البحث

عبارات مقترحة:

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

13 خللاً في التربية (2-2)

العربية

المؤلف محمد بن سليمان المحيسني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. الدلال المفرط للأبناء.
  2. فقدان العدل بين الأبناء .
  3. عدم اصطحاب الولد إلى بعض المناسبات .
  4. شقاق الأبوين وخلافهم أمام أبنائهم .
  5. البخل الشديد .
  6. سبُّ الأولاد أمام الغير وثناؤه على الآخرين بشكل دائم .
  7. نظرة الآباء إلى الأبناء نظرة دونية .
  8. وصية للأبناء ببر الآباء .
  9. أخطاء الآباء لا تبرر أخطاء الأبناء .

اقتباس

قد يصل الدلال ببعض الآباء أن يغض الطرف عن الابن حتى ولو امتدت يداه إلى من حوله من جيرانه وزملائه. وأحياناً يقف موقف المدافع المناضل للابن حتى ولو كان ابنه معتدياً على الغير، كل ذلك خشية على نفسية الابن. وما علم أن هذا الدلال مدعاة لفقدان الرجولة والشجاعة عند الابن، وفقدان الثقة بالنفس، والتدرج نحو الميوعة. وقد شاهدت هذه الخصلة في كثير من أبناء الدلال، حتى...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الواحد القهار العزيز الجبار؛ نحمده بما حمد به نفسه وحمده به عباده الأبرار، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يكور النهار على الليل، ويكور الليل على النهار، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار وسلم تسليماً كثيراً ما دام الليل والنهار.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- وقوموا بما وجبه الله.

أحبتي في الله: إكمالاً وإتماماً للمواضيع السابقة، والتي تعرضت فيها لمواضيع حساسة وجديرة بالاهتمام والتركيز؛ فقد كانت مشتملة على حقوق الآباء والأبناء.

ولأن خطبة الجمعة الماضية كانت في استعراض جزء يسير من أخطاء بعض الآباء في التربية؛ فإني أختم هذه الجمعة بعرض ما تبقى من الأخطاء، وأختم سلسلة الكلام حول هذه المواضيع في هذه الجمعة، راجياً من المولى أن يجللها الصواب، ويجنبها الخطأ والزلل.

أحبتي في الله: كانت النقاط المستعرضة؛ كالتالي:

أولاً: تأجيل التربية عن وقتها.

ثانياً: ارتكاب المنكر أمام الأبناء.

ثالثاً: عدم الجلوس مع الأبناء.

رابعاً: الجفاء مع الأبناء وعدم المداعبة.

خامساً: تغليب الضرب على التشجيع في التربية.

سادساً: إغفال التربية خارج المنزل وتركهم دون متابعة أو سؤال.

أما الخلل السابع: الدلال المفرط:

وهذا خلل له عوامله الخطيرة في انحراف الابن نفسياً وخلقياً، وله نتائجه الموبوءة؛ فالابن إذا نشأ بين أبوين لا ينهيانه عن الخطأ خشية الغضب، ولا يأمرانه بالصواب خشية الإرهاق والتعب، ويرى جميع ما يهواه بين يديه وأمام ناظريه.

بل وما لا يهواه، حتى يصل الحال إلى أن يكبر في السن ويتجاوز سن البلوغ وهو يعامل معاملة الطفل، وينظر إليه بمنظار الطفولة، فمطالبه جميعاً محققة، حتى وإن كانت تقوده إلى هاويته والقضاء على حياته؛ فإن طلب سيارة مثلاً- وهو في سن لا يؤهله لقيادتها بادر الأب بشرائها؛ فإن رفض بادرت الأم بالإلحاح والمطالبة حتى يمكن منها، مع أنه ليس بأهل لها لصغر سنه..بل إن بعض الآباء يصل به الدلال إلى أن يفتح صدره للابن؛ فللابن أن يستبدل سيارته في كل عام، وللابن أيضاً أن يتلف سيارته في سنة دون سؤال من الأب ومناقشة عن تلفها الذي قد يكون سببه التفحيط أو غيره.

فالدلال يمنعه من السؤال بحجة: أن الابن أغلى من المال، وما علم المسكين بسلبيات هذا الدلال!.

