البحث

عبارات مقترحة:

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

من آداب الطعام (1)

العربية

المؤلف عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. من آداب الطعام .
  2. أمور تحل بها البركة في الطعام .
  3. أمور نهي عنها في الطعام. .

اقتباس

ومن آداب الطعام: استحباب رفع اللقمة إذا وقعت, وإماطة ما بها من الأذى ثم ليأكلها، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ...

الْخُطبَةُ الْأُولَى:

الحمد لله القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)[البقرة: 172], وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمداً عبده ورسوله, صلى الله وسلم وبارك عليه, وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أمَّا بعد: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهدي هدي مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وكل ضلالة في النار, عياذاً بالله منها!.

عباد الله: كما تعلمون أنَّ للطعام آداباً منها:

غسل اليدين قبل الطعام؛ حتى يأكل بيد نظيفة، وتجب التسمية, والأكل باليمين وممَّا يلي، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما-: "يَا غُلاَمُ! سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ"(رواه الشيخان).

كما ورد النهي عن الأكل بالشمال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِهَا"(رواه مسلم).

ومن نسي التسمية في أول الطعام فليسمِّ في أثنائه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ؛ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ"(رواه الترمذي وصححه), وبالتسمية تحصل البركة في الطعام، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل طعاماً في ستةٍ من أصحابه, فجاء أعرابي فأكله بلقمتين؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ"(رواه الترمذي وصححه).

وكذلك تحل البركة في الاجتماع على الطعام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ"(رواه مسلم)؛ قال النووي -رحمه الله-: "هَذَا فِيهِ الْحَثُّ عَلَى الْمُوَاسَاةِ فِي الطَّعَامِ، وَأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا حَصَلَتْ مِنْهُ الْكِفَايَةُ الْمَقْصُودَةُ, وَوَقَعَتْ فِيهِ بَرَكَةٌ تَعُمُّ الْحَاضِرِينَ عَلَيْهِ, وَالله أَعْلَمُ"(شرح النووي على مسلم).

ومن آداب الطعام: عدم الإسراف في الأكل، قال -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما مَلأ آدمِيٌّ وعاءً شرّاً مِنْ بطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدمَ أُكَيْلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كانَ لا مَحالَة؛ فثلُثٌ لِطَعامِهِ، وثلُثٌ لِشرابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ"(أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني), قال ابن القيم -رحمه الله-: "إِنَّ الْبَطْنَ إِذَا امْتَلَأَ مِنَ الطَّعَامِ ضَاقَ عَنِ الشَّرَابِ، فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الشَّرَابُ ضَاقَ عَنِ النَّفَسِ، وَعَرَضَ لَهُ الْكَرْبُ وَالتَّعَبُ؛ بِحَمْلِهِ بِمَنْزِلَةِ حَامِلِ الْحِمْلِ الثَّقِيلِ، هَذَا إِلَى مَا يَلْزَمُ ذَلِكَ مِنْ فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وَتَحَرُّكِهَا فِي الشَّهَوَاتِ الَّتِي يَسْتَلْزِمُهَا الشِّبَعُ, فَامْتِلَاءُ الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ مُضِرٌّ لِلْقَلْبِ وَالْبَدَنِ, هَذَا إِذَا كَانَ دَائِمًا أَوْ أَكْثَرِيَّا, وَأَمَّا إِذَا كَانَ فِي الْأَحْيَانِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ؛ فَقَدْ شَرِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ اللَّبَنِ، حَتَّى قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا, وَأَكَلَ الصِّحَابَةُ بِحَضْرَتِهِ مِرَارًا حَتَّى شَبِعُوا"(الطب النبوي لابن القيم).

عباد الله: ومن آداب الطعام: عدم عيبه؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "مَا عَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ"(رواه الشيخان), قال النووي -رحمه الله-: "هَذَا مِنْ آدَابِ الطَّعَامِ الْمُتَأَكَّدَةِ وَعَيْبُ الطَّعَامِ كَقَوْلِهِ: مَالِحٌ، قَلِيلُ الْمِلْحِ, حَامِضٌ, رقيق, غليظ, غير ناضج ونحو ذلك"(شرح النووي على مسلم).

معاشر المسلمين: ومن آداب الطعام: عدم الأكل متكئاً، قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا"(رواه البخاري).

ومن آداب الطعام: استحباب رفع اللقمة إذا وقعت, وإماطة ما بها من الأذى ثم ليأكلها، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ"(رواه مسلم), كما ثبت في صحيح مسلم: "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل بثلاث أصابع".

ومن آداب الطعام: الأكل من حافتي الطعام لا من وسطه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "البَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسَطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ"(رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).

ومن آداب الطعام: عدم أكله حتى يذهب بخاره؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "لَا يُؤْكَلُ طَعَامٌ حَتَّى يَذْهَبَ بُخَارُهُ"(رواه البيهقي وصححه الألباني).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.