الوتر
كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...
العربية
المؤلف | صالح بن محمد الجبري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب |
كن ابن وقتك، وقت الصلاة للصلاة، وقت النوم للنوم، الدراسة والعمل لهما وقت، زيارة الأقارب والأرحام كذلك، وقت الترفيه للترفيه، وهكذا، لا أن نخلط الأمور ونقدم التافه على المهم، والمباح على الواجب، وننسى أننا خلقنا من أجل هدف عظيم يجب أن نعمل له، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غرب شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".
الخطبة الأولى:
قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان:62].
إن الوقت أخطر شيء في حياة الإنسان؛ لأنه رأس ماله الوحيد، و أثمن ما يملك. بل إن الإنسان هو وقت، هو بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، قال عمر بن عبد العزيز: إن الليل والنهار يعملان فيك؛ فاعمل فيهما.
الزمن أخطر شيء في حياة الإنسان؛ لأنه وعاء عمله، انظر إلى إنسان ثري يملك الملايين، هذا الثري لو جاءته المنية فجأة: ما قيمة هذا المال؟ الوقت أهم من المال، والدليل: لو أن إنساناً أصيب بمرض عُضال وهناك مستشفى في بعض البلاد المتقدمة يمكن أن تجرى له فيه عملية، لكن كُلفة العملية بثمن بيته، فهل سيتردد ثانيةً واحدةً في بيع البيت وإجراء العملية؟ بالطبع لا! وذلك لأنه مركب في أعماقه أن الوقت أثمن من المال، يبيعُ بيته الوحيد الذي لا يملك غيره ليُجري هذه العملية التي يتوهم أنها تمدُّ في أجله بضع سنين، هكذا هو الإنسان.
وكلنا يعلم أن الإنسان إذا أمسك ألف ريال مثلاً وأحرقها أمامك، تحكم عليه بالسفه والجنون والخلل العقلي؛ لأن إتلاف المال يعد سفاهة، وقد قال الله -عز وجل-: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) [النساء:5].
وبما أن الإنسان إذا أتلف المال يُعد سفيها، فإذا أتلف وقته فهو أشد سفاهة، فالعاقل يرشّد استهلاك الوقت، كما قال الله -عز وجل- (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) [المؤمنون:1-3]، معرضون عن عمل لا قيمة له، معرضون عن حديث فارغ، معرضون عن متعة رخيصة، عن الجلوس على الأرصفة والتسكع في الأسواق، عن مناقشة لا جدوى منها، عن خصومة لا يُعد المنتصر فيها منتصرا، ولا المنهزم منهزما. وكم من قضية تستهلك أوقات الناس!.
وقد مر بعض الصالحين بمقهى ورأى فيه أناساً يلعبون النرد فقال: يا سبحان الله! لو أن الوقت يشترى من هؤلاء لاشتريناه منهم! قال -تعالى-: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر:1-2].
كيف يخسر؟ إن الزمن يستهلكنا، وما دام يستهلكنا فنحن في خسارة، ونحن نسمع دائما عبارة: الأيام تمر بسرعة، الوقت يمر بسرعة، الشهر يمر بسرعة وينتهي لتطالب أنت بما عليك من التزامات مالية وغيرها، تستأجر منزلا فيأتي موعد الإيجار بسرعة، تشتري شيئاً بالتقسيط فيأتي بموعد السداد بسرعة، تقترض مالاً من أحد فيأتي موعد السداد بسرعة، الوقت يستهلكنا؛ لذا، فالعاقل هو الذي ينفق وقته إنفاقاً مرشدا، إنفاقا استثماريا لا إنفاقاً استهلاكيا، قال -تعالى-: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر].
نعم، وقت تُمضيه في معرفة الله هو وقت مستثمر وليس ضائعاً، وقت تمضيه في معرفة دينك هذا وقت مستثمر ليس ضائعاً، وقت تمضيه في العمل الصالح، وفي خدمة الخلق، وفي رعاية الضعيف، وفي رعاية اليتيم، وفي عيادة المريض، وفي تعليم العلم، وفي الدعوة إلى الله، ورعاية الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتفقد الفقراء والمساكين والضعفاء، والإقامة في بيوت الله -تعالى-، كل عمل يُفضى بك إلى الجنة فعلهُ هو استثمار للوقت.
