الملك
كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...
العربية
المؤلف | توفيق الصائغ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الحكمة وتعليل أفعال الله |
في المنطقة الشرقية أقدم مواطن على رمي نفسه من أعلى جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين منهيًا حياته بالكامل بعد إصابته بمرض عضال.. وفي غرب الجزيرة في مدينة جده تحديدًا أقدم أربعيني على الانتحار بعد أن تكالبت عليه الديون، وبين شرق الشرق وغرب الغرب مناطق ما كنا لنسمع فيها هذه النِّسَب، ولا كنا لنجد فيها هذه الظاهرة، ففي الشمال في عرعر، في تبوك، في نجران في الجنوب، في الرياض، في مكة في جدة .. أرقام مخيفة لقتل النفس.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه ومختاره من خَلقه وخليله، أشهد أنه بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصح للأمة وجاهد لله حق الجهاد حتى أتاه اليقين، صلوا عليه وآله، اللهم صلّ وسلم وزد وأنعم عليه وعلى آله وصحابته وعطرته.
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: أيها السادة المستمعون: من كان منكم بغير همّ أو حزن أو نصب فليرمني بحجر..
من ذا الذي ما هم قط؟! ومن له الحسنى فقط؟! من الذي يريد أن يقلب المعادلة، ويجعل من الدنيا جنة ويجعل من الجنة جنةً أخرى.
جُبلت على كدَر وأنت تريدها | صفواً من الأقدار والأكدار |
ومكلف الأيام ضد طباعها | متطلبٌ في الماء جذوة نار |
حتى النبي - عليه الصلاة والسلام -كان يُغان على قلبه، ويصيبه اللأواء والهم والحزن، فيفزع إلى الصلاة -صلى الله عليه وسلم- ينفّس عنه ما يجد، ويقول بلسان الحال والمقال: "أرحنا بها يا بلال".
يقول أنس: "لا أحصي كثرةً سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".
أليس هو عليه الصلاة والسلام الذي يمسك بتلابيب أبي بكر فيقول: "يا أبا بكر ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ أليس يصيبك اللأواء؛ فذلك ما تجزون به".
إذًا هي حقيقة لا بد أن تمر على كل أحد.
قدمت هذه المقدمة لأفجعك أيها المستمع بهذا الخبر: أحد أكبر مشاكلنا التي بدأت تتخذ شكل ظاهرة، وبدأنا نسمع عنه هنا وهناك، وثمة مشاكل للأسف لا نتحدث عنها، نتوارى عنها، ندسّ رءوسنا في التراب حتى تستفحل وحتى تجد بيئة مناسبة من الميكروبات والجراثيم، فتستفحل فيه هذه المشكلة غائبة عن أرقام الإحصائيات ودراسات الدارسين وبحوث الباحثين.
حدثوني مثلاً عن المرض العضال الذي ينخر في الإنسان حتى يُلقي به إلى حفرة المنية الإيدز، ما هي دراستنا لهذا المرض؟ وأين هي البحوث التي أجريناها؟ أم أنه مرض يستحيى منه؟! فبالتالي ستبقى الأرقام والإحصائيات يُستحى منها؟!
الظاهرة التي أنا بصددها، وأرجو ألا تكون ظاهرة هي ظاهرة قتل النفس، أو ما نسميه "بالانتحار".
في المنطقة الشرقية أقدم مواطن على رمي نفسه من أعلى جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين منهيًا حياته بالكامل بعد إصابته بمرض عضال.
وفي غرب الجزيرة في مدينة جده تحديدًا أقدم أربعيني على الانتحار بعد أن تكالبت عليه الديون، وبين شرق الشرق وغرب الغرب مناطق ما كنا لنسمع فيها هذه النِّسَب، ولا كنا لنجد فيها هذه الظاهرة، ففي الشمال في عرعر، في تبوك، في نجران في الجنوب، في الرياض، في مكة في جدة .. أرقام مخيفة لقتل النفس.
لسنا بعيدين عن العالم، بل متصلون بالعالم شئنا أم أبينا، في العالم أيها الأفاضل ثلاثة آلاف قتيل يموتون جراء الانتحار في كل يوم، هناك مليون شخص يموتون في العام، وفي أربعين ثانية هناك شخص ما ينتحر في العالم.
الانتحار في الولايات المتحدة الأمريكية يعد السبب الثامن للوفاة، لم ينجُ من غلواء الانتحار لا الساسة ولا الأغنياء ولا المشاهير ولا أرباب الأموال ولا الذين يعيشون على كفوف الراحة وعلى كنف الرفاهية .. لا، لم ينجُ حتى المشاهير من أشهر الأسماء العربية الممثلة المصرية سعاد حسني التي يُقال: إنها ماتت منتحرة، حتى هتلر ذلك القائد بعد إخفاقه في الحرب العالمية الثانية أقدم على قتل نفسه، قبطان السفينة الشهيرة تايتنك.
