العربية
المؤلف | محمد بن عبدالله السحيم |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
أيها المؤمنون: مراعاة الفِطر، وسجايا البَشر، وتهذيبها، خصيصة للإسلام ماثلة؛ إذ هو دين الفطرة والسماحة والخُلق الكريم. وإن مما طبعت عليه النفوسُ نزعَها للاسترواح والإجمام، وطلب المباهج في الحياة. ولأهلها في ذلك مذاهب ومشارب، يأتي المزاح والدعابة في مقادمها؛ فهي مباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف؛ تجم بها القلوب، وتنشط النفوس، وتماط الكُلُف، ويُستقرب البعيد، ويأنس المستوحش. غير أن الإسلام بمنهجه العدل الرحيم قد زمّ خطام جنح النفس للمزاح بضبطٍ يحقق من المصالح أرجاها، ويمنع من المفاسد أعلاها؛ إذ شرع من...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، ذي الأسماء الحسنى والصفات العلى. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له العظيم المولى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ نبيَّ الهدى، ونذير الورى، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي النبل والنهى.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ)[البقرة: 278].
أيها المؤمنون: مراعاة الفِطر، وسجايا البَشر، وتهذيبها، خصيصة للإسلام ماثلة؛ إذ هو دين الفطرة والسماحة والخُلق الكريم.
وإن مما طبعت عليه النفوسُ نزعَها للاسترواح والإجمام، وطلب المباهج في الحياة.
ولأهلها في ذلك مذاهب ومشارب، يأتي المزاح والدعابة في مقادمها؛ فهي مباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف؛ تجم بها القلوب، وتنشط النفوس، وتماط الكُلُف، ويُستقرب البعيد، ويأنس المستوحش.
قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالب -رضي الله عنه-: " أجمّوا هَذِه الْقُلُوب؛ فَإِنَّهَا تمل، كَمَا تمل الْأَبدَان".
وقال أبو الدَّرْدَاء -رضي الله عنه-: "إِنِّي أستجم بِبَعْض الْبَاطِل -والمراد به اللهو المباح-؛ ليَكُون أنشط لي فِي الْحق".
وقيل: "الناس في سجن ما لم يتمازحوا، وقد ينفّس عن جدّ الفتى اللعبُ".
غير أن الإسلام بمنهجه العدل الرحيم قد زمّ خطام جنح النفس للمزاح بضبطٍ يحقق من المصالح أرجاها، ويمنع من المفاسد أعلاها؛ إذ شرع من المزاح ما كان سالماً من المساوئ، ومنع ما ليس كذلك، قيل لسُفْيَان بْن عُيَيْنَة: المزاح هجنة –قبح-؟ قَالَ: بل سنة، وَلَكِن الشَّأْن فِيمَن يُحسنهُ، ويضعه موَاضعه.
وقال بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: "كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَتَبَادَحُونَ بالبَّطِيخ، فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَال"[رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني].
وسئل محمد بن سيرين عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: هَلْ كَانُوا يَتَمَازَحُونَ؟ فَقَالَ: مَا كَانُوا إِلَّا كَالنَّاسِ".
وسئل إبراهيم النخعي: "كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحكون؟ قال: نعم".
والإيمان في قلوبهم أمثال الجبال الرواسي.
هذا، وإن من شأن إطلاق عنان المزاح دون رعي هدى الشريعة، وسَنن الاعتدال؛ إيقاعَ العداوة، وزرع الضغينة، وذهاب المهابة، وتجرؤ السفهاء، وخفة القدْر، يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إِيَّايَ وَالْمُزَاحَةَ؛ فَإِنَّهَا تَجُرُّ الْقَبِيحَةَ، وَتُوَرِّثُ الضَّغِينَة".
وقال الأحنف بن قيس: "دعوا المزاح؛ فإنه يؤرث الضغائن".