ثم كل وقت تتواصى بالحق به مع الناس هو استثمار له، ومصيبة تأتيك وأنت صابر عليها فتتحملها، فإن وقت هذا التحمل مستثمر أيضا وليس ضائعا، هذه السورة تعد أصلاً في موضوع الوقت الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.
هناك آية أخرى تشير إلى معنى الوقت، قال -تعالى-: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ?فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) [البقرة:148]، أي: أنت في فرصة ذهبية محدودة.
وتصور إنسانا يؤدي امتحانا لمادة أساسية في سنة التخرج والأسئلة كثيرة؛ هل يمكن أن يعبث بأشيائه؟ هل رأيتم طالباً في الأرض وهو على طاولة الامتحان يعبث بساعته، أو يعد ما في جيبه من مال؟ مستحيل! هو في امتحان، وكل دقيقة متعلقة بمصيره، وكل دقيقة متعلقة بعلامة من علامات نجاحه، (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا) [البقرة:148]. في أية مكانة أنتم وفي أي مكان كنتم (يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا).
إنسان غارق في وقت وعمل لا يرضي الله فوافته المنية، هذه مصيبة، وإنسان غارق في المال الحرام فوافته المنية، إنسان غارق في المباحات فوافته المنية انتقل من كل شيء إلى لا شيء، هذا معنى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133].
سارعوا هنا فيها إشارة للوقت، الوقت يمضي سريعاً، يوم ثم أسبوع ثم شهر ثم سنة ثم عقد، كل واحد منكم يسترجع بعض ذكرياته قبل عشرين سنة مثلا والآن كيف مضت هذه السنوات العشرون؟ كلمح البصر، الوقت يمضي سريعا، فنحن كلنا حاضرون الآن ، لكن:
ما بين غمضة عين وانتباهتها | يغير الله من حال إلى حال |
وكم سمعنا عن قريب أو جار أو صديق قالوا عنه وقال عنه قريبه أو صديقه: لقد رأيته في الظهر وصلينا عليه جنازة بعد العصر، هكذا الدنيا! الموت يأتي فجأة، والسعيد من استفاد من وقته وزمنه الذي يعيشه. هذا شيء بديهي.
والزمن أقسام ثلاثة: اللحظة الراهنة، الساعة التي أنت فيها الآن، وزمن مضى، وزمن لم يأت.
والحقيقة الخطيرة أنه ما مضى فات ولا يمكن أن يسترد ولا أن يستعاد، والعقلاء دائما لا يفكرون في الماضي إطلاقا، كان ثمن المنزل مائة ألف ريال، الآن ثمنه مليون ريال، ليتني اشتريت بيتاً في ذلك الوقت! هذا كلام فارغ، شيء كان ولن يعود.
ما مضى فات، والمؤمل غيب، يقول لك: غداً أبيع هذا القدر من العسل فاشتري به قطيعا من الغنم، فأربيه فيتوالد ويكثر فأبيعه فأصبح غنياً ثم أشتري بيتا وأخطب فتاة جميلة وأتزوجها وأنجب أولادا وأقوم بتأديبهم، وأمسك العصا وضرب القدر فسال العسل عليه، وطارت كل أحلامه، هذا هو المستقبل
ما مضى فات والمؤمل غيب | ولك الساعة التي أنت فيها |
لذلك قال الإمام ابن القيم: "ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أمانيّ، والوقت ضائع بينهما".
وجاء في الأثر: "هلك المسوفون"، أي: كل إنسان يضيع وقته ويربط توبته إلى الله بزمن مستقبلي، فهو إنسان مسوف ضعيف الإرادة والشخصية.
لذلك -أيها المسلم- يجب أن تتوب إلى الله في لحظتك الراهنة، أما أن تقول: غدا, في رمضان, في الحج...؛ فالهمة تبرد.