ثم إن بعضهم لا يتورع في إحضار ما يريده الابن ولو على حساب الدين، فلو طلب جهاز فيديو مثلاً- لم يمتنع من إحضاره.

ولربما أعد للابن غرفته الخاصة، ودفع له مبالغ الاشتراك في محلات الفيديو لاستئجار وشراء الأفلام أياً كانت الأفلام؛ والسبب في ذلك عاطفة الأبوة القاصرة.

وقد يصل الدلال ببعض الآباء أن يغض الطرف عن الابن حتى ولو امتدت يداه إلى من حوله من جيرانه وزملائه.

وأحياناً يقف موقف المدافع المناضل للابن حتى ولو كان ابنه معتدياً على الغير، كل ذلك خشية على نفسية الابن.

وما علم أن هذا الدلال مدعاة لفقدان الرجولة والشجاعة عند الابن، وفقدان الثقة بالنفس، والتدرج نحو الميوعة.

وقد شاهدت هذه الخصلة في كثير من أبناء الدلال، حتى أصبحوا شباباً أشباه نساء؛ من الميوعة والتكسر، والاهتمام بالمظهر الخارجي بمبالغة متناهية، تصل إلى تنعيم الصوت، والتفنن في قصات الشعر.

وهنا ينبغي للوالد أن يتوسط في التربية؛ فلا يمنعه الدلال والحب من توضيح الخطأ، والمعاقبة عليه إذا تكرر، والتشجيع على الحسن والجميل في أول وهلة، فإذا أراد تسليمه سيارة -مثلاً- يبين له قبل هذا أوقات الذهاب بها، والغرض من شرائها، ويمنعه من الخروج بها في ساعات متأخرة من الليل، وإلى أماكن لا تعود عليه بالنفع في دينه ودنياه.

الخلل الثامن: فقدان العدل بين الأبناء:

فالأب متى ما فقد العدل بين الأولاد، وقرب هذا وأبعد ذاك، وقدم واحداً وأبعد آخر؛ لسبب من الأسباب التي سأذكرها؛ متى ما فقد العدل فإنه لا بد أن يفقد بنوه جميعاً أو أكثرهم، فقد يكسب واحداً ولكنه لا بد أن يفقد الآخرين -إلا أن يشأ الله- ثم إن معظم الاعتداء والمشاجرة بين الأبناء، والعصيان، وشعور الأبناء بالنقص؛ ناتج عن الظلم وتقديم ذا على ذاك، فالابن أو الأبناء إذا أحسوا أن أباهم يميل مع أحدهم، ويكرمه دونهم؛ فإن عامل الحسد سيتولد في نفوسهم، وسيولد الحسد شراسة تنعكس في الغالب على الأب ثم على أخيهم.

وقد ذكر القرآن لنا أنموذجاً لهذا في قصة يعقوب مع أبنائه، فقد مال قلب يعقوب -عليه السلام- لابنه يوسف دون إخوانه؛ فأحسوا بذلك دون أن يشعر يعقوب بهذا، أما هم فقد صرح بعضهم لبعض، فقال الله عنهم: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)[يوسف: 8].

فتأجج الحقد في نفوسهم حتى تآمروا على قتله والتخلص منه طمعاً في كسب أبيهم، فقالوا: (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)[يوسف: 9-10].

فتآمروا عليه حتى ألقوه في غيابة الجب حسداً عليه.

فالظلم كما هو إثم يرتكبه الأب أيضاً هو جريمة في حق الأبناء قد تتعدى آثارها إلى المجتمع كله، ولعظم جرمه شدد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأكد على الآباء بالعدل فقال: "سووا بين أولادكم في العطية"[المعجم الكبير (11/354)، رقم (11997)، وبوب البخاري(2/913):باب الْهِبَةِ لِلْوَلَدِ، وإذا أَعْطَى بَعْضَ وَلَدِهِ شيئاً لم يَجُزْ حتى يَعْدِلَ بَيْنَهُمْ وَيُعْطِيَ الْآخَرِينَ مثله، ولا يُشْهَدُ عليه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اعْدِلُوا بين أَوْلَادِكُمْ في الْعَطِيَّةِ"، وَهَلْ لِلْوَالِدِ أَنْ يَرْجِعَ في عَطِيَّتِهِ وما يَأْكُلُ من مَالِ وَلَدِهِ بِالْمَعْرُوفِ ولا يَتَعَدَّى؟ وَاشْتَرَى النبي صلى الله عليه وسلم من عُمَرَ بَعِيرًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ ابن عُمَرَ، وقال:" اصْنَعْ بِهِ ما شِئْتَ"].

