وصية خاصة بالنساء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار" وبين السبب، فقال: "لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير".

أي يكثرن من اللعن، ويقعن في جحود حق الزوج، لذا عليهن بالإكثار من الصدقة والاستغفار.

ولنحرص أيضا على الجمع في الاستغفار بين اللسان والقلب؛ لأن الإنسان قد يستغفر بلسانه وقلبه غافل عن ذلك، فيصح فيه قول أحد السلف: "إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير".

أيها الإخوة: هذا هو الاستغفار، وبعض ما يتعلق به، فأين نحن منه؟ وهل نحن من الذي يستغفرون ويتوبون؟ وهل يدفعنا ما سمعناه سابقا على أن نداوم على الاستغفار ليلاً ونهارا، لعل الله أن يرحمنا في الدنيا والآخرة؟ فهل نحن فاعلون؟.

اللهم صل على من بلغ البلاغ المبين.

اللهم ربنا لا إله إلا أنت، إنا قد ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا ذنوبنا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

اللهم أغفر لنا وارزقنا وعافنا ارحمنا.

اللهم طهر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة، والكلام السيئ، وأعنا على كثرة الاستغفار والتوبة بالشكل الذي يرضيك عنا.

اللهم اجعلنا من السابقين إلى الخيرات، الهاربين عن المنكرات، الآمنين في الغرفات، مع الذين أنعمت عليهم، ووقيتهم السيئات.

اللهم أعذنا من مضلات الفتن، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

اللهم ارزقنا شكر نعمتك، وحسن عبادتك، واجعلنا من أهل طاعتك وولايتك.