وبعد أن مات عبدالحليم حافظ عام 1977 أقدمت أميمة عبدالوهاب إلى شرفة منزل بالزمالك فألقت بنفسها من الدور السابع، ويقال: إن ديل كارنيجي الذي رسم لنا الحياة على لوحة زيتية لوحة مشرقة لوحة الابتسامة والفأل والأمل أنهى حياته منتحرًا، مارلين مونرو أشهر ممثلة على الشاشة السينمائية كذلك يقال: إنها ماتت منتحرة.
ربما أُبرِّر أن يموت هؤلاء منتحرين؛ لأن بينهم وبين الدين والأخلاق فصلاً كبيرًا؛ لكن أن يموت عبدالله ومحمد وعلي وعثمان وخالد وبكر وزيد منتحرين فإن هذا ما لا يقبله عقل.
أيها الإخوة: في عام 1430هـ سجلت المملكة قريبًا من 800 حالة انتحار، 800 شخص أقدموا على مخالفة الكتاب والسنة وأجهزوا على أنفسهم، في منطقة القصيم التي تعد من أكثر المناطق ديانة ومحافظة، في عام 2000م سُجلت 50 حالة انتحار، للمعلومية المرأة أكثر تفكيرًا في الانتحار من الرجل، وأسرع إقدامًا عليه والرجل أكثر تنفيذًا من المرأة لجرائم الانتحار.
الانتحار أيها السادة ينتشر بشكل كبير في الفئات العمرية المتوسطة، عام 1997م كانت النسب في المملكة 276 حالة، عام 2000م كانت 596 حالة والأرقام في ازدياد مع أن الأئمة يتلون في المحاريب، وعلى رءوس المنابر قول الله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 19].
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن المطيبة الأفواه بالصلاة والسلام عليه قال: "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار"، ومن حديث أبي هريرة الذي أخرجه الشيخان أن المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسى سمًّا فقتل نفسه فسمّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً".
ما هي أسباب الانتحار؟
كل الذين يحدثوننا عن هذه الظاهرة يختذلون أسباب الانتحار فقط في سبب واحدٍ، لست أقلل من شأنه لكن الرؤية الشمولية والنظرة العامة تقتضي أن نبحث هذه الظاهرة من جميع جوانبها.
ألا إن من أهم أسباب الانتحار: الطلاق والتفكك الأسري، الإحساس بالذنب، الإغراق في استخدام الكحول والمخدرات، تأثير وسائل الإعلام، الثقافة الوافدة؛ ثقافة الأفلام والمسلسلات والدراما، الاكتئاب، الإحساس بالعجز، التفكير الخاطئ، الخسارة المادية.
إذاً تكاد تتمحور أكثر الأسباب عند نقطة الاكتئاب الناشئ عن الضغوط الحياتية، المشاكل الأسرية، الطلاق، الإخفاق في العلاقات، تجارب الحب الفاشلة، الديون، الإفلاس، الخسارة المادية، الخيانة الزوجة –أعاذني الله وإياكم منها-.
يجمع كل هذا ضعف الوازع الديني، البعد عن المولى سبحانه وتعالى والله –تعالى- يقول: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:124] معيشة ضنكًا برغم توفر أسباب الراحة، ووسائل الرفاهية، والغنى والشهرة والمال والجمال إلا أنه يعيش سجنًا في نفسه معيشة موحشة ضنكًا.
الله تعالى يقول: (وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) [الأنعام: 125]، ويقول سبحانه: (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج:31].
إن ضعف الوازع الديني والبعد عن الله -سبحانه وتعالى- وخلق جفوة بين العبد وبين الصلة بالله -عز وجل- في أعظم مظاهر الصلة التي تجدد في اليوم خمس مرات من خلال زيارة المحاريب واللجوء إلى الله –عز وجل- يسبب هذه المعيشة الضنك.
ألا وإن من الأسباب ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، الله -عز وجل- كتب مقادير كل شيء قبل خلق الخلائق: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحديد:22].
أَي يَومَي مِنَ المَوتَ أَفِرّ | يَومَ لا يَقدرُ أَو يَومَ قَدر |
يَومَ ما قُدِّرَ لا أَرهَبُهُ | وَإِذا قَدّرَ لا يُنجي الحَذَر |
إن من أسباب التسطيح التي تمارس في المقالات الصحفية أو في بعض الأخبار أننا مجتمع طاهر نقي، وأن حالات الانتحار التي تحدث في البلاد إنما تحدث في العمالة الوافدة فقط وأن مجتمعنا لا يعاني من هذه الظاهرة.