وروى أنس أن رجلاً كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه، وجاءت ابنة له فأجلسها إلى جنبه أي: من دون أن يقبلها- فقال صلى الله عليه وسلم: "ألا سويت بينهما"[عمدة القاري (13/145)].

وروى البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير: أن أباه أتى به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إني نحلت ابني هذا -أي: أعطيته- غلاماً كان لي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ فقال: لا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فأرجعه".

وفي رواية قال: "فلا تشهدني إذاً فإني لا أشهد على جور".

ثم قال صلى الله عليه وسلم: "أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذاً"[مسلم: باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة (3/1241)، رقم (1623)].

يعني: إذا كنت تريد برهم جميعاً فلا تفضل أحداً على آخر في العطية.

وفوق أن العدل سبب في صلاح الجميع، أيضاً هو رفعة عند الله -تعالى-، يقول رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم ما ولوا"[مسلم: بَاب فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ وَالْحَثِّ على الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَالنَّهْيِ عن إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عليهم (3/1458)، رقم (1827)].

فالشعوب بأكملها إذا حظيت بالحاكم العادل ساد بينها الحب والوئام والأمن والأمان؛ فما بالكم بالأسرة الصغيرة؟!

فالأب مطالب بتوزيع الحب والحنان بين أبنائه وبناته، وإن كان ذلك شاقاً على النفوس، فقد يميل قلب الوالد أحياناً إلى أحد أبنائه للميل الفطري مع الابن الأصغر، أو للميل الفطري مع الابن الأكبر، أو إلى الولد المطيع منهم، أو إلى أذكاهم، أو نظراً لمحبة الزوجة الثانية؛ إن كان ثمة زوجة.

فبعض الآباء يتعدى حبه لزوجته حتى يصل إلى أبنائها، إما لسوء نية المرأة المحبوبة، بمحاولة اختلاق الأكاذيب، وتوجيه التهم ضد أبناء المرأة الثانية، ومحاولة تحسين سمعة أبنائها، ونقل شيء من تصرفاتهم الجيدة، مستغلة بذلك مكانتها وقربها من زوجها.

وبالعكس من ذلك إذا طلق إحدى زوجتيه أو كرهها، انتقلت عدوى العداوة للأم حتى تصل إلى الأبناء.

وقد يكون السبب في ذلك: انحياز الأبناء إلى أمهم، وهنا يجب أن يستغل الرجل عقله الذي وهبه الله إياه، فلا يقبل التهم إلا بعد التأكد منها، ثم إذا ثبتت عالجها بلطف دون إحداث فجوة بينه وبين أبنائه.

وأما انحياز الأبناء إلى أمهم؛ فعلى الوالد أن يقدر ظروفهم بذلك، فكما أن أعناقهم تحملت حقاً واحداً للأب، فكذلك تحملت حقوقاً ثلاثة للأم؛ فلا يكن الطلاق أو المشاجرة والكره حاجزاً بينك وبين أبنائك؛ فهم منك وأنت لهم.

فعلى الوالد رد الأمور إلى نصابها في إقامة العدل بين أولاده، في عدم التفضيل في العطية، وعدم إكثار الثناء والمديح لأحدهم دونهم، واختياره إياه من بينهم لأسفاره وذهابه وتحركاته.

وهنا يبقى سؤال هام، وهو: فيما إذا كان أحدهم منحرفاً والآخر صالحاً، هنا مسألة يرى الإمام أحمد -رحمه الله- حرمة التفضيل بين الأولاد، ما لم يكن هناك داع أو مقتضٍ للتفضيل؛ فإنه لا مانع منه، قال في المغني: "فإن خص بعضهم لمعنىً يقتضي تخصيصه كاختصاصه بحاجة أو زمان أو عمل، أو كثرة عائلة، أو اشتغاله بالعلم ونحو ذلك مما لا بد منه، ويجوز منع الأعطية إن كان فاسقاً، أو مبتدعاً، أو يستعين بما يأخذه على معصية الله"، وهنا أيضاً لا بد من التلطف ومحاولة استقطاب قلب الولد بأساليب متنوعة.

