العربية
المؤلف | خالد بن سعد الخشلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
لقد أثبتت الإحصائيات والبيانات الصادرة من جهات الاختصاص ضخامة أعداد المتوفين سنويا، وخطورة الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات. ما من يوم إلا وفواجع حوادث السير تصم الآذان، وتحزن القلوب، أسر بأكملها تزهق أرواحها في طرفة عين، وشباب في مقتبل أعمارهم يقضون نحبهم، صرعى لحوادث السير، وإصابات مميتة، وإعاقات مستديمة، تنتج يوميا عن هذه الحوادث. لقد تجاوز عدد القتلى بسبب حوادث السيارات...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، ومن تبعهم واكتفى، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
عباد الله: ما من وصية أنبل ولا أجمل ولا أعظم أثرا ونفعا لمن التزمها، ولا أحسن عائدة عليه في الدنيا والآخرة من الوصية بتقوى الله -عز وجل-، هي سر الفلاح، هي أس النجاح، هي سبب السعادة في الدارين، وهي قبل ذلك وبعده وصية المولى -عز وجل- لعباده منذ خلق آدم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ)[النساء: 131].
منحني الله وإياكم تقواه، ومن علينا برضاه، وجنبنا أسباب غضبه وسخطه، إن ربي لطيف لما يشاء إنه رحيم ودود.
أيها الإخوة المسلمون: لقد أنعم الله -عز وجل- على البشرية بممتازات العصر المادية، ومخترعاته وآلاته، فكانت سببا للخير لكل من استعملها الاستعمال الحسن، وفق الضوابط المرعية، والآداب المرضية.
وكانت في الوقت ذاته شقاءً ودماراً وآلاما وأحزانا لكل من أساء استخدامها، ولم يراعِ في ذلك أدبا ولا حقا ولا نظاما.
ومن تلكم المنجزات: وسائل النقل الحديثة، والسيارات منها على وجه الخصوص.
لقد أثبتت الإحصائيات والبيانات الصادرة من جهات الاختصاص ضخامة أعداد المتوفين سنويا، وخطورة الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات.
ما من يوم إلا وفواجع حوادث السير تصم الآذان، وتحزن القلوب، أسر بأكملها تزهق أرواحها في طرفة عين، وشباب في مقتبل أعمارهم يقضون نحبهم، صرعى لحوادث السير، وإصابات مميتة، وإعاقات مستديمة، تنتج يوميا عن هذه الحوادث.
لقد تجاوز عدد القتلى بسبب حوادث السيارات، تجاوز الآلاف سنويا في هذه البلاد، وأما الإصابات أضعاف ذلك بكثير.
لقد أصبحت حوادث السيارات تزهق سنويا من الأرواح ما لم تكن الحروب في الزمن السابق تزهقه، حتى غدت تلك مشكلة تؤرق المجتمعات، وتعقد من أجلها المؤتمرات والندوات واللقاءات، وتدشن الحملات المرورية التوعوية، بحثا عن حلول لها، وسعيا للقضاء عليها، أو على الأقل تخفيف حجمها.
إنها بحق كارثة تستوجب من الجميع التفكير فيها مليا، والوقف عند أسبابها وبواعثها، والحزم في اتخاذ التدابير الواقية منها، للحد من هذه الدماء المتدفقة، والأرواح المزهقة.
تعالوا -أيها الإخوة-: لنقف على بعض أسباب هذه المصيبة، بل الكارثة.
إن كل عاقل يجزم بأن السبب الرئيس وراء حوادث السيارات، هو: التهور في القيادة، والسرعة في السير، وتجاوز ما هو مسموح به على الطرقات الداخلية والخارجية السريعة، حتى صدق القول بأن: "وراء كل حادث سرعة وتهور".
ويكفي في ذم هذا الأمر: أن العجلة في مثل هذه الأمور من الشيطان؛ كما جاء عن أنس -رضي الله عنه- قال: "التأني من الله، والعجلة من الشيطان".
بل هي في حقيقة الأمر سفه وطيش، لا تقرب بعيدا، ولا تختصر زمانا، ولا تطوي مسافة، بل على العكس من ذلك.
والواقع يشهد بذلك، فلا يكاد الفرق يذكر بين من طبعه في قيادته السرعة والتهور، وبين من طبعه التأني، وعدم السرعة.