أقول: إن مجتمعنا بات يعاني من أرقام مخيفة وحالات الانتحار التي لم يكتب لها النجاح، والتي وصلت إلى المستشفيات جراء تناول أعداد كبيرة من الحبوب أو تناول السموم مواد كيميائية مواد التنظيف في الحمامات، أرقام كبيرة واسألوا المستشفيات والمستوصفات سينبئونكم عن ذلك.
دعني أيها المبارك أضع يدي أيضًا على موضع من مواضع الخذل، ألا وهو غياب المحاضن التربوية، شبابنا حين يشعرون بالوحشة والكآبة والاكتئاب والضيق النفسي أين يذهبون؟! عند من ينفسون؟! إلى من يشتكون؟! إذا إن الدعاة والمصلحين أو بعض هؤلاء يعيش أبراجًا لا يمكن التواصل معهم أو بثهم الشكوى.
إذا كان أرباب التربية يختصرون وظائفهم وأدوارهم فقط عند أسوار المدرسة أو العيادة مدفوعة الأجر أين ينفس هؤلاء الشباب؟! سينفسونها عبر مواقع الإنترنت، تشرح لهم طرائق الانتحار من الألف إلى الياء، وتقودهم بأيديهم حتى يجهزوا على أنفسهم ليصبحوا أثرًا بعد عين.
دعني أيها المبارك أيضًا أضع يدي على جرح آخر: المنظم السعودي، وحينما نقول المنظم نتأدب مع الشرع؛ لأن فقهاء القانون في الخارج يقولون المشرّع، المنظم السعودي نظر إلى الإقدام على جريمة الانتحار على أنها جرم، والمقدم عليها يُحال إلى هيئة التحقيق والادعاء ليحقق معه ثم قد يجازى بعد ذلك.
أسألكم ألن يدفع هذا الشخص الذي كان ينوي أن ينتحر مثل هذا الإجراء إلى أن يكرر التجربة مرة أخرى وبإصرار أشد؟!
إذاً النظر إلى المقدم على الانتحار إنما يكون بتوصيف المريض الذي يحتاج إلى مصحات ومشافٍ، إلى علاج نفسي وتأهيل لا نظرة المجرم الذي يقاد إلى هيئات التحقيق أو يوضع في يديه القيد.
أعوذ بالله وأعيذكم من هذه الظاهرة، وأعيذ بالله لذرياتنا ومجتمعاتنا منها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم، وأستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، يا طوبى للمستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إنعامه، والشكر له على تفضله وامتنانه، ولا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحابته وإخوانه.
أما بعد:
أنت أيها الإنسان لا تملك نفسك التي بين جنبيك، وإنما هي أمانة عندك، وإنك لمسئول عنها بين يدي الله تعالى، من أعظم الأصول والقواعد التي جاءت بها الشرائع السماوية واتفقت عليها ضرورة حفظ النفس، وما أجمل الخطاب القرآني وما أرقه والله تعالى يقول (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) لماذا؟ لأن (اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29].
يتودد بالرحمة إليك حتى تحافظ على نفسك، إذا كنت تشتكي من ضيق أو كرب أو حزن، فاعلم أنك لست الوحيد في هذا العالم، وأنه يشاطرك الضيق واللأواء والحزن أضعاف أضعاف ما تراه، وأن هذا الحزن والكدّ والهمّ لم يسلم منه أحد حتى الأنبياء (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي) [الشعراء: 13] إلى غير ذلك من الشواهد.
إذًا كيف نخرج من هذا المضيق ومن هذا النفق؟!
نخرج بتجديد الصلة مع المولى جل وعلا، ألا إن في بحبوبة الذكر مثلاً مندوحة لأولئك المكروبين "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
"لا حول ولا قوة إلا بالله" تعالج سبعين بابًا أقلها الهم، والله –تعالى- يقول (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
أيها الإخوة: أعود بالكَرَّة بعد الكَرَّة إلى المربين والمصلحين والدعاة المدرسين أصحاب الأقلام إلى الأطباء النفسانيين، أعود إلى كافة فئات المجتمع في احتواء هذه الفئة العمرية، فئة المتوسطين الذين يكثر فيهم الانتحار، احتوائهم، إيجاد وسائل للعمل لهم؛ لأن الفراغ هو القاتل والداهية الدهياء.
اللهم إنا نتوجه بالمسألة إليك والدعاء بين يديك وأنت الحي الذي لا يموت والقيوم الذي لا ينام .. عظم سلطانك، تبارك اسمك تعالى جدك، لا إله غيرك، لا نحصي ثناء عليك أنت الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء، أنت الظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء، يا عظيم يا جليل يا كبير يا قدير يا من على العرش استوى يا من خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، يا من أضحك وأبكى، وأمات وأحيا وخلق الزوجين الذكر والأنثى .. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.