الخلل التاسع: عدم اصطحاب الولد إلى بعض المناسبات:

وهذه ظاهرة موجودة عند كثير من الآباء؛ فبعضهم يرى أنه من العيب اصطحاب الأب لولده في المجالس، حتى وإن كان الابن يعقل، وهذه ظاهرة موجودة عند كثير من الآباء.

بل إن بعض الآباء -هداهم الله- يأمر الولد أن يخرج من المجلس وينهاه عن الحضور إلى الرجال، وإذا تنازل شيئاً ما فأذن للابن في الجلوس نهاه عن الكلام والابتسامة، وألجمه بلجام، واختار له مكاناً متطرفاً جداً من المجلس حتى يأخذه النعاس فيخرج الابن تلقائياً دون أية فائدة. وهذه الظاهرة أورثت الأبناء خجلاً قوياً ملحوظاً؛ فالابن يصل إلى سن العشرين وهو لا يستطيع أن يخاطب من هو أكبر منه سناً، كما كانت سبباً في قلة الذكاء.

ذلك أن الولد يستقي المعلومات من المجالسة، فإن جلس مع من هو أكثر منه خبرة، وأفصح لساناً، استفاد منطقاً وخبرة، وإن خالط من هم أقل فهماً وإدراكاً بقي كما يقول المثل: "مكانك سر".

وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أدركوا ذلك، ورأوا أهمية اصطحاب الابن إلى المجالس العامة -إذا كان يعقل- اصطحبوا أبناءهم؛ فكان لذلك أثره البالغ على حياة أبنائهم وسطر التاريخ مقالات مذهلة لأبناء السلف، وحكايات تعجب من صدورها إذا كانت لكبير فضلاً عن صغير.

فمثلاً؛ قصة الغلام مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى مسلم في صحيحه عن سهل بن سعد: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ -أي: مسنين- فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً"[البخاري: بَاب إذا أَذِنَ له أو أَحَلَّهُ ولم يُبَيِّنْ كَمْ هو (2/865)، رقم (2319)، ومسلم: بَاب اسْتِحْبَابِ إِدَارَةِ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَنَحْوِهِمَا عن يَمِينِ الْمُبْتَدِئِ (3/1604)، رقم (2030)].

فلولا مخالطته للكبار لما قال هذه الكلمة وأدرك بركة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ومثل هذا؛ لما غضب أشياخ بدر على عمر -رضي الله عنه- ولاموه من إدخال ابن عباس في جلستهم مع حداثة سنه، فقد كان سنه دون الرابعة عشر، يقول ابن عباس: "فدعاني ذات مرة فأدخلني معهم فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)[النصر: 1-3].

فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال عمر: تكلم يا ابن عباس! فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)[النصر: 1].

وذلك علامة أجلك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)[النصر: 3].

فقال عمر: "ما أعلم منها إلا ما تقول"[البخاري: باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح (4/1563)، رقم (4043)].

فتعجب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهذا الغلام الذي لم يصل سنه الرابعة عشر.

مخالطة الأبناء لآبائهم أورثتهم عقلاً وأدباً وحكمة.

يقول المؤرخون: "رأى عمر بن عبد العزيز ولداً له في يوم عيد وعليه ثوب خِلق -أي: قديم- فدمعت عيناه، فرآه ولده، فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: يا بني! أخشى أن ينكسر قلبك إذا رآك الصبيان بهذا الثوب الخِلق، قال: يا أبت إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه، أو عق أمه وأباه، وإني لأرجو الله - تعالى -أن يكون راضياً عني برضاك" -رحمة الله عليهم أجمعين-.