وكتب عمر بن عبد العزيز لأحد ولاته: "انْهَ مَنْ قِبَلَكَ عَنِ الْمِزَاحِ؛ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْمُرُوءَةِ، وَيُوغِرُ الصَّدْرَ".
وقال أكثم بن صيفي: "المزاحة تذهب المهابة".
وأوصى عيينة بن حصن بنيه، فقال: "إياكم وغلبات المزاح".
وقال بعض الحكماء: "تجنب سوء المزاح ونكد الهزل؛ فإنهما بابان إذا فُتحا لم يغلقا إلا بعد غمّ".
وقال آخر: "لكل شيء بذر، وبذر العداوة المزاح".
ونصح مسعر بن كدام ابنه كداماً قائلاً:
ولقد حبوتك يا كدام نصيحتي | فاسمع لقول أب عليك شفيقِ |
أمّا المزاحة والمراء فدعهما | خلقان لا أرضاهما لصديقِ |
ولقد بلوتُهما فلم أحمدهما | لمجاور جاورتُه ولا لرفيقِ |
وقال آخر:
فإياك إيّاك المزاحَ فإنّه يجري | عليك الطفلَ والرجل النذلا |
ويذهبُ ماء الوجه بعد بهائه | ويورث بعد العز صاحبَه ذلّا |
عباد الله: إنما يحمد من المزح ما عري عن المحظور، وكان قصداً.
وإن من المحرمات ما يكثر اقترانه بالمزاح؛ فيبوء صاحبه بالوزر، وقبح الفعل.
ومن أشنع تلك المحرمات: أن يكون المزاح سخرية بدين الله، وشعائره وحملته؛ فذاك الكفر الذي حكم به أحكم الحاكمين في قوله: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)[التوبة: 65-66].
والمزاح بالكذب محظور، نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَعذر به، فقد سأله أصحابه -رضي الله عنهم-، فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا؟ قَالَ: "لَا أَقُولُ إِلا حَقًّا"[رواه الترمذي وحسنه البغوي].
وجعل عمر -رضي الله عنه- مجافاة الكذب في المزاح برهاناً على درك الإيمان إذ يقول: "لَا تَبْلُغُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَدَعَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحِ" [رواه ابن أبي شيبة].
وإن كان دافعَ الكذاب في المزاح إضحاكُ الآخرين، فالويل المؤكَّد لصاحبه! يقول رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ، فَيَكْذِبُ؛ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ! وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ!"[رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وحسنه الألباني].
والمزاح بالفحش، وبذيء اللفظ مما حرمه الدين الحنيف، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الفَاحِشِ، وَلَا البَذِيءِ"[رواه الترمذي وصححه ابن حبان، وحسنه الألباني].
والأذى في المزاح محرم، وإن كان يسيراً؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ لَاعِبًا وَلَا جَادًّا، فَإِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ"[رواه أبو داود وحسنه البيهقي].
وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا"[رواه أبو داود وصححه الألباني].
وذلك الأذى يشمل صنوف الأذى الحسية؛ كالضرب، وأخذ المال والمتاع، والمعنوية؛ كالسخرية والترويع، والإحراج واستغلال النزق، وضيق العطن، واتخاذ ضعيف الشخصية، غرضاً للتعليق، وإضحاك القوم.
جراحات الطعان لها التئام | ولا يلتام ما جرح اللّسان |
تلقى الفتى يلقى أخاه وخدنه | في لحن منطقه بما لا يغفر |
ويقول كنتُ ممازحاً وملاعباً | هيهات نارك في الحشا تستعر |
ألهبتَها وطفقت تضحك لاهياً | عمّا به وفؤاده يتفطّر |
أو ما علمتَ ومثلُ جهلك غالبٌ | أن المزاح هو السباب الأصغر |
أيها الإخوة في الله: والقصد مما يجمل به المزاح، ويصون عن الإسفاف ونقصان القدر؛ إذ هو حكمة تملي على صاحبها حسنَ اختيار وقت المزاح، والشخصِ الذي يُمزح معه، والتزامَ الاعتدال فيه؛ فمن أمثل أوقات المزاح ما كان مع الأسرة، قَالَ عُمَر: "إِنَّه ليعجبني أَن يكون الرجل فِي أَهله مثل الصَّبِي، ثُمَّ إِذا بغي مِنْهُ، وُجِد رجلاً".