وتأمل أثناء سفرك وتنقلك من مدينة لأخرى، تجد ذلك صحصحا، فكم من سائق يمر عليك مر البرق في سرعتها، لا تلبث بعد دقائق يسيرة أن تلحق به على تأن منك وتمهل، ولا قدر أنه وصل إلى المكان قبلك، فلن يسبقك إلا بمجرد دقائق معدودة، وقديما قيل:
قد يدرك المتأني بعض حاجته | وقد يكون مع المستعجل الزلل |
وقد قال بعض الحكماء: "إذا أردت أن تصل سريعا فلا تسرع".
إن صاحب العجلة في سيره إن وصل إلى مقصوده لم يكن محمودا، وإن أخطأ مقصوده كان مذموما، وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة، واكتسب مذمة؛ لأن الزلل مع العجل، ولا يكون العجول محمودا أبداً.
ورحم الله أبا حاكم البستي، إذ يقول: "إن العجل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة".
وكانت العرب تسمى العجلة: "أم الندامات!".
إنها دعوة -أيها الإخوة في الله-: للنظر مليا في عواقب السرعة ونتائجها الوخيمة.
دعوة إلى البعد عنها، وملازمة التأني والتمهل في السير، ومحاولة مجاهدة النفس على ذلك، وإلزامها به، حتى يكون طبعا للإنسان، وسجية له.
فكر -أيها السائق-: وأنت تهم بالسرعة في نفسك ومن معك من زوجة وأولاد وأهل، بل فكر فيمن قد يقابلك في الطريق فقد تكون سرعتك سببا لفقد نفسك وأنفس من معك، أو سببا في إلحاق إعاقة بك وبمن معك تعب معها أصابع الندم طول حياتك، ولا ينفع حينئذ الندم.
وكلمة إلى الشباب في هذا المقام بأن يعوا أن السرعة ليست –والله- رجولة ولا شهامة ولا فتوة ولا مهارة، بل هي -والله- سبب من أسباب الانتحار، وإزهاق النفوس.
وثمة سبب آخر من الأسباب المؤدية إلى الحوادث المرورية، ألا وهو: الطيش والتهور في القيادة، وعدم: اتباع أسباب السلامة، وعوامل النجاة.
إنك تعجب من بعض قائدي السيارات، يوم تراه ينحرف ذات اليمين وذات الشمال، ويتنقل من أقصى المسار الأيمن إلى أقصى المسار الأيسر، غير آبه بقواعد السير، وآداب الطريق، تراه عنيفا في قيادته، عنيفا في معاملة الآخرين، من مرتادي الطريق سواه.
وما علم هؤلاء أنهم بطيشهم وتهورهم وعنفهم حرموا أنفسهم خيرا كثيرا، وعرضوا أنفسهم في الوقت ذاته لشر عظيم، وخطر جسيم، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم قال: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه".
وقوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
فاجعل -أخي السائق-: هذه الوصايا النبوية، والتوجيهات المحمدية، من حبيبك محمد -صلى الله عليه وسلم- نصب عينيك، وأنت تهم بقيادة سيارتك.
اجعل نصب عينيك قوله صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
وقوله: "إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
إن الرفق في قيادته، وأثناء سيره، وبعده عن التهور والطيش، دليل على رجاحة عقله، دليل على نبل خلقه، دليل على حسن ذوقه، وكمال أدبه.
فاحرص –يا رعاك الله- على التخلق بهذا الخلق النبوي الكريم الذي يحبه ويرضاه، ويحبه صلى الله عليه وسلم حتى تكون قريبا من السلامة، بعيدا عن مواطن العطب، وموارد الهلاك.
أيها الإخوة المسلمون: وثمة سبب آخر، متفرع من السبب السابق، لكني أخصه في ذكره لقبحه وشناعته، وعظم خطورته: أتدرون ما هو؟
إنه الإقدام على قطع الإشارات المرورية، فكم تسبب هذا الفعل القبيح، والتصرف الشنيع، بل والإجرام، نعم إنه إجرام حقيقي، كم تسبب قطع الإشارات في إزهاق أرواح بريئة، وإتلاف أموال معصومة، بغير وجه حق.
ينطلق الإنسان بعد إعطائه الضوء الأخضر في طريقه آمنا، فيفاجئ بمتهور قد ضرب بجميع أسباب السلامة عرض الحائط، وقد قطع الطريق عليه، فيقع الموت المحقق.
إن ذلك جناية، وأي جناية يوم يعمد أحدهم بقطع الإشارة، فيلحق الضرر بنفسه وبالآخرين!.
إن ذلك أشبه ما يكون بقتل النفس عمدا بغير حق، أو انتحار صريح.
ألا فليتق الله الذين استمرؤوا قطع الإشارات، وليدركوا خطورة الأمر، وفداحة الخطب، وعظمة التبعة، والله –عز وجل- يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء: 93].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من أمره ما لم يصب دما حراما".
نسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا وسائر إخواننا المسلمين، وأن يرزقني وإياكم اتباع آداب النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ومن اتبع هداه، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: إن من الأمور التي تسهم في الحد من حوادث السير والطرقات: التوعية المستمرة بآداب الطريق، ووسائل السلامة، والحديث عن حوادث السير، وأسبابها المدمرة.
كما أن من الأسباب المهمة: العناية بالطرق من حيث رصفها وتوسعتها، والحد من دخول المركبات الكبيرة داخل المدينة، وتخصيص طرقا لها خارج المدينة.
ومن أعظم الأسباب التي تسهم في الحد من حوادث الطرق: الحزم مع المخالفين، وتطبيق العقوبات بصرامة على العابثين بأمن الطريق، ونفوس مرتاديه، دون محابة لأحد، فإن من أمن العقوبة أساء الأدب.
إنك لا يكاد العجب ينتهي عندك، وأنت ترى كثيرا من المخالفات المرورية التي تستوجب حزما صارما؛ لأنها من أعظم الأسباب في وقوع حوادث الطرق، لكن هذه المخالفات لا تواجه بحزم من قبل الجهات المعنية عن السير، وقيادة السيارات والمركبات.
تأمل -أيها الأخ-: هذه الأعداد الغفيرة من الشاحنات التي تعج بها الطرق الداخلية في المدن والأحياء في غير الأوقات المخصصة لها!.
شاحنات البضائع المحملة بالأطنان؛ تنخر الطريق في ساعات الليل أو النهار، خارج الوقت المحدد لها، دون عقوبات صارمة، تضايق على الآخرين الطريق، وتسبب في أحداث عظيمة مهلكة مدمرة!.
يتكرر ذلك والجهات المسئولة والمرور ونحوه في غفلة عن اتخاذ عقوبات صارمة، تحول دون هذه المخالفة الصريحة.
وتأمل أيضا جريمة التفحيط؛ كم أزهق بسببه من نفوس؟ وكم أسيلت من دماء؟ ومع ذلك لا تكاد هذه الجريمة تختفي من حي إلا وتخرج في حي آخر، وحين آخر، وطريق آخر.
فهل الجهات الأمنية والمرورية عاجزة عن محاصرة الظاهرة والقضاء عليها؟
بالله عليكم: كم أدت جريمة التفحيط إلى قتل أنفس معصومة؟ وكم يزداد العجب يوم تتم هذه الجريمة أحيانا على طرق سريعة؟ أو داخل الأحياء دون رقيب أو حسيب، وأخذ على أولئك العابثين؟!
ثم تلكم الدرجات الرباعية التي يمنع سيرها في الأحياء، أو يمنع سيرها في الطرق العامة، ها نحن نشاهدها ما بين فترة وأخرى في طرقنا وشوارعنا، يقوم قائدوها بحركات خطيرة، قد تؤدي بأرواحها وأرواح من يركبون معهم، وبالسيارات التي تعبر الطريق، ومع ذلك لا نجد حزما في التعاطي مع هذه الظاهرة.
كم هي الأخطاء التي هي بحاجة لحزم من الجهات المسئولة؟
إنك لتعجب يوم يغادر الواحد منا إلى بلدة أخرى، أو إلى دولة أخرى، فيلتزم بآداب الطريق هناك، ويبتعد عن المخالفة لماذا؟
لأنه يعلم أن هناك عقوبات صارمة ستفرض عليه، ثم إذا عاد ضرب بتلك الأنظمة عرض الحائط، وبدأ يمارس تلك المخالفات جهارا وعلانية.
وأمر أخير أختم به الحديث عن هذا الموضوع، وهو: التربية الأسرية على العناية بآداب الطريق، وقيادة السيارة.
إن الأبناء وهم يركبون مع والدهم، ويشاهدونهم، يضربون لهم القدوة الحسنة في التزام آداب الطريق، ومراعاة الأنظمة، يتأثرون بذلك، وينشئون نشأة حسنة، في التعاطي مع هذه الآداب والنواهي والنظم.
وأما إذا كان الأب مقصرا في اتباع آداب الطريق والقوانين والنظم واللوائح، فلا تسل عن القدوة السيئة التي يحدثها لأبنائه، ومن يركبون معه.
فنصيحة للآباء والإخوة جميعا: أن يتقوا الله -عز وجل-: في أنفسهم، وفي من تحت ولايتهم.
نسأل الله أن يحفظنا وذريتنا وسائر المسلمين، إن ربي على كل شيء قدير.
هذا، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا".
اللهم صل وسلم وبارك...