كثير من أبنائنا يتعدى الخامسة عشر وهو لا يتقن الصلاة المفروضة، بل قد يصل إلى سن العشرين وهو لا يدري أن الكتابة على جدران المنازل ودورات المياه من سوء الأدب، فضلاً عن النطق بهذه الجمل المذهلة.

بل لقد أورثت المصاحبة جرأة في الحق دون خشية من أحد عند أطفال السلف، أو بالأصح عند غلمانهم.

فدرواس بن حبيب عمره أربعة عشر عاماً، يذكر عنه التاريخ أنه قدم مع القبائل لما قحطت البادية في زمن هشام بن عبد الملك، فأحجم القوم وهابوا هشاماً، فوقعت عين هشام على درواس، فاستصغره، فقال لحاجبه: ما يشأ أحد أن يصل إلي إلا وصل حتى الصبيان؟

فسمع الغلام هذه الكلمة، فقال: يا أمير المؤمنين! إن دخولي لم يخل بك شيئاً ولقد شرفني، وإن هؤلاء القوم قدموا لأمر أحجموا دونه، وإن الكلام نشر، والسكوت طي، ولا يعرف الكلام إلا بنشره، فقال هشام -وقد بدا عليه العجب وعلته الدهشة-: انشر لا أبا لك، وأعجبه كلامه.

فقال الغلام: يا أمير المؤمنين! أصابتنا ثلاث سنين، سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة نقت العظم، وفي أيديكم فضول أموال، إن كانت لله ففرقوها على مستحقيها، وإن كانت لعباد الله؛ فعلام تحبسونها عنهم، وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم؛ فإن الله يجزي المتصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين، واعلم يا أمير المؤمنين! أن الوالي من الرعية كالروح من الجسد، لا حياة للجسد بدونه.

فقال هشام: ما ترك الغلام لنا عذراً! وأمر أن يقسم في باديتهم مائة ألف درهم، وأمر للغلام لوحده بمائة ألف درهم.

فما أحسن الولد حين يؤدب على المنطق الرصين، والتعبير الظريف، ويتلفظ بألفاظ جميلة، ولكن أنى له ذلك وقد تولى تربيته التلفاز، والخدامة، وأبناء الشوارع، وجفاه الوالد.

الخلل العاشر: شقاق الأبوين أمام أبنائهم:

قد يغضب الوالد أحياناً فيسوقه الغضب إلى شتم زوجته، والخصام معها أمام أبنائها الذين يرونها رؤية احترام وتقدير ومهابة؛ فيورث السب والشتم لأمهم غضباً وتقززاً حتى ولو علموا بخطأ الأم، أما امتداد اليد عليها؛ فقد يورث فقدان الهيبة عند الأولاد، فإذا رأوا أمهم التي كانوا يخشونها تضرب أمام أعينهم ازدروها واستهانوا بها وبأوامرها، وحل السخط مكان الرضا في قلوب الأبناء تجاه أبيهم؛ فلا بد أن يدرك ذلك الأبوين، ويحاولان معالجة الخطأ بأسرع وقت، وإذا تأزم الخصام وهيمن الغضب.

فعلاج الغضب؛ كما قال معاوية -رضي الله عنه-: "إن الغضب من الشيطان، وخلق الشيطان من نار، ولا يطفئ النار إلا الماء؛ فمن غضب فليغتسل، ثم إذا غضب وهو قائم فليجلس، وإذا كان جالساً فليضطجع"[كشف الخفاء (2/103)، رقم (1806)، ومثله مرفوعاً عند أبي داود: باب ما يقال عند الغضب (4/249)، رقم (4784)].

وإذا خلا بزوجته في غرفته الخاصة فليناقشها مناقشة هادئة عن الخطأ المرتكب.

أما ما يفعله بعض الآباء -هداهم الله- من سب الأم أمام أبنائها، وإظهار عيوبها، سواء كان ذلك في حضورها أم أثناء غيابها؛ فهو منقصة وعوج متأكد، فلن يحمل الابن سوى الغضب لأمه، أو الانتقام لها بالحقد على أبيه، وكلاهما مُر على الولد.

وكذلك انتقام بعض الآباء من الزوجة المطلقة بحرمانها من رؤيتهم، والاختلاط بهم، وهذا بجانب أنه خلل في التربية أيضاً هو محرم في شرع الله، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة"[الترمذي: بَاب ما جاء في كَرَاهِيَةِ الْفَرْقِ بين الْأَخَوَيْنِ أو بين الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا في الْبَيْعِ (3/850)، رقم (1283)، وأحمد (5/414)، رقم (23560)].

وهذا في حق السبي من الأطفال ونساء الكفار؛ فكيف بالحرائر المؤمنات؟!

الخلل الحادي عشر: البخل الشديد:

وكثيراً ما يشكو الأبناء هذه الخصلة الممقوتة في القرآن، فترى بعض الآباء يملك مئات الآلاف من الريالات، ومع ذلك يحجز هذا المال عنهم، فيحرص على التكتم عليه، ويقبض يده عنهم، حتى إن بعض الأبناء يأتي أحياناً ومعه تزكية من أئمة المساجد يشهدون له بالصلاح ويعرضها علي وعلى غيري من الناس يريد شيئاً من المال يستعين به على الزواج أو غيره.

فأفاجأ بذلك! وأسألهم أحياناً: هل علم الوالد بفعلكم هذا؟

فيقولون: نعم، وقد أذن لنا.

فعجباً -والله- من هذه التصرفات! ولا أدري أين عاطفة الأبوة؟

وكيف سمحت للابن أن يكون متسولاً يسأل الناس من مال الله؟

ثم لمن هو يجمع هذا المال؟ إذا كان لأولاده فهذا أوان إنفاقه عليهم، وإذا كان للآخرة فلن يدفن معه إلا وزر هذا المال، من ناحية جمعه وإنفاقه.

أما المال فسيقتسمونه بعد موتك شئت أم أبيت، وقد لا يشكرونك عليه، فعلام إذاً تدخر الأموال؟

ولماذا يترك الأولاد يسألون الناس ويتكففونهم، ولماذا يلجئونهم إلى العقوق والكراهية والنفور؟

ولعلي ألتمس لبعضهم أعذاراً وعللاً يتعللون بها، وهي خاطئة، ولكنهم يعتقدون أنها صائبة.

العلة الأولى: يتعلل بعض الآباء عن مساعدة الابن لزواجه بعلة العدل؛ فيقول: إخوتك كثر ولا أستطيع أن أعدل بينكم.

وهذا عذر مرفوض؛ ذلك أن الابن قد احتاج للزواج وأنت تقدر فزوجه وأعنه على ذلك.

ثم إذا بلغ الثاني وأنت مقتدر فزوجه أيضاً.

واحمد الله الذي أغناك وأقدرك، واعلم أن ابنك وأبناءه في المستقبل هم جميعاً رصيد لك، فاكسب دعاءهم، واكسب ثناءهم، واكسب محبتهم.

وأما إذا بلغ الثاني، وقد نفد مالك فأنت معذور أمام الله: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا)[البقرة: 286].

وقد سمعتم كلام الإمام أحمد -رحمه الله- في الأعطية.

العلة الثانية: يقبض بعض التجار يده عن أبنائه، ويلزمهم بالعمل عند الناس مستخدمين، وبأجور رمزية، ويقول هذه الكلمة العامية: "خله يطلعونه الناس رجل".

وهذه نظرية ممقوتة، فلماذا لا تخرجه أنت رجلاً؟

فالابن حتى لو خرج رجلاً في المستقبل لن يرى لك فضلاً عليه، ثم إنه من المستحيل أن يباشر الولد في عمل ما عند أحد من الناس وهو يعلم أن أباه ذلك التاجر المعروف، ولقد رأيت شاباً يعمل في متجر عند شخص بمرتب يسير، ووالده من كبار تجار البلد؛ فعجبت لذلك، حتى إن الولد نفسه كان يتهرب من أن يراه أحد، وكان يظهر للآخرين بأنه شريك لصاحب المحل، وأحياناً يدعي أنه له.

إلى غير ذلك من الأعذار.

فلماذا -أيها الأحبة-: لماذا أيها الوالد الكريم ننساق وراء ذلك المثل وعندنا ما هو أنفع وأنجح للابن، وهو تسليمه منصباً في الشركة أو المؤسسة، ومضاعفة الراتب عن غيره، أو استحداث متجر جديد، وإيهامه بأن هذا المتجر سلفة ومطالب بتسديده، ثم متابعة تحركاته جيداً.. إلى غير ذلك من الأعمال.

فالكرم زينة للرجال، ومجلبة لقلوب الناس؛ فلتكن الدراهم هي التي تخدمنا، وإياكم من أن تقوموا بخدمتها؛ فسحقاً لأموال كانت هي سبب النفور والانحراف بالإغداق المتعدي للحدود، وسحقاً لأموال كانت سبب النفور والانحراف بالبخل وقبض اليد.

الخلل الثاني عشر: سبُّ الأولاد أمام الغير وثناؤه على الآخرين بشكل دائم:

فمن أكبر عوامل ترسيخ ظاهرة الشعور بالنقص.

ومن أعظم أسباب انحراف الولد نفسياً وخلقياً: زجر الولد وتوبيخه أمام الحاضرين.

وهذا منهج مشين ينتهجه بعض الآباء؛ فلو تأخر في إحضار القهوة مثلاً- أو لم يتقن طريقة تقديمها، أو قدم أحداً على آخر، أو سقطت منه عفواً؛ لأنبه وحطمه وتلفظ بألوان من ألفاظ السب والسخط أمام الحضور.

وقد يصرح للغير بفشل الابن، ويتشاءم منه في المستقبل، وقد يقصد بعضهم إيهام الحضور بأنه شديد في التربية.

والبعض الآخر قد يقصد ردع الولد عن الخطأ في المستقبل.

وكلا القصدين ممقوت ومنبوذ، فالنصيحة في الجماعة تتعدى من كونها نصيحة إلى فضيحة، ثم إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه.

وكذلك بعض الآباء قد لا يملك نفسه إذا غضب على ولده، فيشهر به في المجالس، فعند أول سؤال عن الابن يسرد لك سيرته، وحياته، ويستعرض لك أخطاءه وزلَله، وكأنه أعدى عدو له، وهذه إذا سمعها الصديق ضاق صدره، وإذا سمع بها العدو فرح أشد الفرح بوجود الشقاق بين الأب وأبيه.

ثم لا تدري -أيها الوالد-: ربما يرجع إليك الولد تائباً منيباً، فما هو موقفه من السمعة التي تلطخت من قبل بالعار والشنار.

هذا مع أن السب لا يزيد الابن إلا بعداً ونفوراً، إلا أن يكون تقياً يعرف حقوق الوالدين؛ فإنه لن يأبه بالسب، مع أن الآثار لا بد أن تكون موجودة، وهذه الحالة إذا كان الصواب مع الولد، وإلا فالتقي يأبى عليه تقاه أن يسخط على والديه.

وأما عن ثناء الوالد للغير: فقد اعتمد بعض الآباء على التربية بجعل الغير مضرباً للمثل، فأحياناً بالأبناء المجاورين، وأحياناً بالأقربين؛ فيأمره بالتأسي بفلان، ثم يبدأ بالثناء عليه جملة واحدة، وقد يكون الابن أفضل من الممدوح، وهذه إذا كانت صفة مستمرة فهي خلل.

وأما إذا كانت تأتي عرضاً وبصفة يسيرة فهي جيدة.

الخلل الثالث عشر: نظرة الآباء إلى الأبناء نظرة مصغرة:

فالوالد بصفة أنه عرف ابنه وعرف سيرة الابن منذ الصغر؛ فإنه يراه على تلك الصفة دائماً، فقد يكبر الابن ويكبر شأنه حتى يكون رجلاً مرموقاً، وهو لا يزال عند تلك النظرة إليه، وقد أُثر عن امرأة أنها كانت ترفض فتوى ابنها، وتقبل فتوى تلميذ من تلاميذ ابنها، وقديماً قيل: "من عرفك صغيراً ازدراك كبيراً".

فلا بد أن يسير الوالد مع ابنه على جميع مراحله ومستوياته، فإذا بلغ سن الرجولة عامله معاملة الرجال، وأكسبه ثقة بنفسه، واستشره في بعض مهامك، وكلفه في بعض شئون عملك، بل وكلفه أحياناً في تولي شئون المنزل، وافتح له المجال في استضافة زملائه، وتقديم الضيافة لهم؛ ليعتاد على الكرم والاحتكاك بالآخرين.

ثم اعلم أن سفره مع الصالحين يزيده خيراً وصلاحاً وتجربة؛ فلا تمانع من ذلك أبداً، وارفع من قدره في مجالسك العامة، واجعله منك بمثابة الزميل لك من حيث المداعبة، وتبادل الآراء والفكر.

وأخيراً: وليس آخراً: عليك أيها الوالد ببر أبويك فإن البر دين عليك؛ فكما تدين تدان.

أيها الوالد الكريم: هذه بعض أخطاء يقع فيها بعض الآباء أوردتها محبة وإشفاقاً على الابن والأب.

وقد ركزت عليها وأوليتها اهتماماً لما رأيته من كثرة النفور والانحراف الناتج من الطرفين، إلا أنك قد تقول لي: الهداية بيد الله، وإلا فكم أدبت ثم أدبت ولم أر أثراً لذلك!.

وهنا أهمس في أذنك اليمنى بقول الله -تعالى-: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء)[القصص: 56].

ثم أهمس في أذنك الأخرى قول الله -تعالى-: (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الشورى: 52].

لتعلم أن هداية القلوب بيد الله وليست بيدك، ولكن هداية الدلالة والإرشاد والتوجيه بيدك، فإذا قمت بها وأتقنتها برئت ذمتك أمام الله؛ فإن اهتدى واستقام كنت أنت السبب لذلك، والله يثيبك على القليل كثيراً، وإن انحرف وضل -وأسأل الله أن لا يكون ذلك- فقد أديت وبلغت ما كلفت به وحملت إياه.

أسأل الله -تعالى- أن يقر عيوننا بصلاح أنفسنا وأبنائنا وبناتنا وأزواجنا إنه على كل شيء قدير.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم، وربانا على موائد خيره وبره العميم، أحمده وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فاتقوا الله -تعالى- القائل: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[البقرة: 132].

أيها المسلمون: إن الإنسان إذا اجتهد فأخطأ في طريقة ما، فلا يعني ذلك انتقام الطرف الآخر واستغلال الخطأ في النفور والانحراف.

وهذه كلمة أوجهها للشباب؛ فلا يجوز للشاب أن يستغل خطأ والده، وأن يجعله مبرراً من المبررات التي يسوقها لنفسه بإيحاء من شيطان الهوى والنفس، فينقل خطأه من عاتقه إلى عاتق أبيه بحجة أنه لم يحسن التربية، وبأنه كان ضاغطاً وشديداً علينا إلى آخره.

إن هذا ليس بمبرر لك أبداً، فالابن مفروض عليه البر بوالديه وإن ظلماه، كما قال ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سئل عن ذلك: "وإن ظلماه وإن ظلماه"[مصنف عبد الرزاق (11/135)، رقم (20128)، كنز العمال (16/199)، رقم (45538)، وقال في لسان الميزان في ترجمة عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي (3/376)، رقم (1505):" رجاله ثقات أثبات غير هذا الرجل فهو آفته، ولي قضاء طبرستان وانصرف عنها في سنة سبع وتسعين ومائتين، وكان بقي إلى بعد الثلاثمائة"، وقال ابن حجر في المطالب العالية:" إسناد أبي يعلى حسن، وقد روي موقوفاً"].

فلينتبه الجميع لذلك.

أسأل أن يحفظنا ويحفظ ديننا، اللهم أصلح شبابنا، اللهم أصلح شبابنا، اللهم رد ضالهم إليك رداً جميلاً.

اللهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم اقذف في قلوبهم حب آبائهم وأمهاتهم، اللهم اقذف في قلوبهم حب آبائهم وأمهاتهم.

اللهم يا حي يا قيوم اللهم ألهم الآباء رشدهم وطريقة تربية أبنائهم.

عباد الله: صلوا وسلموا على خير عباد الله، فلقد أمركم الله بذلك، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له، ناهين عن المنكر مجتنبين له، محافظين على حدودك، قائمين بطاعتك يا رب العالمين.

اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

13 خللا في التربية (1-2)