قال أحدهم: خدمت إنسانا لوجه الله -تعالى- فجاءني مساء وسلم أولادي مبلغا كبيرا في ظرف وقال لهم: هذا لفلان نظير خدمته، يقول هذا الرجل: غضبت وزجرتُه ونويت توبيخه وقلت سألقي هذا المبلغ في وجهه لأنه يحتقرني، أنا خدمته لوجه الله لا ليعطيني هذا المبلغ، ألا يعرف نزاهتي وإخلاصي؟ في اليوم الثاني وجد نفسه أنه قد هدأ وبرد، وبعد أيام قلت: ربما هذه طيبة نفس منه، بعد أسبوع قلت: سآخذ النقود لي، يقول: فجاء لص فسرق كل ما في البيت، فعرفت الذنب: هلك المسوفون.
لذلك؛ لا تسوِّفْ! لا تضيع الوقت! نويت أن تفعل الخير فافعله فورا، من هنا قال رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وحياتك قبل موتك, وفراغك قبل شغلك, وغناك قبل فقرك".
اغتنم شبابك قبل هرمك، لا تضيع شبابك فيما يغضب الله ثم إذا كبرت جئت تائبا.
التوبة بشروطها المعتبرة مقبولة بإذن الله، لكنك أضعت على نفسك القرب والمكانة عند الله -سبحانه وتعالى-: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) [الحديد:9].
ما مضى فات والمؤمل غيب | ولك الساعة التي أنت فيها |
رأى بعضهم الصدّيق في منامه فقال له: أوصني. قال: "كن ابن وقتك".
وقت الفجر في الصلاة، أما في النهار فهناك عمل صالح، والليل في بيتك، أو في سهر مباح.
كن ابن وقتك، وقت الصلاة للصلاة، وقت النوم للنوم، الدراسة والعمل لهما وقت، زيارة الأقارب والأرحام كذلك، وقت الترفيه للترفيه، وهكذا، لا أن نخلط الأمور ونقدم التافه على المهم، والمباح على الواجب، وننسى أننا خلقنا من أجل هدف عظيم يجب أن نعمل له، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غرب شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان:62].
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
ونحن على أبواب الصيف والإجازة الصيفية نريد أن نقول: إن الصيف فرصة لتجديد الحياة، وكسر الروتين، ونبذ الملل، والترويح عن النفوس، وتجديد الحيوية والنشاط.
لذا؛ يجب أن نحرص نحن وأفراد الأسرة على تنوع الأنشطة ما بين القراءة النافعة، والمشاهدة المفيدة، والزيارة المحببة، وممارسة الأنشطة والمهارات الرائعة، وتنمية الهوايات والمواهب، وممارسة الألعاب المفضلة، والترويح والتنزه الجميل الرائع الممتع البعيد عن الفحش والمعصية وغضب الله.
ويجب ألا يقتصر نشاط أبنائنا وبناتنا على الانشغال المبالغ فيه باستخدام الأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية التي اكتسحت البيوت والأسواق رغم خطورتها الصحية والأخلاقية والتي تزداد يوماً بعد يوم.
والذي نريد أن نؤكد عليه اليوم ونطالب به الآباء والأمهات هو الاهتمام بقضاء الوقت الكافي والممتع مع الأبناء، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن نسعد به أبناءنا في الإجازة وغير الإجازة.
أيها الإخوة: في ظل هذا التباعد الذي يعيشه كثير من أفراد المجتمع من الأقارب والأرحام والجيران وحتى الأسر، لا بد أن نفهم أن الأبناء هم كالطيور المهاجرة، يجب أن نزرع فيهم الحب والانتماء للأسرة حتى يعودوا إليها بشوق وحنين مهما طال الغياب.
لذا؛ فاعلموا أيها الآباء أن قضاءكم لبعض الأوقات مع أسركم هو وقت ثمين ستفتقدونه فيما بعد، فلا تضيعوا الفرصة، واحرصوا على قضاء أكبر قدر من الوقت مع الزوجة والأبناء لتعليمهم الولاء والانتماء للأسرة، فذلك لديهم أهم من السفر والنزهة والتسوق وصرف الأموال بمفردهم؛ لأن وظيفة الآباء والأمهات ليست في تلبية احتياجات الأبناء المادية فقط، بل إن دورهم هو نقل المهارات الحياتية والخبرات ومساعدتهم على فهم الدين والحياة.
أما التذرع بالانشغال الدائم بالعمل أو المواعيد أو الزيارات، فسيؤدي إلى وجود نوع من الجفاء والعزلة بين أفراد الأسرة الواحدة، وفي ذلك أكبر الخطر على الأسرة.
أيها الآباء: إن قضاءكم للأوقات الممتعة مع أفراد أسركم سيدخل السعادة عليهم، وهذا من أفضل الأعمال عند الله؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم"، على مسلم، أي مسلم، فما بالك بأفراد عائلتك من المقربين؟!.
إضافة إلى نظرة التقدير والرضا والحب التي ستراها في عيون أفراد أسرتك، والتي ستكون سبباً في أن تعطيك هذه النظرة القوة الدافعة المطلوبة في حياتك فتعمل وأنت سعيد، وتسافر وأنت سعيد، وتؤدي العبادة وأنت سعيد، فلا تفرط في هذه السعادة.
لذلك؛ ابدأ أيها الأب واجلس مع أفراد أسرتك وخططوا لإجازة مفيدة وسعيدة، وتحدث إليهم واستمع لهم وشاورهم في برنامج الإجازة والميزانية المتاحة لها، وأشركهم في المسؤوليات والمهام، واشرح لهم أن الناس في هذه الإجازة بين رابح وآخر خاسر، وهكذا حال التجار، فما كل من تعاطى التجارة رابح، وإن الرابح في الإجازة هو من اكتسب علماً، أو تعلم حرفة، أو أتقن مهنة، أو حفظ آية، أو تعلم حديثاً، أو قرأ كتاباً، أو التحق بمركز صيفي يزيده إيمانا وثقافة، ويكسبه مهارة، ويملأ وقته بالمفيد.
وإن الرابح في تجارته من جعل لأقاربه وأرحامه نصيباً منها، أو ساهم في مشروع خيري أو نشاط تطوعي، أو مارس لهوا بريئا أو ترويحا نظيفا، قال -تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص:77].
أما الخاسرون في الإجازة فهم كثير، فمن أقبل على ممارسة الحرام ومشاهدته فهو خاسر، ومن تفرغ للتحرش والمعاكسات فهو خاسر، ومن سهر ليله كله ونام نهاره فضيع الصلاة فهو خاسر، ومن مضى وقته وانقضت أيامه وانصرمت لياليه وكثرت مجالسه دون ذكر الله -تعالى- فهو خاسر، كما قال رسولنا: "ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلّوا على نبيهم إلا كان عليهم ترةً يوم القيامة"، والترة هي الحسرة والندامة.
أيها الإخوة: لقد تطور زماننا كثيرا، وكذلك عقول أبنائنا وأسرنا تطورت، وهي تشع بالنور والطاقات، وحسن تربيتنا لهم أفضل ما نأتمنهم به من تطورات هذا الزمان، فعودوا إلى أسركم وسلموا أنفسكم لهم بعد إرشاد وتوجيه، ولا تخشوا عليهم من الغد إن قمتم بواجباتكم.
وانظروا حولكم جيدا في شركات الاتصال والشبكات والبرمجيات والمبيعات والتسويق وكثير من المهن المتطورة اليوم، أوليس القائمون عليها هم الشباب؟ وانظروا إلى من حولكم في الجمع والجماعات، أوليس الذين ترون هم الشباب؟.
لذلك؛ إن عليكم مزيدا من الثقة بهم، مزيدا من التوجيه والإرشاد الصحيح الذي لا رقابة مباشرة فيه، بل متابعة، مزيدا من ربط أبنائكم بالعقيدة والمبادئ والقيم الشرعية، مزيدا من تعليمهم ودفعهم نحو الهمم والمعالي، ولا تتركوهم ولا تسلموهم لظروف سيئة، أو صحبة محبطة، أو فراغ قاتل، فأبناؤنا اليوم هم ثمار الغد.
مع خالص دعائنا لكم ولهم ولنا بإجازة ممتعة، وصيف هادف، وأسرة هادئة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.