وَقَالَ ثَابت بْن عُبَيْد: "كَانَ زيد بْن ثَابت مِن أفكه النّاس فِي بَيته، فَإِذا خرج كَانَ رجلاً مِن الرِّجَال".
وهكذا، يحسن المزاح حال الإملال والتعب، يقول ربيعة بن عبدالرحمن: "الْمُرُوءَة سِتّ خِصَال: ثَلَاثَة فِي الْحَضَر، وَثَلَاثَة فِي السّفر؛ فَفِي الْحَضَر: تِلَاوَة الْقُرْآن، وَعمارَة مَسَاجِد اللَّه، واتخاذ الْقِرى فِي اللَّه، وَالَّتِي فِي السّفر: فبذل الزَّاد، وَحسن الْخلق، وَكَثْرَة المزاح فِي غير مَعْصِيّة".
ومما يقتضيه القصد في المزاح: أن لا يُكثر منه؛ فيُعرفَ به، قال سعيد بن العاص لابنه: "اقتصد في مزاحك؛ فالإفراط به يُذهب البهاء، ويجرئ عليك السفهاء، وتركه يقبض المؤانسين، ويوحش المخالطين".
وقال عمر -رضي الله عنه-: "من كثر مزاحه استخف به".
ومن حسن مراعاة القصد: حسن اختيار مَن يُمزح معه؛ فإن لكل مقام مقالاً، وليس الناس في قبول المزاح وردِّه سواءً؛ إذ منهم ذووا الظروف المشغِلة أو الطباع الجادة المتأذية بالمزاح وإن قلّ، ومنهم السفهة الذين يجترؤون بالمزاح؛ كما قيل: "لا تمازح الشريف؛ فيحقدَ عليك، ولا الدنيء؛ فيتجرأ عليك".
وقال محمد بن المنكدر: "قالت لي أمي: يا بني! لا تمازح الصبيان؛ فتهونَ عليهم".
ومن مراعاة القصد في المزاح: محاذرة المواضع التي سوّى الإسلام فيها بين حكم الجد والهزل؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ"[رواه أبو داود وصححه الحاكم].
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...
أيها المسلمون: إن المتأمل لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في المزاح، ليرى وضاءة الاحترام مع من يمازحه، وحسنَ جذبه له بالمحبة، وإزالة الكلفة، مع مراعاة مناسبة الوقت والأسلوب، دون جرح مشاعر، أو إكثار.
ومن صور ذلك: ما رواه أَنَسٌ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْمِلْنِي، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ" قَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ"[رواه أبو داود وصححه الألباني].
واسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟" فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "قَدْ فَعَلْنَا، قَدْ فَعَلْنَا"[رواه أحمد وأبو داود، وسكت عنه].
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أتى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، يُقَالُ: لَهُ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَالرَّجُلُ لَا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ؟" فَقَالَ زَاهِرٌ: تَجِدُنِي -يَا رَسُولَ اللَّهِ- كَاسِدًا، قَالَ: "لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ" أَوْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "بَلْ أَنْتَ عِنْدَ الله غال" [رواه أحمد وصححه ابن حبان].
وقال أنس -رضي الله عنه-: "إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَيُخَالِطُنَا، حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟" [رواه البخاري ومسلم].
وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: أخَذَ النَّبيُ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِ الحَسنِ أَوِ الحُسَينِ -رضي الله عنهما-، ثُمَّ وَضَعَ قَدَمَيهِ عَلَى قَدَمَيهِ، ثُم قَالَ: "تَرَقَّ"[رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني].